الاستديو: Madhouse, DLE
العرض: 2018
النوع: حياة يومية، دراما، كوميديا
هذا من الأفلام التي تمر كذا وما أحد ينتبه لها، تشاهد ذلك من مواقع الأنمي الجماهرية والاستقبال العادي له، بشكل عام هو فلم ما بعد جيبلي أو نقول ما بعد اعتزال ميازاكي المزعوم ومن ثم رجوعه، جمهوره ضايع ما بعد يور نيم وسيطرته على التريند الحالي للأفلام، وجمهور جيبلي الذي ما يستهدفه تمامًا! من بين كل هذا سنتحدث عنه قليلًا.
أكو فتاة قادمة من المدينة لا تعرف الكثير، تتمنى الكثير، بيومٍ ما يحدث لها حادث مأساوي، بعدها تقرر العيش مع جدتها في نزل هارونويا بقرية مشهورة بينبوع يصطفي الزائرين ويعالجهم من همومهم وأمراضهم، هل هذا كل شئ؟ لا هي تتبع تقاليد خدمة النزلاء وتدخل بمعضلة أن تكون سيدة النزل بعد جدتها.
العمل بوضوح فيه الكثير من ريحة جيبلي، لا تستغرب أن عراب الفلم والمخرج كان الساعد الأيمن لميازاكي نفسه بأيام عز جيبلي، السيد Kitaro Kosaka، الرجل بدأ بداية متعثرة مع ذلك قسوة ميازاكي وعدم تسامحه مع الأخطاء جعلته ينبري قليلًا مع الأيقونة الآخر تاكاهاتا، وبعد كسب الخبرة التي تخوله أن يقود مع ميازاكي ليصبح معروف كمشرف الرسوم للأعمال الشهيرة من الاستديو: Mononoke Hime, Mimi wo Sumaseba, Howl no Ugoku Shiro, Sen to Chihiro no Kamikakushi.
بعد مرحلة جيبلي ندخل بمرحلة مادهاوس هنا تعرفونه بشكل واضح كمصمم الشخصيات لأعمال أوروساوا الشهيرة: Master Keaton, Monster. تجربة الإخراج الحقيقية بدأت مع الفلم القصير Nasu: Suitcase no Wataridori عن تجربة سائق الدراجات التي موضعت موهبته كمخرج.
أكو كفلم محاولة تشاد للخروج عن مسالك جيبلي، بالمقارنة مع أقرانه وأصدقائه الذين استقلوا عن الاستديو مثل Hiromasa Yonebayashi مع فلمه Mary and the Witch's Flower الذي بالغ كثيرًا بتقليد المدرسة ليخرج بفلم أقل منها من دون هوية مستقلة.
الفلم يسلك مسلكهم لكنه يحاول يصنع هويته الخاصة، نعم كثير من معتادات جيبلي ستشاهدها بداية من موضوع الفتاة الصغيرة النشيطة التي تشق نفسها بعالم ما ورائي لتنضج تجربتها من خلاله إلى حتى بعض الصور والطابع البصري. في سرده للحكاية الفلم يشبه الحلقات؛ مع كل حلقة تشاهد نزيل بالنزل تخدمه أكو وتكتشف الجديد وتتعلم الكثير، بعدها يدخل بالثيم الاساسي، عالم ما بعد الصدمة
هذه هي النقطة القوية فيه، أكو بماضي مأساوي الفلم ما يتكلف يخرج كارثيته بل يركز على فكرة الينبوع المعالج، طابع فلكوري مع الأشباح والعفاريت الذين يساعدوها. يتحول الفلم كثيرًا خلال هذه الحلقات ما بين الكوميديا والدراما. مع كل شخص تقابله تكتسب معرفة وتقدر تتغلب على العوائق.
مع ذلك الصورة ليست كلها جميلة، أعتقد مشكلتي مع الفلم هو احساس عدم الأحترافية والانتقال بين الحلقات والثيمز التي يعالجها كثير فوضوية، ما تحسه قطعة متماسكة، حقيقة لا أضغط على المخرج، لأن تجاربه ليست كثيرة ويمكن ذا العنوان الثاني له، هو ما بعد جيبلي بنجاح لكنه أقل بوضوح لا يجعله يصطف مع جودة روائعهم. مثل ما قلت أشيد فيه المحاولة وأنه لم يكن ناسخ فقط بل يحاول على الأقل يتميز قليلًا.
أخيرًا أنصحكم بمشاهدته والمحاولة تستحق ذلك، المخرج ذو طموح والمشروع مع التأني فيه يكون وجبة جميلة للمشاهدة، خصوصًا ما بعد يور نيم هذا شئ مختلف ومنعش.