hussien-11
Senior Content Specialist
أعتقد أن صناعة ألعاب الفيديو و جمهور هذه الصناعة لديه الكثير من العادات السلبية التي تستحق وقفة حازمة للنقاش، إذ قد يكون علينا أن نقف و نُعبّر بصراحة عن الكثير من الأشياء التي نلتف حولها أو ننهمك في تبريرها بصورة أو بأُخرى، لا يوجد شيء اسمه "الصناعة هكذا" أو "الجمهور عاوز كده"، بل دعنا نقل بأن الشركات و مجتمع اللاعبين المحترفين أيضاً أطراف تمتلك موقفاً مؤثراً و تستطيع أن تتحكم - إلى درجة معينة - بتوجهات السوق. أنا لا أريد التحدث عن العيوب الاقتصادية في عالم الألعاب، من استغلال الناشرين للاعبين و غير ذلك، بل أريد التحدث حول أمور جوهرية في صميم هذه الصناعة:
1- صناعة ألعاب الفيديو عنيفة أكثر من اللازم، دعنا نواجه الأمر بصراحة مُطلقة، جلُ إنتاج الألعاب يتمحور حول مُمارسة العنف، أنا أعي جيداً أن هناك تجارب أخرى عديدة بأشكال مختلفة، لكن أغلب من يعمل في هذه الصناعة يمجد العنف و يدعو إليه بطريقة أو بأخرى، على أساس أنه ( ممتع )، حسناً... لماذا لا يُمكن خلق المتعة بصورة أخرى ؟ لماذا يجب أن تتمحور متعتنا حول إطلاق النار على كل كائن حي يتحرك على الشاشة ؟ هل المتعة تنحصر فقط في رؤية شخصية تطعن أخرى في رقبتها، و شخصاً يقطع ذراع عدوه أو ساقه، و ما شابه ؟ عندما تُدرك أن كل الناشرين الكبار يشترطون وجود شخصية تحمل سلاحاً نارياً على الغلاف من أجل نشر الألعاب، عليك أن تُدرك أن هذه الصناعة تعيش في مشكلة حقيقية.
بالطبع، العنف و الحروب جزء من واقع هذه الحياة، و لا ضير في تناول هذا الواقع من وقت لآخر بطريقة هادفة أو حتى استعراضية من أجل المتعة البحتة، و لكن أن تتحول الصناعة بأكملها إلى وسط يدعو إلى حل المشكلات عن طريق حمل الأسلحة النارية، و أن لا تُقيم هذه الألعاب وزناً لا لحياة إنسان و لا حيوان، فنعم، هناك مشكلة.
2 - مجتمع ألعاب الفيديو يرفض النقد البنّاء رفضاً تاماً، أي نقد توجهه تجاه أي شطر من هذه الصناعة، و سيتم اتهامك بأنك تهرف بما لا تعرف، فلا الناشر أو المطوّر يتقبل النقد على لعبته، و لا اللاعب يتقبل النقد على ألعابه المفضلة، و لا مجتمع اللاعبين يتقبل النقد على التوجهات التجارية الموجودة في وسط ألعاب الفيديو! أنا لم أرى صناعة تخلو من النقد الاحترافي كما هو الحال مع هذه الصناعة.
3 - الغرور و الغطرسة و الاستعلاء و التكبر، هي سمات لا تفارق الفئة الكبرى من اللاعبين المحترفين، فكل ما يحبونه هو أعظم ما صُنع في عالم التسلية و الترفيه، و كل ما لا يروق لهم لسبب أو لآخر هو أسوأ ما صنع الإنسان على ظهر هذا الكوكب، الكثير من اللاعبين المحترفين يحب أن يعامل نفسه على أنه أعلى ذوقاً و فهماً من بقية خلق الله، و أنه يفهم ما لا يفهمه الآخرون، علماً أن هذا اللاعب - عادة - لا يفقه شيئاً لا في برمجة الألعاب، و لا رسمها، و لا تصميمها، و لا تلحينها، و لا تسويقها، و لا يُدرك أنه مهما كان فطناً و نبيهاً، فهناك أمور كثيرة مغيبة عنه نظراً لقلة معرفته في هذه المجالات الاحترافية التي تستطيع أن تُفني عمرك في دراستها، و هناك اختلاف هائل بين الناس في تقييم الأمور. ليس من الخطأ أن تقيم الألعاب كعاشق لها، و لكن الخطأ أن تتعامل مع تقييمك و نظرتك على أنها حقيقة واقعة كل من يخالفها لا يفقه شيئاً.
4 - ثقافة العادة، أي لعبة ناجحة تتحول إلى بصمة يقوم الآخرون بتقليدها و نسخ خلطتها عشرات المرات بحثاً عن النجاح التجاري، أي خاصية تلقى نجاحاً تتحول إلى "عادة" بطريقة غير مفهومة، لأن المجتمع ككل يرفض أي طريقة لعب أخرى و يتهمها بأنها غير جيدة، بينما الحقيقة أنه هو من يرفض قبول أنواع مختلفة من التجارب تخالف ما اعتاد عليه! أمثلة على ذلك ؟ التخزين التلقائي، عداد الطاقة التلقائي، إطلاق النار أثناء المشي، سهم يدلك على اتجاه الطريق الذي ينبغي أن تسلكه، إمكانية رؤية الأعداء من خلف الجدران.
1- صناعة ألعاب الفيديو عنيفة أكثر من اللازم، دعنا نواجه الأمر بصراحة مُطلقة، جلُ إنتاج الألعاب يتمحور حول مُمارسة العنف، أنا أعي جيداً أن هناك تجارب أخرى عديدة بأشكال مختلفة، لكن أغلب من يعمل في هذه الصناعة يمجد العنف و يدعو إليه بطريقة أو بأخرى، على أساس أنه ( ممتع )، حسناً... لماذا لا يُمكن خلق المتعة بصورة أخرى ؟ لماذا يجب أن تتمحور متعتنا حول إطلاق النار على كل كائن حي يتحرك على الشاشة ؟ هل المتعة تنحصر فقط في رؤية شخصية تطعن أخرى في رقبتها، و شخصاً يقطع ذراع عدوه أو ساقه، و ما شابه ؟ عندما تُدرك أن كل الناشرين الكبار يشترطون وجود شخصية تحمل سلاحاً نارياً على الغلاف من أجل نشر الألعاب، عليك أن تُدرك أن هذه الصناعة تعيش في مشكلة حقيقية.
بالطبع، العنف و الحروب جزء من واقع هذه الحياة، و لا ضير في تناول هذا الواقع من وقت لآخر بطريقة هادفة أو حتى استعراضية من أجل المتعة البحتة، و لكن أن تتحول الصناعة بأكملها إلى وسط يدعو إلى حل المشكلات عن طريق حمل الأسلحة النارية، و أن لا تُقيم هذه الألعاب وزناً لا لحياة إنسان و لا حيوان، فنعم، هناك مشكلة.
2 - مجتمع ألعاب الفيديو يرفض النقد البنّاء رفضاً تاماً، أي نقد توجهه تجاه أي شطر من هذه الصناعة، و سيتم اتهامك بأنك تهرف بما لا تعرف، فلا الناشر أو المطوّر يتقبل النقد على لعبته، و لا اللاعب يتقبل النقد على ألعابه المفضلة، و لا مجتمع اللاعبين يتقبل النقد على التوجهات التجارية الموجودة في وسط ألعاب الفيديو! أنا لم أرى صناعة تخلو من النقد الاحترافي كما هو الحال مع هذه الصناعة.
3 - الغرور و الغطرسة و الاستعلاء و التكبر، هي سمات لا تفارق الفئة الكبرى من اللاعبين المحترفين، فكل ما يحبونه هو أعظم ما صُنع في عالم التسلية و الترفيه، و كل ما لا يروق لهم لسبب أو لآخر هو أسوأ ما صنع الإنسان على ظهر هذا الكوكب، الكثير من اللاعبين المحترفين يحب أن يعامل نفسه على أنه أعلى ذوقاً و فهماً من بقية خلق الله، و أنه يفهم ما لا يفهمه الآخرون، علماً أن هذا اللاعب - عادة - لا يفقه شيئاً لا في برمجة الألعاب، و لا رسمها، و لا تصميمها، و لا تلحينها، و لا تسويقها، و لا يُدرك أنه مهما كان فطناً و نبيهاً، فهناك أمور كثيرة مغيبة عنه نظراً لقلة معرفته في هذه المجالات الاحترافية التي تستطيع أن تُفني عمرك في دراستها، و هناك اختلاف هائل بين الناس في تقييم الأمور. ليس من الخطأ أن تقيم الألعاب كعاشق لها، و لكن الخطأ أن تتعامل مع تقييمك و نظرتك على أنها حقيقة واقعة كل من يخالفها لا يفقه شيئاً.
4 - ثقافة العادة، أي لعبة ناجحة تتحول إلى بصمة يقوم الآخرون بتقليدها و نسخ خلطتها عشرات المرات بحثاً عن النجاح التجاري، أي خاصية تلقى نجاحاً تتحول إلى "عادة" بطريقة غير مفهومة، لأن المجتمع ككل يرفض أي طريقة لعب أخرى و يتهمها بأنها غير جيدة، بينما الحقيقة أنه هو من يرفض قبول أنواع مختلفة من التجارب تخالف ما اعتاد عليه! أمثلة على ذلك ؟ التخزين التلقائي، عداد الطاقة التلقائي، إطلاق النار أثناء المشي، سهم يدلك على اتجاه الطريق الذي ينبغي أن تسلكه، إمكانية رؤية الأعداء من خلف الجدران.