hussien-11
Senior Content Specialist
سنحكي في هذا الموضوع قصة قديمة .. قصة لا يقل عمرها عن 12 سنة .. سنحكي عن لعبة غيرت العالم في وقتها و غيرت حياة من لعبها و لا زالت تغير الناس الذين يلعبونها حتى اليوم ، قد حان الوقت لذلك حتى لا تذهب هذه الصفحات بعيدا و نفقدها ، انها اللعبة التي ضربت جهاز ننتندو 64 في الصميم ووجهت طعنة غادرة لشركة ننتندو بأكملها .. انها اللعبة التي أسست سوق ألعاب الاربيجي بأكمله على الأجهزة المنزلية و التي لم يكن معترفا بها بشكل كبير قبل ذلك التاريخ .. كيف حدث ذلك و لماذا .. نعم هذا ما سنتحدث عنه اليوم .
قبل العام 1997 كان هناك سوق صغير يدعى بسوق ألعاب تمثيل الأدوار ( Role-Playing Game ) ، كانت ألعاب الاربيجي اليابانية تتاخر كثيرا بالإصدار في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و لم تكن تحقق شعبية عارمة بين عامة الناس اذا أنها كانت تبيع بشكل محدود ، لم يكن هناك طلب كبير على هذه الألعاب في السوق ، حتى جاءت اللحظة التي تغير فيها هذا الأمر تماما .. حين عصفت سكوير سوفت بالأسواق الأمريكية مع لعبة فف7 في شهر سبتمبر من عام 1997 ، لتغير هذا الأمر إلى الأبد ، فف7 أذهلت الجميع برسومها الجبارة في ذلك الوقت و طريقة اللعب الممتعة للغاية و المبتكرة و باعت ملايين النسخ حول العالم .. فف7 تحولت بين يوم و ليلة إلى ظاهرة عالمية يتحدث عنها الجميع و عن أبطالها المحبوبين ، قصة و رحلة تطوير اللعبة لم تكن سهلة و كانت مليئة بالمغامرات و القرارات الجريئة و الشجاعة من سكوير سوفت ، فف7 هي اللعبة التي توجت سكوير سوفت كملكة على عرش ألعاب الاربيجي إلى الأبد .
و لنتحدث أولا عن اللعبة علينا أن نتحدث عن الأبطال الذين وقفوا خلف تطوير هذه الملحمة الخالدة .. التي لن تمحى من ذهن من لعبها قط .
أهم عناصر فريق العمل
هيرنوبو ساكاغوتشي
مخترع السلسلة و الأب الروحي لها ، هيرنوبو ساكاغوتشي كان المنتج للعبة وهو وضع عدة ثيمات قبل أن تصدر فف7 للقصة ، منها ثيم المشعوذة و التي انتهى الأمر بسكوير إلى تحويلها للعبة أخرى كانت هي فف الثامنة ( ألتميسيا ) .
نوبو ويماتسو
الملحن الأفضل والأكثر عبقرية في تاريخ ألعاب الفيديو ، ويماتسو عمل كملحن للسلسلة منذ بدايتها و ترك في الأذهان ألحانا لا تنسى ، منها نغمة الفوز الشهيرة ( تدادادادا دا دا تدااااااا) ، ويماتسو قدم في الجزء السابع العمل الأكثر شهرة له في مسيرته و ترك ألحانا خالدة لا تنسى منها ثيم الباتل الشهير Those Who Fight و ثيم ايرس و المقطوعة الأخيرة التي يعتبرها الكثيرون المقطوعة الأعظم في تاريخ ألعاب الفيديو One Winged Angel .
يوشينوري كيتاس
مخرج الجزء السابع ، انضم لفريق العمل كمخرج منذ الجزء الخامس ، ببساطة لولا هذا الرجل لما ظهرت فاينل فانتسي كما نعرفها اليوم ، يوشينوري كيتاس أخذ السلسلة إلى بعد قصصي آخر بعبقريته في الدراما و الإخراج وهو قدم عملا عظيما لا ينسى مع الجزء السابع ، يمكننا أن نشاهد تأثيره جليا على قصص السلسلة و كيفية تطورها من الجزء السادس و ما تلاه .
تتسويا نومورا
الجزء السابع كان أول جزء يستخدم رسوميات الفنان تتسويا نومورا ، فيما قبل ذلك كانت سكوير تستعين بفنان شهير من خارج الشركة وهو الرسام الرائع يوشيتاكا امانو ، مع الجزء السابع وجدت سكوير بأن تحويل رسوميات أمانو إلى الأبعاد الثلاثية ستكون صعبة للغاية ، لذلك قررت الاستعانة برسام يملك أسلوبا مشابها أكثر لأعمال الأنمي و المانجا اليابانية والتي من الممكن أيضا أن ترضي أذواق عددا أكبر من الناس ، و كانت سكوير محقة تماما في قرارها هذا إذ صمم نومورا مجموعة من أكثر الشخصيات شعبية في السلسلة ، لا يمكنك أن تتخيل الدهشة و الإعجاب التان رسمتا على أوجه اللاعبين حينما بدؤوا التحكم لأول مرة بكلاود مع سيفه العريض ( Buster Sword ) الذي يفوقه طولا و مع تسريحة شعره الغريبة .
نومورا الان ليس فقط مجرد رسام ، لكنه واحد من أهم المصممين في عالم الاربيجي
===========
ننتندو و سكوير .. علاقة مليئة بالتوتر و النجاح في آن واحد
مع بداية ظهور أجهزة الكونسول و ظهور أنواع مختلفة من الألعاب ، لم تنجح ألعاب الاربيجي على الكونسول في تحقيق مبيعات ضخمة في امريكا كما كانت تفعل في اليابان ، اللاعب الأجنبي كان دائما يفضل العاب البلاتفورم البسيطة أو حتى الألعاب القتالية كسلسلة ستريت فايتر ، فيما كان يرى بأن ألعاب تمثيل الأدوار ألعاب معقدة و لا تستهويه كثيرا .. و حتى أن فاينل فانتسي3 لم تصدر أبدا في أمريكا من قبل أن يتم إعادة صنعها على جهاز ننتندو DS .
العلاقة بين ننتندو و سكويرسوفت كانت دائما قوية في السابق ، جهاز ننتندو كان يحتضن جميع المطورين المهمين في عالم ألعاب الفيديو كما احتضنتهم سوني لاحقا ، إلا ان هناك العديد من المشاكل التي ظهرت مع الوقت بين كل من سكوير و ننتندو ، ألعاب الاربيجي تقدم أحيانا قصة ناضجة و جادة للغاية ، ننتندو كانت ( و ما زالت ) تملك شروطا خاصة لأي لعبة تصدر على أجهزتها مما كان سيتعارض مع سياسة سكوير المستقبلية و التي رغبت بأن تكون ألعابها الخاصة المستقبلية أكثر جدية .. كان هذا الأمر من البذور التي نمت مستقبلا و أدت إلى انفصال محتوم ..
و هناك حادثة أخرى قد لا يعرفها الكثيرون .. و هي متعلقة بلعبة رومانسنج ساجا إذ أن سكوير قامت بتأجيل اللعبة ( آنذاك ) لتعديل بعض الأخطاء التقنية Bugs ، في النهاية اكتشفت سكوير بأن حجم الكارتدرج المتواجد لا يكفي لإصلاح هذه الأخطاء و طلبت من ننتندو أن تقوم باستخدام الكارتردج الأكبر حجما ذو سعة 12ميجابايت .. إلا أن ننتندو رفضت هذا الأمر حيث أن لعبة إينكس دراجون كويست5 هي التي كانت ستستخدم هذا الكارتدرج لأول مرة ، في النهاية لم يكن أمام سكوير خيار سوى أنها حذفت عدة مقاطع من اللعبة منها سيناريو متعلق بالزعيم النهائي ..
سكوير أيضا كانت تطور لعبة سيكرت اوف مانا الشهيرة لصالح جهاز السوبر ننتندو ،و كان من المفترض أن يصدر الجهاز مستخدما الـCD-Rom بدلا من الأشرطة ، و نظرا لخلافات متعددة بين سوني و فيليبس و ننتندو ألغي الاتفاق و اضطرت سكوير مرة أخرى إلى تقليص حجم اللعبة ليتناسب مع الكارتردج الخاص بالسوبر ننتندو مما أدى إلى المزيد من الأخطاء التقنية في اللعبة ..
و لم يكن هذا فقط مما زاد من الخلافات بين كل من ننتندو و سكوير ، أيضا قامت سكوير سوفت بتطوير لعبة الاربيجي الأسطورية الشهيرة سوبر ماريو اربيجي و التي كان من المفترض أن تنشرها سكوير بنفسها إلا أن ننتندو قررت نشر اللعبة بنفسها في اللحظات الأخيرة بحجة أن سكوير عجلت عملية تطوير اللعبة مما زاد من التوتر بين الشركتين .. كل هذا جعل الانفصال يبدو وشيكا و أقرب من أي وقت مضى ..
قصة الانفصال
عندما علمت سكوير بأن جهاز ننتندو القادم سيستخدم الكارتردج مرة أخرى .. قررت سكوير بأن هذا هو الوقت الذي سيتم فيه الانتقال ، و في خبر أذهل العالم أجمع و شكل صدمة كبيرة لمتتبعي أخبار ألعاب الفيديو ، أعلنت سكويرسوفت رسميا بأن دعمها سيتحول بالكامل إلى شركة سوني و جهازها بلاي ستيشن الذي يستخدم الـCD-ROM ، مما سيعطيها الحرية في المساحة التي تحتاجها للتطيور ، و أعلنت سكوير أن لعبتها الأولى للجيل الجديد آنذاك فاينل فانتسي7 ستصدر حصريا لجهاز سوني الجديد .. و سببت هذه الأخبار ضجة كبيرة في الإندستري ، حتى أن الكثيرون تعجبوا حول سبب اختيار جهاز سوني بدلا من جهاز سيجا ساتورن مثلا الذي كان محبوبا للغاية في اليابان .. و يقال بأن سوني قدمت تسهيلات و خصومات كبيرة لسكوير سوفت حتى تقوم بالتطوير على جهازها .
تأثر ننتندو بهذا الأمر كان عظيما ، إذ أن إينكس أيضا سحبت سلسلة دراجون كويست و قررت التطوير على جهاز بلاي ستيشن أيضا ، مما جعل ننتندو تخسر أكبر لعبتي تمثيل اربيجي في اليابان و بطبيعة الحال فقد انتقل لاعبو الاربيجي أيضا إلى جهاز سوني الصغير .. مما أدى إلى حرب كلامية مشتعلة بين كل من سوني و ننتندو .. سوني قالت في E3 1997 بأن لعبة ضخمة كـ فف7 تستخدم 3 أقراص دفعة واحدة لا يمكن أن تضعها على كارتردج صغير لأي من أجهزة ننتندو .. هازئا بالننتندو 64 ، فيما رد جورج هاريسون من ننتندو بأن ملاك أجهزة ننتندو لا يكترثون أساسا بلعبة بطيئة كـ فاينل فانتسي 7 !
عملية تطوير اللعبة التي غيرت العالم
عملية تطوير فف7 بدأت عام 1996 ، يشاع بأن ميزانية اللعبة آنذاك فاقت الـ40 مليون دولار فيما كان يمثل في ذلك الوقت أضخم ميزانية تخصص للعبة اربيجي في التاريخ ، فيما قامت سكوير بتكليف أكثر من 100 فنان و رسام في هاواي الأمريكية مهمة صنع عروض الكمبيوتر جرافيكس الخاصة باللعبة أو ما يعرف بالـFMV's ( و هي full-motion videos ) ، مدة العروض كاملة تجاوزت الـ40 دقيقة و تم تقديمها على مراحل متقطعة من اللعبة التي كانت تقدم خلفيات بري-ريندرد بشكل كامل .. مما جعلها تبدو أشبه بفيلم سينمائي في ذلك الوقت ..
سابقا كانت ألعاب الاربيجي تفسر على أنها ألعاب تقوم فيها بمقاتلة الوحوش و رفع الـLevel الخاص بك ، مستوى الرسوميات كان ينظر إليه على أنه عامل ثانوي للغاية و لا يملك أي أهمية ، لكن الحقيقة أن سكوير كانت تؤمن بالعكس تماما ، و لذلك خصصت هذه الميزانية الهائلة التي تضاهي ميزانية بعض أفلام هوليوود للعبة ، سكوير آمنت بأن الإنتاج الرسومي الضخم و المكلف بهذا الشكل سيساعد على جذب شريحة أكبر بكثير من الناس .. و قد كانت محقة تماما في النهاية .
إلا أن فف7 لم تكن فقط رسوما مميزة و ثورية ، سكوير تملك فلسفة محددة حول نظام تطوير اللعبة و هي تؤمن بأنها يجب أن تقدم نظاما جديدا في كل إصدارة من فاينل فانتسي ، و في الجزء السابع كان هذا هو نظام "الماتيريا" الذي لا زال الكثيرون يعتبرونه النظام الأفضل و الأكثر متعة في تاريخ ألعاب الاربيجي ، سكوير قامت بتغيير جذري إذ أنها تخلت تماما عن فكرة الكلاسات و الوظائف للشخصيات ، و جعلت أي شخصية قابلة لاستخدام أي سحر أو قدرة في اللعبة اذا كانت تمتلك الماتيريا الخاصة بذلك ، و يمكنك أن تقوم بـ تلفيل هذه الماتيريا لاستخدام قدرات أخرى و نقلها إلى شخصية أخرى .. فلا وجود لاكتساب القدرات أو الأسحار عن طريق زيادة الليفل فقط كما كان يحصل قديما ..
و لم تكن هذه هي الإضافة الوحيدة على النظام القتالي الممتع للغاية ، بل كان هناك إضافة الضربات الخاصة أو الـLimit Breaks و هي كانت واحدة من أهم و أفضل الإضافات في تاريخ السلسلة ، الضربات الخاصة أيضا لعبت دورا في زيادة تعلق اللاعب بشخصية معينة و إظهار روعة أو قوة هذه الشخصية ليس من خلال القصة فقط بل من خلال اللعب أيضا .
القصة .. و مشاهد خالدة
ركزت سكوير تركيزا كبيرا للغاية على قصة الجزء السابع ، التي كانت الأضخم و الأفضل في تاريخ ألعاب الفيديو عندما صدرت اللعبة لأول مرة .. كمية الدراما كانت غير مسبوقة إطلاقا
لحظة مقتل Aeris ( أو ايرث في النسخة اليابانية ) هي أكثر لحظة شهيرة في تاريخ ألعاب تمثيل الأدوار قصصيا ، ولا زال اللاعبون يتحدثون عن هذا الموقف حتى هذه اللحظة ، و رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تموت فيها شخصية رئيسية في لعبة اربيجي ، إلا أن شخصية ايرس المتميزة ( بائعة الزهور اللطيفة و التي تمثل الناجية الوحيدة من الـAncients التي ظلت على قيد الحياة ) ، و علاقتها بكلاود و الطريقة التي قتلت فيها على يدي سيفروث أبكت اللاعبين في جميع أنحاء العالم ، بعض اللاعبين امنوا بأن ايرس ستعود و أن هناك طريقة ما لإحيائها بل و انتشرت شائعات كثيرة لدرجة أن بعض اللاعبين ادعوا بأنهم فعلا نجحوا في استعادة ايرس في مراحل متقدمة من اللعبة !
و الحقيقة بأن هذا التغيير الدرامي في القصة له قصة لطيفة ، في البداية كان هناك ايرس في القصة و لم يكن هناك أي تواجد لشخصية تيفا ، الأمر كله بدأ بمكالمة هاتفية في ليلة مقمرة من ليالي يوم الأحد ، إذ قام نومورا بالاتصال بزميله يوشينوري كيتاس و اقترح عليه قائلا : "لنقتل ايرث و نبقي تيفا ! حيث أننا سنمتلك بطلتين تموت واحدة منهما في حدث كبير باللعبة و تبقى الأخرى" ، و لاقت الفكرة استحسانا من كيتاس و من ثم تم تطبيقها بالشكل الذي رآه الجميع في اللعبة ..
قصة فف7 قصة ملحمية بشكل لن يتكرر في تاريخ ألعاب الفيديو .. حزينة ، تحكي عن معاناة الكوكب و معاناة أبطال اللعبة ، كلاود الجندي السابق الذي يريد معرفة ماضيه ، ينضم إلى فرقة تدعى افالانش تريد أن تدمر مصانع شركة شينرا التي تقوم بسحب طاقة الماكو من الكوكب أو تسحب حياته كما يقول باريت أحد شخصيات اللعبة ، هناك شخص واحد يقف بوجه الجميع انه سيفروث .. لا أحد مطلقا يتمكن من المساس به سيفروث يقوم بارتكاب المجزرة تلو الأخرى بكل برود و جنون و لعل اللاعبين جميعا يتذكرون اللحظات التي وجدوا فيها رئيس شينرا الذي كان يحلم بالوصول إلى الأرض الموعودة .. يسبح وسط بركة من دمائه و سيف سيفروث الطويل مغروس في ظهره في الساعات الأولى من اللعبة ، رويدا رويدا جميع اللاعبين هتفوا لأنفسهم .. سيفروث يجب أن يموت .. سيفروث يجب أن يقتل .. سيفروث يجب أن ينتهي .. وقتها كان هذا يبدو مجرد أمل لا يمكن تحقيقه .
عملية التطوير كانت مختصرة ..
بقي أن نتحدث بأن فترة تطوير اللعبة لم تكن كافية تماما لتضع سكوير كل ما أرادته في اللعبة ، الكثير من نقاط اللعبة بقيت مبهمة غامضة بلا تفسير مما حذا بسكوير لاحقا لإصدار ما أسمته بـFFVII Compilation و هي عدة ألعاب و فيلم أغلقت بها سكوير النقاط المبهمة في القصة و فسرتها تماما ( فف7 سنوبوردنج - فيلم أدفنت تشلدرن - ديرج اوف سيربرس - فف7 كرايسس كور ) .. يذكر بأن سكوير قامت بإجراء بعض التغييرات الخفيفة في النسخة الأمريكية من اللعبة .
فف7 حققت نجاحا عظيما ، المبيعات الإجمالية للعبة هي الأعلى في السلسلة حتى الان و هي تقارب الـ10 مليون نسخة ، و بهذا فإن سكوير فتحت سوقا جديدا وصل للـMainstream يدعى بسوق ألعاب تمثيل الأدوار ، و أصبح لهذا السوق عدد كبير من اللاعبين في جميع أنحاء العالم .. سكوير جعلت من الاربيجي على الكونسول ممكنا و صنعت التاريخ ، و كانت من أهم أسباب تفوق جهاز بلاي ستيشن الرمادي على الجميع .
تم بحمد الله
قبل العام 1997 كان هناك سوق صغير يدعى بسوق ألعاب تمثيل الأدوار ( Role-Playing Game ) ، كانت ألعاب الاربيجي اليابانية تتاخر كثيرا بالإصدار في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و لم تكن تحقق شعبية عارمة بين عامة الناس اذا أنها كانت تبيع بشكل محدود ، لم يكن هناك طلب كبير على هذه الألعاب في السوق ، حتى جاءت اللحظة التي تغير فيها هذا الأمر تماما .. حين عصفت سكوير سوفت بالأسواق الأمريكية مع لعبة فف7 في شهر سبتمبر من عام 1997 ، لتغير هذا الأمر إلى الأبد ، فف7 أذهلت الجميع برسومها الجبارة في ذلك الوقت و طريقة اللعب الممتعة للغاية و المبتكرة و باعت ملايين النسخ حول العالم .. فف7 تحولت بين يوم و ليلة إلى ظاهرة عالمية يتحدث عنها الجميع و عن أبطالها المحبوبين ، قصة و رحلة تطوير اللعبة لم تكن سهلة و كانت مليئة بالمغامرات و القرارات الجريئة و الشجاعة من سكوير سوفت ، فف7 هي اللعبة التي توجت سكوير سوفت كملكة على عرش ألعاب الاربيجي إلى الأبد .
و لنتحدث أولا عن اللعبة علينا أن نتحدث عن الأبطال الذين وقفوا خلف تطوير هذه الملحمة الخالدة .. التي لن تمحى من ذهن من لعبها قط .
أهم عناصر فريق العمل
هيرنوبو ساكاغوتشي
مخترع السلسلة و الأب الروحي لها ، هيرنوبو ساكاغوتشي كان المنتج للعبة وهو وضع عدة ثيمات قبل أن تصدر فف7 للقصة ، منها ثيم المشعوذة و التي انتهى الأمر بسكوير إلى تحويلها للعبة أخرى كانت هي فف الثامنة ( ألتميسيا ) .
نوبو ويماتسو
الملحن الأفضل والأكثر عبقرية في تاريخ ألعاب الفيديو ، ويماتسو عمل كملحن للسلسلة منذ بدايتها و ترك في الأذهان ألحانا لا تنسى ، منها نغمة الفوز الشهيرة ( تدادادادا دا دا تدااااااا) ، ويماتسو قدم في الجزء السابع العمل الأكثر شهرة له في مسيرته و ترك ألحانا خالدة لا تنسى منها ثيم الباتل الشهير Those Who Fight و ثيم ايرس و المقطوعة الأخيرة التي يعتبرها الكثيرون المقطوعة الأعظم في تاريخ ألعاب الفيديو One Winged Angel .
يوشينوري كيتاس
مخرج الجزء السابع ، انضم لفريق العمل كمخرج منذ الجزء الخامس ، ببساطة لولا هذا الرجل لما ظهرت فاينل فانتسي كما نعرفها اليوم ، يوشينوري كيتاس أخذ السلسلة إلى بعد قصصي آخر بعبقريته في الدراما و الإخراج وهو قدم عملا عظيما لا ينسى مع الجزء السابع ، يمكننا أن نشاهد تأثيره جليا على قصص السلسلة و كيفية تطورها من الجزء السادس و ما تلاه .
تتسويا نومورا
الجزء السابع كان أول جزء يستخدم رسوميات الفنان تتسويا نومورا ، فيما قبل ذلك كانت سكوير تستعين بفنان شهير من خارج الشركة وهو الرسام الرائع يوشيتاكا امانو ، مع الجزء السابع وجدت سكوير بأن تحويل رسوميات أمانو إلى الأبعاد الثلاثية ستكون صعبة للغاية ، لذلك قررت الاستعانة برسام يملك أسلوبا مشابها أكثر لأعمال الأنمي و المانجا اليابانية والتي من الممكن أيضا أن ترضي أذواق عددا أكبر من الناس ، و كانت سكوير محقة تماما في قرارها هذا إذ صمم نومورا مجموعة من أكثر الشخصيات شعبية في السلسلة ، لا يمكنك أن تتخيل الدهشة و الإعجاب التان رسمتا على أوجه اللاعبين حينما بدؤوا التحكم لأول مرة بكلاود مع سيفه العريض ( Buster Sword ) الذي يفوقه طولا و مع تسريحة شعره الغريبة .
نومورا الان ليس فقط مجرد رسام ، لكنه واحد من أهم المصممين في عالم الاربيجي
===========
ننتندو و سكوير .. علاقة مليئة بالتوتر و النجاح في آن واحد
مع بداية ظهور أجهزة الكونسول و ظهور أنواع مختلفة من الألعاب ، لم تنجح ألعاب الاربيجي على الكونسول في تحقيق مبيعات ضخمة في امريكا كما كانت تفعل في اليابان ، اللاعب الأجنبي كان دائما يفضل العاب البلاتفورم البسيطة أو حتى الألعاب القتالية كسلسلة ستريت فايتر ، فيما كان يرى بأن ألعاب تمثيل الأدوار ألعاب معقدة و لا تستهويه كثيرا .. و حتى أن فاينل فانتسي3 لم تصدر أبدا في أمريكا من قبل أن يتم إعادة صنعها على جهاز ننتندو DS .
العلاقة بين ننتندو و سكويرسوفت كانت دائما قوية في السابق ، جهاز ننتندو كان يحتضن جميع المطورين المهمين في عالم ألعاب الفيديو كما احتضنتهم سوني لاحقا ، إلا ان هناك العديد من المشاكل التي ظهرت مع الوقت بين كل من سكوير و ننتندو ، ألعاب الاربيجي تقدم أحيانا قصة ناضجة و جادة للغاية ، ننتندو كانت ( و ما زالت ) تملك شروطا خاصة لأي لعبة تصدر على أجهزتها مما كان سيتعارض مع سياسة سكوير المستقبلية و التي رغبت بأن تكون ألعابها الخاصة المستقبلية أكثر جدية .. كان هذا الأمر من البذور التي نمت مستقبلا و أدت إلى انفصال محتوم ..
و هناك حادثة أخرى قد لا يعرفها الكثيرون .. و هي متعلقة بلعبة رومانسنج ساجا إذ أن سكوير قامت بتأجيل اللعبة ( آنذاك ) لتعديل بعض الأخطاء التقنية Bugs ، في النهاية اكتشفت سكوير بأن حجم الكارتدرج المتواجد لا يكفي لإصلاح هذه الأخطاء و طلبت من ننتندو أن تقوم باستخدام الكارتردج الأكبر حجما ذو سعة 12ميجابايت .. إلا أن ننتندو رفضت هذا الأمر حيث أن لعبة إينكس دراجون كويست5 هي التي كانت ستستخدم هذا الكارتدرج لأول مرة ، في النهاية لم يكن أمام سكوير خيار سوى أنها حذفت عدة مقاطع من اللعبة منها سيناريو متعلق بالزعيم النهائي ..
سكوير أيضا كانت تطور لعبة سيكرت اوف مانا الشهيرة لصالح جهاز السوبر ننتندو ،و كان من المفترض أن يصدر الجهاز مستخدما الـCD-Rom بدلا من الأشرطة ، و نظرا لخلافات متعددة بين سوني و فيليبس و ننتندو ألغي الاتفاق و اضطرت سكوير مرة أخرى إلى تقليص حجم اللعبة ليتناسب مع الكارتردج الخاص بالسوبر ننتندو مما أدى إلى المزيد من الأخطاء التقنية في اللعبة ..
و لم يكن هذا فقط مما زاد من الخلافات بين كل من ننتندو و سكوير ، أيضا قامت سكوير سوفت بتطوير لعبة الاربيجي الأسطورية الشهيرة سوبر ماريو اربيجي و التي كان من المفترض أن تنشرها سكوير بنفسها إلا أن ننتندو قررت نشر اللعبة بنفسها في اللحظات الأخيرة بحجة أن سكوير عجلت عملية تطوير اللعبة مما زاد من التوتر بين الشركتين .. كل هذا جعل الانفصال يبدو وشيكا و أقرب من أي وقت مضى ..
قصة الانفصال
عندما علمت سكوير بأن جهاز ننتندو القادم سيستخدم الكارتردج مرة أخرى .. قررت سكوير بأن هذا هو الوقت الذي سيتم فيه الانتقال ، و في خبر أذهل العالم أجمع و شكل صدمة كبيرة لمتتبعي أخبار ألعاب الفيديو ، أعلنت سكويرسوفت رسميا بأن دعمها سيتحول بالكامل إلى شركة سوني و جهازها بلاي ستيشن الذي يستخدم الـCD-ROM ، مما سيعطيها الحرية في المساحة التي تحتاجها للتطيور ، و أعلنت سكوير أن لعبتها الأولى للجيل الجديد آنذاك فاينل فانتسي7 ستصدر حصريا لجهاز سوني الجديد .. و سببت هذه الأخبار ضجة كبيرة في الإندستري ، حتى أن الكثيرون تعجبوا حول سبب اختيار جهاز سوني بدلا من جهاز سيجا ساتورن مثلا الذي كان محبوبا للغاية في اليابان .. و يقال بأن سوني قدمت تسهيلات و خصومات كبيرة لسكوير سوفت حتى تقوم بالتطوير على جهازها .
تأثر ننتندو بهذا الأمر كان عظيما ، إذ أن إينكس أيضا سحبت سلسلة دراجون كويست و قررت التطوير على جهاز بلاي ستيشن أيضا ، مما جعل ننتندو تخسر أكبر لعبتي تمثيل اربيجي في اليابان و بطبيعة الحال فقد انتقل لاعبو الاربيجي أيضا إلى جهاز سوني الصغير .. مما أدى إلى حرب كلامية مشتعلة بين كل من سوني و ننتندو .. سوني قالت في E3 1997 بأن لعبة ضخمة كـ فف7 تستخدم 3 أقراص دفعة واحدة لا يمكن أن تضعها على كارتردج صغير لأي من أجهزة ننتندو .. هازئا بالننتندو 64 ، فيما رد جورج هاريسون من ننتندو بأن ملاك أجهزة ننتندو لا يكترثون أساسا بلعبة بطيئة كـ فاينل فانتسي 7 !
عملية تطوير اللعبة التي غيرت العالم
عملية تطوير فف7 بدأت عام 1996 ، يشاع بأن ميزانية اللعبة آنذاك فاقت الـ40 مليون دولار فيما كان يمثل في ذلك الوقت أضخم ميزانية تخصص للعبة اربيجي في التاريخ ، فيما قامت سكوير بتكليف أكثر من 100 فنان و رسام في هاواي الأمريكية مهمة صنع عروض الكمبيوتر جرافيكس الخاصة باللعبة أو ما يعرف بالـFMV's ( و هي full-motion videos ) ، مدة العروض كاملة تجاوزت الـ40 دقيقة و تم تقديمها على مراحل متقطعة من اللعبة التي كانت تقدم خلفيات بري-ريندرد بشكل كامل .. مما جعلها تبدو أشبه بفيلم سينمائي في ذلك الوقت ..
سابقا كانت ألعاب الاربيجي تفسر على أنها ألعاب تقوم فيها بمقاتلة الوحوش و رفع الـLevel الخاص بك ، مستوى الرسوميات كان ينظر إليه على أنه عامل ثانوي للغاية و لا يملك أي أهمية ، لكن الحقيقة أن سكوير كانت تؤمن بالعكس تماما ، و لذلك خصصت هذه الميزانية الهائلة التي تضاهي ميزانية بعض أفلام هوليوود للعبة ، سكوير آمنت بأن الإنتاج الرسومي الضخم و المكلف بهذا الشكل سيساعد على جذب شريحة أكبر بكثير من الناس .. و قد كانت محقة تماما في النهاية .
إلا أن فف7 لم تكن فقط رسوما مميزة و ثورية ، سكوير تملك فلسفة محددة حول نظام تطوير اللعبة و هي تؤمن بأنها يجب أن تقدم نظاما جديدا في كل إصدارة من فاينل فانتسي ، و في الجزء السابع كان هذا هو نظام "الماتيريا" الذي لا زال الكثيرون يعتبرونه النظام الأفضل و الأكثر متعة في تاريخ ألعاب الاربيجي ، سكوير قامت بتغيير جذري إذ أنها تخلت تماما عن فكرة الكلاسات و الوظائف للشخصيات ، و جعلت أي شخصية قابلة لاستخدام أي سحر أو قدرة في اللعبة اذا كانت تمتلك الماتيريا الخاصة بذلك ، و يمكنك أن تقوم بـ تلفيل هذه الماتيريا لاستخدام قدرات أخرى و نقلها إلى شخصية أخرى .. فلا وجود لاكتساب القدرات أو الأسحار عن طريق زيادة الليفل فقط كما كان يحصل قديما ..
و لم تكن هذه هي الإضافة الوحيدة على النظام القتالي الممتع للغاية ، بل كان هناك إضافة الضربات الخاصة أو الـLimit Breaks و هي كانت واحدة من أهم و أفضل الإضافات في تاريخ السلسلة ، الضربات الخاصة أيضا لعبت دورا في زيادة تعلق اللاعب بشخصية معينة و إظهار روعة أو قوة هذه الشخصية ليس من خلال القصة فقط بل من خلال اللعب أيضا .
القصة .. و مشاهد خالدة
ركزت سكوير تركيزا كبيرا للغاية على قصة الجزء السابع ، التي كانت الأضخم و الأفضل في تاريخ ألعاب الفيديو عندما صدرت اللعبة لأول مرة .. كمية الدراما كانت غير مسبوقة إطلاقا
لحظة مقتل Aeris ( أو ايرث في النسخة اليابانية ) هي أكثر لحظة شهيرة في تاريخ ألعاب تمثيل الأدوار قصصيا ، ولا زال اللاعبون يتحدثون عن هذا الموقف حتى هذه اللحظة ، و رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تموت فيها شخصية رئيسية في لعبة اربيجي ، إلا أن شخصية ايرس المتميزة ( بائعة الزهور اللطيفة و التي تمثل الناجية الوحيدة من الـAncients التي ظلت على قيد الحياة ) ، و علاقتها بكلاود و الطريقة التي قتلت فيها على يدي سيفروث أبكت اللاعبين في جميع أنحاء العالم ، بعض اللاعبين امنوا بأن ايرس ستعود و أن هناك طريقة ما لإحيائها بل و انتشرت شائعات كثيرة لدرجة أن بعض اللاعبين ادعوا بأنهم فعلا نجحوا في استعادة ايرس في مراحل متقدمة من اللعبة !
و الحقيقة بأن هذا التغيير الدرامي في القصة له قصة لطيفة ، في البداية كان هناك ايرس في القصة و لم يكن هناك أي تواجد لشخصية تيفا ، الأمر كله بدأ بمكالمة هاتفية في ليلة مقمرة من ليالي يوم الأحد ، إذ قام نومورا بالاتصال بزميله يوشينوري كيتاس و اقترح عليه قائلا : "لنقتل ايرث و نبقي تيفا ! حيث أننا سنمتلك بطلتين تموت واحدة منهما في حدث كبير باللعبة و تبقى الأخرى" ، و لاقت الفكرة استحسانا من كيتاس و من ثم تم تطبيقها بالشكل الذي رآه الجميع في اللعبة ..
قصة فف7 قصة ملحمية بشكل لن يتكرر في تاريخ ألعاب الفيديو .. حزينة ، تحكي عن معاناة الكوكب و معاناة أبطال اللعبة ، كلاود الجندي السابق الذي يريد معرفة ماضيه ، ينضم إلى فرقة تدعى افالانش تريد أن تدمر مصانع شركة شينرا التي تقوم بسحب طاقة الماكو من الكوكب أو تسحب حياته كما يقول باريت أحد شخصيات اللعبة ، هناك شخص واحد يقف بوجه الجميع انه سيفروث .. لا أحد مطلقا يتمكن من المساس به سيفروث يقوم بارتكاب المجزرة تلو الأخرى بكل برود و جنون و لعل اللاعبين جميعا يتذكرون اللحظات التي وجدوا فيها رئيس شينرا الذي كان يحلم بالوصول إلى الأرض الموعودة .. يسبح وسط بركة من دمائه و سيف سيفروث الطويل مغروس في ظهره في الساعات الأولى من اللعبة ، رويدا رويدا جميع اللاعبين هتفوا لأنفسهم .. سيفروث يجب أن يموت .. سيفروث يجب أن يقتل .. سيفروث يجب أن ينتهي .. وقتها كان هذا يبدو مجرد أمل لا يمكن تحقيقه .
عملية التطوير كانت مختصرة ..
بقي أن نتحدث بأن فترة تطوير اللعبة لم تكن كافية تماما لتضع سكوير كل ما أرادته في اللعبة ، الكثير من نقاط اللعبة بقيت مبهمة غامضة بلا تفسير مما حذا بسكوير لاحقا لإصدار ما أسمته بـFFVII Compilation و هي عدة ألعاب و فيلم أغلقت بها سكوير النقاط المبهمة في القصة و فسرتها تماما ( فف7 سنوبوردنج - فيلم أدفنت تشلدرن - ديرج اوف سيربرس - فف7 كرايسس كور ) .. يذكر بأن سكوير قامت بإجراء بعض التغييرات الخفيفة في النسخة الأمريكية من اللعبة .
فف7 حققت نجاحا عظيما ، المبيعات الإجمالية للعبة هي الأعلى في السلسلة حتى الان و هي تقارب الـ10 مليون نسخة ، و بهذا فإن سكوير فتحت سوقا جديدا وصل للـMainstream يدعى بسوق ألعاب تمثيل الأدوار ، و أصبح لهذا السوق عدد كبير من اللاعبين في جميع أنحاء العالم .. سكوير جعلت من الاربيجي على الكونسول ممكنا و صنعت التاريخ ، و كانت من أهم أسباب تفوق جهاز بلاي ستيشن الرمادي على الجميع .
تم بحمد الله