Salman
True Gamer
تابعت إنتاجات صناعة الأنمي والمانجا بشراهة في عهد من العهود الغابرة (3 سنوات تحديداً، بس الدراما واجبة في بدايات المواضيع). كنت أشاهد الحلقات الأولى من نصف الأعمال اللي تصدر في كل موسم أنمي تقريباً، وبعدها تبدأ عملية تصفية، أنتهي منها على 4-5 أنميات أتابعها أسبوعياً. المتابعة الأسبوعية هذه تخللتها أيضاً مشاهدتي لأعمال كلاسيكية من العقود السابقة.
على غزارة إنتاجات الصناعة، كم الأعمال اللي تابعتها هائل. ولطالما كنت ضد حصر مشاهدتي على أنواع معينة من الأعمال: شاهدت أنميات فاضت شعبيتها على الدنيا، شاهدت جواهر فنية منسية، شاهدت أعمال هزلية ما تعرف معنى الجدية، شاهدت أنميات قاتمة تغوص في صميم النفس البشرية، شاهدت أعمال هادئة لطيفة مجردة من التعقيد، شاهدت أطروحات قصصية ثقيلة ما يحللها إلا أفطن المشاهدين.
وفجأة، توقف كل هذا. ليش؟ رح أتكلم عن السبب في النصف الثاني من الموضوع. ولكن قبل ما استرسل، كأني بدأت أسمع استهجانات بعض القراء: "سلمان، عطنا الزبدة!" ... رفقاً يا شباب، صديقكم شخص ديناصوري قادم من حقبة عتيقة تسبق "عصر السرعة" والسوشيال ميديا والـ sensationalism واضطراب نقص الانتباه. العواجز نفسنا يحبون يعبرون ويسهبون ويعتبرون كلمة "اختصار" أوقح كلمة في اللغة العربية. ولكن عموماً ... رح أظلل الجزئية المختصرة من الموضوع بخط أحمر وبراق وثقيل وكبير ومائل حتى أرحم البعض من مشقة قراءة باقي الموضوع:
هل من نصائح أو نقاشات تبغي تشاركنا إياها عن أجود إنتاجات صناعة الأنمي والمانجا في السنوات الثلاث الماضية؟
أرجع وأذكر: تركيزي بالوقت الحالي ينصب على تدارك فجوة انقطاعي عن المشاهدة للسنوات الثلاث الماضية، قبل هالسنوات الثلاث كنت متابع شغوف للصناعة؛ لذلك منعاً للإحراج، ما أبغي أحد يقول لي: "شوف ون بيس" .
طيب، ليش وقفت تشوف أنمي؟ هات أعذارك. خلني أجيب الأعذار التقليدية:
"ما في أنميات جيدة هاليومين"
ما يقول هالكلام إلا شخص عايش في قوقعة وفاقد الأمل في الحياة. الإبداع حي طالما العرق البشري حي.
"ما في وقت، صح؟"
كلام فاضي. الوقت أكثر الموارد عدلاً على وجه الأرض. كل بني آدم – طفل، بالغ، ذكر، أنثى، خادم، ملك، ما يهم – عنده 24 ساعة في اليوم بالضبط (مش بالضبط. للأمانة العلمية، لو اعتمدنا على معيار محايد في القياس غير متأثر بجاذبية الشمس أو الأرض، دوران الأرض حول نفسها يستغرق بالمتوسط 23 ساعة و56 دقيقة و6 ثواني تقريباً. برأت ذمتي أمام مجانين الفيزياء والفلك). أموال الدنيا ونفوذها ما تقدر تزيد ثانية على هالساعات. إحنا كبشر نصرف هالوقت على حسب أولوياتنا: المال مهم، لذلك معظم الناس موظفين، يقايضون الوقت مقابل المال؛ الأسرة مهمة، لذلك جزء من وقتنا يذهب لها؛ كذلك صداقاتنا مهمة؛ الدراسة مهمة. ما رح نخوض في ترتيب أو صحة هالأولويات لأنها مسألة نسبية تختلف من شخص لشخص، ونكتفي بالكلام عن أولوية مختلفة كلياً يموت الإنسان مختنقاً من دونها: الترفيه! كنت أخصص ساعة يومياً تقريباً لمشاهدة الأنمي وقراءة المانجا. نعم، لا تستخف في الساعة اليومية هذه. لو افترضنا إنك تقدر تشوف 3 حلقات أنمي في الساعة، ساعة واحدة يومياً تكفيك لمشاهدة قرابة الألف حلقة سنوياً! قبل ثلاث سنوات ونصف تقريباً، قررت أوقف مشاهدة الأنمي، قررت أضحي بساعة الترفيه اليومية هذه. والسبب؟ خلوني أتكلم عن العذر التقليدي الثالث والأخير :
"أبغي أكتسب قوة خارقة"
السؤال بزغ في ذهني من دون تمهيدات أو مقدمات: "سلمان، إنت مهووس باللغتين العربية والإنجليزية، وتعتبر القراءة عن علوم اللغات واللسانيات نوع من التسلية، متى رح تحس على دمك وتتعلم لغة ثالثة؟" مثلي مثل أي شخص مبتدئ في مجال تعلم اللغات، قررت أختار إحدى اللغات اللي يفضلها متعلمي اللغات لسبب ما: الفرنسية أو الإيطالية أو الإسبانية. بدأت من الأساسيات .... ولكن مع كل Un و Deux و Trois كنت أرددها، كان هناك صوت يصرخ في داخلي: "?いつまで自分の本質を無視するつもりなのか". نعم، نحن متابعي الأنمي والمانجا والألعاب اليابانية نخادع أنفسنا لما نقرر نتعلم لغة غير اللغة اليابانية.
ولكن مهلاً، اللغة اليابانية مش لغة "ظريفة" من اللغات اللي تتقنها في كم شهر مثل الإيطالية والأسبانية ... اليابانية فيها الكانجي! الحروف المرعبة! البيوت المخيفة هذه 憂鬱 躊躇 薔薇! ماذا عن قواعد النحو الأقرب للغات المخلوقات الفضائية؟ ماذا عن كون اللغة اليابانية لغة تحذف معظم الضمائر من الجملة وتعتمد على السياق لتبيين قصد المتكلم؟ ماذا عن تعدد مستويات اللباقة في الحديث الياباني، وتأثيره حتى على تصريف الأفعال؟ تتتابع الأسئلة المخيفة في ذهنك، إلى أن تصل للسؤال الأهم:
"تضحي بالساعة اليومية؟ أو تبقى متحدث للغتين فقط وتظل تردد لباقي حياتك: كنت أبغي أتعلم لغة ثالثة في يوم من الأيام؟" اخترت الخيار الأول. ساعة يومياً من التعليم الذاتي لثلاث سنوات. أبغي أكتسب قوة خارقة. أنمي بدون ترجمة! ألعاب يابانية بدون ما تنتظر الناشرين يتفضلون عليك بترجمة! والأكبر من هذا كله ... شعور الإنجاز بكونك روضت إحدى أصعب لغات العالم! بعد كم أسبوع أحسست بأن ساعة واحدة في اليوم لا يمكن أن تحتوي شغفي تجاه المسألة.
ناوي أكتب تدوينة طويلة عن موضوع تعلم اللغة اليابانية بإذن الله. مسألة تعلم اللغات من أكثر المجالات اللي فيها خرافات: "تحتاج تحضر صفوف حتى تتعلم لغة"، "تحتاج تتكلم كثير وتمارس اللغة بالكلام"، "تحتاج تعيش في دولة اللغة اللي تتعلمها"، "أنا مش موهوب في تعلم اللغات" ... كلها خرافات يدحضها أفضل متعلمي اللغات في العالم، ولا يزال الناس يؤمنون فيها وكأنها حقائق ومسلمات.
بعد ثلاث سنوات، إيش أقدر أسوي الآن؟
على غزارة إنتاجات الصناعة، كم الأعمال اللي تابعتها هائل. ولطالما كنت ضد حصر مشاهدتي على أنواع معينة من الأعمال: شاهدت أنميات فاضت شعبيتها على الدنيا، شاهدت جواهر فنية منسية، شاهدت أعمال هزلية ما تعرف معنى الجدية، شاهدت أنميات قاتمة تغوص في صميم النفس البشرية، شاهدت أعمال هادئة لطيفة مجردة من التعقيد، شاهدت أطروحات قصصية ثقيلة ما يحللها إلا أفطن المشاهدين.
وفجأة، توقف كل هذا. ليش؟ رح أتكلم عن السبب في النصف الثاني من الموضوع. ولكن قبل ما استرسل، كأني بدأت أسمع استهجانات بعض القراء: "سلمان، عطنا الزبدة!" ... رفقاً يا شباب، صديقكم شخص ديناصوري قادم من حقبة عتيقة تسبق "عصر السرعة" والسوشيال ميديا والـ sensationalism واضطراب نقص الانتباه. العواجز نفسنا يحبون يعبرون ويسهبون ويعتبرون كلمة "اختصار" أوقح كلمة في اللغة العربية. ولكن عموماً ... رح أظلل الجزئية المختصرة من الموضوع بخط أحمر وبراق وثقيل وكبير ومائل حتى أرحم البعض من مشقة قراءة باقي الموضوع:
هل من نصائح أو نقاشات تبغي تشاركنا إياها عن أجود إنتاجات صناعة الأنمي والمانجا في السنوات الثلاث الماضية؟
أرجع وأذكر: تركيزي بالوقت الحالي ينصب على تدارك فجوة انقطاعي عن المشاهدة للسنوات الثلاث الماضية، قبل هالسنوات الثلاث كنت متابع شغوف للصناعة؛ لذلك منعاً للإحراج، ما أبغي أحد يقول لي: "شوف ون بيس" .
طيب، ليش وقفت تشوف أنمي؟ هات أعذارك. خلني أجيب الأعذار التقليدية:
"ما في أنميات جيدة هاليومين"
ما يقول هالكلام إلا شخص عايش في قوقعة وفاقد الأمل في الحياة. الإبداع حي طالما العرق البشري حي.
"ما في وقت، صح؟"
كلام فاضي. الوقت أكثر الموارد عدلاً على وجه الأرض. كل بني آدم – طفل، بالغ، ذكر، أنثى، خادم، ملك، ما يهم – عنده 24 ساعة في اليوم بالضبط (مش بالضبط. للأمانة العلمية، لو اعتمدنا على معيار محايد في القياس غير متأثر بجاذبية الشمس أو الأرض، دوران الأرض حول نفسها يستغرق بالمتوسط 23 ساعة و56 دقيقة و6 ثواني تقريباً. برأت ذمتي أمام مجانين الفيزياء والفلك). أموال الدنيا ونفوذها ما تقدر تزيد ثانية على هالساعات. إحنا كبشر نصرف هالوقت على حسب أولوياتنا: المال مهم، لذلك معظم الناس موظفين، يقايضون الوقت مقابل المال؛ الأسرة مهمة، لذلك جزء من وقتنا يذهب لها؛ كذلك صداقاتنا مهمة؛ الدراسة مهمة. ما رح نخوض في ترتيب أو صحة هالأولويات لأنها مسألة نسبية تختلف من شخص لشخص، ونكتفي بالكلام عن أولوية مختلفة كلياً يموت الإنسان مختنقاً من دونها: الترفيه! كنت أخصص ساعة يومياً تقريباً لمشاهدة الأنمي وقراءة المانجا. نعم، لا تستخف في الساعة اليومية هذه. لو افترضنا إنك تقدر تشوف 3 حلقات أنمي في الساعة، ساعة واحدة يومياً تكفيك لمشاهدة قرابة الألف حلقة سنوياً! قبل ثلاث سنوات ونصف تقريباً، قررت أوقف مشاهدة الأنمي، قررت أضحي بساعة الترفيه اليومية هذه. والسبب؟ خلوني أتكلم عن العذر التقليدي الثالث والأخير :
"أبغي أكتسب قوة خارقة"
السؤال بزغ في ذهني من دون تمهيدات أو مقدمات: "سلمان، إنت مهووس باللغتين العربية والإنجليزية، وتعتبر القراءة عن علوم اللغات واللسانيات نوع من التسلية، متى رح تحس على دمك وتتعلم لغة ثالثة؟" مثلي مثل أي شخص مبتدئ في مجال تعلم اللغات، قررت أختار إحدى اللغات اللي يفضلها متعلمي اللغات لسبب ما: الفرنسية أو الإيطالية أو الإسبانية. بدأت من الأساسيات .... ولكن مع كل Un و Deux و Trois كنت أرددها، كان هناك صوت يصرخ في داخلي: "?いつまで自分の本質を無視するつもりなのか". نعم، نحن متابعي الأنمي والمانجا والألعاب اليابانية نخادع أنفسنا لما نقرر نتعلم لغة غير اللغة اليابانية.
ولكن مهلاً، اللغة اليابانية مش لغة "ظريفة" من اللغات اللي تتقنها في كم شهر مثل الإيطالية والأسبانية ... اليابانية فيها الكانجي! الحروف المرعبة! البيوت المخيفة هذه 憂鬱 躊躇 薔薇! ماذا عن قواعد النحو الأقرب للغات المخلوقات الفضائية؟ ماذا عن كون اللغة اليابانية لغة تحذف معظم الضمائر من الجملة وتعتمد على السياق لتبيين قصد المتكلم؟ ماذا عن تعدد مستويات اللباقة في الحديث الياباني، وتأثيره حتى على تصريف الأفعال؟ تتتابع الأسئلة المخيفة في ذهنك، إلى أن تصل للسؤال الأهم:
"تضحي بالساعة اليومية؟ أو تبقى متحدث للغتين فقط وتظل تردد لباقي حياتك: كنت أبغي أتعلم لغة ثالثة في يوم من الأيام؟" اخترت الخيار الأول. ساعة يومياً من التعليم الذاتي لثلاث سنوات. أبغي أكتسب قوة خارقة. أنمي بدون ترجمة! ألعاب يابانية بدون ما تنتظر الناشرين يتفضلون عليك بترجمة! والأكبر من هذا كله ... شعور الإنجاز بكونك روضت إحدى أصعب لغات العالم! بعد كم أسبوع أحسست بأن ساعة واحدة في اليوم لا يمكن أن تحتوي شغفي تجاه المسألة.
ناوي أكتب تدوينة طويلة عن موضوع تعلم اللغة اليابانية بإذن الله. مسألة تعلم اللغات من أكثر المجالات اللي فيها خرافات: "تحتاج تحضر صفوف حتى تتعلم لغة"، "تحتاج تتكلم كثير وتمارس اللغة بالكلام"، "تحتاج تعيش في دولة اللغة اللي تتعلمها"، "أنا مش موهوب في تعلم اللغات" ... كلها خرافات يدحضها أفضل متعلمي اللغات في العالم، ولا يزال الناس يؤمنون فيها وكأنها حقائق ومسلمات.
بعد ثلاث سنوات، إيش أقدر أسوي الآن؟
- أقدر ألعب معظم الألعاب اليابانية المليئة بالنصوص (الفجوال نوفلز، الآربيجيز، إلخ) بالنسخة اليابانية الأصلية بفهم شبه تام. وأنهيت بالفعل عدة ألعاب ما صدرت لها ترجمة إنجليزية إلى الآن (Great Ace Attorney مثلاً!)
- أقدر أقرأ الروايات اليابانية المعاصرة وروايات الجيب (Light Novel) والمانجا بدون مشاكل ملحوظة.
- أقدر أشاهد أنمي بدون الحاجة لترجمة وبدرجة عالية من الفهم، مع كوني أعاني بعض الشيء مع الأنميات اللي تحتوي مصطلحات تخصصية (سياسة، تقنية، علوم بحتة، طب، إلخ)