Anaxiroshe’lir
Kojirō Sasaki
أنهيت اليوم ديوان درة الشعر، شاعر الحكمة، طرفة إبن العبد. رغم إلمامي نوعًا ما بعصر الإحتجاج إلا أن معرفتي به كانت سطحية بالسابق، بل كانت شبه معدومة، حتى قررت قبل بضعة أيام قراءة ديوانه، ويا لجمال هذا الديوان، إلهي أي موهبة تجسّدت فيه! من يصدق بأن هذا الفتى مات وهو لم يتجاوز 26 عام!! لو عاش عشرًا أخرى، لقدّم على رؤوس الشعر أمثال زهير ابن أبي سلمى وإمرؤ القيس
بعض مما رسخ بذهني:
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ .. ومِنَ الحُبّ جُنونٌ مُسْتَعِرْ
لا يكنْ حبَّك داءً قاتلاً .. لَيسَ هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
كيفَ أرجو حُبَّها منْ بَعدِ ما .. عَلِقَ القَلْبُ بِنُصْبٍ مسْتَسِرّ
أرّق العينَ خيال لمْ يقرّ .. طافَ، والرّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ
جازَتِ البِيدَ إلَى أرحُلِنا .. آخِرَ اللّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِرْ
ثمّ زارَتني،وصَحْبي هُجَّعٌ .. في خليطٍ بينَ بُردٍ ونمرْ
فَكَيفَ يُرَجّي المَرءُ دَهراً مُخَلَّدا .. وَأَعمالُهُ عَمّا قَليلٍ تُحاسِبُه
أَلَم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعَت .. عَلَيهِ النُسورُ ثُمَّ غابَت كَواكِبُه
وَلِلصَعبِ أَسبابٌ تَجُلُّ خُطوبُها .. أَقامَ زَماناً ثُمَّ بانَت مَطالِبُه
إِذا الصَعبُ ذو القَرنَينِ أَرخى لِوائَهُ .. إِلى مالِكٍ ساماهُ قامَت نَوادِبُه
يَسيرُ بِوَجهِ الحَتفِ وَالعَيشُ جَمعُهُ .. وَتَمضي عَلى وَجهِ البِلادِ كَتائِبُه
أَسلَمَني قَومي وَلَم يَغضَبوا .. لِسَوأَةٍ حَلَّت بِهِم فادِحَه
كُلُّ خَليلٍ كُنتُ خالَلتُهُ .. لا تَرَكَ اللَهُ لَهُ واضِحَه
كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ .. ما أَشبَهَ اللَيلَةَ بِالبارِحَه
إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ .. ومنْ يكُ في حبلِ المنيّة ِ ينقدِ
إذا أنْتَ لم تَنفَعْ بوِدّكَ قُرْبَة ً .. ولم تنْكِ بالبؤْسَى عدوَّكَ فابعدِ
أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة ٍ .. وإنْ كان في الدنْيا عزيزاً بمقعَدِ
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَهُ .. ولا قائلٍ يأتِيكَ بعدَ التَّلَدُّد
لَعَمْرُكَ! ما الأيامُ إلاّ مُعارَة ٌ .. فما اسطعْتَ من معروفِها فتزوّدِ
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه .. فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي
الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به .. والشّرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ
خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ .. لا تكُنْ كلباً، على الناس، تَهِرّ
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً .. فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا .. فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى .. فشاوِرْ لبيباً ولاتعصهِ
وذو الحقّ لا تَنْتَقِصْ حَقَّهُ .. فإنَّ الوثيقة َ في نصِّهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ .. حديثاً إذا أنتَ لم تُحصهِ
ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ .. فإن الوثيقة َ في نصهِ
ولاتحرصَنّ فرُبَّ امرئٍ .. حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُهُ .. وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخرَ تحسبهُ أنوكاً .. ويأتِيكَ بالأمرِ مِنْ فَصّهِ
وهنا يبدأ الشعر، وهنا ينتهي:
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ .. تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم .. يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً .. خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ .. يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ .. مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها .. عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
تجنّبت وضع بعض أشعاره التي يبدي فيها طبيعته البدوية من التراكيب الصعبة وغريب الألفاظ، لم أرغب بجعل قراءة أبياته الشعرية مُشقّة.
بعض مما رسخ بذهني:
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ .. ومِنَ الحُبّ جُنونٌ مُسْتَعِرْ
لا يكنْ حبَّك داءً قاتلاً .. لَيسَ هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
كيفَ أرجو حُبَّها منْ بَعدِ ما .. عَلِقَ القَلْبُ بِنُصْبٍ مسْتَسِرّ
أرّق العينَ خيال لمْ يقرّ .. طافَ، والرّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ
جازَتِ البِيدَ إلَى أرحُلِنا .. آخِرَ اللّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِرْ
ثمّ زارَتني،وصَحْبي هُجَّعٌ .. في خليطٍ بينَ بُردٍ ونمرْ
فَكَيفَ يُرَجّي المَرءُ دَهراً مُخَلَّدا .. وَأَعمالُهُ عَمّا قَليلٍ تُحاسِبُه
أَلَم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعَت .. عَلَيهِ النُسورُ ثُمَّ غابَت كَواكِبُه
وَلِلصَعبِ أَسبابٌ تَجُلُّ خُطوبُها .. أَقامَ زَماناً ثُمَّ بانَت مَطالِبُه
إِذا الصَعبُ ذو القَرنَينِ أَرخى لِوائَهُ .. إِلى مالِكٍ ساماهُ قامَت نَوادِبُه
يَسيرُ بِوَجهِ الحَتفِ وَالعَيشُ جَمعُهُ .. وَتَمضي عَلى وَجهِ البِلادِ كَتائِبُه
أَسلَمَني قَومي وَلَم يَغضَبوا .. لِسَوأَةٍ حَلَّت بِهِم فادِحَه
كُلُّ خَليلٍ كُنتُ خالَلتُهُ .. لا تَرَكَ اللَهُ لَهُ واضِحَه
كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ .. ما أَشبَهَ اللَيلَةَ بِالبارِحَه
إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ .. ومنْ يكُ في حبلِ المنيّة ِ ينقدِ
إذا أنْتَ لم تَنفَعْ بوِدّكَ قُرْبَة ً .. ولم تنْكِ بالبؤْسَى عدوَّكَ فابعدِ
أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة ٍ .. وإنْ كان في الدنْيا عزيزاً بمقعَدِ
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَهُ .. ولا قائلٍ يأتِيكَ بعدَ التَّلَدُّد
لَعَمْرُكَ! ما الأيامُ إلاّ مُعارَة ٌ .. فما اسطعْتَ من معروفِها فتزوّدِ
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه .. فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي
الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به .. والشّرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ
خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ .. لا تكُنْ كلباً، على الناس، تَهِرّ
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً .. فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا .. فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى .. فشاوِرْ لبيباً ولاتعصهِ
وذو الحقّ لا تَنْتَقِصْ حَقَّهُ .. فإنَّ الوثيقة َ في نصِّهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ .. حديثاً إذا أنتَ لم تُحصهِ
ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ .. فإن الوثيقة َ في نصهِ
ولاتحرصَنّ فرُبَّ امرئٍ .. حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُهُ .. وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخرَ تحسبهُ أنوكاً .. ويأتِيكَ بالأمرِ مِنْ فَصّهِ
وهنا يبدأ الشعر، وهنا ينتهي:
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ .. تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم .. يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً .. خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ .. يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ .. مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها .. عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
تجنّبت وضع بعض أشعاره التي يبدي فيها طبيعته البدوية من التراكيب الصعبة وغريب الألفاظ، لم أرغب بجعل قراءة أبياته الشعرية مُشقّة.