hits counter

هل عبادة الاصنام مازالت موجودة في مجتمعنا؟

Bo7mood89

True Gamer
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اعتذر عن انقطاعي عن المنتدى، و لكن معزتكم بالقلب ان شاء الله و سأحاول البقاء على تواصل معاكم قدر المستطاع بإذن الله
موضوعي هو : هل عبادة الاصنام مازالت موجودة في مجتمعنا؟
جوابي و اعتقادي الشخصي هو نعم، بل هو يقين للأمانة و مبني على تجارب عندما غيرتها غيرت معها حياتي بالكامل.
ما اتحدث عنه هو اصنام العقل يا عزيزي، و ليس الاصنام المادية.
صنم العقل هو شيء وضعته انت في رأسك و اصبح سبباً لكي يعرقلك عن التطور في حياتك و إعطاء نفسك قيمتها الحقيقية التي جعلها الله لك و استخلفك في هذه الأرض.
صنم العقل هو افكارك السلبية و خوفك من عدم تحقيق اهدافك بمختلف الحجج.
الصنم قد يكون مدير، اب او ام متسلطين، الظروف الصعبة، الواسطه، كبر حجم الهدف... إلى اخره من الأعذار التي تصنعها بعقلك و تصبح اصنام تعبدها و تخافها دون الله و تسيطر عليك و كأنك لست انسان حر خلقك الله بعقل حر يفكر و يستمع القول فيتبع احسنه.
اصنام تجعلك اسيرا تحت رحمة صنمك، مكبل غير قادر عالتفكير السليم و المبدع، تجرك افكار الناس يمينا و شمالا آخذة منك اعظم نعمة انعمك الله بها و هي عقلك الذي ميزك الله فيه عن سائر مخلوقاته.
يتحكمون الناس في سلوكك، و يسيطرون على فكرك بقول هذا غلط و هذا عيب و هذا حرام و هذا حلال حتى يصبح شغلك الشاغل ان تكون امامهم انسان كامل لا يخطئ، بينما في خلوتك تتبع شهواتك لتحس بالحرية.
اسأل نفسك كم مرة تمنيت ان تصل إلى مبتغاك و لم تقدر بحجة عدم وجود مال كافي او عدم تقبل من حولك لافكارك او لانك لست ابن العائلة الفلانية او لان من هو فوقك لا يحبك، اصنام في اصنام في اصنام صنعها عقلك و شيطانك لكي ترى نفسك انك الضحية دوماً و ان كل هذي الأعذار هي السبب وراء وقوف تقدمك.
ناسيا او متناسيا قوله تعالى( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره)
انت البصير على نفسك و انت تعلم علم اليقين انك انت من ربيت هذه الاصنام و جعلتها تلعب بك لكي تتهرب من فشلك في تحقيق اهدافك و لكي تبقى كسولا لا تتقدم خطوة واحده خوفاً من الفشل.
ناسيا او متناسيا قوله تعالى( و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير)
ستأتي يوم القيامة و تقول لربك اني اتبعت رأي فلان و رأي علان؟ اني خفت من الناس فكنت امامهم مستقيما و من ورائهم شقيا؟
لماذا لم تتبين؟ اليس فلان هذا بشر يخطئ و يصيب؟ لماذا اتبعته و اخذت بكلامه و لم تتبين و تحكم عقلك؟
كل هذه الاصنام و المشي وراءها لن يفعل بك الا ابعادك عن الهك الذي اصبح تقربك منه ثقيلا على قلبك، لأن قلبك اصبح زائغا و محمل بالاحقاد و الاحساد و المقارنات و الكره، لأنك ظلمت نفسك لاسعاد الناس و الله لا يرضى بظلم النفس أبدا.
اسعاد الناس يا عزيزي يأتي باسعاد نفسك اولا، بتقربك الحقيقي مع الله و اعترافك له بذنوبك كلها و توبتك من الغيبة و النميمة و السباب و الحقد و الكره، بتطهير قلبك و جعله عامر بمحبة الله و الذي بحبه ستحب كل الناس و ستتعاطف معهم لوجه الله فقط، لا لكي يحترموك و يعطونك المقابل.
تقرب إلى ربك بصدق و تشجع في مواجهة كل من ظلمك و اولهم انت و ظلمك لنفسك، ضع الله نصب اعينك و رضاه غايتك و ليغضب من يغضب، فأنت مع اله الكون، اله مديرك و ابوك القاسي و زوجتك المتسلطة، عاملهم بالحسنى و ان طلبوا منك ما تظلم به نفسك بين لهم وجهة نظرك بتأدب و حزم، حينها ستكسب احترامهم حقا و سيعلمون انك مع ربك ولا تبالي بابتزازهم العاطفي لك.
و قبل كل هذا، انظر لمن اقل منك و من لك قدرة عليه بعين العطف، اعطه قدر الحرية الذي يستحقها، لا تصرخ عليه ولا تتحكم فيه و ضع في حسبانك انه زميل لك في اختبار الدنيا، و قد يكون عند الله افضل منك، فوجهه و علمه بأدب و احترم عقله و منطقه و تذكر انك كنت في مثل مكانه يوماً و ضع نفسك مكانه، و اسمح له ان يخطئ و يكون شجاعا في اعترافه بالخطأ، فالله استخلف البشر لأنه يريد المخلوق الحر الذي يخطئ ثم يتعلم من اخطائه.
فكل تجارب الحياة هي مبنية عالخطأ و تصحيحه، دع ابنك يخطئ و وجهه بأدب و خاطب عقله دائماً لكي يكون رقيب نفسه و لكي يحترمك و يحبك و يطيعك بحب و ليس بخوف من سطوتك و عقابك.
حينها هذا العطف سيعطيك القوة و الشجاعة لمواجهة من هو اعتى منك بالمنطق و الحجة السليمة، و طالما انك تراعي حق الله و حق نفسك فسيكون الله دوماً معك و سينصرك، و ستجد نفسك شيئاً فشيئا تتخلص من احقاد قلبك و سيتطهر و ستكون لربك اقرب، تصلي باحساس و تساعد باحساس و تركز على نفسك باحساس.
و تذكر دائماً( يا ايها المؤمنون عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم)
ليس عليك مراقبة الناس يا عزيزي، ركز على نفسك و قوها و ادبها، ارفع القيم و ستنخفض الشهوات تباعا.
وجه الناس و علمهم بالحسنى، و ان لم يقتنعوا فذلك شأنهم، ليس عليك هداهم.
تخيل انك في امتحان، و تركت ورقتك و ركزت بورقة فلان و علان، توبخ هذا و تصحح لهذا، و تصرخ على هذا، ثم ينتهي الوقت و تجد ان ورقتك فاضية، فماذا استفدت؟
هذه خلاصة تجارب حقيقية جعلتني أرى كل شيء بمنظور مختلف، جعلتني اولد من جديد، جعلتني شخص اقوى بأضعاف مما كنت عليه، جعلت صلاتي لذة بعد ما كانت ثقل، جعلت التقرب إلى الله متعة منقطعة النظير، جعلت موازيني لكل شيء مختلفة، جعلتني انطلق كالسهم في اتجاه اهدافي و اصبحت اغتنم الفرص و اعمل دوماً لتطوير كل مهاراتي.
كل هذا بعد تكسير اصنام عقلي و تركيزي على نفسي و قبلهم هو هداية الله بعد اخذي بالاسباب.
و تذكر أن الشيطان سيحاول معك، سيوسوس لك بأمور تجعلك قاعدا لا تتحرك، قاومه بتقوى ربك الحقيقية، و سترى عجائب الله تتنزل عليك من كل حدب و صوب.
و ستظل تخطئ و تتعلم حتى تصل، فلا تكل ولا تمل و اعلم ان اله الكون بجانبك دوماً.

اعتذر عن الاطالة و اسأل الله ان يكون عملا خالصا لوجهه علني افيدكم بما فدت نفسي به.
 
أعلى