لُقمَان
True Gamer
تنويه ! هذا الموضوع يحتوي على حرقٍ مفتوح لمحتوى اللعبة !
لطالما أعتبرت ( Zero Escape | صفرية الهروب )، رمزًا من رموز الروايات المصورة، وكنت أطمح دومًا للقائها،
وحينما حل اللقاء مع 999 في العام الماضي تجاوز مستواها جل توقعاتي، ومع كل يومٍ يمضي أزدادت تقديرًا في خلدي.
مع هذا، أول السويعات مع "VLR"، لم تكن بقدر قوة 999، فمجسمات الشخصيات البكسلية المبنية على ثقافة الأنمي،
أصبحت مجسمات ثلاثية الأبعاد متواضعة التصميم، والتحريك قلّ كثيرًا عن قبل، كذلك تصميم الشخصيات أنفسهم.
لم أحب أبدًا التفاوت بينهم، على عكس طاقم 999، الأجواء العامة المعدنية مقارنة بالتنوع في السابق،
كانت وبوضوح ثقيلة، ولم تعطيني دافعًا كافيًا لأكمال ما بدأته فيها…
ولكن، كل هذه كانت محض إنطباعات أولية، وقد تلاشت تمامًا وسرعان ما أضحت أحلامًا حالما دخلت بأجوائها !
الألغاز أكثر صلابة بكثير من أي لغز سبق ووجد في 999، والكتابة صحيح انها أقل شاعرية ولكنها أكثر صلابة.
ومع الوقت كل من اللعبتين له توجهه الخاص، ومناقبه الخاصة، 999 هي لعبة تركز على المشاعر وحبك حكاية أكثر ترابطًا،
بينما لغة VLR، هي لغة علمية أكثر، وتتركز على حبك حكاية أضخم، وأكثر تفرعًا بالتأكيد.
المقارنات عقيمة بين اللعبتين، لذلك سأتوقف عنها هنا، وأعتقد أن هذا أيضا سينطبق على ZTD مقارنة بهما،
فكل جزء من السلسلة هذه، يقدم توجهًا مختلفًا، ومناطق قوة أكثر تفردًا عن ماسبقه.
يتعين علي هنا أن أبذل جهدًا أكبر في توضيح نقطة قوة اللعبة الرئيسية، الكتابة، الكتابة موسعة أكثر بكثير من 999،
وكمية المسارات الموجودة، والحيثيات القصصية المترامية، أكبر من أن تحتوى بسردٍ واحد للقصة نفسها !
ولعلي أبدأ مع قلب التجربة، وأساس "دورة اللعب"، [ المخطط البياني ]، والذي هو أساس تميز اللعبة !
بكل أختصار، اللعبة مرتكزة على العديد من الإختيارات، الرئيسية منها هو إختيارت لعبة الـ"AB"، وأختيارات الرفقاء للأبواب،
مع كل خيار في اللعبة، أو رفيق في الباب، ستفتح مسارًا جديدًا للقصة وهو مختلف عن سابقه !
عدد المسارات ضخم فعلًا، فهو يصل إلى 18 مسارًا، 9 منها مسارات مخادعة إلى نهاية سيئة،
والمسارات مترابطة فبعض من المسارات سيتوقف ولن تستطيع إكماله حتى تجد دليلًا من مسارٍ أخر !
أجد بعض اللاعبين يستعين بمخطط ليخبره أين يذهب بالتحديد، وأنا أقول هذا هو مدمر المتعة في اللعبة !
إن لم تخض في عالم المخطط ومحاولاتك اليائسة الضبابية، وترابطاتك القصصية، فلن تعيش تجربة VLR الحقيقية.
القصة مترامية الأطراف نحو 9 نهايات مختلفة، كل نهاية ستكشف لك أكثر عن شخصية معينة، وأحدها هي النهاية الحقيقية،
هناك نهايات تستطيع الوصول لها منذ البداية، وهناك نهايات تتطلب تحقيق نهايات أخرى قبل الوصول إليها.
ففكرة اللعبة الرئيسية أن لكل نهاية معنى، وكل نهاية شخصية ستجدها ستفتح لك أفقًا جديدًا في مسار أخر،
والرائع فعلًا هنا، هو جودة الكتابة، الكتابة مصانة بشكل مدهش، وتوزيع الأفكار على المسارات رائع !
صحيح أنه أحيانا ستجد أمورًا متشاركة بين المسارات، مثل إصابة كوارك بـ"الراديكال - 6"، ولكنك تستطيع تجاوز الأمور المتكررة،
عن طريق نقر "تخطي"، والتي ستتجاوز لك الأحداث المتشاركة لحين وصول نصوص جديدة لمسارك.
اللعبة تلعب بهذا المفهوم جيدًا، وستقول لك أن الأحداث ستتكرر، حتى تفاجئك في مسارات بالإختلاف التام لأحداثها عن البقية !
كوتارو كاتب مدهش، ومع طموح ضخم، وكتابة لم ينقص مستواها للحظة، والعديد من المفاجئات المتميزة في قلب التجربة،
أدركت أني أصبحت أفضله كثيرًا، بين جميع كّتّاب الروايات المرئية الأخرين !
ولعلنا نتحدث قليلًا عن الشخصيات، فالتجربة مصنوعة للتفاعل معهم، وأكتشاف خباياهم،
وأقولها فعلًا، بأن طاقم الشخصيات يتفوق بنجاح على 999، سواءًا من كتابة أو خلفية، ولكنه أحيانا يقل في التصميم.
الفرعونة المتجمدة والمفأجاة الرئيسية في 999، كانت في النهاية مخادعة كبيرة من الكتاب،
فهي فتاة مصرية/فرنسية، تعمل لصالح جهود حكومية للمهمات الخاصة ولمكافحة بعض الطرق.
أعترف أن تصميم الشخصية مزعجًا جدًا، ولم يكن هناك مبرر له، على غرار شخصية معروفة في 999،
ولكن تعليقات آليس نفسها كانت مضحكة للغاية في بعض الأحيان، شخصيتها لطيفة على عكس ماتوقعت وكانت إضافة جيدة.
إن قلت لي ماهي أكثر شخصية كنت تتوقع منها الكثير وخالفتك ؟ سأجاوبك بتينموجي بالتأكيد !
لماذا ؟ لأن هويته كجونبي كنت قد أحرقتها على نفسي من قبل أن أبدأ VLRـًا !
شخصيته تمثل قالب العجوز معكر المزاج، والذي يهتم فقط لحفيده، أعتقد أن من أكثر الطرق مللًا،
كانت بجواره، مع أن شخصيته جيدة، ولكن تعليقاته ناشفة وقاسية بعض الشيء، توقعت أكثر منك جونبي !
أحب ديو، أقولها بصدرٍ رحب، ديو شخصية مرحة ولها العديد من "الخروج عن النص"، في الأحداث،
حتى مع هويته الأصلية كـ"ليفت"، التلاعب به في أحد المسارات كان مضحكًا جدًا !
مراوغٌ للغاية، وسيستغل أي فرصة لديه لكي يستفيد منها لصالحه، وأعترف أنه كان كريهًا في بعض الجولات.
العائدة من 999، وهل ستصدقني لو قلت لك أن وجودها كان كعدمها ؟
شخصية كلوفر لم تتغير كثيرًا، غير أنها أصبحت تتخذ آليس قدوة لها في كل الأمور.
تعليقاتها ساذجة بعض الأحيان، ونهايتها كانت جدًا بسيطة، تمنيت لو أنها كتبت بشكل أفضل.
كوارك قد يكون أقل الشخصيات الـ9 جودة، فهو مجرد طفلٍ صاخب مملوء بالنشاط،
ومع الحدث المتكرر في جميع المسارات بإصابته بالراديكال - 6، يصبح تواجده ضعيفًا جدًا.
المضحك أن نهايته لم يكن فيها أي شيء يشير أليه ! نهاية فارغة للغاية ألصقت بأسمه، مثل شخصيته.
إن كنت ستقول لي من هي أكثر الشخصيات التي حازت على إهتمامك.
حتمًا كي شخصٌ رائعٌ فعلًا ومليءٌ بالمفأجات، الغموض حوله ممتع، كل شيء يدور عليه يصبح رائعًا.
وأعتقد أن الجميع تلقى صدمة هائلة مع نهايته ! لم يكن من الممكن أن تكون حقيقة !
أنا أحب لونا… فقط
بطل اللعبة، وأعترف فعلًا أن شخصيته مشابهة لجونبي في العديد من الامور،
ولكنها بنفس الوقت مختلفة، أعتقد أنه أسوأ خلقًا بدرجة من جونبي.
مع هذا كان بطلًا جيدًا، وشعرت بالراحة معه ولطالما قال ما كان يجوب بخاطري تجاه بعض الشخصيات !
حينما تخبرني عن مركز اللعبة، والشخصية الرئيسية الأخرى في غلافها،
وأول شخصية ستتلقاها، فأتوقع أن حبكة اللعبة تكون عليها، وهذا مالم يحدث !
فاي مهمة، شخصيتها قوية وغامضة، ولطالما كانت مساعدة موهوبة ولم أصل للعديد من الأماكن، بعد فضل الله إلا بمساعدتها،
مع هذا اللعبة أستمرت في كل نهايتها بالصمت عنها وعن هويتها، لماذا ؟ هذه أحد مآخذي على اللعبة بالتأكيد !
صحيح أن اللعبة تتخذ طبيعة معدنية لها في التصاميم، ولكن ألغازها رائعة حقًا، وأكثر عبقرية بالتأكيد من مامضى،
تصميم الألغاز مع فكرة موحدة في جميع الغرف هو أمرٌ مثير للدهشة حقًا !
كل غرفة فيها رمزين تدخلهم بالخزنة، أحدهم يفتح لك ملفًا لأمورٍ سرية،
والأخر سيكشف لك عن مفتاح الخروج من الغرفة، وبعض الإغراض المهمة التي ستساعدك في إكمال مسيرتك.
الأمر فعلًا أن التحكم ثلاثي الأبعاد ساهم جدًا في الإنغماس في تجربة الألغاز،
وقدم ألغازًا عبقرية حقًا، ولطالما أستمرت اللعبة في مفاجئتي بألغاز أفضل وأفضل حتى النهاية !
كمية الألعاب المصغرة الموجودة هنا فعلًا عالية، ومليئة بالتجارب المسلية،
مع أهذا أعترف كون 20% على الأقل من الألغاز أستعنت فيها بزميل &، لكونها معقدة أكثر من اللازم بعض الشيء.
المحادثات في الغرف كانت قاتلة من الضحك، خصوصًا في غرفة التسجيل مع آليس وكي،
ضحكت بصوتٍ عالٍ فعلًا من بعض الحوارات، شعرت أكثر بإنسجامي مع الشخصيات،
مثلًا حينما لعب كي بالحصان وآليس تقول "لا أرى شيئًا، لا أرى شئيًا"، ثم تطبع الكاميرا صورة لكي وهو يلعب فيستخدمها ضد آليس
هنا أريد الحديث بلا قيود، عن القصة العظيمة والمميزة، عن الإطروحات العالية،
وعن جمال اللعبة المدهش، وعن بعض الإحباطات التي تلقيتها طوال مسيرتي…
حينما تذهب لغرفة مكللة بالرجال الآليين وتعتقد أنهم مجرد دمى هناك، ليستيقظ أحدهم ويخبرك بأمورٍ مهولة !
هذه كانت أول لحظات القصة التي فعلًا شعرت بكوني مهتم لها، أسلوب الآلي وطريقة كشفه كانوا موترين للغاية،
وبعدها إن أكملت في نفس مسار لقائه ستجد أمامك نهاية مقفلة، ويموت قبلها الجميع !
بعد أن تجد أخيرًا كلمة السر للنهاية، وبعد رحلة طويلة لمعرفتها في مختلف المسارات، ستجد أمامك :
لونا
لونا هي أفضل شخصية بالسلسلة بالتأكيد، دومًا متفائلة وإيجابية، دومًا تريد الذهاب لطريق الحق، و عفافها يذكرني بآكاني،
ومع كل الظلال خلفها وكل الغموض المحيط بها، ومع كل الجرائم التي أتخذت لتلبس جرمها، كانت في النهاية بريئة !
وأي براءة تلك التي تأتي بعد ما تكتشف أنها محض آلة تتخذ نفسها بشرية،
تفتت جسدها أمامك وتحولها لمجرد قطعة معدنية كما حال الغولم الذي قابلته قبلًا... أمر فعلًا محزن، هذه أكثر لحظة أحزنتني منذ فترة طويلة
نهاية كي ! أكاني هي مربية كي، أكاني هي ذاتها العجوز الميتة ! والصدمة بعد أن تخلع قناعه ستجد أن وجهه... كوجه سيجما !
مع هذا كان لدي تفاوت في تقبل هذه النقطة، إن كان تذكر مربيته ووالده، كيف لم يعرف أن والده هو ذاته سيجما ؟
فسيجما لا يزال لم يفقد وجهه الكبير في السن، فالمفترض أن يتعرف عليه مباشرة.
ليفت "ديو"، والعصابة السرية myrmidon، على غرار هوية فاي الحقيقية، اللعبة كانت جدًا محافظة على كشف المعلومات عنهم،
أه عصابة شريرة لهم علاقة في أنتشار الراديكال - 6، و Ace في الجزء الاول وحادثة الأطفال كانت من طرفهم، فقط.
ومع كشوفات النهاية، والنهايات السرية، أصبحت متأكدًا من كون VLR لعبة تريد أن يكون لها تكملة ثالثة أكثر من كون 999 تريد تكملة !
لماذا هذا ؟ التجربة المتكاملة التي خرجت منها في 999، لم أحز على نفس الشعور في VLR !
مع هذا النهاية كانت مثالية، كشوفات النهاية ممتازين وتم التلميح لهم بشكل رائع، أحببت نهاية VLR العلمية،
أكثر من أن أحببت نهاية 999 الشاعرية، وبشكل عام أجد ذوقي الأن يتجه لـ VLR أكثر !
وشكرًا جزيلًا لكم على حسن الإنصات.
