hits counter

لم نلعب؟ (1) : في الدوافع الإنسانية

XIIIXIIIXIII

Aëv stré Novrī

مقدمة



كنت أنتظر صدورها لأعوام, أحلم في اللحظة التي ستقع فيها بين يدي وتغرقني في عالمها. قبل النوم, وأنا أمشي وحيدة في الليل, وأثناء لعبي لبقية الألعاب, وعيي كان عاجزاً عن مفارقة تفكيره المستمر فيها. ثم صدرت..



أنهيت الساعة الأولى, لا زال الوقت مبكراً كي أحكم عليها.



أنهيت الساعة العاشرة, الجميع يثني عليها, أنا فقط أنظر إليها بطريقة خاطئة.



أنهيت الساعة الخمسين, عالمها مصمم بشكل رائع, وهي, إن نظرت إليها كمجموع لأجزاء, مبهرة.



أنهيت الساعة المئة, أنا..لست أتسلى..هل المشكلة فيني؟ هل أصبحت أكره الألعاب؟! يستحيل أن أكون..



أنهيت الساعة ال300: أنا لا أكره الألعاب, لكني أكره هذه اللعبة!



لم؟ لِم لَم تستطع هذه اللعبة تسليتي؟ ما هو الأمر الخاطئ الذي أقوم به؟!



لا..بل ما هو الأمر الخاطئ الذي تقوم هي به؟!



فكرت في الأمر بشكل مطول, وخرجت بعدة نظريات تتعلق بتلك اللعبة و"الأخطاء التي تقوم بها". لكن القليل من التأمل كان كافياً لدحض الكثير من أفكاري. إذ أن تلك اللعبة نالت إعجاب ملايين اللاعبين, ومن ذلك, فإن إطلاق كلمة "أخطاء" على خيارات اتخذها مصممها وأعجبت اللاعبين سيكون إجحافاً في حقه. بالإضافة إلى هذا, أنا لن أقارب الموضوعية إن انتهجت ذلك النهج, لأن ما فعلته حينها –ببساطة- سيكون أني وصفت ما أحبه شخصياً بالصحيح وما لا أحبه بالخاطئ, أمر لا يقود إلى فهم مجرد وموضوعي ل"لِم لَم تكن اللعبة تخاطبني؟"



نعم, جميع الأسئلة أعلاه غير دقيقة, وأنا أنظر إلى الأمور من الجهة الخاطئة. السؤال الأصح كان ليكون:



ما هو الأمر الصحيح الذي تقوم به الألعاب لجذبي وتسليتي؟



ومن هنا بدأت رحلتي الصغيرة للبحث عن إجابة لهذا السؤال!




رحلة



في البداية ظننت بأن اطلاعاً سريعاً على بعض الكتب سيكون كافياً, لكن الأمر كان أعقد من هذا. فلكي أفهم لم تجذبني بعض الألعاب في حين تفشل أخرى في ذلك, كان يجب على أن أعرف قبلها القليل عن آلية الدافع لدى الإنسان. بعد أن وصلت إلى ما أظن بأنه فهم ليس بالسيء للدوافع الإنسانية, اتجهت إلى بعض الكتب التي تبني على ما تعلمته وتناقش العلاقة بين الدوافع والألعاب, كمادة أساسية أو كموضوع جانبي. في النهاية خرجت بصورة أستطيع إلى حد ما إسناد أحكامي المتعلقة بالألعاب وبالمدى الموضوعي لنجاحها أو فشلها عليها.

بالطبع فإن المقال, كمقال شخصي, مشبع بتصوراتي الشخصية التي تشوب الأفكار الموضوعية المقدمة فيه. في حال ما إذا فضل القارئ استقاء الحقائق المجردة فقط, فإني أدرجت آخر المقال مجموعة المصادر التي بنيت معظم ما كتبته عليها.



لأن جزءاً واحداً لا يكفي!



الأمر هو أن معظم المذكور في الربط بين الدافع واللعبة يفترض وجود معرفة بسيطة لدى القارئ في الدوافع الإنسانية, ولست أحب كتابة ما هو غير مكتمل لذاته. من أجل ذلك, قررت تقسيم المقال إلى قسمين:

الأول يستعرض بعض الأفكار في الدوافع الإنسانية, مع تطرق سطحي إلى الألعاب.

أما الثاني, فيربط بين المذكور في القسم الأول وبين الألعاب, ثم يعطي أمثلة على فشل أو نجاح الألعاب في دفع الإنسان إلى لعبها والاستمرار في ذلك.

الجزء الأول بمفرده يحوي ما يزيد عن ال7000 كلمة, وهو مكتمل في ذاته. لأجل ذلك, ولأني لا أعلم ما إذا كنت سأستطيع إنهاء الجزء الثاني ومراجعته خلال الفترة الزمنية القصيرة نسبياً ذاتها التي استغرقها الأول, قررت طرح كل واحدٍ منهما بشكل منفصل.

ملاحظة: الجزء الأول يتحدث في مجمله عن الدوافع الإنسانية, مع تطرق سطحي للغاية إلى الألعاب. لكن المقالين ككل يتعلقان بأمر مهم للغاية في الألعاب, بل هو ربما المحدد الأهم لنجاح اللعبة (مدى قدرتها على جذب اللاعب, وقدرتها على إبقاءه يلعب).






في الدوافع الإنسانية






"أمر لتفكري به؟"

"موجود!"



"هاتفك؟"

"يعمل !"



"الplaylist للموسيقى؟"

"أتوق لسماعها!"



"الطقس؟"

"رياح باردة وجافة, وليل شاعري..تماماً كما أريد!"



"جيد, إذاً اعتني بنفسك وعودي قبل طلوع الفجر...أو حاولي القيام بذلك على الأقل."



"بالطبع, نوفراي"



ابتسم لمرة أخيرة في وجه انعكاسي في المرآة, ثم أرتدي سينث (headphones), وأخيراً أخرج من منزلي والحماسة تغمرني.

أصل بعد دقائق إلى مدخل الحديقة, فأتسلل خلسة إلى داخلها. أنظر من حولي باحثة عن حراس, وعندما لا أجد أياً منهم, أخرج من بين الأشجار وأبدأ بممارسة هواية مفضلة لدي, أعني المشي والتفكير!



لكن هذه المرة كانت مختلفة, إذ كانت هنالك نحلة عسل تدور حول إحدى الأشجار, والتي ما إن اقتربت منها عن طريق الخطأ إلا والتفتت إلي لتبدأ بمطاردتي, فأوقفت الموسيقى وجعلت أجري هاربة منها. التفتّ إلى الوراء بعد وهلة وأنا أركض لألاحظ بأنها اختفت, فتوقفت لأستعيد انفاسي. وهنا هاجم وعيي سيلٌ من الأسئلة والأفكار:

فلم قامت النحلة بمطاردتي بعد أن اقتربت؟ ولم توقفت عن فعل ذلك؟ لم كانت تدور حول الشجرة؟ ولم تقوم بالطيران بدلاً من المشي؟ وغيرها...

بالطبع كنت أدرك بأن الإجابة علي أي من هذه الأسئلة ستتطلب قراءة القليل عن النحل، لكن ما كنت أستطيع الجزم به هو أن هذه التساؤلات كانت معنية بعمليات اختيار قامت النحلة بها, إن لم تكن تعاني من اضطراب. فالنحلة قررت المطاردة, ثم قررت بعد أن ابتعدت أنا عنها التوقف عن مطاردتي والعودة إلى شجرتها, وهكذا...

لكن لم اتخذت النحلة قرار مطاردتي مثلاً؟

ربما كانت باختيارها مطاردتي تلبي حاجة لديها, كحماية خليتها التي لم أرها مثلاً, فأرادت إبعادي عن المكان أو الموت دفاعاً عنه. (حاجة نفسية وفيسيولوجية)

ربما كانت تصرفها العدائي فقط يعكس طبيعة ملكتها. النحل يتأثرون بسلوكيات ملكاتهم, الملكة العدائية تتسبب بجعل العاملات عدائيات. أي ببساطة أن الدافع لمطاردتي في هذه الحالة كان إشباع حاجة فيسيولوجية لدى الملكة (اضطراب في الفيرمونس لديها, أو غيره. أي نسخة مشوهة من حاجة فيسيولوجية)

ربما كان فقط إحساسها بالخوف هو الذي دفعها إلى هذا السلوك الغير معتاد, لاسيما وأنها كانت تدور حول الشجرة بشكل غريب, أمر جعلني أحتمل بأنها queenless. (مشاعر)

هنالك الكثير من الأسباب المحتملة لسلوكها الغريب. لكن الأمر المشترك بين جميع هذه الأسباب هو أنها يمكن أن تولد سلوكاً, أي أنها دوافع.



الدافع هو كل ما يتسبب بإحداث سلوك.



عدت إلى منزلي, لكني بقيت أفكر في الأمر. فمعرفة أن الدافع هو ما يولد السلوك لا تكفي, أنا أريد معرفة ما هو أعمق من هذا, إذ ما الذي قد يتسبب بإحداث سلوك؟ هل يمكنني أن أصنف هذه الدوافع أو أحصرها؟

أتضح بأن الأمر ممكن. بل هو حتى أمر سبقني إليه مئات الفلاسفة والعلماء الذين قضوا القرون الأربعة الماضية يحاولون فهم الدوافع وتصنيفها. بشكل عام, عندما تقوم بأمر, فأنت قمت به لأنه يستوفي حاجة لديك, لأنك فكرت في القيام به, أو لأن مشاعرك دفعتك إلى القيام به.

أي بعبارة أخرى, الدافع هو حاجة، وحدة إدراكية ، أو عاطفة تتسبب بإحداث سلوك. فهم الدافع هو فهم هذه التراكيب الثلاثة، وفهم التفاعلات بينها.





كيف تترابط هذه التراكيب؟



سأتحدث عن الأمر بإسهاب أكبر لاحقاً, لكن في الماضي كانت هنالك نظريتان مهمتان لتفسير الترابط بين الدوافع الثلاثة. في الأولى, الحاجات, الأفكار, والمشاعر تعمل وتؤثر على السلوك بشكل منفصل, مع كون كل واحدة منها تؤثر بدورها على الأخرى. في الثانية, الأفكار والحاجات تتسبب بإحداث مشاعر, والمشاعر وحدها هي التي تؤثر على السلوك. اليوم يغلب بعض العلماء كون النظرية الثانية هي النموذج الأفضل للتفسير. لكن بغض النظر عن هيكل الترابط, فهم كيفية عمل كل تمثيل من الثلاثة كنظام مغلق هو الأسلوب الأفضل لفهم الدوافع الإنسانية.

وأول هذه التمثيلات هي الحاجة.



الحاجة


"أنا أريد تناول الآيس كريم، لذلك أنا... موجودة؟"


الحاجة هي الشرط الضروري لحياة الشخص، نموه، أو كونه على ما يرام.
إشباع الحاجة يقود إلى الإحساس النفسي بالرضى، في حين يتسبب إهمالها باضطراب في البنيتين النفسية والحيوية للحي. إذ عندما تقوم بإهمال تناول الطعام مثلاً، ستقوم حاجتك إلى الطعام بإحداث اضطراب داخلي فيك يتمثل في كل من إحساسك النفسي بالجوع، وتأثر وظائفك الحيوية الذي ينعكس على أداء دماغك. هذه التغيرات في نفسك وجسدك ستُترجم إلى عاطفة سلبية، والتي بدورها ستجعل من تناول الطعام أولوية لديك حتى ينخفض احتياج جسمك إليه.

الأمر لا يتوقف هنا، إذ لنقل بأنك، حتى بعد تشبع جسدك من الطعام، قمت بالاستمرار في تناوله، فماذا سيحصل حينها؟ ببساطة، بعد تناولك لكمية من الطعام تتجاوز احتياجك، سيُحدث جسدك اضطراباً آخر (مشابه للمذكورة أعلاه) يدفعك إلى التوقف.

ربما قد لاحظت بأن التفسير المذكور أعلاه بسيط للغاية ويغفل الكثير، وهذا صحيح. فهو مجرد اختصار –شنيع- لتفسير أعمق تقدمه نظرية ال drive لكلارك هل، والتي تضع سبع مراحل أساسية لارتفاع وانخفاض الحاجة الفيسيولوجية وتصف كل واحدةٍ منها بتفصيل. إلا أن التطرق إليها هنا سيدخلنا في تفاصيل كثيرة لا تخدم المقصد من المقال، لذا فإني آثرت الاختصار والاكتفاء بذكر الآلية البسيطة.

بشكل عام، يحصر علماء النفس حاجات الإنسان في ثلاثة أصناف: حاجات فيسيولوجية، حاجات نفسية، وحاجات مكتسبة. هنالك بالطبع الكثير من التصانيف الأخرى للحاجات، لكن هذا التقسيم هو الأكثر اعتماداً في الوسط، ووضوحاً لغايتنا.



الحاجات الفيسيولوجية


الحاجات الفسيولوجية هي الحاجات المرتبطة بالنظم الحيوية المختلفة في الإنسان كالهرمونات، الشبكات العصبية، وأعضاء الجسم بشكلٍ عام. بخلاف الحاجات النفسية الحاضرة بشكل دائم، الحاجات الفيسيولوجية هي انخفاض وارتفاع مستمرين. فأنت لست محتاجاً للطعام طوال الوقت، الحاجة إلى الطعام سترتفع لديك عندما تتطلب نظمك الفيسيولوجية ذلك. الأمر كذلك مع حاجتك إلى التنفس، فليس وكأنك في تفكير دائم بـ "أحتاج إلى التنفس!", لكن عندما تفقد الهواء، فإن هذه الحاجة سترتفع وتشغل كامل ذهنك، وهكذا الأمر مع بقية حاجاتك الفيسيولوجية.

هذه الحاجات تتضمن الجوع، العطش، تجنب الألم، وغيرها.

قليلة هي الألعاب التي تخاطب هذا الصنف من الحاجات، وهي إجمالاً ليست أول ما سيفكر به الشخص عندما يسمع كلمة "لعبة". فقط اعلم بأن اللعبة التي تكافِئُك بالطعام هي لعبة تخاطب حاجة فيسيولوجية لديك، إن كانت هنالك لعبة كهذه.





الحاجة النفسية


أنا أحب القيام بالرسم، كذلك فإني استمتع بالكتابة وبلعب ماريو كارت لوحدي. تجربة تقمص الأدوار التي أعيشها في دراجون كويست لا نظير لها!

لكن.... لم؟ ما الذي يدفعني إلى ممارسة هذه النشاطات؟ ما المُسلّي فيها؟

ليس وكأن جسدي سيتضرر إن لم العب، فاللعب لا يستوفي حاجة فيسيولوجية معينة لدي في النهاية. إذاً فما الذي يدفعني إلى الجلوس وحيدة أمام الشاشة واللعب؟ ما الذي أخرج به من تلك التجربة؟ ولم قد يكافئني جسدي بالتسلية على أمر لا يشبع حاجة فيسيولوجية لديه؟

يتضح أن هنالك صنفاً آخر من الحاجات، صنف لا أستطيع استيفاءه بتناول الآيس كريم أو بشرب كأس من الماء. صنف يدفعني إلى القيام بالتبادل الفكري العاطفي المنظم الذي اسمه اللعب، يدفعني إلى الدفاع عن هويتي الخاصة واستقلالي وصيانتهما، ويدفعني إلى السعي باستمرار في بحثي عن الانتماء. اسم هذا الصنف هو "الحاجات النفسية"، والحاجات الموجودة تحت مظلته هي التي تخاطبها الألعاب.



بين استباقية وتفاعلية



قبل التفصيل في الحاجات النفسية، يجب أن نفرق بين نوعين مختلفين من الحاجات. فهنالك حاجات تفاعلية وحاجات استباقية.

عندما أرى أسداً أمامي، ينظر إلى بحدة ثم يقوم بالزئير، فإني سأشعر بالهلع وسأركض هاربة منه. الحاجة التي دفعتني إلى الهرب وولدت الهلع فيّ هي حاجة تفاعلية، أتت كردة فعل على رؤيتي للأسد.

بالمقابل، عندما أكون مستلقية على الأريكة، اعبث بهاتفي وأنا غارقة في الملل. ثم تخطر على فجأة فكرة قيامي بلعب ماريو كارت، فإني سأقفز متحمسة وأنطلق في رحلة للبحث عن السويتش الخاص بي. الحاجة التي دفعتني إلى القفز والبحث عن السويتش هنا استباقية، تولدت من فكرة خطرت علي.

الحاجات التفاعلية هي التي تتطلب وجود مثير معين كي ترتفع. أما الحاجات الاستباقية، كما في مثال السويتش، فإنها هي الحاجات التي ترتفع نتيجة لخطور فكرة على الذهن.

الحاجات الفيسيولوجية تفاعلية بطبيعتها، والحاجات النفسية استباقية. إدراكنا لاستباقية الحاجات النفسية يمهد الطريق لمنصة هامة للغاية تفسر الحاجات النفسية، وهي الأورغانسمية.



فما هي الحاجات النفسية؟



هنالك عشرات المنصات التي تحاول تفسير الحاجات النفسية في الإنسان وحصرها، من التفاسير الفلسفية التي سبقت القرن العشرين والتي أدخل بعضها أموراً كـ "الجانب الروحي" إلى المعادلة، حتى التصانيف القديمة والتي تفتقر إلى الدقة كهرم ماسلو. لكن إن كنا سنتحدث عما هو سائدٌ اليوم، فحديثنا في هذه الحالة لن يبتعد عن النهج الأورغانسمي في التفسير ونظرية تحديد الذات (SDT). لكن قبل التطرق إلى النظريات القائمة على الأورغانسمية، لم لا نتحدث قليلاً عن المنصات الأقدم؟

النظريات الفلسفية الأقدم كانت في مجملها تقوم على الـ self-introspection والتصانيف المشتقة منه. الـ self-introspection هو ببساطة جلوسك مع نفسك وقيامك بتحليلها. فمثلاً، يقوم الفيلسوف بتدوين سلوكياته وتوثيقها، ثم يتبع ذلك بالجلوس وحيداً ومحاولة تفسير كل واحدة منها، وفي النهاية يقوم إيجاد منظومة تصف احتياجاته التي تفسر أفعاله، وهكذا. وعلى الرغم من عملية هذا المنهج في ملاحظة الأنماط وأشكال التناسب المختلفة، إلا أن تعميم أي من نتائجه يعكس عدم فهم جوهري للطبيعة الشخصية لوحدات الإدراك أو الأفكار عموماً. فبدلاً من السعي وراء الحقيقة، سيقوم متبع هذا المنهج بخلق منظومة تتناسب مع تصوراته. ليخرج في النهاية بأمر هو أقرب إلى عقيدة شاملة تشعره هو ومن معه بالاطمئنان، لكن لا تمت للحقائق الموضوعية بصلة.

أما إن كنا سنتحدث عن نظريات القرن العشرين البدائية (كهرم ماسلو)، فإن المشكلة معها هي في كونها مغلفة بتصورات من يخرج بها. فماسلو مثلاً قام بدراسة أفكار وسلوكيات من أسماهم بالـ master race"" (مجموعة من الفلاسفة، العلماء، والمشاهير)، ثم صاغ تصوراته عن الحاجة على افتراض جوهري هو أن كون الإنسان منتمياً إلى الـ master race يعني بأنه سوي وخال من الاضطرابات النفسية، اعتقاد شخصي للغاية ولا يمت للموضوعية بصلة. وعلى الرغم من حقيقية الحاجات المذكورة في نظريته وتماسكها مع كثير من المنصات البدائية في علمي النفس التطوري والاجتماعي، إلا أن نموذجه مليء بالفجوات، والمجتمع العلمي لم يرحمه بأمثلته المضادة.

لأجل ذلك، غدت معظم النظريات الحديثة تحاول تجنب مشكلتي التبسيط الزائد وشخصية الأفكار، عن طريق قيامها بالتقسيم والفصل واتباع النهج التجريبي بحذافيره. مثال على هذا هو قيامها بالفصل بين الحاجات الفيسيولوجية، النفسية، والمكتسبة، ومعاملةَ كلٍ منها كمنظومة مستقلة تتفاعل من نظيراتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن هنالك معايير أساسية غدت تراعى في التصنيف، كالاستباقية والتفاعلية مثلاً. بشكلٍ عام، معظم النظريات المعاصرة للحاجات النفسية تدخل تحت مظلة الأورغانسمية، وهذا ينطبق على ال (sdt) التي هي محور حديثنا.



الأورغانسمية



الأورغانسمية مشتقة من Organism، والتي تعني "كائن حي". هي نهج معين تجاه تفسير الحاجة النفسية، يقوم بتمثيل البيئة ككيان متغير ومرن يتفاعل الحي معه بشكل مستمر. لأن البيئة مرنة، يحتاج الكائن الحي إلى التغير بشكل مستمر ليواكب التطورات فيها. ونتيجة لتغيره، هو يحدث بدوره تبدلاً فيها عندما يتفاعل معها، وهكذا.

أول ما تقر به الأورغانسمية هو احتياج الحي إلى البيئة، فهي التي توفر له الموارد التي يحتاجها لإشباع حاجاته الفيسيولوجية: كالطعام والشراب وغيرها. وهي كذلك تمثل وسطاً يحوي وعيه.



أمور أخرى تقر بها الأورغانسمية هي امتلاك الكائن الحي للمهارات اللازمة للتكيف مع البيئة، قدرة الكائن على اكتساب المهارات الجديدة لمواكبة التغير المستمر في بيئته، وأخيراً كون الكائن استباقي وتفاعلي في سلوكه.



في المنصة الأورغانسمية، العلاقة بين الكائن وبيئته استباقية وتفاعلية في الآن ذاته. يبادر هو إلى القيام بأمر، ثم تأتي ردة فعل البيئة، فتأتي تبعاً لها ردة فعله هو، وهكذا. إن لم تكن ردة فعل البيئة بناءة، فإن الكائن سيتعلم سبلاً جديدة للتفاعل. هذه الدائرة تسمى بالديالاكتيك، وهي محور الأورغانسمية والنظريات القائمة عليها.



النهج الميكانيكي



الميكانيكية هي منصة معاكسة للأورغانسمية، إذ أنها تفسر العلاقة بين الحي وبيئته كعلاقة تفاعلية فقط، فتكون سلوكيات الحي وفقها هي مجرد ردود أفعال على مبادرات البيئة. الميكانيكية هي منصة دالية، أي أنها تقر بحتمية ردود أفعال الحي على مبادرات البيئة. بشكل عام، المنصة الميكانيكية تفسر بعض النظم في الإنسان، لاسيما عندما نتحدث عن التفاعل بين الحاجة الفيسيولوجية والبيئة، لكن معظم النظريات الحديثة لتفسير الاحتياجات النفسية تهمشها وتبني على الأورغانسمية.



نظرية تحديد الذات، والاحتياجات النفسية البدائية



تعيد نظرية تحديد الذات لوازم الإنسان النفسية إلى ثلاث حاجات بدائية: الحاجة إلى الاستقلال، الحاجة إلى القدرة، والحاجة إلى التعلق.

وفقاً للنظرية، فإن هذه الحاجات الثلاث جوهرية لكل حي، إذ أن كثيراً من دوافع السلوك لدى الإنسان هي إما تنبعث من هذه الحاجات أو ترتبط بها بشكل أو بآخر، والنفس الإنسانية تتضرر بشدة عند وجود خلل في استيفاء إحداها. هذه الحاجات ليست مكتسبة، فهي جزء من الذات، وتربطها بالأفكار والعواطف شبكة من التفاعلات التي تشكل الصورة الكلية للدافع لدى الإنسان. (الحاجات تساهم في توليد الأفكار، والأفكار تُعالج من قبل مرشح الاحتياجات قبل أن تتحول إلى عاطفة مولدة السلوك).

فكر في كل من هواياتك، الرياضات التي تحبها، والألعاب التي تلعبها. جميعها تستوفي واحدة أو أكثر من هذه الحاجات الثلاث، واستيفاؤها لحاجة لديك أو أكثر هو سبب وجود الدافع لديك لممارستها. ببساطة، فهم احتياجات الإنسان النفسية هو فهم هذه الحاجات الثلاث وكيفية ترابطها وتأثيرها على بقية النظم النفسية والحيوية لدى الإنسان. وأول هذه الحاجات هي الحاجة إلى الاستقلال.



استقلال

"أكون أو لا أكون، هذا هو السؤال"



"ماذا تريدين أن تكوني عندما تكبري؟"

قالت لي المعلمة بلطف، فأجبتها بحماسة: "أريد أن أكون ألّوفة!".

جعلت المعلمة تفكر لثوان قبل أن تسأل: "وما هي الألوفة؟"

نهضت من على كرسيي بفخر قبل أن أهتف: "التي تؤلف القصص!"

ضحكت المعلمة لتقول: “تعنين روائية. حسنا...لكن ما عنيناه بالعمل هو المهنة، أي كالطبيب، المهندس، أو العالِم. وتستطيعين قضاء وقت فراغك على كتابة القصص... لذا هل فكرت في مهنة؟"

هنا انطفأت شعلة الحماسة في داخلي، فالعمل الذي كنت أحلم به، العمل الذي يصف ذاتي، لم يكن عملاً بل أمراً هامشياً في نظرها. شعرت بالذبول، فالأعمال التي ذكرتها هي لم تكن تثير اهتمامي أو تصفني.. شعرت كما لو كانت هي تحاول تقرير مصيري نيابة عني.

جعلت أفكر بركود قبل أن أقول بصوت يُظهر عدم الاهتمام: "لا بأس أي عمل هو جيد."

"لكن يجب أن تختاري، ما هو العمل الأحب إليك من الأعمال هذه؟"

فكذبت عليها وانتقيت مهنة عشوائية كي أجعلها تتجاوزني، لكني بقيت أفكر: ما قيمة الاختيار إن كانت جميع الخيارات لا تصفني؟

المعلمة أعطتني خياراً وهمياً بين مجموعة من المهن التي لا تثير اهتمامي ورفضت تعريفي لما أسميه مهنة.

هذه القصة تلخص جوهر الحاجة إلى الاستقلال، وما يمكن أن يترتب على عدم استيفائها.



ما هو الاستقلال؟



الاستقلال هو الحاجة النفسية إلى توجيه الذات، التعبير عما يصفها، وإحداث السلوك الشخصي بقناعة، طواعية وحرية.

الاستقلال، كأول الحاجات النفسية وفق الـ SDT, لا يسهم فقط في توليد الخواطر لديك، بل هو كذلك يعمل كمرشح للأفكار المختلفة بعد تشكلها; إذ أن مدى تحقيق فكرة معينة لحاجتك للاستقلال سيرفع أو سيخفض من الدافع للقيام بها لديك. هنالك أمور تقوم بها لأنك ترغب بالقيام بها، وهذه يكون دافع قيامك بها أقوى، وهنالك أمور تقوم بها لأن القيام بها –وفق قناعة لديك- واجب، وهذه، لإخلالها بالاستقلال الخاص بك، يكون دافعك إليها أضعف.

الاستقلال هو تركيب عام للغاية، فهمه ككل هو أمر عصي. من أجل ذلك، فإن نظرية تحديد الذات تفسره كمجموع لثلاثة محددات، فمدى تحقيق سلوك معين لجميع هذه المحددات هو مدى استيفاءه لحاجة الاستقلال لديك. أول هذه المحددات هو الموضع المشاهد للسببية.



محددات الاستقلال I: الموضع المشاهد للسببية



كنت أمشي في حديقة Morningside park فجراً، أستمع إلى سيمفونية باندا-هوفين العاشرة في حين أتأمل روعة الموز. فشاهدت رجلاً متقدماً في السن يطعم حيوانات الراكون التي قد اجتمعت حوله. وفقت لوهلة، وجعلت أتأمل ما يقوم به في حين أفكر: لم بحق الجحيم يقوم بهذا؟

آثرت سماع إجابته على بقائي في حيرتي، فتقدمت وحييته، قبل أن أسأله: "هل تطعم الحيوانات يومياً؟"

التفت إلي وابتسم، ثم قال: "لا تخبري أحداً عن الأمر، إطعام الراكون ممنوع. فالبلدية تحاول الحد من أعدادهم مؤخراً في سعيها لحل مشكلة الربو.", ثم عاد إليهم متجاهلاً وجودي، يلاعبهم ويطعمهم، فبقيت اراقبه بصمت لدقائق.

عندما انتهى، نهض وقال لي:" تحبين الحيوانات إذاً", لم أجب عليه وإنما فقط سألت:" مع معرفتك لموقف البلدية من إطعامهم، لم تطعمهم؟"

نظر إليهم وهم يلعبون بين الأشجار، ثم قال:" هذه كائنات حية، موجدها هو ذاته موجدي. كما يتكفل إلهي بإطعامي يومياً، هو يتكفل بإطعامهم عن طريقي. هي رحمة الإله التي تتمثل في أفعال كهذه."

ثم أشار إلى أحدهم وقال: "أرأيت ذلك الراكون؟ لن يعيش ليوم دون وجود من يرعاه بشكل مباشر. كان مملوكاً لأحدهم، لكن تخلى عنه صاحبه، وهو الآن غير قادر على تأمين طعامه."

جعلت أتحدث معه عن حيوانات الراكون لدقائق، ثم ودعته ومضيت في طريقي، حاملة معي أطناناً من الأفكار.



مبرر ذلك الرجل كان الدين. فمن خلال توظيفه لاعتقاده، هو يعطي غطاءاً فكرياً لأفعاله التي يقدم عليها. لو أن الحكومة أرغمته على إطعام الراكون، لانخفض دافع القيام بذلك لديه لانتفاء الاستقلال، حتى مع كون الفعل هو ذاته. ولو لم يكن الدين موجوداً، لتأثر دافعه للقيام بهذا الأمر، لعدم وجود غطاء تبريري آخر له القوة ذاتها لديه. قصة هذا الرجل هي مثال على الموضع المشاهد للسببية، المحدد الاول للاستقلال.



الموضع المشاهد للسببية هو الفهم الشخصي لسبب السلوك. عندما يتم سؤالي: لم تقرئين هذا الكتاب؟ فأجيب: لأنه مفيد. ما قلته لا يعكس بالضرورة الدافع العميق للسلوك، وإنما يعكس فقط كيف أبرر هذا السلوك لنفسي، أي الموضع المشاهد للسببية. أقرأ الكتاب، ثم أتأمل في نفسي باحثة عن سبب قيامي بالقراءة، وفي النهاية أخرج بمبرر. هل المبرر يصف الدافع؟ ليس بالضرورة. لكن المبرر يصف ما أعتقد بأنه الدافع.



متى يرفع الموضع المشاهد للسببية من الاستقلال ومتى يضره؟



هنالك موضع خارجي مشاهَد للسببية، هنالك داخلي، وهنالك ما هو بينهما.

مثال على الخارجي هو "أنا أقرأ لأجل الاختبار غداً", أو "أنا أقوم بحضور هذه الدورة لأن رئيسي في العمل طلب مني".

مثال على الداخلي هو "أنا أقرأ لأن القراءة مسلية", أو "أنا أحضر هذه الدورة لأنها قد تفيدني".

أي بعبارة أخرى، إن كان تبرير الفعل يتعلق بك كشخص، فموضع السببية المشاهد داخلي، إن كان يتعلق بعامل خارجي، فالموضع خارجي. بشكل عام، كلما كان الموضع المشاهد للسببية أكثر داخلية، كلما كان السلوك مستوفياً للاستقلال بشكل أكبر. عندما تجد ما تبرر به سلوكك دون إدخال عامل خارجي، فأنت قد قمت بالاستقلال تبريرياً، وبغض النظر عن مدى استقلال الدافع الحقيقي، داخلية موضع السببية المشاهد ترفع من استيفاء السلوك للحاجة إلى الاستقلال.



مشكلة الموضع

مديري في العمل طلب مني أن أقرأ هذا الكتاب، فأطعته. الموضع المشاهد للسببية هنا خارجي، صحيح؟

ليس تماماً. نعم، أنا أقرأ الكتاب طاعة لمديري، لكن لم أطعت المدير هنا؟ ببساطة لأني أبحث عن ترقية. أي أني قرأت الكتاب لأني أردت الحصول على ترقية في عملي.

والآن، هل الموضع المشاهد للسببية هنا خارجي أم داخلي؟

مشكلة أخرى هي: ماذا لو كنت قرأت الكتاب لأنه مفيد أولاً، ولأني أريد الحصول على ترقية ثانياً؟

للإجابة على هذين السؤالين، يجب أن نقوم بالفصل بين الرغبات الداخلية وبين العوامل الخارجية. فكل ما تقوم أنت به في النهاية، طوال حياتك، يهدف إلى تحقيق رغبات داخلية لديك. لكنك لا تستطيع تحقيق هذه الرغبات مباشرة، فالإنسان ليس مطلق القدرة، والبيئة التي يعيش فيها مليئة بالعوائق التي تفصل بينه وبين ما يريد.



لم أحرك أقدامي؟ لأنه يجب علي أن اتحرك.

لم يجب علي أن أتحرك؟ لأني أريد الوصول إلى المغسلة ثم غسل وجهي.

لم أريد أن أغسل وجهي؟ لأني أريد أن أكون في أبهى حلة.

لم أريد أن أكون في أبهى حلة؟ كي أنال قدراً أكبر من الإعجاب.



رغبتي بالاهتمام، التعلق، والإعجاب هي التي تسببت بسلسة الدوافع أعلاه، فجميع الدوافع الأخرى كانت تهدف إلى تخطي العوامل الخارجية لتحقيق هذه الرغبة لدي.

فهل الموضع المشاهد في تحريكي لأقدامي داخلي أم خارجي؟

هذا يعتمد على تصوري، إذ تذكر: الدافع الحقيقي لا يساوي الموضع المشاهد للسببية.

إن كنت قد خدعت نفسي وقلت بأن الدافع هو غسل وجهي لأن باندا سيغضب إن لم أفعل، وتوقفت هنا دون أن أفكر في "لم أكترث بغضب باندا؟", فالموضع سيكون خارجياً.

لكن ماذا إن استخدمت المنطق السببي أعلاه؟

في هذه الحالة، مدى خارجية الموضع المشاهد للسببية سيتناسب مع عدد العوامل الخارجية (التي تعرفها وتدركها) التي تفصل بينك وبين الرغبة الحقيقية. أي كلما كان عدد العوامل الخارجية المدركة أقل، كلما كان الموضع المشاهد للسببية داخلياً بشكل أكبر.

الموضع المشاهد للسببية، كالركن الأول للاستقلال، مهم للغاية. لكنه لا يكفي وحده لإرضاء الحاجة للاستقلال، ليس من دون وجود الركنين الثاني والثالث، أعني الإحساس بالاختيار والطوع.



محددات الاستقلال II: الإحساس بالاختيار



هبطت طائرتي إلى مطار شيكاغو ليلاً. خرجت من المطار منهكة، لأجد الريح تعصف والثلج يتساقط بغزارة، فقلت في نفسي بضجر: "رائع، لأني كنت أحتاج إلى عاصفة ثلجية", ثم أخرجت هاتفي على عجل وطلبت سائقاً من Uber كي يُقلّني إلى الفندق.

وصلت السيارة بعد دقائق وركبتها لأُفاجأ بالموسيقى الصاخبة المنبعثة من مكبرات الصوت فيها، بدا الأمر كما لو أن هنالك حفلة تقام في الداخل. جعلت أفكر في نفسي، الا يمتلك هذا الوغد حساً عاماً؟ أعني حقاً؟! لكني آثرت البقاء صامتة، فقد كنت في حالة من الإنهاك لا أطيق فيها بدء شجار.

بعد دقيقتين، التفت إلي السائق وسأل:" بيري أم بيبر؟"

قمت بإمالة رأسي مستفهمة، فاستطرد السائق –الذي كان ينظر إلي في الخلف ويقود في الآن ذاته-:"هل أقوم بتشغيل اغنية لكاتي بيري أم لجستن؟"

أوه، الآن أدركت الـ pun. أظن بأن السيد سائق كان يحاول كسب مودتي من خلال إعطائي الخيار، وزيادة المودة عن طريق توظيفه للـ pun.. كم هو لطيف....



لا هو ليس كذلك!!!!



علمت حينها أمران: الأول هو أن السائق لا يعرف أي شيء عن الدوافع الإنسانية، والثاني هو أنه يتقلب بشكل يائس بين كونه وغد وودود.



قلت له "لا أمانع أي شيء.." بصوت خافت، وأتبعتها ب" سأكون ممتنة لو..خفضت الصوت قليلاً" بصوت لم يسمعه مما يبدو.



بعد نصف ساعة من المعاناة الصاخبة، وصلت إلى الفندق أخيراً. لكن تلك الذكرى لا زالت تلازمني، لا لسوئها، بل لأهميتها في تشكيل تصوري عن الاختيار وعلاقته بالاستقلال.



أهمية الإحساس بالاختيار



الإحساس بالاختيار هو الإحساس الذي نعيشه عندما نكون في بيئة توفر لنا مجموعة من الفرص التي نقوم بالاختيار من بينها عن طريق اتخاذ قرارات تصف قيم داخلية فينا، دون توجيه أو التزام.

توفير الخيار هو على الأرجح الأسلوب الأكثر استخداماً لاستيفاء احتياجات الأفراد إلى الاستقلال. فكل عملية اختيار حقيقية تُطرح على الفرد وتنتهي بقيامه –حقاً- بالاختيار، تقوم بتأكيد قيمة داخلية فيه، ترفع من مدى استقلاله، وتستوفي حاجة الاستقلال الأساسية لديه.

تأكيد القيم الداخلية في الاختيار يأتي من حقيقة أن الاختيار بين أمرين هو ببساطة تفضيل لأحدهما على الآخر. وهذا التفضيل، إن كان يعود لأسباب داخلية، يرسخ جانباً من هوية الفرد ويرسم ملامحه الشخصية. الاحتكام إلى معايير ذاتية في الاختيار هو علامة على استقلال عال، ومع كل اختيار حقيقي ناجح، يرتفع احتكام الفرد إلى ذاته (لاتضاح صورتها لديه)، ومن ذلك يرتفع استقلاله.



وهم الاختيار


في مثال السائق أعلاه، كذلك في المثال مع معلمتي، كان يتم توفير الخيار لي، لكن وجود الاختيار في الحالتين لم يستوف حاجتي إلى الاستقلال. لم؟

لأنه ببساطة خيار وهمي!!


عندما أقوم بتخييرك: هل تريد ركوب سيارة أجرة صفراء أم سيارة أجرة حمراء، وأنت لا تريد ركوب سيارة أجرة في المقام الأول، ما قيمة هذا الاختيار؟



يجب أن نفرق بين الاختيار كحدث في البيئة والاختيار كتجربة شخصية. ففي الظاهر هما الأمر ذاته، لكن في الحقيقة هما أمران مختلفان للغاية. تخيير الطلاب بين كتابة مقال عن أهمية الموز أو مقال عن أضرار الليمون لن يستوفي حاجة الاستقلال ولن يرفع من دافع الفعل. لأن الخيار في هذه الحالة هو فقط حدث في البيئة وليس بتجربة شخصية. لا أحد من الطلاب يرغب حقاً بكتابة مقال عن الموز أو الليمون، الأكثرية لا ترغب حتى بكتابة مقال، وهنالك قلة ممن يرغبون بالكتابة، لكن عن أمور تعنيهم. خيار يلامس اهتمامات الطلاب كـ " اختر بين عدم كتابة مقالة، أو كتابة مقال عن أمر يهمك، أو كتابة مقال عن الموز" كان ليكون خياراً حقيقياً للطلاب، أي كان ليستوفي الحاجة إلى الاستقلال لديهم.


لكن بالطبع، حتى لو كان أحد الخيارات يصف ما يريده الشخص، إحساس الإلزام سيضر بحس الاستقلال، وهذا يقودنا إلى المحدد الثالث للاستقلال.



محددات الاستقلال III: الطوع



"أرغب بقراءة كتاب.", فذهبت إلى مكتبتي، أمسكت كتاباً أثار اهتمامي، استلقيت على الأريكة، وانهمكت في القراءة حتى انتهيت منه.

"سيكون من المنتج للغاية لو قمت بتعلم الكثير هكذا بشكل يومي، وأنا أحب القراءة عموماً، فلم لا أخصص جزءاً من وقتي للقراءة؟"



*بعد نصف ساعة*



"خرجت أخيراً بخطة يومية جيدة. وفقاً لها، يجب علي في كل يوم أن أقرأ لساعتين على الأقل."



لكن مضى الأسبوع ولم أفعل أياً من هذا. فما الذي جعلني أقضي 7 ساعات على كتاب في ذلك اليوم، لكن لم يجعلني أقرأ كتاباً لا يقل عنه تشويقاً في اليوم الذي تبعه؟ ما الذي اختلف؟



الذي اختلف، ببساطة، هو تحول الأمر من "أرغب" إلى "يجب". أمر أدى إلى انهيار في مدى استيفاء الفعل لحاجة الاستقلال لدي، ونتيجة لذلك، انخفاض في دافعي للقيام بالأمر.

الطوع هو الركن الثالث من أركان الاستقلال، وهو الإرادة الذاتية الغير محكومة بالضغوطات لفعل شيء.



الطوع يتعلق بالموقف الذاتي. عندما أقوم بتفسير الفعل كأمر أنا مرغمة عليه، فإن الدافع إلى القيام به سينخفض. بالمقابل، لو نظرت إلى الفعل –ذاته- كأمر أستطيع القيام به أو عدم القيام به، ثم اخترت القيام به لأني أرغب بذلك (مثلاً بتذكير نفسي كم هو مسل، أو بتأمل الأمور الجيدة التي ستحصل لو قمت به، دون ضغط على نفسي)، فإن الدافع إلى الفعل سيرتفع لكونه أصبح يستوفي حاجة الاستقلال لدي.

الطوع، الإحساس بالاختيار، والموضع المشاهد للسببية هم المحددات الثلاثة للاستقلال. تكاملهم يرسم ملامح هوية الحاجة إلى الاستقلال لدى الإنسان. عندما يستوفي السلوك هذه الأركان، فإنه يستوفي حاجة نفسية أساسية لدينا، وبذلك يكون دافع القيام به –أي السلوك- أكبر. لكن الحاجة إلى الاستقلال ليست الحاجة النفسية الوحيدة، بل هي فقط واحدة من ثلاث. فهنالك، بالإضافة إليها، كل من الحاجة إلى القدرة والحاجة إلى التعلق. الدافع النفسي إلى الفعل يكون في العادة مزيجاً بين اثنين أو أكثر من هذه الحاجات.




قدرة

"نعم، نحن نقدر!"




أستيقظ في منتصف الليل، أذهب إلى غرفة الألعاب، أقوم بتشغيل Super Smash Bros، ولا أتوقف عن صقل مهارتي في التفادي حتى أشعر بطلوع الفجر. فأعود لغرفة النوم وأنا أردد "لم؟!"

أعني... ما الذي كنت أفعله؟ لم قضيت 4 ساعات من حياتي على صقل مهارة هامشية في لعبة هامشية؟!

لكن تلك التساؤلات تتلاشى عندما أتخيل اللحظة التي سأستطيع فيها هزيمة الوغد (^&%), بعد معركة ملحمية أوظف فيها جميع مهاراتي. فتغمرني عند التفكير في الأمر نشوة غامضة، مخبرةً إياي عن حاجة نفسية أساسية لدى الإنسان، وهي الحاجة إلى القدرة.

نحن جميعاً نحتاج إلى القدرة. وأعني بالحاجة إلى القدرة الحاجة إلى التعامل بفعالية مع البيئة، واستخدام وتنمية مهاراتنا، مواهبنا، وقدراتنا بشكل فعال. أنا أستوفي هذه الحاجة عندما أواجه تحدياً يتطلب مني توظيف إحدى مهاراتي، أضعه نصب اهتمامي وأكرس له تركيزي، أتغلب عليه وأتقدم إلى الأمام، تصبح مهارتي التي استخدمتها أفضل، فأشعر بالرضى أو حتى بالسعادة. هذه الحاجة جوهرية للنفس ومتجذرة فيها، وهي الحاجة النفسية الثانية وفق نظرية تحديد الذات.



أركان الحاجة إلى القدرة



اركان الحاجة إلى القدرة هي الأمور التي يدعم توفرها في البيئة أو الشخص نمو هذه الحاجة وإمكانية استيفائها بشكل فعال. عند وجود اختلال في أي من هذه الأركان، فإن الدوافع القائمة على الحاجة إلى القدرة ستضمر، كذلك فإن النفس ستعتل وسيظهر عليها سلوك تجنبي.



التحدي والـ flow



أول وأهم أركان الحاجة إلى القدرة هو كون تقديم البيئة أو النشاط للتحدي. التحدي يتحقق في اختبار النشاط لمهارة، موهبة، أو قدرة الشخص، وتنميته له بشكل فعال. فمثلاً، عندما تقوم بلعب الشطرنج مع صديقك المقارب لك في المستوى، أنت توظف مهاراتك في التحليل الاستراتيجي لوضع خطة تهزمه بها، ومع استخدامك لهذه المهارة، هي تنمو مشبعةً معها حاجتك إلى القدرة.

عندما نقيم النشاطات من حيث التحدي الذي توفره، فإنها لا تخرج عن ثلاثة أصناف: صعبة للغاية، سهلة للغاية، أو في تيار الصعوبة الملائمة.

النشاطات الصعبة هي التي تتطلب مهارات تفوق التي يمتلكها الشخص، ونتيجة لذلك، فإنها تولد له القلق أو تجعله تحت الـ (stress). ممارس النشاط الصعب للغاية لا يتسلى به، كذلك فإن المهارات لا تنموا بشكل فعال أثناء ممارسته.

بالطبع فإن الأمر يختلف من شخص لآخر، وحدود "الصعب للغاية" نسبية. لكن سؤال جيد لتحديد مدى صعوبة النشاط هو "دون تدخل خارجي، هل لديك أمل في الفوز؟"
إن كان الأمل –الموضوعي- موجوداً، فإن الأمر سيعود إلى مدى محبة الشخص للتحديات الصعبة، لكن التحدي في هذه الحالة سيكون منتمياً إلى تيار الصعوبة الملائمة، في الجانب العلوي منه بالتحديد.

مثال على النشاط الصعب هو أن تضع شخص يلعب الشطرنج لأول مرة في حياته في مباراة ضد بطل العالم، أو بشكل أعم، أن تضع شخص بالكاد يعرف التحكم في لعبة معينة في مباراة ضد لاعب محترف. هو سيكره اللعبة، أو على الأقل، لن يشعر بالسعادة أو بأن مهاراته يتم تحديها أو أياً من ذلك.




النشاطات السهلة هي التي تتطلب مهارة معينة تمتلكها، لكنها لا تتطلب الكثير منها. هي التي لا تحتاج إلى تركيزك، لا تمتحنك، لا تنمي مهاراتك، واحتمال تخطيك لها يقارب الـ 100%. النشاطات السهلة، إجمالاً، لا تستوفي الحاجة إلى القدرة، وستقود ممارسها إلى مشاعر الملل في حال عدم وجود دافع آخر في المعادلة.

أحياناً يتسلى البعض عندما يواجهون تحديات سهلة، لكن تلك التسلية –في العادة- لا تتعلق باستيفاء الحاجة إلى القدرة بقدر ما تتعلق بأمور اجتماعية أو حاجات مكتسبة منفصلة. لذا تجب التفرقة بين التسلية المستسقاة من القدرة، والتسلية المأخوذة من الأمور الأخرى. عندما اقوم بهزيمة كال –صديقتي- في Super Smash Bros بسهولة لأنظر إليها وأضحك، فالتسلية هنا هي من صنف مختلف لا يتعلق بأي شكل بحاجتي إلى القدرة.




تيار الصعوبة الملائمة يتحقق عندما يكون التحدي ملائماً لمستوى المهارة، ويقود إلى حالة نفسية اسمها الـ flow. الـ flow هو حالة من التركيز تتضمن انهماكا كلياً في النشاط يغطي كافة جوانب الإدراك، تمتاز بكونها تعود بكمية كبيرة من "التسلية" إلى من هو فيها، فتدفعه إلى تكرار النشاط مرة تلو الأخرى. هي تتحقق عندما يتم استيفاء كافة أركان الحاجة إلى القدرة، لاسيما ركن ملائمة التحدي.

هنالك حالة تتساوى فيها المهارة مع الصعوبة لكن لا يتم فيها تحقيق الـ flow, وهي عندما يكون كلاهما ضئيلان أو حتى معدومان. ففي هذه الحالة يكون التعلق بالنشاط محدوداً للغاية، بحيث يكون موقف الشخص هو عدم الاكتراث بالفوز أو الخسارة، ويكون دافعه للاستمرار بممارسة النشاط ضئيلاً. هذه الحالة فقط مبدئية (تحصل مع النشاطات التي تمارسها لأول مرة)، إذ مع الاستمرار بممارسة النشاط، سيصل الشخص إلى عتبة معينة في المهارة والتحدي يبدأ اكتراثه بالنشاط فيها بالتشكل. مشكلة عدم الاكتراث هذه بالمناسبة هي أحد أكبر التحديات التي يمكن أن يواجهها مصمم الألعاب، إذ كيف يستطيع جعل اللاعب يستثمر ما يكفي من الوقت ليبدأ بالاكتراث باللعبة؟





الـ feedback

تلعب اللعبة، تستمر بلعبها ويتحسن مستواك مع استمرارك باللعب. بعد أشهر من اللعب، تعود لخصم واجهته في أيامك الأولى وأنهكك، لتهزمه الآن بسهولة صادمة. تقف مبهوتاً، عاجزاً عن استيعاب الفارق بين مستواك الحالي ومستواك حينها. نعم، لقد أصبحت أفضل، وهذه هي طريقة اللعبة في إخبارك ذلك.

أياً كان نشاطك، الفيدباك هو ركن مهم للغاية لحاجتك إلى القدرة. فمن خلاله، أنت تعرف مستواك الحالي، مستواك السابق، والفارق بينهما للجهد الذي بذلته. تستطيع من خلاله تقدير كم ستتحسن في المستقبل، مما يدفعك إلى الاستمرار في النشاط بل والتشبث بما استثمرته حتى الآن فيه.

الفيدباك قد يكون ببساطة الصوت الذي يخرج من الآلة الموسيقية، وقد يتمثل في إحصاءات معقدة تصف تطور أسلوب لعبك في لعبة معينة. انطباع الجمهور عن لوحاتك التي ترسمها هو كذلك فيدباك. ببساطة، كل ما يخبرك شيء عن أدائك الحالي أو السابق هو فيدباك، وهو مهم لحاجتك إلى القدرة.



التنظيم
التنظيم في النشاط أو في البيئة الحاوية له هو ركن مهم للغاية من أركان الحاجة إلى القدرة. النشاط المنظم هو النشاط الذي تعرف فيه ماذا تريد أن تكون أو يكون لديك مثال فيه على ذلك، ويكون لديك طريق واضح يوصلك إلى ما تسعى إليه. التنظيم يزداد عندما تعرف –بتحديد- ما هي المهارات أو القدرات التي تحتاج إلى تنميتها كي تصل إلى وجهتك، وهكذا.

بيئة منظمة بشكل أكبر هي بيئة داعمة للحاجة إلى القدرة. فكيف تصل إلى ما تريد الوصول إليه إن لم تكن تعرف الطريق؟



احتمال الفشل

البعض منا يستطيعون الموت أمام أحد زعماء Dark Souls لأكثر من 50 مرة، ثم يعودون إليه بعد ذلك بحماسة آملين في هزيمته. الغير؟ ربما يستطيعون فقط الموت لمرتين قبل أن يقعوا في اليأس ويركنوا اللعبة جانباً. قدراتنا على احتمال الفشل تتفاوت. والقدرة على احتمال الفشل هي أحد أركان الحاجة إلى القدرة.

البيئات والنشاطات التي تهون من الفشل (أو حتى تنظر إليه بإيجابية) هي بيئات داعمة للحاجة إلى القدرة. تفسير الفشل كوسيلة للتعلم واستخلاص التجارب، تحليل أسباب الفشل وتطوير جوانب النقص تبعاً لذلك، فلسفات وأساليب كهذه تدعم الحاجة إلى القدرة وتقوي بذلك الدافع إلى فعل النشاطات القائمة عليها. بالمقابل، المعاقبة على الفشل، الخوف منه، أو ربطه بتقدير الذات، يقومون بجعل الشخص ينتهج موقفاً عاماً متجنباً للتحدي، أمر يضر للغاية بحاجته إلى القدرة وبالدوافع المستمدة منها, بل وبالنفس عموماً (لعدم استيفاء حاجة جوهرية فيها).

ببساطة، عندما تكون نسبة فشلك هي 50%, فأنت تقوم بعمل رائع، لأنك تمضي في تيار الصعوبة الملائمة. لذا لا تلم نفسك على عدم فوزك في كل مرة.



تعلق

"أنا أحبك"


نحن نحتاج إلى الانتماء. نحتاج إلى أن نُحِب وأن نُحَب، نحتاج إلى وجود كيانات ننتمي إليها وتمثلنا، نحتاج إلى التفاعل مع الغير، نحتاج إلى دفء العلاقات القريبة، ونحتاج إلى أن يتم فهمنا، إعطاؤنا قيمة، الاكتراث بنا وتقبلنا لما نحن عليه. نحن نحتاج لأن يكون جميع ذلك ثنائياً، أي أن يرغب الآخرون كذلك بأن نفهمهم ونحبهم ونتعلق بهم. هذا الاحتياج لا يشمل فقط الأفراد، بل هو يمتد إلى الجماعات وكافة التراكيب الاجتماعية. هذه الحاجة هي الحاجة النفسية الثالثة للإنسان وفق نظرية تحديد الذات، الحاجة إلى التعلق.



الحاجة إلى التعلق هي الحاجة إلى وجود ارتباط عاطفي يقرنك بشخص، مجموعة، أو أي كيان قادر على التفاعل عاطفياً. هذه الحاجة، كغيرها من الحاجات النفسية، جوهرية للذات ومتجذرة فيها. بالطبع، ليست جميع العلاقات أو الارتباطات العاطفية تستوفي هذه الحاجة. بل في الحقيقة، العلاقات التي تستوفي هذه الحاجة لدى الإنسان تكون في العادة محدودة للغاية، لكونها بطبيعتها تستنزف الكثير من الوقت والموارد الذهنية والعاطفية. العلاقات التي تستوفي هذه الحاجة يجب أن تكون مستوفية لستة شروط: الاكتراث، الاستلطاف، القيمة، التقبل، الحقيقية، والمبادلة. عند وجود اعتلال في أي من هذه الشروط، فإن استيفاء العلاقة لهذه الحاجة سيكون محدوداً بقدر الخلل. فليس من الغريب أن يكون الإنسان وحيداً حتى مع وجود الكثير من العلاقات في حياته، إذ أن ذلك يحصل عندما لا تستوفي أي من علاقاته هذه الشروط.



الاكتراث

تحدثت عن الاكتراث في مقال آخر. لكن ببساطة، عندما تكترث بأحدهم فأنت تمتلك تقمصاً وجدانياً كبيراً تجاهه، أي أنك تفرح لفرحه، تحزن لحزنه، تستاء لأجله، تهتم بجعله في حال أفضل. والأهم هو أن هذه المشاعر تحكم سلوكك وتحركه.



الاستلطاف

عندما تستلطف أحدهم، فأنت تشعر بالانجذاب إليه. أي أنك ترى الأمور الجيدة فيه، تقدرها، وتتسلى بها.

هنالك معايير، أصناف، ومسببات كثيرة للاستلطاف، من ضمنها مثلاً تقدير المظهر أو تقدير الشخص أو جانب منهما (بغض النظر عن السبب). لكن بشكل عام، عندما تشعر بالانجذاب إلى أحدهم، تستمتع بوقتك الذي تقضيه معه، وتتطلع إلى قضاء المزيد من الأوقات بجانبه واستكشاف المزيد منه، فأنت تستلطفه.



القيمة

لكل شخص تعرفه، هنالك قيمة معينة في قلبك مقترنة به. قيمة الشخص (بالنسبة لك) تعتمد على الكثير من المحددات والعوامل، كحالتيه المادية والاجتماعية، شخصيته، مدى استلطافك له، مدى اكتراثك به، مدى تقبلك له، مدى التقارب الثقافي بينكما، كمية الفرص التي يوفرها وجوده لك، مدى قربه منك، وغيرها الكثير..

هذه القيمة، كما تتحدد من الاكتراث والاستلطاف والتقبل، هي تؤثر عليهم. أنت تكترث بشكل أكبر بمن يمتلك قيمة عالية لديك، أنت مستعد لتقبل جانب معين في شخص إن كانت قيمته لديك عالية بما يكفي. وهكذا.



التقبل

تقبلك لشخص هو معرفتك لما هو عليه، ورضاك عنه وعن هيئاته المادية، الاجتماعية، الشخصية، والفكرية الحالية. عندما تتقبل شخصاً ما، فإن اكتراثك به، قيمته لديك، واستلطافك له لا يكونون محكومين بمعيار أو بهيئة معينة تحاول تشكيله عليها، وإنما بما هو عليه حالياً. المحبة المشروطة لا تستوفي الحاجة إلى التعلق، وهي تقود إلى علاقة غير صحية أبداً.



الحقيقية

"أنت لا تحبني، أنت تحب قناعاً أرتديه." قالتها لي لتغرقني في بحر من التساؤلات والشكوك. فمن تكون هي حقاً؟ ولم هي قادرة على تشكيل هذا القناع الجميل؟

وقفت صامتاً لدقائق وهي تنظر إلى بقلق، وأخيراً نطقت: "نعم، أنا أحب القناع الذي ترتدينه. لكني كذلك أحب الوعي الذي قام بنسج هذا القناع."


هل الشخص الذي تحبه حقيقي أم مصطنع؟ هل صديقك يريك فقط جانباً منه، أم أنك تعرفه كما هو؟

الحقيقية في العلاقة هي ركن أساسي لاستيفائها التعلق، فالوعي لا يتعلق بما يشعر أنه وهم.
لكن بالمقابل، الأقنعة تخبر الكثير عن مرتديها، بل هي تخبر عن حقائق لا يدركها ربما حتى صاحب القناع ومن يرى وجهه. فمن تحب أنت؟ القناع أم مرتديه؟



المبادلة

ببساطة، استيفائي للشروط أعلاه لوحدي لا يكفي، واستيفاؤك أنت لها لوحدك كذلك لا يكفي. كي تكون العلاقة مستوفية لحاجة التعلق، يجب أن يكون تحقيق شروطها متبادلاً.

هذه الشروط الستة لا تحتاج لأن تتحقق بشكل تام كي تستوفي العلاقة حاجة التعلق، بل الأمر أقرب إلى مقياس أو قيمة مستمرة، كلما استوفي أحد هذه الشروط بشكل أكبر، كلما كانت العلاقة أكثر استيفاءاً للحاجة. توظف الألعاب الكثير من الأساليب لاستيفاء هذه الشروط في علاقاتك بشخصياتها أو تجاوزها، مدى إتقان اللعبة

-القصصية- لأساليب تحقيق هذه الشروط هو مدى إتقانها لطرائق ربطك بالعالم وشخصياته.







علاقات التبادل والعلاقات المجتمعية

في محيطك المادي، العلاقات لا تخرج عن كونها إحدى ثلاث: علاقات مجتمعية، علاقات تبادل، وعلاقات مختلطة.

العلاقات المجتمعية هي العلاقات التي تستوفي الشروط الستة للتعلق إلى حد معين، وبالتالي تستوفي هذه الحاجة. كعلاقتك بمن تحب، علاقتك بصديق قريب، أو علاقتك بوالديك، اطفالك، أو أسرتك القريبة.

العلاقات التبادلية هي العلاقات التي لا تريد ولا تحاول استيفاء أي من هذه الشروط، كعلاقات العمل أو العلاقات العامة والرسمية مثلاً. هذه العلاقات لا تشبع حاجتك إلى التعلق, فمن الممكن أن يشعر الشخص بالوحدة رغم كونه محاطاً بالكثير من الأشخاص, إن كانت جميع علاقاته من هذا الصنف.

العلاقات المختلطة هي التي تظهر جوانباً من العلاقات المجتمعية، لكنها تظل ذات طبيعة عامة، أو العكس. كعلاقة العمل ذات البعد العاطفي، الصداقة السطحية، أو العلاقة بالخصم، المنافس، أو الشخص الذي تعرفه بشكل سطحي، إن أظهر فيها أحد الطرفين أو كلاهما اكتراثاً أو استلطافاً، وما إلى ذلك.




كيف تترابط هذه الحاجات؟





هنالك عدة نظريات تحاول نمذجة الترابط بين الحاجات في نظرية تحديد الذات، أشهرها ربما هو نموذج كونيل وسكينر. وفق هذا النموذج، النشاط يتمثل كفكرة تتم معالجتها من قبل هذه الحاجات الثلاث، لتخرج كل واحدة منها بقيمة ترتبط بمدى استيفاء الفكرة لها.


في حالة التعلق، القيمة المخرجة هي الالتزام. في حالة الاستقلال، القيمة المخرجة كذلك اسمها الاستقلال. وفي حالة القدرة، القيمة المخرجة تسمى التركيب (أو التنظيم). مجموع هذه القيم المخرجة هو قيمة اسمها الترابط، وهي تعمل كمحدد أساسي للمشاعر اللحظية. المشاعر تعمل كقناة تربط بين الحاجات والوحدات الإدراكية من جهة، والسلوك من جهة أخرى.

بالطبع، فإن الحاجات النفسية هي ليست جميع الحاجات، وإن كانت، بجانب الفيسيولوجية، هي الأكثر جوهرية. الصنف الثالث من الحاجات هو الحاجات المكتسبة.




الحاجات المكتسبة



الصنف الثالث من الاحتياجات الإنسانية. وهي الحاجات التي ليست جزءاً من النفس، وإنما يقوم الإنسان بتعلمها أو اكتسابها من بيئته. هي إجمالاً تعمل كغطاء لحاجات أكثر جوهرية، بحيث يؤدي استيفاءها بشكل غير مباشر إلى استيفاء حاجات نفسية أو فيسيولوجية. لكن لمدى "عدم مباشرة الرابط" بين هذه الاحتياجات وبين الاحتياجات البدائية، فإن الحديث عنها وتصنيفها بشكل منفصل غدا أمراً مهماً خلال العقود الأخيرة. هي تنقسم إلى قسمين: أشباه الحاجات، والحاجات الاجتماعية.



أشباه الحاجات

أشباه الحاجات هي حاجات تتولد من الحالة: الحاجة للمال أمام البائع في المتجر، الحاجة لتقدير الذات عند التعرض للرفض، الحاجة إلى كوب من القهوة عند قراءة كتاب.



كيف تتشابه مع الحاجات، ولم هي ليست بحاجات؟

هي تتشابه مع الحاجات في كيفية تأثيرها على التفكير، الإحساس، والسلوك.

إلا أنها تتولد من مطالب أو ضغوطات حينية، فهنالك حالة خارجية مولدة لها. وعيك ليس –بشكل فطري- في تفكير مستمر بالمال، لكن الحاجة إلى المال ستتولد عندما ترى ما تريد شراءه في المتجر. ما إن تخرج من المتجر وفي يدك ما اشتريته، حاجتك إلى المال ستكون قد تلاشت حتى مجيء حالة أخرى. هي ليست بشيء تحتاج إليه كبشري لتكون حياً أو لتنمو أو لتكون في حال جيد. هي تتولد كردة فعل على حالة محدثة من البيئة. يجب عدم الخلط بين الحاجة الحقيقية إلى الطعام وبين شبه الحاجة إلى المال الذي ستشتريه به.




الحاجات الاجتماعية

هي حاجات يكتسبها الإنسان عن طريق الخبرة، النمو، والتواصل. الإنسان، وفق الأورغانسمية، هو في تفاعل مستمر مع بيئته. أفكاره، مبادئه، مهاراته، وأساليبه الحياتية هي في تبدل مستمر لمواكبة التغيرات في البيئة. لكن بالإضافة إلى ذلك، الحاجات الاجتماعية للإنسان هي كذلك في تغير مستمر يزامن البيئة. ففي تجربة قام بها باحثون على 78 طفل بعمر 5 سنوات، لوحظ بعد أن بلغ جميعهم ال 31 أن فقط القلة منهم هم من حافظوا على احتياجاتهم الاجتماعية التي اكتسبوها في الطفولة. الحاجات الاجتماعية يمكن اكتسابها من البيئة، طبيعة العمل، الأفكار، ومن العلاقات.



كيف تدفع الحاجات الاجتماعية إلى إحداث السلوك؟



بخلاف الحاجات النفسية والفيسيولوجية التي تتسم بالاستباقية، الحاجات الاجتماعية تفاعلية بطبيعته. هنالك مجموعة من المحفزات لكل حاجة اجتماعية، ما إن يتعرض صاحب الحاجة الاجتماعية إلى أحد هذه المحفزات، إلا وسترتفع الحاجة لديه، محركة بذلك دوافعه.

الواعي بطبيعته ميال إلى البيئات ذات العدد الأكبر من المحفزات لحاجاته الاجتماعية. فمثلاً، عندما يمتلك أحدهم الحاجة إلى الإنجاز، فإنه سيتجنب البيئات الغير عملية أو البيئات التي تتسم بالركود، وسيشعر بالانتماء في البيئات المنتجة المحفزة لهذه الحاجة لديه.



أمثلة على الحاجات الاجتماعية



الحاجة إلى الإنجاز

هي الحاجة إلى تحقيق نتيجة فوق المتوسطة وفقاً لمعيار للامتياز. ردود أفعال ممتلكي الحاجة إلى الإنجاز، عند مواجهة معيار للامتياز، عادة وبشكل مجرد، تميل إلى المقاربة. بالمقابل، اصحاب الحاجة المتدنية إلى الإنجاز سيبتعدون عادة عن الاحتكام إلى معايير الامتياز.



الحاجة إلى القوة

هي الحاجة إلى جعل العالمين الفيزيائي والاجتماعي ينصاعان إلى تصور الشخص أو خططه. المحتاجون إلى القوة يرغبون بالتأثير في الغير، تغييرهم، والتحكم بكل من أفكارهم وأفعالهم. هذه الحاجة تمتد إلى الرغبة بالسيطرة على المجموعات، أو ربما حتى العالم.
 
التعديل الأخير:

XIIIXIIIXIII

Aëv stré Novrī
الوحدات الإدراكية

"هل أستطيع القفز؟ لم لا أقفز؟ قفزت!"



الإدراك هو تركيب يصف الأحداث الذهنية. والإدراك كدافع يدور حول تأثير أساليب تفكير الشخص واعتقاداته على سلوكياته. المثال الأبسط على الوحدة الإدراكية هو "الفكرة" بمفهومها الشخصي.

بشكل عام للغاية: عندما تخرج بخطة تنظم ما ستقوم به في الغد، فأنت تؤثر على سلوكك المستقبلي عن طريق فكرة. عندما ترى نفسك في المرآة وتقول "لقد كسبت القليل من الوزن، يجب أن اقلل من تناول الآيس كريم", أنت هنا تسببت بتغير محتمل في سلوكك المستقبلي بسبب فكرة.

تولد الفكرة يتأثر بالحاجات النفسية، الفيسيولوجية، والمكتسبة لدى الإنسان، والتي تُترجم إلى عواطف. حاجتك إلى التعلق (متمثلة في مشاعر الوحدة) قد تولد فكرة رؤيتك لشخص تحبه لم تره منذ فترة. حاجتك إلى الطعام ستتمثل كالجوع، مولدة بذلك فكرة ذهابك لتفقد الثلاجة.

ما إن تتولد الفكرة، فإنها تتعرض لمرشح الحاجات، قبل أن تتحول إلى عاطفة، ومن ثم أخيراً إلى سلوك.

الحديث في الوحدات الإدراكية والأفكار يطول، لكن نسبة عالية من السلوكيات التي تتخذها تمر على مرحلة كونها فكرة. آلية التفاعل الدقيقة بين الوحدات الإدراكية، الحاجات، والعواطف هي ربما إحدى أكبر مشكلات علم النفس الدافع، فالكثير من العوامل تدخل في الحساب، والفكرة يمكن أن تتشكل في كثير من مراحل تولد السلوك. ثم هنالك السلوك العبثي لتولد الأفكار، أمر لا يزال محل جدل حتى اليوم. لكن ما نعلمه هو أنه، بغض النظر عن مصدر الفكرة، فإنها ستمر على مرشح الحاجة والذي يعد الركن الأهم في الدافع. من ذلك، فإن الفهم الجيد لحاجات الإنسان، وكيف تتفاعل من الوحدات الإدراكية ثم تُترجم إلى عواطف، هو جوهر فهم الدافع الإنساني، بشكل مجرد من فهم مصدر الإدراك أو دوره الإجمالي.





العاطفة

"جميعنا نعرف ما هي العاطفة، إلى أن يُطلب منا إعطاء تعريف لها"



العاطفة هي تجريد معقد للغاية، أعقد من أن نصفه كمجموع مجرد لخواص. فهي تمتلك عدة أبعاد وجوانب، وتصف الكثير من الأمور المنفصلة التي تحصل في مناطق مختلفة بل ومتباعدة. هي شخصية، تصف الوعي. لكنها في الآن ذاته حيوية، تصف سلوكاً مادياً. لأجل ذلك، وبدلاً من وصفها كتركيب واحد، هي تُعامل كمنظومة تصف أربعة نظم مختلفة تتفاعل فيما بينها. المشاعر، التعبير، الإثارة، والمعنى.





العاطفة هي تركيب ينظم ويوحد أربعة نُظم أو جوانب للتجربة في نمط تناغمي.



العاطفة تتسبب بالكثير من أفعالنا، بل هي تعمل، بالإضافة إلى كونها دافعاً، كقناة بين السلوك وبقية الدوافع، بحيث تولد الفكرة أو الحاجة عاطفة، وهي تتسبب بدورها بالسلوك. من تحريك عضلات وجهك حال الحزن حتى قيامك بالهرب من أسد يلاحقك، العاطفة هي إما الدافع للسلوك أو القناة التي تُترجم بقية الدوافع إلى سلوكيات.

تفسير العاطفة كقناة بين الدافع والسلوك هو أمر جديد، ففي الماضي، كان هنالك جدل في الأوساط العلمية يتعلق بـ "هل العاطفة مجرد دافع، أم أنها تعمل كذلك كقناة تربط جميع الدوافع بالسلوك؟ بحيث تكون هي النظام البدائي للدوافع."

بالطبع فإن فكرة العاطفة كقناة قد هوجمت بشدة. أبسط مثال يهاجم هذه الفكرة هو مثال فقدان الهواء. فعندما يفقد الإنسان القدرة على التنفس لفترة، سيدخل في حالة من الانتباه الموجه إلى نقطة واحدة فقط. سيفقد السيطرة على كل شيء (حتى حركته)، وسيعمل الجسم من تلقاء نفسه على محاولة تلقي الهواء بشتى الطرق. (قم بكتم نفسك لفترة وانظر ماذا يحدث)

يستدل أصحاب هذا المثال به على وجود دوافع أولية تفوق في بدائيتها العاطفة، وبهذا هي تعطل دور العاطفة كقناة بين الدافع والسلوك.



بالمقابل، يرد عالم النفس سيلفان تومكينس على أصحاب هذا الاتجاه بقوله إن منطقهم يقوم على خطأ جسيم. إذ أن ردة الفعل البدائية هذه هي في الحقيقة دفعة عاطفية هائلة للغاية في شدتها تعطل جميع الدوافع الأخرى –بما فيها الدوافع للتفكير-, مصدرها هو الذعر الشديد.

السائد اليوم هو تفسير العاطفة كدالة تُحوّل الأفكار ومخرجات الحاجة إلى سلوك.



نظم العاطفة



فهم العاطفة هو فهم النظم الأربعة التي تغلفها، وفهم كيفية ترابطها.



المشاعر وهي المنظومة الأولى: تصف التجربة الشخصية، الانتباه، والأفكار.

الإثارة وهي المنظومة الثانية: تصف التغيرات الفيسيولوجية التي تطرأ على الجسم.

المعنى وهو المنظومة الثالثة: يربط العاطفة كتركيب بهدف، أو يعطيها معنى ويجعلها جزءاً من الصورة.

التعبير وهو المنظومة الرابعة: يعنى بالتعبير المادي عن العاطفة. كالصراخ، البكاء، التعبير عن الاستياء، وغيرها.





الحديث في العاطفة كدافع يطول، لكن بصورة عامة، عاطفتك في لحظة معينة هي مجموع حالات كل نظام من هذه الأنظمة. هذه الأنظمة، بالإضافة إلى عملها كدافع، تتفاعل مع بعضها البعض بشكل معقد، تساهم بشكل أو بآخر في التفاعل مع معطيات البيئة، تشكيل الأفكار، والتأثير على الاحتياجات.



الألعاب تتفاعل مع العاطفة، في العادة، إما عن طريق استهدافها للحاجات لدى الشخص، فتكون العاطفة هي مجرد قناة تربط بين الحاجات والسلوك وفق نموذج تومكينس، وإما أن تخاطب أفكاره عن طريق سرد قصص مؤثرة أو غيرها، فتولد لديه أفكار (وحدات إدراكية)، والتي بدورها توظف العاطفة كممر إلى السلوك.







في الدافع الخارجي


تحدثت في فقرة الموضع المشاهد للسببية عن كون الغاية النهائية للإنسان هي استيفاء حاجاته الفيسيولوجية والنفسية, بالإضافة إلى تحقيق ما يفكر أو يشعر به, وأن العالم مليء بالعوائق التي تحول بين الإنسان وبين رغباته المباشرة. الإنسان يسعى إلى تخطي هذه العوائق والوصول إلى ما يرغب به, أي أنه يمتلك الدافع إلى تحقيق أو تخطي هذه الحواجز التي تفصل بينه وبين تحقيق دوافعه البدائية.

فمثلاً, أنا أمتلك الدافع إلى النهوض من على كرسي مكتبي, الذهاب إلى سلة الفواكه, وإخراج تفاحة, لأن هذه الأمور هي حواجز تفصل بيني وبين تناول التفاحة الذي يستوفي حاجة فيسيولوجية لدي.

الدافع إلى تخطي حاجز فاصل بين الشخص ودافعه البدائي يسمى بالدافع الخارجي, بالمقابل, الدافع المتعلق بحاجة, عاطفة, أو فكرة, يسمى بالدافع الداخلي.

الدوافع الداخلية دائماً أقوى من الخارجية, لأنها ليست تتعلق بتخطي حاجز, وإنما بتحقيق غاية مباشرة. فمثلاً, عامل النظافة الذي يقوم بكنس الطريق لنيل مرتب آخر الشهر لن يمتلك الحماسة ذاته التي يمتلكها عامل نظافة آخر قرر أخذ التنظيف كلعبة وقام بتوقيت سرعة إتمامه لكل مهمة أو من ذلك. فالثاني يستوفي بتحديه نفسه الحاجة إلى القدرة (حاجة نفسية) بالإضافة إلى دافعه الرئيسي الخارجي, في حين أن الأول يمتلك فقط دافعاً خارجياً (المال).

عندما تلعب لعبة لكسب المال منها, أو لتحقيق حاجة مكتسبة كالإنجاز, القوة, أو غيرها. فإن استمتاعك باللعبة لن يكون كاستمتاع من يلعب لأجل تحقيق حاجة فيسيولوجية أو نفسية, أو لأجل عاطفة قوية ومباشرة لديه.



خاتمة

الدوافع الإنسانية عسيرة الفهم بلا شك, لكن حصرها وتصنيفها بدرجة معينة من التجريد هو أمر ممكن. نحن لا نفهم بالتحديد كيف تترابط هذه الدوافع المختلفة, وفهم الأصل الفيسيولوجي للحاجات النفسية والعواطف بل وحتى الأفكار هو أمر لم نتمكن منه بعد. لكن ومع ذلك, الخروج بنماذج كنظرية تحديد الذات وما يُبنى عليها هو أمر مثمر للغاية, فهو يقربنا بشكل أكبر من الصورة الحقيقية للدوافع, والأهم من هذا, هو يمكننا من توظيف ما نعرفه عن الدوافع لصنع العاب أفضل, أو حتى تقييم الألعاب بناءاً على درجة استيفائها لحاجات اللاعب وتحريكها لعواطفه. فهم الدوافع الإنسانية جوهري لفهم الألعاب.





أوه..



لقد انتهيت من كتابة المقال..نعم, لقد انتهيت من كتابته!

همممم....لا زال هنالك الجزء الثاني..

لا بأس, سأقوم بأخذ راحة ثم سأعود لإتمامه لاحقاً ^__^

كل ما كتبته أعلاه هو فقط فريموورك كنت اريد بناء تصوري عن نجاح اللعبة في جذب اللاعب عليه, لكن ربما أطلت وأثقلت @@





بالمناسبة, إتمام الأمر لم يكن ممكناً لولا مساعدة كل من هؤلاء:



كال: توبيخها لي عندما أتقاعس عن الكتابة, مختلف أشكال الدعم الذي تلقيته منها منذ بدئي بالتفكير حتى انتهائي من الكتابة, إزعاجي لها بطلبات المراجعة والتحرير, انا فقط ممتنة لها بالكثير!



باندادول: قام بتحرير المقال, أنا حقاً ممتنة لمساعدته لي ولكل دقيقة قضاها في تحسين ما كتبته.



جيميني: حديثي معها عن نفس البرية كان شرارة بدئي بالتفكير في الأمر, ونهجها في التقييم الهم كيفية نظري إلى الألعاب.



روبوليتا: عندما انتهيت من الكتابة, كنت محبطة لإدراكي بأن المقال على الأرجح لن يروق للأكثرية في باندادوليا. بل ومحبطة بشكل أكبر لإدراكي بأن الجزء الأول لا يمس الألعاب مباشرة حتى. لكن روبو أعطتني الدفعة التشجيعية التي احتجت إليها كي أقرر نشر المقال.



نيوان: دعمه المعنوي لي لا يقدر بثمن. عند كتابة نص طويل بعض الشيء, حالة الكاتب المعنوية هي ربما أهم أمر &







هذا المقال تمت كتابته لباندادوليا, لكن ستتم أرشفته في مدونتي. قم بزيارتها إن كنت متفرغاً ^__^

رابط المقال في مدونتي


  • BOLLES, R. C. Theory of Motivation
  • In motivation: theory and research. COFER.
  • Understanding Motivation and Emotion. JohnMarshall Reeve.
  • Berridge. Psychology and behavior.
  • Self-determination theory and the facilitation of intrinsic motivation, social development, and well-being. (American psychologist)
  • The need to belong: desire for interpersonal attachments as a fundamental human motivation (psychological bulletin)
  • Glued to games: How video games draw us in and hold us spellbound. Scott Rigby and Richard M.Ryan.
  • The art of game design. Schell.
  • Four systems for emotion activation: cognitive and noncognitive process. (psychological review)
  • The support of autonomy and the control of behavior. ( journal of personality and social psychology)
 
التعديل الأخير:

Saudi Fighter

True Gamer
يعطيك العافيه على الموضوع
حاول تختصر المقال اذا همك الناس تقرأه متأكد أنه الأغلبية مارح يقرأون من كثر ماهو طويل جدا :tongueclosed:
 

XIIIXIIIXIII

Aëv stré Novrī
يعطيك العافيه على الموضوع
حاول تختصر المقال اذا همك الناس تقرأه متأكد أنه الأغلبية مارح يقرأون من كثر ماهو طويل جدا :tongueclosed:

وضعته كمرجع للمهتم بالدرجة الأولى. راعيت فيه الكفاية والعملية, وتجنبت الإكثار من الكتابة الإنشائية والحشو. لو جعلته أقصر لفقد الغاية منه ^_____^
 

Orange

True Gamer
لطالما عانى وسط الألعاب من انتقادات مستمرة فهو مضيعه للوقت و للأطفال الصغار كونه * لعب * وهذا ما يتعدى كونه نظرة سطحية لا تتماشى مع واقع الحال و هذا المقال ببساطة يسلط الضوء على الحاجة من الألعاب و ضروريتها أحيانا للإنسان .
هناك نقطة مهمة أخرى طرات علي وانا افكر الحاجات متطورة مع تطور الانسان فحاجاتنا الان اكثر تعقيداً وتطوراً من الانسان البدائي مثلاً وهو على الاغلب امر يتعلق بالحاجات المكتسبة فهي مع مضي الوقت تغدو اكثر تعقيداً و تداخلاً بطريقة تعكس احتياجاتنا الأساسية والنفسية و هذا ينطبق تماماً على وسط الألعاب ، هناك الكثير من النقاط التي تستحق التوقف و التفكير المطول بها و لكني شخصياً لطالما عانيت من مشكلة أساسية تواجهني في اللعب ، غالبيه الألعاب التي العبها تتوقف عن اثاره اهتمامي في المنتصف او أحيانا حتى في البداية و على الاغلب ذلك بسبب تساؤل هذا المقال لم نلعب ؟ التفكير المستمر في جواب لهذا السؤال جعلني اخرج بنتيجة تلخص ميولي وما يجذبني في المقام الأول في الألعاب كنت كثيراً ما انقاد وراء موجه * الهايب * نتيجة لتأثري بمحيطي العام ولكن مع مضي الوقت ادرك بانه ما يجذب الاخرين للعبه ليس مختلف تماما عما يجذبني لاخرى و بطبيعة الحال جوابك على هذا السؤال سيحدد الكثير من دواخلك و ميولك تجاه الألعاب و في الحقيقة هذا المقال افادني كثيراً في ذلك و افادني بما هو اكثر من ذلك ولكن بسبب تخصص المنتدى تطرقت فقط لهذا

شكرا بومة على مجهوداتك المبذولة هو انجاز من إنجازات المنتدى يستحق الإشادة والفخر و اثراء للمكتبة العربية بدون شك @@
 

Lord Kaido

ONE PIECE (23) YEAR
اوكى كنت زهقان كثير ف قلت ادخل اشوف شو فى بترو جيمنج شفت موضوعك للأمانة رح اقول شو كنت افكر. بس سامحنى.

من الاخر قلت Meh بكون فلسفة على الفاضى وطلعت ورديت رجعت بعد نص عشر دقائق للمنتدى وقلت يلا نشوف هالفلسلفة ايش رح تفيدنا

للأمانة لايك للموضوع وانا مرتاح نفسيا مجهود يشكر اعجبنى جدا

لو اقدر اعطيك عشرة لايك كان اعطيتك
 

Royal Spark

Royal Guardian
قليلة هي الألعاب التي تخاطب هذا الصنف من الحاجات، وهي إجمالاً ليست أول ما سيفكر به الشخص عندما يسمع كلمة “لعبة”. فقط اعلم بأن اللعبة التي تكافِئُك بالطعام هي لعبة تخاطب حاجة فيسيولوجية لديك، إن كانت هنالك لعبة كهذه.
هو عدد كبير من LNs إلا تحاول إنها تغطي موضوع مستقبل الألعاب و الVRMMOs عادة تتكلم عن كيف إن الألعاب تقدر تقدم تجارب أعمق وقت ماهي تقدر تكافئ الحاجات الفيسيوليجية عندك زي الجوع و الإرهاق و ما إلى ذلك. طبعا لسا الشيء قاصر لما تفكر فيها لأن اشباع غرائزك -متضمنا الجنسية منها- لسا مش احسن من إنك تقتل شخص ما تحبه جدا. فيه شعور خاص دائما في إمكانية عمل المستحيل.
في ملاحظة، تقدر دائما تفكر في كيف تقدر تقتل شعورك تجاه أي هذي الأشياء لو تقدر تحصل المكافئة حقك بدون تعب. ماتقدر تتغلب على هالشيء لو ماكان التعب جزء من المكافئة. هالشيء يدخل في نقاش ال Rewards Vs Incentives إلا أتوقع بومتنا رح تغطيه في المقال الجاي. أو المفروض تغطيه على الأقل.
المعلمة أعطتني خياراً وهمياً بين مجموعة من المهن التي لا تثير اهتمامي ورفضت تعريفي لما أسميه مهنة.
هنا تقدر تشاهد المشكلة العامة في كثير من ألعاب العالم المفتوح أو الألعاب إلا تحاول إختلاق فكرة الواقعية، فبعد ما تعطى وهم الحرية، اللعبة تتوجه عشان تقيدك لأحد الخيارات إلا تحسبها هي بالحرية. السبب الفعلي ليش الواقعية في الألعاب كذبة ما تشتغل. مافي لعبة بدون قوانين و طول ما للقوانين وجود فإنت عندك خيار، ما عندك حرية.
قلت له “لا أمانع أي شيء..” بصوت خافت، وأتبعتها ب” سأكون ممتنة لو..خفضت الصوت قليلاً” بصوت لم يسمعه مما يبدو.
الخبرة تقول إنه سمع و قرر يتجاهل الشيء، أو تجاربي عادة كذا.
وهم الاختيار

في مثال السائق أعلاه، كذلك في المثال مع معلمتي، كان يتم توفير الخيار لي، لكن وجود الاختيار في الحالتين لم يستوف حاجتي إلى الاستقلال. لم؟

لأنه ببساطة خيار وهمي!!

عندما أقوم بتخييرك: هل تريد ركوب سيارة أجرة صفراء أم سيارة أجرة حمراء، وأنت لا تريد ركوب سيارة أجرة في المقام الأول، ما قيمة هذا الاختيار؟
وصلنا لأهم نقطة في الخيارات أخيرا. أيضا hot و للأسف ماقدر أستخدم تعبير آخر لأن إحنا في مكان عام.
تلعب اللعبة، تستمر بلعبها ويتحسن مستواك مع استمرارك باللعب. بعد أشهر من اللعب، تعود لخصم واجهته في أيامك الأولى وأنهكك، لتهزمه الآن بسهولة صادمة. تقف مبهوتاً، عاجزاً عن استيعاب الفارق بين مستواك الحالي ومستواك حينها. نعم، لقد أصبحت أفضل، وهذه هي طريقة اللعبة في إخبارك ذلك.
المكافآت جت بدري. الشيء هذا بالضبط هو المكافأة. المشكلة في الشيء في الألعاب إنه على إنه الشيء إلا يعطيك المشاعر إلا تحب تحس فيها عادة، و هو أساس ألعاب الfight مثلا. مشكلة الشيء إنه ما يحسسك بالانجاز بالضرورة دائما. فلو اللعبة تبغاك فعلا تكمل تحتاج إنها تحط لك فتات خبز في الطريق عشان تحس بالتقدم و الحافز.

أنوما طول عمره مؤمن بفتات الخبز و بتقسيم كل شيء إلى مهمات صغيرة كثر الإمكان... و ما أحب أنوما بما إن إحنا في الموضوع هذا. حجم الفيدباك مهم، و كل ماكان صغير كل ما قلت قيمته في رأيي.
نحن نحتاج إلى الانتماء. نحتاج إلى أن نُحِب وأن نُحَب، نحتاج إلى وجود كيانات ننتمي إليها وتمثلنا، نحتاج إلى التفاعل مع الغير، نحتاج إلى دفء العلاقات القريبة، ونحتاج إلى أن يتم فهمنا، إعطاؤنا قيمة، الاكتراث بنا وتقبلنا لما نحن عليه. نحن نحتاج لأن يكون جميع ذلك ثنائياً، أي أن يرغب الآخرون كذلك بأن نفهمهم ونحبهم ونتعلق بهم. هذا الاحتياج لا يشمل فقط الأفراد، بل هو يمتد إلى الجماعات وكافة التراكيب الاجتماعية. هذه الحاجة هي الحاجة النفسية الثالثة للإنسان وفق نظرية تحديد الذات، الحاجة إلى التعلق.
هالشيء له فترة يوظف و يستغل في الألعاب الاجتماعية. حاجتك للآخرين و حاجتك للانتماء وحدة من أكثر الأشياء إلا تستخدم للضغط على الناس و تقدر تطلع منهم نتائج استمرارية، و المنافسة بنفس القدر.
هو مادري لو تبغى تتكلم عن استغلال الsoshage و ألعاب القمار للحوافز و الضغط الجماعي في إنها تحلب اللاعب؟ بكون موضوع خفيف و لطيف بعد البارت الثاني (&)
أو تتكلم عن عقلية مشجعين الكرة في كل شيء، و كيف إن الفانبويزم امتداد للعقلية هذي.
وقفت صامتاً لدقائق وهي تنظر إلى بقلق، وأخيراً نطقت: “نعم، أنا أحب القناع الذي ترتدينه. لكني كذلك أحب الوعي الذي قام بنسج هذا القناع.”
wew
أحسن رواية رومانسية 2018
الدوافع الإنسانية عسيرة الفهم بلا شك, لكن حصرها وتصنيفها بدرجة معينة من التجريد هو أمر ممكن. نحن لا نفهم بالتحديد كيف تترابط هذه الدوافع المختلفة, وفهم الأصل الفيسيولوجي للحاجات النفسية والعواطف بل وحتى الأفكار هو أمر لم نتمكن منه بعد. لكن ومع ذلك, الخروج بنماذج كنظرية تحديد الذات وما يُبنى عليها هو أمر مثمر للغاية, فهو يقربنا بشكل أكبر من الصورة الحقيقية للدوافع, والأهم من هذا, هو يمكننا من توظيف ما نعرفه عن الدوافع لصنع العاب أفضل, أو حتى تقييم الألعاب بناءاً على درجة استيفائها لحاجات اللاعب وتحريكها لعواطفه. فهم الدوافع الإنسانية جوهري لفهم الألعاب.

سو... حاب تجرب الشيء؟ تحط أساس لتقييم الألعاب بناء على استيفاء الدوافع أعني.


التعليق على الشيء خلال قراءته كان ممتع و لو إني ما قلت واجد زي ما كنت أتوقع. الموضوع في النهاية يدخل ضمن الحاجات إلا سهل إنك تشوفها واضحة، لأنها زي العاطفة كلنا نعرفها لحد ما أحد يطلب منا تعريفها. بنفس القدر وقت ما تشوف الشيء محطوط قدامك بالشكل هذا يقدر يكون overwhelming بس بنفس القدر تتحمس عشان تشوف كيف الشيء يشتغل كأساس للنظر لحاجات أخرى. خصوصا سوالف الإرتباط مع الآخرين لأنها لطالما كانت هوس للسخرية عندي، نكات ببغاوات مووجي و الناس إلا ماعندها حتى القدرة تكون رأي دائما لطيفة (&)
هو هالشيء دائما الدافع فيه هو الرغبة بالانتماء و الخوف من النبذ، ماحد يريد يكون مختلف بشكل يخليه يكون منبوذ أو هذا الاعتقاد إلا سهل توصل له. بنفس الشكل في ناس تلعب ألعاب و تشاهد أفلام و تقرأ كتب لأنها تخاف "تتخلف" عن الباقين، رغم إن سهل تشوف كيف حاجات زي كذا تقتل أي استقلالية، بس الحاجة للارتباط عند كثيرين أكبر من هذا كله.

متحمس للسيكول تبه، و متحمل لو كان بكون فيه سيكولز أكثر.
 

FANTASTIC DREAM

sugar man, colors to my dreams
الموضوع فريد جداً.

خشلك على مختلف القنوات و المقالات اللي تتكلم عن الgame design ، أحدهم ممكن يسأل "مالذي يصنع لغزاً جيداً في لعبة؟" ، "كيف تزرع الخوف في قلب اللاعب؟" وكثير أسئلة مشابهة
و المقال أو الفيديو يدخل ، في الحلول المطبقة و الناجحة ، و في تركيب الألغاز/الالعاب نفسها، مطورين يتكلمون عن هذا الأمر و يعرضون حلولهم، إلخ.

لكن يقفز عن نقطة كبيرة جداً، ليش أصلاً التحدي -في سياق غير مضر- داخل و خارج الألعاب ممتع للبشر؟(و متعتها، شيء موثوق، لما نشوف كثير من الأقبال في مختلف الثفافات على إستهلاك الألغاز/التحديات، و حتى نشرها، و متابعتها). مالذي يجعل الإنسان يخاف من الاساس؟ لإنها بتخلي البحث عن الموضوع يتطلب أشهر و إن لم يكن سنوات -خاصةً إذا كان الفرد يفتقر لتأسيس في أمور أخرى قبل التطرق للسؤال-.

هذي القطعة على معاييير عالمية! و لن يستطيع كتابتها هنا غير البومة ^___^

(شفتك تلمح له في مدونتك من قبل و كنت أسأل "متى البومة تتخلص من كسلها و تنشره؟!")، لي عودة لقراءته مرة أخرى، و التعليق.
 

Kazuya

Gamer
موضوع مميز ورائع جدا
اولا، لم تلعب ماريو كارت لوحدك! لم أر شخصاً من قبل يفعل هذا
لا أدري من أين أبدأ، تقريباً غطيت على جميع الدوافع الممكنة، أظن أن في كل لاعب سيكون هنالك تركيبة مختلفة. هنالك من يعشق التحدي، ومن يود فقط الإنتماء لمجتمع، او لدافع الانجاز. لكن هناك دافع مهم لم ارك تتحدثين عنه، قد يكون في الجزء الثاني. لكن حين كنت طفلا، الألعاب كانت وسيلة تجمعني مع اصدقائي. أظن هذا أهم سبب إجتماعي، نلعب لكي نقترب ونجتمع اكثر مع من نحب. لكن اظن مقالك كان فرديا أكثر هذه المرة.
لا أود ان يبدو وكاني أود النقد، ، لم أر من قبل موضوعا اكاديميا بهذا العمق في منتدى.طريقتك في الكتابة مسلية جدا، فالاغلب يستحيل علي قراءة نص بهذا الطول. استمر بكونك رائعا، في انتظار الجزء الثاني
 
التعديل الأخير:

White Soul

Moderator
مشرف
كنت أنتظر صدورها لأعوام, أحلم في اللحظة التي ستقع فيها بين يدي وتغرقني في عالمها. قبل النوم, وأنا أمشي وحيدة في الليل, وأثناء لعبي لبقية الألعاب, وعيي كان عاجزاً عن مفارقة تفكيره المستمر فيها. ثم صدرت..
أنهيت الساعة الأولى, لا زال الوقت مبكراً كي أحكم عليها.
أنهيت الساعة العاشرة, الجميع يثني عليها, أنا فقط أنظر إليها بطريقة خاطئة.
أنهيت الساعة الخمسين, عالمها مصمم بشكل رائع, وهي, إن نظرت إليها كمجموع لأجزاء, مبهرة.
أنهيت الساعة المئة, أنا..لست أتسلى..هل المشكلة فيني؟ هل أصبحت أكره الألعاب؟! يستحيل أن أكون..
أنهيت الساعة ال300: أنا لا أكره الألعاب, لكني أكره هذه اللعبة!
ههههه أعترف أنني لم أكن أتوقع هذا النوع من المقدمات، لكنني أفهم تمامًا من أو "ما" تعنين p:

الحاجة إلى التعلق هي الحاجة إلى وجود ارتباط عاطفي يقرنك بشخص، مجموعة، أو أي كيان قادر على التفاعل عاطفياً.
هنا ذكرتي أن التعلق لا يختص بالأفراد بل يشمل المجموعات. لكن بومة:
الاكتراث، الاستلطاف، القيمة، التقبل، الحقيقية، والمبادلة
هذه العناصر الستة، هل يمكن تطبيقها على التعلق بالجماعة أو الكيان؟
تعلقي بوطني أو ديني أو عائلتي، كيف يمكن أن يتصف بالـ"اكتراث والاستلطاف" وباقي العناصر؟ ربما أستطيع إسقاط بعض هذه العناصر على العلاقات الاجتماعية لكنني أعجز عن فعل ذلك لها كلها.
أيضًا يبدو لي أن هذه العناصر الستة غير منفصلة بل تؤثر على بعضها البعض، فالاكتراث ليس إلا مصداق من مصاديق القيمة، حيث أنني أكترث للشخص إن كان ذا قيمة عالية بالنسبة لي. وهذا ما يجعلني أتسائل: ما هي الأسس التي قمتي - بناءًا عليها - باختيار هذه العناصر الستة؟ هي ليست عناصر مجردة حسبما أرى.

تقبلك لشخص هو معرفتك لما هو عليه، ورضاك عنه وعن هيئاته المادية، الاجتماعية، الشخصية، والفكرية الحالية. عندما تتقبل شخصاً ما، فإن اكتراثك به، قيمته لديك، واستلطافك له لا يكونون محكومين بمعيار أو بهيئة معينة تحاول تشكيله عليها، وإنما بما هو عليه حالياً. المحبة المشروطة لا تستوفي الحاجة إلى التعلق، وهي تقود إلى علاقة غير صحية أبداً.
هذا يذكرني بنقاشنا عن فصل الظلم عن الظالم (أو الصفات السيئة عن المتصف بها) :grin: أنتِ هنا تنتقدين المحبة المشروطة، لكنك ترين الكره المشروط أمرًا جيدًا. أظن أن هذا يعود لكون المحبة المشروطة - برأيك - تأتي بنتائجة سلبية بينما الكره المشروط يأتي بنتائج إيجابية، أليس كذلك؟

في حالة التعلق، القيمة المخرجة هي الالتزام. في حالة الاستقلال، القيمة المخرجة كذلك اسمها الاستقلال. وفي حالة القدرة، القيمة المخرجة تسمى التركيب (أو التنظيم). مجموع هذه القيم المخرجة هو قيمة اسمها الترابط، وهي تعمل كمحدد أساسي للمشاعر اللحظية. المشاعر تعمل كقناة تربط بين الحاجات والوحدات الإدراكية من جهة، والسلوك من جهة أخرى.
لم أفهم *ــ* هل يمكنك التفصيل هنا؟

وهو المنظومة الرابعة: يعنى بالتعبير المادي عن العاطفة. كالصراخ، البكاء، التعبير عن الاستياء، وغيرها.
أليس هذا هو "السلوك" الذي يمثل الضفة النهائية من جسر العاطفة الذي يربط الحاجة بالسلوك؟
أعني، كيف للتعبير أن يكون جزءًا من العاطفة؟ هو نتيجة العاطفة، هو السلوك، أليس كذلك؟

الدوافع الداخلية دائماً أقوى من الخارجية, لأنها ليست تتعلق بتخطي حاجز, وإنما بتحقيق غاية مباشرة. فمثلاً, عامل النظافة الذي يقوم بكنس الطريق لنيل مرتب آخر الشهر لن يمتلك الحماسة ذاته التي يمتلكها عامل نظافة آخر قرر أخذ التنظيف كلعبة وقام بتوقيت سرعة إتمامه لكل مهمة أو من ذلك. فالثاني يستوفي بتحديه نفسه الحاجة إلى القدرة (حاجة نفسية) بالإضافة إلى دافعه الرئيسي الخارجي, في حين أن الأول يمتلك فقط دافعاً خارجياً (المال).
ألا يمكن تفسير الدوافع الخارجية بسلسلة من الدوافع تنتهي في المطاف إلى دافع داخلي كما عبرتي عنه؟ بناءًا على ذلك، ترتكز قوة الدافع على الدافع الأساسي لدى الشخص. فمثلًا، عامل النظافة قد يقوم بكنس الطريق لنيل مرتب آخر الشهر ليصرفه على علاج ابنه الذي يعاني من مرض يهدد حياته. الدافع لكنس الأرض هو دافع خارجي هنا، لكني أراهن أنه أقوى من دافع عامل النظافة الثاني الذي ذكرته في مثالك.

الدوافع الإنسانية عسيرة الفهم بلا شك, لكن حصرها وتصنيفها بدرجة معينة من التجريد هو أمر ممكن. نحن لا نفهم بالتحديد كيف تترابط هذه الدوافع المختلفة, وفهم الأصل الفيسيولوجي للحاجات النفسية والعواطف بل وحتى الأفكار هو أمر لم نتمكن منه بعد. لكن ومع ذلك, الخروج بنماذج كنظرية تحديد الذات وما يُبنى عليها هو أمر مثمر للغاية, فهو يقربنا بشكل أكبر من الصورة الحقيقية للدوافع, والأهم من هذا, هو يمكننا من توظيف ما نعرفه عن الدوافع لصنع العاب أفضل, أو حتى تقييم الألعاب بناءاً على درجة استيفائها لحاجات اللاعب وتحريكها لعواطفه. فهم الدوافع الإنسانية جوهري لفهم الألعاب.
أنتِ على الأرجح تعرفين رأيي فيما يتعلق بالأمور النفسية. هي لا يمكن إثباتها، لكن يمكن بنائها بحيث تستطيع تفسير الأمور بتسلسل منطقي.
لذلك، أنا أتوق لرؤية إسقاطك لتفسيرك هذا في الدوافع الإنسانية للإجابة على السؤال "لماذا نلعب" في الجزء القادم، رغم أنني كما ترين لدي بعض الاعتراضات على هذا التفسير وساكون مسرورًا بمناقشتها معك :grin:

شكرًا نوفراي، مجهود كبير ومقال رائع بلا شك.
 

Roxaf

Ryokuryuu
الموضوع من الأساس غلط لأن النحل ما يطلع بالليل (&)
 
التعديل الأخير:

Roxaf

Ryokuryuu
عموما انا امزح xD ولو ان نقطة النحلة بالليل اثارت انتباهي بالبداية,

موضوع جميل ولكني ما قرأت منه الكثير بسبب موعد النوم, لي رجعة في وقت لاحق..

شكرا سيد بوم, على كل شي ..
 

XIIIXIIIXIII

Aëv stré Novrī
همممم, البيز الي تطلع بالليل حسب المصدر تعيش في المناطق الاستوائية, أولستي تعيشين في نيويورك ؟

كذلك, الqueenless bees لها سلوك عشوائي في العادة &


و

http://www.beebestinc.com/are-bees-attracted-to-light/


و

  • The bees which can fly at night are mainly tropical species.



لا أعلم لم أحاول تبرير وجود نحلة واجهتها &
بصراحة..الأمر مسل *___*
لكن حقاً, هنالك الكثير من الأسباب التي قد تدفعها إلى أن تكون موجودة في الليل @@
 

White Soul

Moderator
مشرف
لكن حقاً, هنالك الكثير من الأسباب التي قد تدفعها إلى أن تكون موجودة في الليل @@
إما لأنها تبحث عن الاستقلال، حيث أن مجتمعها يفرض عليها الطيران في النهار وهي ترفض ذلك.
أو لأنها تجد فيك فردا تتعلق به، لكن بالنظر إلى ردة فعلك يبدو جليا أن عنصر المبادلة كان غائبا هنا :tearsofjoy:
 

Sultan/X

Banned
في عمق بكتابتك تطلب اني اقرى بعض فقرات الموضوع مرتين عشان استوعب وطبعا هذا انتقاد لي شخصيا لازم اوسع مدارك الاستيعاب عندي بس انا كسول ،لكن دمج جميل بين الالعاب والحياة العامة وتعلمت منك بعض الاشياء،اعضاء مثلك يقدموا شي رائع للمنتدى خصوصا بهاذي النوعية من المواضيع والطرح ذكرتيني بالمواضيع ايام العصر الذهبي لها.
 
هو انا قلت اني بكتب رد بس كل مرة اطلع في طول الموضوع وطول الرد حقي اقول: لازم احصل وقت اطلول اخصصه للرد بس

قبل ما تكلموا قراءة، احس اني بجيب العيد في كم حاجة، اسمحوا لي الا تلخبطت ترى الموضوع طويل:weary:


الا يعلبوا بالكمبويتر؟ هههههههههههه

مزحة بايخة، اسف


الكلام هذا ذكرني بكم حاجة عن التسويق(دارس مبدئيات تسويق وابغى اتفلسف، ايه)
وحدة من النظريات الا يتخدموها في التسويق والا تعتمد على اولويات الانسان هي ال PSSP (Psychological Safety Social and Personal او الا هي الحاجات النفسية، الحاجة للامان، الحاجة للتواصل، والحاجات الشخصية (ترجمتي عفن، السموحة)

1-الحاجات النفسية: المقصد منها الحاجات الفسيولوجية الا ذكرتها منيرفا الا يحتاجها الجسم للعيش، زي المأكل والمشرب...الخ
2-الامان: مكان يقيك من الاخطار، او بشكل عام المكان الا تنام فيه
3-التواصل: الاشياء الا تخليك تتواصل مع غيرك او تجذبهم لك
4-الشخصية: بعد ما تلبي الحاجات الا فوق، تلبي الحاجات الا انت تبغاها.


كل وحدة من دولين يستخدموا طرق واساليب تسويق اليهم تختلف عن الباقي. بشكل عام لما بتسوق للالعاب فإنت بتروح الى 3 او 4 لان اللاعبين ما بيلعبوا الالعاب الا عشان نفسهم او عشان يشاركوا التجربة مع غيرهم.
بداية الالعاب كانت تحقق

طبعا هذا الترتيب الا يمشوا عليه اغلبية الناس، طبعا فيه حالات شاذة الناس تروح تقدم 4 على 3 (زيي). عموما خبري انهم يستخدموا هذا في التسويق وما عندي معرفة اذا كان عنده استخدامات زيادة او علاقته بالاشياء الا ذكرتها منيرفا

قدرة
"نعم، نحن نقدر!"



أستيقظ في منتصف الليل، أذهب إلى غرفة الألعاب، أقوم بتشغيل Super Smash Bros، ولا أتوقف عن صقل مهارتي في التفادي حتى أشعر بطلوع الفجر. فأعود لغرفة النوم وأنا أردد "لم؟!"

أعني... ما الذي كنت أفعله؟ لم قضيت 4 ساعات من حياتي على صقل مهارة هامشية في لعبة هامشية؟!

لكن تلك التساؤلات تتلاشى عندما أتخيل اللحظة التي سأستطيع فيها هزيمة الوغد (^&%), بعد معركة ملحمية أوظف فيها جميع مهاراتي. فتغمرني عند التفكير في الأمر نشوة غامضة، مخبرةً إياي عن حاجة نفسية أساسية لدى الإنسان، وهي الحاجة إلى القدرة.

نحن جميعاً نحتاج إلى القدرة. وأعني بالحاجة إلى القدرة الحاجة إلى التعامل بفعالية مع البيئة، واستخدام وتنمية مهاراتنا، مواهبنا، وقدراتنا بشكل فعال. أنا أستوفي هذه الحاجة عندما أواجه تحدياً يتطلب مني توظيف إحدى مهاراتي، أضعه نصب اهتمامي وأكرس له تركيزي، أتغلب عليه وأتقدم إلى الأمام، تصبح مهارتي التي استخدمتها أفضل، فأشعر بالرضى أو حتى بالسعادة. هذه الحاجة جوهرية للنفس ومتجذرة فيها، وهي الحاجة النفسية الثانية وفق نظرية تحديد الذات.



أركان الحاجة إلى القدرة



اركان الحاجة إلى القدرة هي الأمور التي يدعم توفرها في البيئة أو الشخص نمو هذه الحاجة وإمكانية استيفائها بشكل فعال. عند وجود اختلال في أي من هذه الأركان، فإن الدوافع القائمة على الحاجة إلى القدرة ستضمر، كذلك فإن النفس ستعتل وسيظهر عليها سلوك تجنبي.



التحدي والـ flow



أول وأهم أركان الحاجة إلى القدرة هو كون تقديم البيئة أو النشاط للتحدي. التحدي يتحقق في اختبار النشاط لمهارة، موهبة، أو قدرة الشخص، وتنميته له بشكل فعال. فمثلاً، عندما تقوم بلعب الشطرنج مع صديقك المقارب لك في المستوى، أنت توظف مهاراتك في التحليل الاستراتيجي لوضع خطة تهزمه بها، ومع استخدامك لهذه المهارة، هي تنمو مشبعةً معها حاجتك إلى القدرة.

عندما نقيم النشاطات من حيث التحدي الذي توفره، فإنها لا تخرج عن ثلاثة أصناف: صعبة للغاية، سهلة للغاية، أو في تيار الصعوبة الملائمة.

النشاطات الصعبة هي التي تتطلب مهارات تفوق التي يمتلكها الشخص، ونتيجة لذلك، فإنها تولد له القلق أو تجعله تحت الـ (stress). ممارس النشاط الصعب للغاية لا يتسلى به، كذلك فإن المهارات لا تنموا بشكل فعال أثناء ممارسته.

بالطبع فإن الأمر يختلف من شخص لآخر، وحدود "الصعب للغاية" نسبية. لكن سؤال جيد لتحديد مدى صعوبة النشاط هو "دون تدخل خارجي، هل لديك أمل في الفوز؟"
إن كان الأمل –الموضوعي- موجوداً، فإن الأمر سيعود إلى مدى محبة الشخص للتحديات الصعبة، لكن التحدي في هذه الحالة سيكون منتمياً إلى تيار الصعوبة الملائمة، في الجانب العلوي منه بالتحديد.

مثال على النشاط الصعب هو أن تضع شخص يلعب الشطرنج لأول مرة في حياته في مباراة ضد بطل العالم، أو بشكل أعم، أن تضع شخص بالكاد يعرف التحكم في لعبة معينة في مباراة ضد لاعب محترف. هو سيكره اللعبة، أو على الأقل، لن يشعر بالسعادة أو بأن مهاراته يتم تحديها أو أياً من ذلك.




النشاطات السهلة هي التي تتطلب مهارة معينة تمتلكها، لكنها لا تتطلب الكثير منها. هي التي لا تحتاج إلى تركيزك، لا تمتحنك، لا تنمي مهاراتك، واحتمال تخطيك لها يقارب الـ 100%. النشاطات السهلة، إجمالاً، لا تستوفي الحاجة إلى القدرة، وستقود ممارسها إلى مشاعر الملل في حال عدم وجود دافع آخر في المعادلة.

أحياناً يتسلى البعض عندما يواجهون تحديات سهلة، لكن تلك التسلية –في العادة- لا تتعلق باستيفاء الحاجة إلى القدرة بقدر ما تتعلق بأمور اجتماعية أو حاجات مكتسبة منفصلة. لذا تجب التفرقة بين التسلية المستسقاة من القدرة، والتسلية المأخوذة من الأمور الأخرى. عندما اقوم بهزيمة كال –صديقتي- في Super Smash Bros بسهولة لأنظر إليها وأضحك، فالتسلية هنا هي من صنف مختلف لا يتعلق بأي شكل بحاجتي إلى القدرة.




تيار الصعوبة الملائمة يتحقق عندما يكون التحدي ملائماً لمستوى المهارة، ويقود إلى حالة نفسية اسمها الـ flow. الـ flow هو حالة من التركيز تتضمن انهماكا كلياً في النشاط يغطي كافة جوانب الإدراك، تمتاز بكونها تعود بكمية كبيرة من "التسلية" إلى من هو فيها، فتدفعه إلى تكرار النشاط مرة تلو الأخرى. هي تتحقق عندما يتم استيفاء كافة أركان الحاجة إلى القدرة، لاسيما ركن ملائمة التحدي.

هنالك حالة تتساوى فيها المهارة مع الصعوبة لكن لا يتم فيها تحقيق الـ flow, وهي عندما يكون كلاهما ضئيلان أو حتى معدومان. ففي هذه الحالة يكون التعلق بالنشاط محدوداً للغاية، بحيث يكون موقف الشخص هو عدم الاكتراث بالفوز أو الخسارة، ويكون دافعه للاستمرار بممارسة النشاط ضئيلاً. هذه الحالة فقط مبدئية (تحصل مع النشاطات التي تمارسها لأول مرة)، إذ مع الاستمرار بممارسة النشاط، سيصل الشخص إلى عتبة معينة في المهارة والتحدي يبدأ اكتراثه بالنشاط فيها بالتشكل. مشكلة عدم الاكتراث هذه بالمناسبة هي أحد أكبر التحديات التي يمكن أن يواجهها مصمم الألعاب، إذ كيف يستطيع جعل اللاعب يستثمر ما يكفي من الوقت ليبدأ بالاكتراث باللعبة؟





الـ feedback

تلعب اللعبة، تستمر بلعبها ويتحسن مستواك مع استمرارك باللعب. بعد أشهر من اللعب، تعود لخصم واجهته في أيامك الأولى وأنهكك، لتهزمه الآن بسهولة صادمة. تقف مبهوتاً، عاجزاً عن استيعاب الفارق بين مستواك الحالي ومستواك حينها. نعم، لقد أصبحت أفضل، وهذه هي طريقة اللعبة في إخبارك ذلك.

أياً كان نشاطك، الفيدباك هو ركن مهم للغاية لحاجتك إلى القدرة. فمن خلاله، أنت تعرف مستواك الحالي، مستواك السابق، والفارق بينهما للجهد الذي بذلته. تستطيع من خلاله تقدير كم ستتحسن في المستقبل، مما يدفعك إلى الاستمرار في النشاط بل والتشبث بما استثمرته حتى الآن فيه.

الفيدباك قد يكون ببساطة الصوت الذي يخرج من الآلة الموسيقية، وقد يتمثل في إحصاءات معقدة تصف تطور أسلوب لعبك في لعبة معينة. انطباع الجمهور عن لوحاتك التي ترسمها هو كذلك فيدباك. ببساطة، كل ما يخبرك شيء عن أدائك الحالي أو السابق هو فيدباك، وهو مهم لحاجتك إلى القدرة.



التنظيم
التنظيم في النشاط أو في البيئة الحاوية له هو ركن مهم للغاية من أركان الحاجة إلى القدرة. النشاط المنظم هو النشاط الذي تعرف فيه ماذا تريد أن تكون أو يكون لديك مثال فيه على ذلك، ويكون لديك طريق واضح يوصلك إلى ما تسعى إليه. التنظيم يزداد عندما تعرف –بتحديد- ما هي المهارات أو القدرات التي تحتاج إلى تنميتها كي تصل إلى وجهتك، وهكذا.

بيئة منظمة بشكل أكبر هي بيئة داعمة للحاجة إلى القدرة. فكيف تصل إلى ما تريد الوصول إليه إن لم تكن تعرف الطريق؟



احتمال الفشل

البعض منا يستطيعون الموت أمام أحد زعماء Dark Souls لأكثر من 50 مرة، ثم يعودون إليه بعد ذلك بحماسة آملين في هزيمته. الغير؟ ربما يستطيعون فقط الموت لمرتين قبل أن يقعوا في اليأس ويركنوا اللعبة جانباً. قدراتنا على احتمال الفشل تتفاوت. والقدرة على احتمال الفشل هي أحد أركان الحاجة إلى القدرة.

البيئات والنشاطات التي تهون من الفشل (أو حتى تنظر إليه بإيجابية) هي بيئات داعمة للحاجة إلى القدرة. تفسير الفشل كوسيلة للتعلم واستخلاص التجارب، تحليل أسباب الفشل وتطوير جوانب النقص تبعاً لذلك، فلسفات وأساليب كهذه تدعم الحاجة إلى القدرة وتقوي بذلك الدافع إلى فعل النشاطات القائمة عليها. بالمقابل، المعاقبة على الفشل، الخوف منه، أو ربطه بتقدير الذات، يقومون بجعل الشخص ينتهج موقفاً عاماً متجنباً للتحدي، أمر يضر للغاية بحاجته إلى القدرة وبالدوافع المستمدة منها, بل وبالنفس عموماً (لعدم استيفاء حاجة جوهرية فيها).

ببساطة، عندما تكون نسبة فشلك هي 50%, فأنت تقوم بعمل رائع، لأنك تمضي في تيار الصعوبة الملائمة. لذا لا تلم نفسك على عدم فوزك في كل مرة.


الالعاب او ما انصنعت كانت تغطي تقريبا بس جانب الاستقلال و القدرة، التعلق ما اعتقد كانت موجودة.
كانت الالعاب مجرد طريقة ثانية للتسلية ومضيعة للوقت زيها زي انك تلعب صيده مع اصدقاؤك او تعد للعشرة والناس يختبؤوا.
بس المفهوم اوسع لانه الحاجات الا بتسويها من قتل الفضائيين و تحرير المملكة او الاختباء في صناديق من غير ما تنكشف ما بتسويها على الواقع (الا ابغى اقوله، ان الالعاب بدايتها ما كان فيها اي جانب قصصي ترويه)
الشي سخيف لدرجة ان واحد من مصممين الالعاب حرفيا قال: القصة في اللعبة زي القصة في الافلام الاباحية، شيء تحتاجه، بس مش مهم. وكده كانت القصص في الالعاب، مجرد حاجات مش مهمة تحتاجها كل لعبة وغالبا تنحط على غلاف اللعبة الا محد يقراه اور سمثنج

طبعا هالشي بدأ يختلف شوي شوي تقريبا بداية التسعينات لما بدؤوا المصممين يهتموا بالجانب القصصي في الالعاب لما شافوا ان الالعاب ممكن تكون ميديم اخر لرواية القصص زيه زي الافلام و الكتب. والا يعطي تجربة مختلفة عن الاثنين.
حتى الفجوال نوفلز الا ينسخر عليهم "انهم كتب مش العاب" يعطوا تجربة مختلفة عن الافلام والكتب وحتى باقي الالعاب
(طبعا انا مؤمن ان ناس كثر من الجيمرز لعبوا ولو فجوال نوفل وحدة من غير ما يحسوا بس هذا موضوع ثاني)

الناس كانت تلعب الالعاب عشان تلبي احتياجاتها للاستقال والقدرة، هالشي ممكن يكون شخصي تسويه عشان نفسك او اجتماعي عشان تلعب مع اصدقاؤك او تتواصل مع الناس الا حواليك.
حاليا ممكن تلعب عشان تلبي دوافعك المتعلقة بالتعلق والعاطفة في بعض الالعاب لان الاندستري صارت تهتم (او تدعي وتحسسك بالاهتمام) بالجانب القصصي في الالعاب.

ابغى اتكلم كيف السوشال ميديا والانترنت وحدة من الاشياء الا غيرت "ليش نلعب" بس الموضوع طويل وبجيب العيد فيه وانا اتكلم عنه. هو انا حاس اني جايب العيد فوق في كم حاجة اولردي فبوقف الحين
 

XIIIXIIIXIII

Aëv stré Novrī
*تستجمع طاقتها*

*تسمع صوتاً من الداخل يقول:"كمية احتياطي الطاقة لديك هي 4 باندا-شيل, معدل الفائدة في...*

*تتجاهل الصوت*

*تتمتم:"هذا سُخف, يجب أن تُربط ضرائب الباندا-شيل بالأصول لا بالدخل, من السخيف أن لا أكون قادرة على استخدام..." (بقية ما قالته غير مفهوم)*

أياً يكن, لم لا أستخدم ال4 باندا-شيل هذه في القيام بأمر تهربت منه لشهر؟ @@

وهكذا, قررت الرد!


*ملاحظة 1 : بالموز أنا أؤمن.
*ملاحظة 2: الموز لا يؤمن بي, هو يؤمن بباندا بالمناسبة...الأمر يعود إلى طفولتهما..
*ملاحظة 3: باندا لا يحب الموز (الأمر كذلك يعود إلى طفولتهما), نحن الثلاثة نشكل مثلث إيمان & حب. القصة طويلة..

**ملاحظة تتعلق بالملاحظة 3: الإيمان يعني الحب, لكن الحب لا يعني الإيمان بالضرورة, باندا لا يحب الموز, لذلك هو لا يؤمن به. أما أنا, فلأني أؤمن بالموز, أنا أحبه.

* ملاحظة لي: ماذا؟! أين ذهبت الآيسكريمز التي تركتها في الفريزر؟!

*تناقش مع وعيها قرار الاتصال بشركة التنظيف*


*وعيها الداخلي يستخدم حق ال2b ويبطل مشروع القرار*

*تقوم بإلقاء كلمة في البرلمان لإقناع حزب محبي الموز بالاتصال*

*تفوز في انتخابات مقاطعة الجناح الأيسر, كمرشحة لحزب آيسكريم للأبد*

*انقلاب عسكري*

*من قبلها*

*التغير يكون بالصراع, همس ماركس الذي لم يفهم هيغل*

*دياكلاتيكس هيغل تشان تُعنى بالموز, بالمناسبة*


*تستغل الفوضى التي أحدثها الانقلاب, فتقرر الرد*

*ماذا عن شركة التن...؟*

*أصوات لأعيرة نارية*

*تلقي خطبة عن السلام الدولي*

*يشاهدها رجل أمن*

*يطلب منها حمل الخطبة التي القتها ورميها في سلة المهملات, كأي مواطنة لطيفة*

*تفعل ذلك*

*منذها لم ير أحد بوب. كان أباً, شرطياً صالحاً, وعميلاً متميزاً لباندا داوناتس*

*باندا داونتس يعلن إفلاسه*

*إفلاس باندا داونتس كان شرارة أزمة عام 2039 الاقتصادية*

*حديثاً عن الأزمات....أوكتوباث...لم..ت..*


ok ok ok ok ok...سأباشر الكتابة *بصوت متململ*


لطالما عانى وسط الألعاب من انتقادات مستمرة فهو مضيعه للوقت و للأطفال الصغار كونه * لعب * وهذا ما يتعدى كونه نظرة سطحية لا تتماشى مع واقع الحال و هذا المقال ببساطة يسلط الضوء على الحاجة من الألعاب و ضروريتها أحيانا للإنسان .
هناك نقطة مهمة أخرى طرات علي وانا افكر الحاجات متطورة مع تطور الانسان فحاجاتنا الان اكثر تعقيداً وتطوراً من الانسان البدائي مثلاً وهو على الاغلب امر يتعلق بالحاجات المكتسبة فهي مع مضي الوقت تغدو اكثر تعقيداً و تداخلاً بطريقة تعكس احتياجاتنا الأساسية والنفسية و هذا ينطبق تماماً على وسط الألعاب ، هناك الكثير من النقاط التي تستحق التوقف و التفكير المطول بها و لكني شخصياً لطالما عانيت من مشكلة أساسية تواجهني في اللعب ، غالبيه الألعاب التي العبها تتوقف عن اثاره اهتمامي في المنتصف او أحيانا حتى في البداية و على الاغلب ذلك بسبب تساؤل هذا المقال لم نلعب ؟ التفكير المستمر في جواب لهذا السؤال جعلني اخرج بنتيجة تلخص ميولي وما يجذبني في المقام الأول في الألعاب كنت كثيراً ما انقاد وراء موجه * الهايب * نتيجة لتأثري بمحيطي العام ولكن مع مضي الوقت ادرك بانه ما يجذب الاخرين للعبه ليس مختلف تماما عما يجذبني لاخرى و بطبيعة الحال جوابك على هذا السؤال سيحدد الكثير من دواخلك و ميولك تجاه الألعاب و في الحقيقة هذا المقال افادني كثيراً في ذلك و افادني بما هو اكثر من ذلك ولكن بسبب تخصص المنتدى تطرقت فقط لهذا


شكراً كال, كلمات لطيفة تفوح منها رائحة البرتقال... سأكون صريحة, شعرت بالخجل عندما قرأت ما كتبتيه في البداية, لأني أعرف نفسي وأعرف بأن مستواي ككاتبة قابل للتحسن (ويحتاج إليه). لم جعلني ذلك أشعر بالخجل؟ لا أعلم, أقوم أحياناً بأمور غريبة *_____*

لكن كال, حقاً؟! اللعب لأجل الغير؟ @@

*حسناً حسناً..لن أحكم -___- *


لحظة..لم أفهم جزئية :

ولكن مع مضي الوقت ادرك بانه ما يجذب الاخرين للعبه ليس مختلف تماما عما يجذبني لاخرى



--------------------------------



من الاخر قلت Meh بكون فلسفة على الفاضى وطلعت ورديت رجعت بعد نص عشر دقائق للمنتدى وقلت يلا نشوف هالفلسلفة ايش رح تفيدنا

سأعترف...ضحكت عندما قرأت هذا @@
يب, المقال يبدو مليئاً بالحذلقة, ولن أقول بأنه مكتوب بشكل جيد حتى...لذلك لم أكن أتوقع حقاً بأنه سينال إعجاب أحد..نوعاً ما, أنا ممتنة ^____^


--------------------------------------------------------------



هو عدد كبير من LNs إلا تحاول إنها تغطي موضوع مستقبل الألعاب و الVRMMOs عادة تتكلم عن كيف إن الألعاب تقدر تقدم تجارب أعمق وقت ماهي تقدر تكافئ الحاجات الفيسيوليجية عندك زي الجوع و الإرهاق و ما إلى ذلك. طبعا لسا الشيء قاصر لما تفكر فيها لأن اشباع غرائزك -متضمنا الجنسية منها- لسا مش احسن من إنك تقتل شخص ما تحبه جدا. فيه شعور خاص دائما في إمكانية عمل المستحيل.


الأمر حقاً يعتمد على الشدة, هل ستقول جيميني الأمر ذاته بعد أسبوعين من عدم تناول الطعام أو 4 أيام دون ماء؟ @@

لكني أتفق وبشدة مع فكرة الpotential الاستثنائي في الجائرة المتصورة لكسر القانون, فقط انظري إلى الإغراء المقترن بالمحظور أو غير المتاح @@

الانتقام والكراهية هما دافعان معقدان, على الأرجح مركبان وفق الsdt. همم, موضوع للتفكير..شكراً جيميني ^___^


في ملاحظة، تقدر دائما تفكر في كيف تقدر تقتل شعورك تجاه أي هذي الأشياء لو تقدر تحصل المكافئة حقك بدون تعب. ماتقدر تتغلب على هالشيء لو ماكان التعب جزء من المكافئة. هالشيء يدخل في نقاش ال Rewards Vs Incentives إلا أتوقع بومتنا رح تغطيه في المقال الجاي. أو المفروض تغطيه على الأقل.

تعنين الإحساس بالاستحقاق, ذلك التوازن الصعب تحقيقه بين ما يدفعك لفعل الشيء وبين الجائزة المحصلة. أظن بأن الاستحقاق, وإن كان يرتبط بالحافز, يتعلق بشكل أساسي بمرحلة تأتي بعده.

كنت العب ys viii مؤخراً واستوقفتني نقطة مشابهة. الجميع هناك يثني على شخصيتي, يحترمها, ويطبل لها, من الدقيقة الأولى في اللعبة. أمور كهذه تجعلني أقف وأتساءل..إذ لم؟
ما الذي قمت به لأفوز باحترامهم؟ من أكون أنا؟ (الاحترام يدخل في الحاجات الاجتماعية..أو يمكن تفكيكه إلى حاجات اجتماعية ونفسية متفرقة*)

أمر مشابه واجهته في persona 4. عندما تجد الشخصيات البطل جذاباً فقط لأنه "البطل". لا أعلم, لكن أمور كهذه تؤثر في قابلية التصديق عندما أدقق فيها @@

هنا تقدر تشاهد المشكلة العامة في كثير من ألعاب العالم المفتوح أو الألعاب إلا تحاول إختلاق فكرة الواقعية، فبعد ما تعطى وهم الحرية، اللعبة تتوجه عشان تقيدك لأحد الخيارات إلا تحسبها هي بالحرية. السبب الفعلي ليش الواقعية في الألعاب كذبة ما تشتغل. مافي لعبة بدون قوانين و طول ما للقوانين وجود فإنت عندك خيار، ما عندك حرية.

وهم الحرية, الهمني بشدة عندما ذكرته في نقاش قديم ^__^

لا أظن بأن مشكلة الحرية تتعلق بالقوانين بقدر ما هي تتعلق بالخيارات الوهمية أو المحدودة بحيث لا تصف استقلال اللاعب, وبالخطية إجمالاً (الخيار الواحد, مهما كان الصندوق عملاقاً).

وقبل أي شيء, ماذا تقصدين بالحرية؟ فهيوم-تشان كان يمتلك تعريفاً متطرفاً للحرية, جعله ينتهي إلى ربطها بالقدرة المطلقة ووصف كل شيء آخر ب"الوهم".



الخبرة تقول إنه سمع و قرر يتجاهل الشيء، أو تجاربي عادة كذا.

هو كان لا يحب الموز..أظن...لا أريد منه أن يحب الموز, هو شرير T__T

المكافآت جت بدري. الشيء هذا بالضبط هو المكافأة. المشكلة في الشيء في الألعاب إنه على إنه الشيء إلا يعطيك المشاعر إلا تحب تحس فيها عادة، و هو أساس ألعاب الfight مثلا. مشكلة الشيء إنه ما يحسسك بالانجاز بالضرورة دائما. فلو اللعبة تبغاك فعلا تكمل تحتاج إنها تحط لك فتات خبز في الطريق عشان تحس بالتقدم و الحافز.

أنوما طول عمره مؤمن بفتات الخبز و بتقسيم كل شيء إلى مهمات صغيرة كثر الإمكان... و ما أحب أنوما بما إن إحنا في الموضوع هذا. حجم الفيدباك مهم، و كل ماكان صغير كل ما قلت قيمته في رأيي.


أظن بأن كل كومبو ناجح, بل وربما كل ضربة في العاب القتال, هي "فتات خبز" يبقي اللاعب.
في الحقيقة, الأمر يجعلني أفكر في الanimation, المؤثرات, وغيرها. ما هو الدور الذي تلعبه بشكل عميق في ال feedback loop ؟ هل هي rewards ؟ ما هي الدوافع المحددة التي ترتبط بها؟

حسناً...لن أتوقف إن استمريت *________*

لكني أشعر بالفضول : (



غم إن سهل تشوف كيف حاجات زي كذا تقتل أي استقلالية، بس الحاجة للارتباط عند كثيرين أكبر من هذا كله.

هذا الline هو trigger لمعضلة حقيقية @@
الاختلافات الشخصية, أمر اختبأت منه اختبائي من هيم (طبيبة) قبل الفحوصات *____*



شكراً جيميني ^______^


--------------------------------------------------


الموضوع فريد جداً.

خشلك على مختلف القنوات و المقالات اللي تتكلم عن الgame design ، أحدهم ممكن يسأل "مالذي يصنع لغزاً جيداً في لعبة؟" ، "كيف تزرع الخوف في قلب اللاعب؟" وكثير أسئلة مشابهة
و المقال أو الفيديو يدخل ، في الحلول المطبقة و الناجحة ، و في تركيب الألغاز/الالعاب نفسها، مطورين يتكلمون عن هذا الأمر و يعرضون حلولهم، إلخ.

لكن يقفز عن نقطة كبيرة جداً، ليش أصلاً التحدي -في سياق غير مضر- داخل و خارج الألعاب ممتع للبشر؟(و متعتها، شيء موثوق، لما نشوف كثير من الأقبال في مختلف الثفافات على إستهلاك الألغاز/التحديات، و حتى نشرها، و متابعتها). مالذي يجعل الإنسان يخاف من الاساس؟ لإنها بتخلي البحث عن الموضوع يتطلب أشهر و إن لم يكن سنوات -خاصةً إذا كان الفرد يفتقر لتأسيس في أمور أخرى قبل التطرق للسؤال-.

هذي القطعة على معاييير عالمية! و لن يستطيع كتابتها هنا غير البومة ^___^

(شفتك تلمح له في مدونتك من قبل و كنت أسأل "متى البومة تتخلص من كسلها و تنشره؟!")، لي عودة لقراءته مرة أخرى، و التعليق.



واو...لا أظن بأني جيدة بهذا الشكل !^___^
أتمنى بأن أكون قد سليت أحداً ما بما كتبته.. @@


لكن سيسيل, شكراً لك..أنا ممتنة, للغاية : )




--------------------------------------------------------



هذه العناصر الستة، هل يمكن تطبيقها على التعلق بالجماعة أو الكيان؟
تعلقي بوطني أو ديني أو عائلتي، كيف يمكن أن يتصف بالـ"اكتراث والاستلطاف" وباقي العناصر؟ ربما أستطيع إسقاط بعض هذه العناصر على العلاقات الاجتماعية لكنني أعجز عن فعل ذلك لها كلها.

هذه المفاهيم مائعة للغاية, تحتمل معان مشابهة مع تبدل الكيان. لنأخذ المجتمع كمثال.

استلطافك للمجتمع هو ببساطة إحساسك بشكل جيد تجاهه, تجاه عاداته وثقافته, وغيرها.

الاكتراث هو خوفك على المجتمع, رغبتك بحمايته وحفظه, وهكذا..

كذلك تذكري, الأمر برمته قائم على الأورغانسمية. أي أن علاقة مع كيان لا يتفاعل بتبادلية هي حتماً علاقة لا تستوفي التعلق.

يب, علاقتك العاطفية بال3ds الخاص بك لا تستوفي التعلق *__*



أيضًا يبدو لي أن هذه العناصر الستة غير منفصلة بل تؤثر على بعضها البعض، فالاكتراث ليس إلا مصداق من مصاديق القيمة، حيث أنني أكترث للشخص إن كان ذا قيمة عالية بالنسبة لي. وهذا ما يجعلني أتسائل: ما هي الأسس التي قمتي - بناءًا عليها - باختيار هذه العناصر الستة؟ هي ليست عناصر مجردة حسبما أرى.

ملاحظة جيدة, يب.



هذا يذكرني بنقاشنا عن فصل الظلم عن الظالم (أو الصفات السيئة عن المتصف بها) :grin: أنتِ هنا تنتقدين المحبة المشروطة، لكنك ترين الكره المشروط أمرًا جيدًا. أظن أن هذا يعود لكون المحبة المشروطة - برأيك - تأتي بنتائجة سلبية بينما الكره المشروط يأتي بنتائج إيجابية، أليس كذلك؟

لست أنتقد, الطرح موضوعي @@
أنا أخبر بشروط العلاقة المستوفية لحاجة التعلق, تقرير ما إذا كان أي منها جيد أو سيء هو شأن القارئ *_______*

لن ملاحظة جيدة, الفصل والربط محكومان بالغاية, يب.




لم أفهم *ــ* هل يمكنك التفصيل هنا؟


ببساطة, لكل حاجة نفسية هنالك قيمة لحظية مخرجة تولدها الحاجة. مجموع هذه القيم هو تجريد نسميه الترابط. الترابط اللحظي يولد المشاعر, تعرفين البقية...

ربما كان علي التفصيل في الأمر, لكن شعرت بأني إن فعلت ذلك سأخرج عن الموضوع -الأساسي- وسأضيع في بحر واسع (هذه القيم المخرجة وعلاقاتها بالحاجات والترابط هي مبحث عملاق لوحدها). حقاً, فقط انظري إليها كقنوات تربط بين هذه الحاجات والمشاعر.

أليس هذا هو "السلوك" الذي يمثل الضفة النهائية من جسر العاطفة الذي يربط الحاجة بالسلوك؟
أعني، كيف للتعبير أن يكون جزءًا من العاطفة؟ هو نتيجة العاطفة، هو السلوك، أليس كذلك؟

هو ليس جزءاً منها, بل هي تجريد يغطيه.

لا وجود لكيان في الجسد اسمه العاطفة. نحن خلقنا هذا التجريد كي نصف الحالة اللحظية لأربعة نظم منفصلة.

في البداية: التعبير هو سلوك, لكن ليس كل سلوك هو تعبير.

هنالك تقاطع قد يثير اللبس هنا, لذا استطيع فهم الاستفهام, لكن التعبير -كمنظومة منفصلة- يمكن أن يكون نتيجة لعاطفة لحظية سابقة.

وإن أردنا أخذ الأمور بشكل أبسط: العاطفة بمجملها يمكن أن تتمثل كسلوك, أي أن العاطفة يمكن أن تولد سلوكاً هو عاطفة (أو منظومة داخلية لها).


ألا يمكن تفسير الدوافع الخارجية بسلسلة من الدوافع تنتهي في المطاف إلى دافع داخلي كما عبرتي عنه؟ بناءًا على ذلك، ترتكز قوة الدافع على الدافع الأساسي لدى الشخص. فمثلًا، عامل النظافة قد يقوم بكنس الطريق لنيل مرتب آخر الشهر ليصرفه على علاج ابنه الذي يعاني من مرض يهدد حياته. الدافع لكنس الأرض هو دافع خارجي هنا، لكني أراهن أنه أقوى من دافع عامل النظافة الثاني الذي ذكرته في مثالك.

يب, أنت محقة هنا. لكن تفضيل الداخلية على الخارجية هو مجرد rule of thump, لا تأخذيه بجدية تامة. الأمر مطلق فقط عندما يتساوى الدافع الداخلي و منتهى سلسلة الدوافع الخارجية.


أنتِ على الأرجح تعرفين رأيي فيما يتعلق بالأمور النفسية. هي لا يمكن إثباتها، لكن يمكن بنائها بحيث تستطيع تفسير الأمور بتسلسل منطقي.
لذلك، أنا أتوق لرؤية إسقاطك لتفسيرك هذا في الدوافع الإنسانية للإجابة على السؤال "لماذا نلعب" في الجزء القادم، رغم أنني كما ترين لدي بعض الاعتراضات على هذا التفسير وساكون مسرورًا بمناقشتها معك :grin:

شكرًا نوفراي، مجهود كبير ومقال رائع بلا شك.


كات, أنا ممتنة للغاية لكونك قضيتي جزءاً من وقتك في قراءة ما كتبت..ممتنة حقاً T___T

لا أكره الاعتراضات, طالما هي منطقية @@

لكني تسليت للغاية بأسئلتك, الحديث معك له مذاق مشابه لآيسكريم الفانيلا الفرنسية ^___^

------------------------------------------------------------------


لا أدري من أين أبدأ، تقريباً غطيت على جميع الدوافع الممكنة، أظن أن في كل لاعب سيكون هنالك تركيبة مختلفة. هنالك من يعشق التحدي، ومن يود فقط الإنتماء لمجتمع، او لدافع الانجاز. لكن هناك دافع مهم لم ارك تتحدثين عنه، قد يكون في الجزء الثاني. لكن حين كنت طفلا، الألعاب كانت وسيلة تجمعني مع اصدقائي. أظن هذا أهم سبب إجتماعي، نلعب لكي نقترب ونجتمع اكثر مع من نحب. لكن اظن مقالك كان فرديا أكثر هذه المرة.
لا أود ان يبدو وكاني أود النقد، ، لم أر من قبل موضوعا اكاديميا بهذا العمق في منتدى.طريقتك في الكتابة مسلية جدا، فالاغلب يستحيل علي قراءة نص بهذا الطول. استمر بكونك رائعا، في انتظار الجزء الثاني


ما ذكرته أنت هو ببساطة "الألعاب كدافع خارجي", أنت في هذه الحالة لا تكترث باللعبة لذاتها, وإنما تستخدمها كجسر تصل من خلاله إلى "الأصدقاء".


اولا، لم تلعب ماريو كارت لوحدك! لم أر شخصاً من قبل يفعل هذا


لم أر شخصاً يلعب ماريو كارت مع اصدقائه, ليس بعيني على الأقل...رأيت من يلعب سوبر سماش مع ذلك @@

اللعب لوحدي مسل...أظن : (



موضوع مميز ورائع جدا


شكراً..وشكراً لأنك قرأته, أنا ممتنة لك ^_____________^

*هذا يبهجني حقاً*



---------------------------------------------------------


في عمق بكتابتك تطلب اني اقرى بعض فقرات الموضوع مرتين عشان استوعب وطبعا هذا انتقاد لي شخصيا لازم اوسع مدارك الاستيعاب عندي بس انا كسول ،لكن دمج جميل بين الالعاب والحياة العامة وتعلمت منك بعض الاشياء،اعضاء مثلك يقدموا شي رائع للمنتدى خصوصا بهاذي النوعية من المواضيع والطرح ذكرتيني بالمواضيع ايام العصر الذهبي لها.


إذاً فأنا فلست أغرق صفحات هذا المكان بمقالات مملة...همممم *_____*

يب يب, أشعر بمشاعر إيجابية للغاية ^___^



----------------------------------------------------------


هو انا قلت اني بكتب رد بس كل مرة اطلع في طول الموضوع وطول الرد حقي اقول: لازم احصل وقت اطلول اخصصه للرد بس

قبل ما تكلموا قراءة، احس اني بجيب العيد في كم حاجة، اسمحوا لي الا تلخبطت ترى الموضوع طويل:weary:


mission : Success *_________*



الا يعلبوا بالكمبويتر؟ هههههههههههه


*تضحك*

*تدرك بأنها فهمت النكتة بشكل خاطئ*

*تفهمها أخيراً*

*لا تضحك*

ه..هنالك تحسن في الCommon Sense لدي...أظن &


وحدة من النظريات الا يتخدموها في التسويق والا تعتمد على اولويات الانسان هي ال PSSP (Psychological Safety Social and Personal او الا هي الحاجات النفسية، الحاجة للامان، الحاجة للتواصل، والحاجات الشخصية (ترجمتي عفن، السموحة)

1-الحاجات النفسية: المقصد منها الحاجات الفسيولوجية الا ذكرتها منيرفا الا يحتاجها الجسم للعيش، زي المأكل والمشرب...الخ
2-الامان: مكان يقيك من الاخطار، او بشكل عام المكان الا تنام فيه
3-التواصل: الاشياء الا تخليك تتواصل مع غيرك او تجذبهم لك
4-الشخصية: بعد ما تلبي الحاجات الا فوق، تلبي الحاجات الا انت تبغاها.


كل وحدة من دولين يستخدموا طرق واساليب تسويق اليهم تختلف عن الباقي. بشكل عام لما بتسوق للالعاب فإنت بتروح الى 3 او 4 لان اللاعبين ما بيلعبوا الالعاب الا عشان نفسهم او عشان يشاركوا التجربة مع غيرهم.
بداية الالعاب كانت تحقق

طبعا هذا الترتيب الا يمشوا عليه اغلبية الناس، طبعا فيه حالات شاذة الناس تروح تقدم 4 على 3 (زيي). عموما خبري انهم يستخدموا هذا في التسويق وما عندي معرفة اذا كان عنده استخدامات زيادة او علاقته بالاشياء الا ذكرتها منيرفا


واو..هذا في الحقيقة مثر للغاية. ولسبب ما, يجعلني أكره الonline بشكل أكبر @@

"الألعاب كأداة اجتماعية" هي فكرة لا تقل شناعة عن فكرة الديناميت : (


الالعاب او ما انصنعت كانت تغطي تقريبا بس جانب الاستقلال و القدرة، التعلق ما اعتقد كانت موجودة.
كانت الالعاب مجرد طريقة ثانية للتسلية ومضيعة للوقت زيها زي انك تلعب صيده مع اصدقاؤك او تعد للعشرة والناس يختبؤوا.
بس المفهوم اوسع لانه الحاجات الا بتسويها من قتل الفضائيين و تحرير المملكة او الاختباء في صناديق من غير ما تنكشف ما بتسويها على الواقع (الا ابغى اقوله، ان الالعاب بدايتها ما كان فيها اي جانب قصصي ترويه)
الشي سخيف لدرجة ان واحد من مصممين الالعاب حرفيا قال: القصة في اللعبة زي القصة في الافلام الاباحية، شيء تحتاجه، بس مش مهم. وكده كانت القصص في الالعاب، مجرد حاجات مش مهمة تحتاجها كل لعبة وغالبا تنحط على غلاف اللعبة الا محد يقراه اور سمثنج

طبعا هالشي بدأ يختلف شوي شوي تقريبا بداية التسعينات لما بدؤوا المصممين يهتموا بالجانب القصصي في الالعاب لما شافوا ان الالعاب ممكن تكون ميديم اخر لرواية القصص زيه زي الافلام و الكتب. والا يعطي تجربة مختلفة عن الاثنين.
حتى الفجوال نوفلز الا ينسخر عليهم "انهم كتب مش العاب" يعطوا تجربة مختلفة عن الافلام والكتب وحتى باقي الالعاب
(طبعا انا مؤمن ان ناس كثر من الجيمرز لعبوا ولو فجوال نوفل وحدة من غير ما يحسوا بس هذا موضوع ثاني)

الناس كانت تلعب الالعاب عشان تلبي احتياجاتها للاستقال والقدرة، هالشي ممكن يكون شخصي تسويه عشان نفسك او اجتماعي عشان تلعب مع اصدقاؤك او تتواصل مع الناس الا حواليك.
حاليا ممكن تلعب عشان تلبي دوافعك المتعلقة بالتعلق والعاطفة في بعض الالعاب لان الاندستري صارت تهتم (او تدعي وتحسسك بالاهتمام) بالجانب القصصي في الالعاب.

ابغى اتكلم كيف السوشال ميديا والانترنت وحدة من الاشياء الا غيرت "ليش نلعب" بس الموضوع طويل وبجيب العيد فيه وانا اتكلم عنه. هو انا حاس اني جايب العيد فوق في كم حاجة اولردي فبوقف الحين


يب, ونظرة في تأثير التواصل الاجتماعي على الدوافع كانت لتكون مسلية : (
تسليت وأنا أقرأ...يجب أن تكتب بشكل أكبر, سيد كسول -__-

لكن شكراً تسف, لأنك قرأت المقال, ولأني استفدت *بشكل صادم* من ردك ^____^

هممم, التسويق...رؤيتهم للأمر من الزاوية الصحيحة يضر بالفنية...هذا غريب...

أمر كهذا يجعلني أحياناً أتساءل عن حقيقة الفن. كيف يخرج إحساس يوجي هوري بما هو مسل بلعبة لا تستطيع فرق ea التسويقية الخروج بأمر لا يكتسحها -لجمهورها المعني- ؟
 
يب, ونظرة في تأثير التواصل الاجتماعي على الدوافع كانت لتكون مسلية : (
تسليت وأنا أقرأ...يجب أن تكتب بشكل أكبر, سيد كسول -__-
انا مش كسول، انا بس افضل احتفظ بطاقتي الكامنة :blush:

هممم, التسويق...رؤيتهم للأمر من الزاوية الصحيحة يضر بالفنية...هذا غريب...

أمر كهذا يجعلني أحياناً أتساءل عن حقيقة الفن. كيف يخرج إحساس يوجي هوري بما هو مسل بلعبة لا تستطيع فرق ea التسويقية الخروج بأمر لا يكتسحها -لجمهورها المعني- ؟


هو فيه فهم خاطئ كان موجود وللان البعض يؤمن فيه. ان المنتج الكويس يبيع نفسه. فعشان كده الصناعات بشكل عام كانت تتطمح انها تقدم الافضل عشان تبيع.
هو لو هالشي صحيح كان ما بكون عدنا الا منتجات كويسة على الاقل لان المنتج الرديء ما بيقدر يبيع نفسه. بس مش هذا الا صاير وعشان كده نحصل منتجات سيئة.
لو انت ما تقدر تخلي الناس يعرفوا بوجود منتجك ما بتقدر تبيعه بغض النظر هو كويس ولا رديء. الناس بتقدم شراء حاجة بس عشان شافوا الاسم في مكان ما على حاجة طلعت من تحت الارض
 

Royal Spark

Royal Guardian
الأمر حقاً يعتمد على الشدة, هل ستقول جيميني الأمر ذاته بعد أسبوعين من عدم تناول الطعام أو 4 أيام دون ماء؟ @@

لكني أتفق وبشدة مع فكرة الpotential الاستثنائي في الجائرة المتصورة لكسر القانون, فقط انظري إلى الإغراء المقترن بالمحظور أو غير المتاح @@

الانتقام والكراهية هما دافعان معقدان, على الأرجح مركبان وفق الsdt. همم, موضوع للتفكير..شكراً جيميني ^___^
هو المشكلة هنا. هل إذا أوهمت المخ بغياب الحاجة حيموت قبل ما يلاحظ إنه فعلا مو جالس يحصل عليها، أو بلاحظ غيابها و يكتشف إنه ينغش. هو غالبا بلاحظ بس التفكير في حالة ما يقدر يستوعب فيها مثيرة.

هو عشان الوضوح الحالة إلا ذكرتها متعلقة بالpleasure إلا يحصله الواحد من الأكل أكثر من أي شيء.
تعنين الإحساس بالاستحقاق, ذلك التوازن الصعب تحقيقه بين ما يدفعك لفعل الشيء وبين الجائزة المحصلة. أظن بأن الاستحقاق, وإن كان يرتبط بالحافز, يتعلق بشكل أساسي بمرحلة تأتي بعده.

كنت العب ys viii مؤخراً واستوقفتني نقطة مشابهة. الجميع هناك يثني على شخصيتي, يحترمها, ويطبل لها, من الدقيقة الأولى في اللعبة. أمور كهذه تجعلني أقف وأتساءل..إذ لم؟
ما الذي قمت به لأفوز باحترامهم؟ من أكون أنا؟ (الاحترام يدخل في الحاجات الاجتماعية..أو يمكن تفكيكه إلى حاجات اجتماعية ونفسية متفرقة*)

أمر مشابه واجهته في persona 4. عندما تجد الشخصيات البطل جذاباً فقط لأنه "البطل". لا أعلم, لكن أمور كهذه تؤثر في قابلية التصديق عندما أدقق فيها @@
هو في الواقع كون شخصية البطل جيدة حاجة سهل تبينها و تلاحظها بس هذي وحدة من حاجات Ys VIII إلا كانت lost in localization زي ما تعرف نص نسخة نيسا من اللعبة كتبه طالب إبتدائية في سنته الثالثة.

هو تبه برسونا 5 فيها جرائم أكثر من الناحية حق الاستحقاقية، خصوصا بالنسبة لعمل يسوي نفسه يناقش الجريمة و العقاب. هو لو تقرأ كلامي عن Evenicle ( و بتأكد إنك تقراه) فأمر على قضية الاستحقاق و إنها عادة نتيجة للمحدادات و القواعد و إنك تحصل عليها بإنك تلعب من خلالها مش فوقها. فبمجرد ما اللعبة تعاملك بشكل مختلف يا البطل المختار تخسر هالشيء بسرعة.
وهم الحرية, الهمني بشدة عندما ذكرته في نقاش قديم ^__^

لا أظن بأن مشكلة الحرية تتعلق بالقوانين بقدر ما هي تتعلق بالخيارات الوهمية أو المحدودة بحيث لا تصف استقلال اللاعب, وبالخطية إجمالاً (الخيار الواحد, مهما كان الصندوق عملاقاً).

وقبل أي شيء, ماذا تقصدين بالحرية؟ فهيوم-تشان كان يمتلك تعريفاً متطرفاً للحرية, جعله ينتهي إلى ربطها بالقدرة المطلقة ووصف كل شيء آخر ب"الوهم".
هو لمحت للشيء في رد من قبل، بس أنا أشوف الحرية منفصلة عن الذاتية و ربط الاثنين هو إلا يؤدي للتعاريف المتطرفة. طبعا نحط الذاتية في صندوق و نرميها في البحر و مانعرفها حتى، لأن ماله داعي نرعب شخص بخصوص وجوده هالفترة. الحرية دائما تحت القوانين. إلا يخليها شيء غريب. وجود الخيار يخليك حر، إنك تقدر تلعب أو تطفي التلفاز هذي حرية. حرية طول ما إنت واعي بكل خياراتك و مافي محاولة لإجبارك على إحداها أو فرض عدد منها عليك. لأن قلنا الذاتية في البحر، الحرية مرتبطة بالإستقلالية.
تدخل أحد في قرارك بدون رغبة منك يخلي الشيء وهم حرية. لما اللعبة تقولك إنك حر و تقدر تسوي إلا تبغاه بعدين تعاقبك أو تعطيك حاجات ما تقدر تسويها وتحدك في حاجات كثيرة هذا وهم حرية، لأنها وعدتك بشيء مختلف.

طبعا رمينا الذاتية في البحر، لأنها تشتغل فوق إرادتك أصلا.

قبل لا أنطلق مع لعبتي الجديدة إلا اكتشتفها السنة، فالفكرة هي إن الحرية إلا توعدها هالألعاب الواقعية مش حقيقية لأنها ما تقدر تعطيك حرية مطابقة للواقع و ما تقدر حتى تعطيك مستوى الحرية إلا توعده.
هو كان لا يحب الموز..أظن...لا أريد منه أن يحب الموز, هو شرير T__T
أعداء الموز smh
أظن بأن كل كومبو ناجح, بل وربما كل ضربة في العاب القتال, هي "فتات خبز" يبقي اللاعب.
في الحقيقة, الأمر يجعلني أفكر في الanimation, المؤثرات, وغيرها. ما هو الدور الذي تلعبه بشكل عميق في ال feedback loop ؟ هل هي rewards ؟ ما هي الدوافع المحددة التي ترتبط بها؟

حسناً...لن أتوقف إن استمريت *________*

لكني أشعر بالفضول : (
هو بشكل أكيد النجاح جزء من القيمة حق هالشيء، إنك تنجح في شيء صعب. بس هالشيء صعب ما يكون صعب بس لذاته، يحتاج يكون جميل و يحسسك بالانجاز وقت ماتطلع فيه. فكله يدخل. لعبة الأنميشن فيها ماكان جميل زي MVCI رغم إنها جيدة أثرت باللعبة لأن ماحد يحب يشوفها و ماحد يقدر صعوبة الشيء على الشاشة إلا واحد سوى الشيء. على النقيض SFV فيها حاجات بسيطة بس تطلع ضخمة و معقدة على الشاشة، بشكل يخلي مشاهدة الشيء تقنعك إنه انجاز.

هو المطورين بدوا يلاحظوا قبل فترة تطور الشيء كEsports و إنك ما ترضي اللاعب بس أنميور.

فكل جزء يلعب دور، و طبعا الموسيقى مهمة أيضا.
هذا الline هو trigger لمعضلة حقيقية @@
الاختلافات الشخصية, أمر اختبأت منه اختبائي من هيم (طبيبة) قبل الفحوصات *____*



شكراً جيميني ^______^
هو حاجة مرعبة لأنك بتحاول تثبت إنها غلط، بعد كذا بتقدر تتقبل وجودها بشكل كامل و بترجع الحياة حلوة.

عفوا و شكرا بومة.
 
أعلى