لُقمَان
True Gamer
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~
تنويه : هذا الموضوع يعتبر حرق مفتوح لإضافة ويتشر 3 : قلوب من حجر.
بعد صدور لعبة ويتشر 3 في مايو / 2015 ، ذهب فريق التطوير مباشرة لتطوير إضافة لها، مع تحقيقها للنجاح النقدي الهائل، وكذلك النجاح التجاري المُبين،
أولى هذه الإضافات كانت قلوب من حجر، التي وبلا شك أراد الفريق تقديم قصتها فوق أي عنصر أخر، وكيفية سردها وعرضها بأفضل شكلٍ ممكن،
فهل تصدق أن قلت لك بأن المشاهد السينمائية في هذه الإضافة مقاربة أو أكثر للموجودة باللعبة الأصلية ؟
حسنا، وبعد مرور مايقارب الـ5 سنين عليها، وبعد أن أنهيتها اليوم للمرة الثانية بعد كل تلك الفترة، قلوب من حجر تعد أفضل إضافة لأي لعبة لعبتها بالنسبة لي،
ولا أظن أن يذهب هذا المركز لأي إضافة أخرى، إلا إن كان لسايبربنك 2077 كلام أخر.
جنتر أو'ديم [ سيد المرايا ]
بغض النظر عن كيفية الأمر، سواءًا بالمساعدة في إيجاد صديق، أو الأنقاذ من حبسٍ ظالم في سفينة غُرباء،
جيرالت أصبح يدين لـ جنتر أو'ديم (سيد المرايا)، بالكثير، ووسم بعلامة غريبة في رأسه، حتى لاينسى تسديد ذلك الدين...
من رأى القصة للوهلة الأولى، يعتقد بأنها ستتعلق عنه، وستكتشف الكثير من أسراره، ولكن هذا خاطئ بالكلية، أو هكذا ما أراد فريق التطوير منا أكتشافه،
أنتهت الإضافة، ولم نعلم ماهيته، وما مكنونة، وحتى ما أساب أفعاله، هو تجسيد الشر، وعلى مر العصور كان سبيل نجاته هو عن طريق المقايضة، والتلاعب بالشروط...
دوره هنا بالتأكيد كان واضحًا، كان "الوسيلة" لعرض قصة آولجيرد فون آيفريك، ومعرفة خفايا تلك القصة الحزينة، المكللة بالآثام
آولجريد فون آيفريك
من النظرة الأولى عنه، ترى بطاشًا لا يأبه بمن حوله، كل مايهمه هو الجري وراء ملذاته، وأنتهاك ما يكفي من الحرمات، والإحتفالات الصاخبة،
وكذلك تقطيع الرؤوس، واللعب بالأحشاء، وفي وقت الفراغ ينحت أحجارًا خبيثة المقصد والشكل... ترى حثالة المجتمع أمامك، بأكثر صورة أشمئزازًا.
ولكن، هل خلف ذلك البطش من شيء ؟ الكثير من الأشياء... ولعل الثلاث أماني التي يطلبها منك، تكون سببًا واضحًا لتعرف أكثر عن خلفية هذا الرجل، وعن مايخفي كيانة،
غباء وتسرع، والسعي وراء الخلود والثراء من غير الإباه لما حولك، قد حوله لحجر، يجري فيه الدماء...
خلال تلك المسيرة القاسية، ضُحي بأخوه العزيز، فلذة كبدة... فُقدت مشاعره تجاه زوجته، أحب الناس إليه...
بل تطاول ذلك الأمر لقتله والده، والبطش بحقوق غيره... ولعله غرق في السحر الأسود، وغوائله فقط.. حتى يتناسى ذلك، حتى يرجع أحساسٌ ونبض، في ذلك الحجر.
آريس فون آيفريك
ربما، هناك قصص معاناة وآسى في هذا العالم، وقد قرأنا وسمعنا وعرفنا العديد منها منذ الصغر...لم أنسى يومًا قصة والدة كوزيت في البؤساء، أو حكاية بائعة الكبريت،
وكيف الآسى الذي حملوه، وتكبدوه لمعيشة حياتهم ولم أظن يومًا بأن هذا القالب، سيستدخم في لعبة للبالغين، مكللة بالدماء والوحشية مثل ويتشر 3، وقد أُستخدم وأُتقن في أفضل صورة له...
آريس ربما، تحمل أكثر القصص حزنًا بين قصص هذه اللعبة، وكل شيء حولها يظلله ذلك الحزن، حياتها الوردية، التي بدأت مع صديقها العزيز، ونور حياتها آولجريد، ثم تلاها زواجهما السعيد...
كان ينقصه الكثير، فقد عاشوا حياة فقراء، مليئة بالمشاعر الجياشة والحب والآناة... كانت تتمنى أن تحصل على قط أو كلب.. فهل ياترى لها ماتتمنى ؟
ولا بد للنفس البشرية أن تتوق لما لا يوجد لها، فعقدوا عقدًا، للخلود الآبدي في هذه الحياة الفانية، والحصول على الثراء الذي لا حدود له !
أي من سمع هذا الكلام سيعتقد بأنه السعادة عينها !، ولكن كلًا... وكلا !
تلك كانت بداية المآساة...
زوجها العزيز، وسندها المبين، تغير... فأصبح لا يهتم بما ترسمه مثل قبلًا... أصبح لا يعيرها ذاك الأهتمام... تارة يأتي وملابسه ملطخة بالدماء... آنى لك هذا آولجريد ؟ الصمت،
حتى مع قدوم عائلتها، وسداد ديون آولجريد، وبذلهم الغالي والنفيس، لم يتغير ذلك... أضحى آولجريد قاسيًا وصلبًا، كالحجر...
بعد مرور عامٍ من تلك المعاناة، ضاقت ذرعًا من تلك المعيشة، وجهها المشرق أصبح تعيسًا قاتمًا، طلبت الطلاق منه،
فما بادر قاسي القلب إلا بحبسها في ذلك المنزل، وتشكيل شيطانين على هيئة كلب وقط إجابة لها، وجلب مخلوق عتيد قبيح ليحرس المكان من الغرباء !
وأي عذاب عانته بعدها ؟ وأي معيشة عاشتها ؟... ولعل قلبه قد ترقق قليلًا فأرسل خِطابًا ووردة أرجوانية...
وتلك كانت أخر ذكرى عاشت في ذلك القصر، بعدها الوحدة المبينة، والعيشة الكئيبة، والخسران العظيم... حتى بعد مماتها !
فتلك كانت قلوب من حجر، قدمت القصة الأفضل لهذا العنوان، بأفضل طريقة سردٍ ممكنة،
قدمت تنوعًا هائلًا في قتالات الزعماء، جاعلًا من قتالات الزعماء في اللعبة الأصلية أضحوكة أمامها،
قدمت ضيعة آولجريد، وقصره العتيق، بأجوائه البلودبورنية، بأفضل هيئة ممكنة، ومع أفضل المهمات للعنوان...
أحب قلوب من حجر، حبًا جمًا، ربما يكون طولها 8-10 ساعات فقط مقارنة باللعبة الأصلية، ولكنها متقنة، مصاغة بشكل أفضل،
متحمسٌ للخوض مرة أخرى في نبيذٍ ودماء تاليًا، في رحلة شيقة لأرض النبيذ لمطاردة وحش الدماء.