التصنيف: فلم.
النوع: خيال، قصة فلكلورية.
المدة: ساعتان.
الاستديو: جيبلي
العودة للإخراج بعد غياب 15 عامًا:
فلم جديد بعد غياب طويل من المخرج الكبير والشريك المؤسس لاستديو جيبلي مع ميازاكي المخرج إيزاو تاكاهاتا. إخرج العديد من أعمال الأنمي سواء التلفزيونية أو الأفلام. لعل من أشهرها المسلسل التلفزيوني "وداعًا ماركو". شهرة تاكاهاتا أنفجرت وأطلقت للعيان مع تحفته الدرامية Grave of the Fireflies والتي حصلت على ثناء ضخم عالميًا وهذا الفلم أطلق أسلوب تاكاهاتا الفني للعالم. اللمسة الواقعية مع الاسقاطات الخيالية التعبيرية هي سمة سينما هذا الرجل. أفلام تاكاهاتا تطبع بطابع ناضج كشخصيات أو كتحبيك أحداث وذلك يجعلها متقبلة أكثر مع الفئة العمرية الأكبر. بعكس الطابع الشامل الذي يميز سينما ميازاكي رفيق دربه. فلم Princess Kaguya أو حكاية الأميرة كاغويا يأتي بعد غياب طويل تحديدًا منذ فلمه My Neighbors the Yamadas سنة 1999 وفي الكلمات القادمات سأعطي لمحة بسيطة عن هذه التجربة.
الأسلوب الفني:
عزيزي القاريء أجلب معك كراسة رسم مع "علبة الألوان الخشبية" كالتي في الصورة فوق وبالطبع قلم رصاص. ثم أطلب منك أن ترسم لوحة بسيطة وبعدها تصبغها بهذه الألوان الخشبية. بعد ذلك تخيل أن هذه اللوحة تتحرك بكل تفاصيلها مع الوانها!! هذا هو أسلوب الرسم في هذا الفلم:
النقطة المميزة في هذا الأسلوب هي تناسق الحركة مع الألوان لتظهر بطريقة سلسلة للناظرين، الأمر لا يتوقف هنا. التظليل وفنيات الرسم بالألوان الخشبية مطبق بحذافيره وكأن اللوحة ذات التفاصيل الملونة تخرج من مكانها وتتحرك!
الموسيقى كانت حاضرة لتصبغ الأسلوب الفني جمالًا مع هذا الآرت الفريد والقصة الفلكلورية. هنا يظهر الأستاذ الكبير Joe Hisaishi ليقدم تشكيلة من الأوركسترا مع اللمسة الشعبية للموسيقى اليابانية والناتج ذاك التناغم الممتاز مع أطراف الفلم.
[video=youtube;pI9Cz_RoeGY]https://www.youtube.com/watch?v=pI9Cz_RoeGY[/video]
قصة من الفلكلور بطابع تاكاهاتا الواقعي:
الفلم مستوحى من قصة "رجل الخيزران" من الفلكلور الياباني وهي قصة شهيرة جدًا عن رجل الخيزران الذي أخذه القدر لتربية طفلة نبتت من الأرض! أكتفي بالشرح عن القصة هنا. طابع الفلم أقرب إلى خمسينات القرن الماضي؛ تحديدًا بدايات السينما اليابانية بتوجهات لأعمال من التراث والحكايات تحديدًا. تتلمس أسلوب كلاسيكي جدًا في سرد القصة؛ تلك الراوية التي تتحدث عن "كان يا ما كان في قديم الزمان" وتقدم بطيء في رتم الحكاية مع لمسة ساحرة، لطيفة تبث بشاشة كبيرة عند المُشاهد. هي هي لمسة تاكاهاتا لم تتغير كثيرًا، لكن الفارق هنا؛ الأصباغ "الخيالي" أكبر مما كان في أي عمل سابق له. ومع ذلك تتلمس واقعية جميلة ترسم تصرفات الشخصيات وتطبعها بقالب سهل. الفلم رغم لمسته الناضجة إلا انه يحمل فحوى تشمل كل المشاهدين كبيرهم وصغيرهم. الفلم أبدع في صناعة أجوائه الفلكلورية كما ذكرنا التناغم الكبير بين الآرت والموسيقى نمى هذا الشعور أضافةً إلى الأسلوب القصصي نفسه. حكاية أميرة أقرب إلى الشعبيات وقصص الأمهات. الأبداع الإخراجي حاظر، اللمسات الخيالية من تاكاهاتا؛ ببث نوع من الخيالات على شكل مشاهد لا واقعية تذكرنا بأسلوبه مع رائعته الشهيرة "مطر الذكريات" حيث نرى مشاهد خيالية بأسلوب "الحلم" أو تحديدًا "أحلام اليقظة" ليصبح التمييز بين الواقع والخيال متروكًا للمشاهد نفسه.
الأميرة كاغويا النقطة الأخيرة التي سأتطرق لها، هذه الشخصية من مميزات الفلم الكبيرة وبل تتدخل لتكون واحدة من أعمق شخصيات الأنمي على الأطلاق. القوة التركيبية لشخصيتها صنع بتطور أكثر من ممتاز على طول خط الفلم. هي انسانية أكثر مما تتصورون، هي حالمة، هي محبة، هي مرحة، ذكية، وأخيرًا واقعية. اسئلة الحياة ولبها مُشكله بقصة هذه الأميرة.
أخيرًا
Princess Kaguya ليس فقط أفضل فلم أنيمشن شاهدته هذه السنة، بل يدخل عندي في المرتبة الثانية كأفضل أفلام تاكاهاتا بعد "Grave of the Fireflies" وتبقى رسالته لسنوات ومنتج يضم مع روائع جيبلي الخالدة.
التعديل الأخير: