Final Fantasy
Banned
في غرفة ذات نور خافت لم يستطع التبين من خلالها على أية ملامح منها .. غارقة في صمت لينقطع بعد ثواني بحديث شاب بدأ يتكلم بصوت واهن و مرتجف :
صوت شاب : أكرهه .. أمقته .. لقد تغيرت حياتي لجحيم بسببه .. أشعر أني بدأت بفقد السيطرة على نفسي .. لست سيد نفسي و لا سيد تصرفاتي و أعمالي بعد الآن .. أشعر أني بدأت أنهار .. لا أحد يفهمني .. كلما حاولت الابتعاد عنه و التقرب من الناس أتحطم باكتشاف أني لا أنتمي اليهم و لن يكون لي هناك مكانا بينهم .. فأعود بأدراجي منكسر الآمال بحياة جديدة الى ذاك الكائن الذي يأخذني مسكننا له و يأمرني بأفعال أكرهها و لكني أضعف في مقاومته فلا أجد لي خيار الا تنفيذها .. و الغريب في الأمر أنني أجد بعض المتعة و اللذة في ارتكابها .. جزء مني يتحالف مع ذالك الكائن الشرير في ابتكار هذه الأفعال و حثي على عملها .. مما يدفعني للتساؤل .. هل أنا فعلا انسان شرير و هذه هي طبيعتي الحقيقية المدفونه في أعماق أعماق نفسي ؟ هل لهذا السبب ماتت والدتي و هجرني والدي ؟ هل لأني انسان سئ ؟ هل أنال ما أناله الآن لأني أستحق ذلك ؟ أستحق أن أعيش في عذاب و صراع مرير مع أفكاري الشيطانية و ذلك الكائن الذي يجعلني لعبة بين يديه ؟
لقد مللت من هذه الأفكار .. مللت من حياتي .. مللت من نفسي و من ضعف شخصيتي .. مللت من كوني وحيدا .. مللت من كل شي .. أريد فقط أن أأخذ مسدسا و أصوبه على رأسي .. و أضغط على الزناد لتنطلق منه الرصاصة مخترقة رأسي لينفجر و يتقطع الى أشلاء و ينتهي معها ذلك الكائن المتخذ من هذا الرأس بيتا له .....................
.........................
.................................
.....................................
ألا أستحق جائزة تقدير على هذا الخطاب و هذا التمثيل المميز في القاء هذه الكلمات المؤثرة ؟؟؟؟؟
ما أن انتهى هذا الصوت من نطق الجمله الأخيره حتى امتلأت الغرفة بصوت ضحكات قوية و استهزائية ليتم فتح انارة الغرفه و نجد فتى مراهق في السابع عشرة من عمره جالس على سرير و هو يضرب بيديه على ركبتيه من شدة الضحك .. و رجل آخر في حوالي نهاية الأربعينات من العمر جالس على كرسي مقابل للسرير و هو ينتظر الى الفتى نظرات استنكار و معاتبه .
الرجل في منتصف العمر : أتعلم .. أنت لا تقدم لي أي مجهود و مبادرة أستطيع من خلالها أن أبني مساعدتني لك "ويليام" .
ويليام :هع رجاءا "جيمس" .. أنت تعلم تماما أني لم أطلب منك المساعده و لم أأتي اليك بارادتي .. لذلك هذه الجلسات فعلا لا تهمني و أحضرها فقط حتى أسكت تلك العجوز الثرثارة من الاشتكاء و التذمر .
الرجل في منتصف العمر : أولا أنا أدعى " الدكتـــــــــــــــور جيمس " بالنسبة اليك .. ثانيا جدتك "آيمي" تدفع ثمن هذه الجلسات بصعوبة لأنها تريد فعلا أن تراك تتحسن و تخرج عن حالتك هذه .. فكيف تقابل مبادرتها الطيبة بنعتك لها بالعجوز الثرثاره و تقوم بهدر وقت الجلسات أما بالغياب أو بالاستهزاء كلما حاولت أن أكون جديا معك و أحاول جاهدا أن أجد خيطا أبدأ منه مساعدتي لك !
ويليام : أنا لست مجنونا و لا أحتاج لمساعده ..
الدكتور جيمس : لم أقل أنك مجنونا .. و من ثم المرض النفسي ليس عيبا أو شيئا شاذ حتى نتجب مواجته و علاجه .. فكل انسان لديه مرض نفسي و يختلف شدته و مدى ظهوره باختلاف الحالات و المدة التي بدأ يعاني منها .
ويليام : أنا لست مريض نفسيا و وفر محاضرتك لمرضاك الآخرين .. فكلامك يجعلني أشعر بالشفقة على نفسي لأني جالس أستمع اليه .. أظن أن علي الذهاب .
الدكتور جيمس : و لكن لا يزال هنالك عشرون دقيقة على موعد انتهاء هذه الجلسه !
ويليام : خذها فترة راحه لك حتى موعد مريضك التالي .. بالمناسبة أنصحك أن تستغل هذا الوقت المتبقي بتمشيط شعرك فانه يبدو فعلا قبيح المنظر .
خرج ويليام من غرفة الجلسات و هو يكتم ضحكته الاستهزائية على طريقة جرحه للدكتور جيمس على ترتيب شعره .. و هو خارج رأى السكرتيرة نادين تقف مسرعه من على كرسيها لتذهب أمام الطاولة و هي ترمق ويليام بنظرات شك .
ويليام : بوووووو !
نادين : لقد خرجت قبل موعد انتهاء الجلسه بعشرون دقيقة !
ويليام : لم أعد أحتمل فلسفات رئيسك و معاملته لي كباقي مرضاه المتخلفين .
نادين : حسنا ..
ويليام : حسنا ؟
نادين : ماذا تريدني أن أقول ... ؟
ويليام : ... لماذا تقفين أمام المكتب .. آها صحيح .. لا تقلقي لست سعيدا اليوم لدرجة أني سأعبر عن سعادتي بتخريب ترتيب الطاولة .
نادين : جيد .. و الآن من فضلك اذهب لأن لدي أعمال كثيرة يجب أن أنتهي منها .
ويليام : وقتا ممتعا مع أعمالك .. الى اللقاء حبيبتي آراك يوم الاثنين المقبل .
بدأ ويليام يتجه نحو الباب ليخرج من المكتب و بدأت نادين ترجع الى مقعدها و ما أن جلست عليه و بدأت في تعديل وضعه حتى رجع ويليام سريعا و بدأ يحرك يديه على الطاولة راميا كل ماهو عليها على الأرض لتبدأ نادين بالصراخ و الوقوف سريعا لدرجة أنها ضربت قدمها بزاوية سطح المكتب فصرخت متألمة بينا ويليام يخرج من باب المكتب مسرعا و هو يتمايل يمينا و يسارا من الضحك و أثناء ركضه في خارج المكتب و هو يتضاحك اصطدم بطفلين صغيرين في حوالي السادسه من العمر يتمشيان سويا على رصيف الشارع و كان الاصطدام قويا لدرجة أن أحد الطفلين وقع على الأرض بينما تعثر ويليام ليصطدم قدمه في عامود انارة , عدل ويليام من وقفته سريعا و التفت ليرى أحد الطفلين يساعد الآخر على الوقوف بعد سقوطه على الأرض فنظر اليهم بغضب و صرخ بهم ليلتفت له الطفلين و ينظران اليه نظرات خوف بعدها قام الطفلين بالتحرك و التقدم في السير بينما بدأ ويليام في المشي خلفهم و اللحاق بهم و قد لاحظ الطفلين تتبع ويليام لهم مما أثار بعض الذعر فيهم فكانوا يمشون ببطئ و يلتفت أحد منهم للخلف و يسترق بعض النظرات من ويليام بين حين و آخر , بدأ ويليام بلقط الحصى من على الأرض و يقذف فيها رأس الطفلين و كان يضحك بصوت عالي كلما رأي يد أحد الطفلين تمتد لتحك رأسه من الخلف مما يدل على مدى تألمهم من هذه الحصوات و ضرباتها فبدأ يشعر باللذة من فعله هذا فاختار حصى ذو أحجام أكبر و بعد لحظات بدأ الطفلين يركضان بسرعه عندما اقتربا من أحد الأحياء السكنيه فركض خلفهم ويليام و هو يسرع بالضربات على رؤوسهم فابتعد أحد الطفلين عن الطريق ليتجه ناحية بيت كما يبدو أنه بيته بينما ظل الطفل الآخر يركض و رعبه بدأ يزداد بشكل واضح من حركاته العشوائية بالجري و الطفل الواقف على عتبة باب بيتهم يصرخ طالبا منه العوده و الاختباء معه و لكن الرعب قد تملك الطفل الذي لا يزال يجري مما شل تفكيره و ويليام يركض خلفه و هو يرمي الحصوات بقوة أكبر حتى بدأ يسمع صوت بكاء الطفل من الألم و الخوف و يتمم بكلمات غير مفهومه , استمر ويليام بالركض خلفه و الطفل كما يبدو لم يعد يعرف الى أين يركض و يتجه من شدة الرعب الذي تملكه حتى وصل الى طريق مسدود فالتفت سريعا ليحاول الخروج من الزقاق و يكمل هربه و لكن الآوان كان قد فات فلقد وقف ويليام أمام الطفل سادا له طريق الخروج فتراجع الطفل للخلف حتى التصق ظهره بالحائط و أخذ ويليام يضحك و بدأ برمي الحصوات عليه و الطفل يقوم بضم نفسه محاولا حماية جسده الصغير من الضربات المؤلمة و هو لا يكف عن البكاء و الدموع تنهال من عينيه الزرقاوتين بغزارة , استمر ويليام يرمي الطفل بالحصوات حتى فرغ كل ما عنده ثم توجه بعد ذلك ناحية الطفل و جمع قبضته و ضربها بقوة على خده مودعا اياه و خرج من الزقاق و هو يضحك و على وجهه علامات الارتياح و اللذة من هذا التعذيب بينما سقط الطفل على الأرض و هو متجدما من هول ما حدث له و أخذ يبكي و قد بلل ثيابه من الخوف بينما صوت بكائه يرن في أذن ويليام كأنغام موسيقية عذبة .
وصل ويليام الى منزله و قام بفتح الباب و اتجه ناحية السلم و ما أن وضع قدمه على أول عتبة حتى سمع صوت جدته و هي توجه كلامها له :
آيمي : الذي فعلته في مكتب " الدكتور جيمس " كان عملا فظا و ينم عن قلة حياء .
ويليام : أرجوكي لنأجل هذا الكلام الى العشاء فأنا الآن متعب و أريد الاسترخاء قليلا .
آيمي : لا لن أأجل الكلام و سوف أقوله الآن و ستسمعه رغما عنك .
ويليام : أرجوكي جدتي أنا متعب فعلا لنأجل الحديث من فضلك .
آيمي : تربط بيننا و بين " الدكتور جيمس " علاقة متينة و قديمه و هذا هو سبب صبره و تحمله معك و عليك أن تقدر هذا لأن لو كان طبيبا آخر لرماك من النافذه منذ أول جلسه فهو ليس مقصوبا أن يتحمل تصرفاتك الوقحه .
ويليام : هل انتهيتي الآن ؟
آيمي : أتعلم أن أعمال مكتبه تأخرت اليوم بسبب ما فعلته في مكتب " نادين " و ما فعلته معها هي نفسها , المسكينه لقد ورم قدمها و لهذا سوف تذهب غذا للمكتب و كشاب محترم تعتذر على ما بدر منك و الا سأدعهم يتصرفون معك كما يحلو لهم فلم أعد قادرة على تبرير تصرفاتك اللامبالية و الوقحه أماهم .
ويليام : أتعلمين جدتي .. معك حق لقد تجاوزت حدودي اليوم في المكتب و لم أكن متعمدا أن أسبب لـ"نادين" أي أذى , أظن أن الاعتذار و تقديم باقة أزهار جميله هو أقل ما يمكن عمله .
آيمي : شكرا على تفهمك السريع و الآن بامكانك الذهاب لغرفتك .
ويليام : أراك في المساء يا سيدتي الجميلة .
رجع ويليام بعض الخطوات للخلف ليقبل جدته ثم رجع لارتقاء خطوات السلم من جديد و ما أن وصل للطابق الأعلى حتى سمع صراخ جدته و هي تقول :
آيمي : أوووه لقد نسيت أن أخبرك أن اليوم المساء لن أكون متواجده في المنزل فخالتك " روز " سوف تأتي لاصطحابي معها لنذهب سويا لمنزل " آل بريدجز " فلقد تم خطوبة ابنتهم " سالي " و سنذهب للمباركة , و سيبقى معك " تيموثي " في المنزل لحين عودتنا .. أأمل أن لا تمانع !
ويليام : طبعا لا أمانع فليس لدي ما أقوم به الليلة بالاضافه أنا أعشق البقاء بصحبة " تيموثي " .
"روز" هي الخاله الصغرى لـ"ويليام" و لديها فقط طفلين .. "أنجلينا" و هي في السادسه من العمر و "تيموثي" و هو في الثانية .
دخل "ويليام" غرفته و هو يضحك و بدأ في التفكير ماذا سيضع في الأزهار التي سيقدمها غذا لـ"نادين" .. و لكنه أجل هذا التفكير ليوم غذ فاليوم عليه التفكير بما سيفعله مع الزائر الصغير .. ألقى ويليام بنفسه على السرير و أخذ يسرح فيما سيفعله مع "تيموثي" و هو مغمض العينين و بعض الابتسامات الخبيثة ترتسم على وجهه بين حين و آخر حتى غط في نوم عميق ليجد نفسه يصحى على صوت خالته "روز" في غرفته .
روز : مساء الخير يا ابن أختي الوسيم .
ويليام بتثاقل : مساء النور خالتي "روز" .
روز : أأمل أن لن يكون هنالك ازعاجا لك في العناية بـ "تيموثي" .
ويليام : لا لا اطلاقا بالعكس سيكون هذا من دواعي سروري فأنا أحب الأطفال و أحب الجلوس معهم بالأخص أبناء خالتي العزيزة .
روز : أقدر هذا لك , و الآن اذهب للحمام و اغسل وجهك و تعال للأسفل .
ويليام : حسنا امنحيني دقيقتين .
خرجت "روز" من الغرفه و قام "ويليام" بتغيير ثيابه بعد الذهاب للحمام و انعاش نفسه قليلا , نزل للأسف و معه قطعة حلوى أعطاها للصغير "تيموثي" بعدما طبع قبلة على جبينه و رافق جدته و خالته الى الباب و هم يلقنونه الأوامر و التعليمات و قبل الخروج همست له " آيمي" بأن يحسن التصرف مع ابن خالته و أن لا يرتكب أي حماقات .. خرجوا من المنزل و قام ويليام بمراقبتهم من النافذة القريبة من الباب حتى رآهم قد تلاشوا من ناظريه فالتفت للخلف بعدما أسدل الستار و رأى "تيموثي" مشغولا في الانهاء من الحلوى التي بين يديه , توجه "ويليام" و قد تغيرت ملامح وجهه من الابتسام و السرور الى الغضب و الحقد مع نظرات نارية , قام بسحب الحلوى بعنف من يدي ابن خالته فرفع "تيموثي" وجهه الصغير و قد فتح فمه من التعجب و عينيه الواسعتين كلها تساؤلات , أخذ "ويليام" الحلوى و وضعها في فمه و مسك وجه "تيموثي" بقوة رافعا اياها للأعلى و قرب وجهه من وجه ابن خالته و قال ..
ويليام : لتبدأ المتعة ... !
يـــــــــــتــــــــــبـــــــــــــع ,,,,
صوت شاب : أكرهه .. أمقته .. لقد تغيرت حياتي لجحيم بسببه .. أشعر أني بدأت بفقد السيطرة على نفسي .. لست سيد نفسي و لا سيد تصرفاتي و أعمالي بعد الآن .. أشعر أني بدأت أنهار .. لا أحد يفهمني .. كلما حاولت الابتعاد عنه و التقرب من الناس أتحطم باكتشاف أني لا أنتمي اليهم و لن يكون لي هناك مكانا بينهم .. فأعود بأدراجي منكسر الآمال بحياة جديدة الى ذاك الكائن الذي يأخذني مسكننا له و يأمرني بأفعال أكرهها و لكني أضعف في مقاومته فلا أجد لي خيار الا تنفيذها .. و الغريب في الأمر أنني أجد بعض المتعة و اللذة في ارتكابها .. جزء مني يتحالف مع ذالك الكائن الشرير في ابتكار هذه الأفعال و حثي على عملها .. مما يدفعني للتساؤل .. هل أنا فعلا انسان شرير و هذه هي طبيعتي الحقيقية المدفونه في أعماق أعماق نفسي ؟ هل لهذا السبب ماتت والدتي و هجرني والدي ؟ هل لأني انسان سئ ؟ هل أنال ما أناله الآن لأني أستحق ذلك ؟ أستحق أن أعيش في عذاب و صراع مرير مع أفكاري الشيطانية و ذلك الكائن الذي يجعلني لعبة بين يديه ؟
لقد مللت من هذه الأفكار .. مللت من حياتي .. مللت من نفسي و من ضعف شخصيتي .. مللت من كوني وحيدا .. مللت من كل شي .. أريد فقط أن أأخذ مسدسا و أصوبه على رأسي .. و أضغط على الزناد لتنطلق منه الرصاصة مخترقة رأسي لينفجر و يتقطع الى أشلاء و ينتهي معها ذلك الكائن المتخذ من هذا الرأس بيتا له .....................
.........................
.................................
.....................................
ألا أستحق جائزة تقدير على هذا الخطاب و هذا التمثيل المميز في القاء هذه الكلمات المؤثرة ؟؟؟؟؟
ما أن انتهى هذا الصوت من نطق الجمله الأخيره حتى امتلأت الغرفة بصوت ضحكات قوية و استهزائية ليتم فتح انارة الغرفه و نجد فتى مراهق في السابع عشرة من عمره جالس على سرير و هو يضرب بيديه على ركبتيه من شدة الضحك .. و رجل آخر في حوالي نهاية الأربعينات من العمر جالس على كرسي مقابل للسرير و هو ينتظر الى الفتى نظرات استنكار و معاتبه .
الرجل في منتصف العمر : أتعلم .. أنت لا تقدم لي أي مجهود و مبادرة أستطيع من خلالها أن أبني مساعدتني لك "ويليام" .
ويليام :هع رجاءا "جيمس" .. أنت تعلم تماما أني لم أطلب منك المساعده و لم أأتي اليك بارادتي .. لذلك هذه الجلسات فعلا لا تهمني و أحضرها فقط حتى أسكت تلك العجوز الثرثارة من الاشتكاء و التذمر .
الرجل في منتصف العمر : أولا أنا أدعى " الدكتـــــــــــــــور جيمس " بالنسبة اليك .. ثانيا جدتك "آيمي" تدفع ثمن هذه الجلسات بصعوبة لأنها تريد فعلا أن تراك تتحسن و تخرج عن حالتك هذه .. فكيف تقابل مبادرتها الطيبة بنعتك لها بالعجوز الثرثاره و تقوم بهدر وقت الجلسات أما بالغياب أو بالاستهزاء كلما حاولت أن أكون جديا معك و أحاول جاهدا أن أجد خيطا أبدأ منه مساعدتي لك !
ويليام : أنا لست مجنونا و لا أحتاج لمساعده ..
الدكتور جيمس : لم أقل أنك مجنونا .. و من ثم المرض النفسي ليس عيبا أو شيئا شاذ حتى نتجب مواجته و علاجه .. فكل انسان لديه مرض نفسي و يختلف شدته و مدى ظهوره باختلاف الحالات و المدة التي بدأ يعاني منها .
ويليام : أنا لست مريض نفسيا و وفر محاضرتك لمرضاك الآخرين .. فكلامك يجعلني أشعر بالشفقة على نفسي لأني جالس أستمع اليه .. أظن أن علي الذهاب .
الدكتور جيمس : و لكن لا يزال هنالك عشرون دقيقة على موعد انتهاء هذه الجلسه !
ويليام : خذها فترة راحه لك حتى موعد مريضك التالي .. بالمناسبة أنصحك أن تستغل هذا الوقت المتبقي بتمشيط شعرك فانه يبدو فعلا قبيح المنظر .
خرج ويليام من غرفة الجلسات و هو يكتم ضحكته الاستهزائية على طريقة جرحه للدكتور جيمس على ترتيب شعره .. و هو خارج رأى السكرتيرة نادين تقف مسرعه من على كرسيها لتذهب أمام الطاولة و هي ترمق ويليام بنظرات شك .
ويليام : بوووووو !
نادين : لقد خرجت قبل موعد انتهاء الجلسه بعشرون دقيقة !
ويليام : لم أعد أحتمل فلسفات رئيسك و معاملته لي كباقي مرضاه المتخلفين .
نادين : حسنا ..
ويليام : حسنا ؟
نادين : ماذا تريدني أن أقول ... ؟
ويليام : ... لماذا تقفين أمام المكتب .. آها صحيح .. لا تقلقي لست سعيدا اليوم لدرجة أني سأعبر عن سعادتي بتخريب ترتيب الطاولة .
نادين : جيد .. و الآن من فضلك اذهب لأن لدي أعمال كثيرة يجب أن أنتهي منها .
ويليام : وقتا ممتعا مع أعمالك .. الى اللقاء حبيبتي آراك يوم الاثنين المقبل .
بدأ ويليام يتجه نحو الباب ليخرج من المكتب و بدأت نادين ترجع الى مقعدها و ما أن جلست عليه و بدأت في تعديل وضعه حتى رجع ويليام سريعا و بدأ يحرك يديه على الطاولة راميا كل ماهو عليها على الأرض لتبدأ نادين بالصراخ و الوقوف سريعا لدرجة أنها ضربت قدمها بزاوية سطح المكتب فصرخت متألمة بينا ويليام يخرج من باب المكتب مسرعا و هو يتمايل يمينا و يسارا من الضحك و أثناء ركضه في خارج المكتب و هو يتضاحك اصطدم بطفلين صغيرين في حوالي السادسه من العمر يتمشيان سويا على رصيف الشارع و كان الاصطدام قويا لدرجة أن أحد الطفلين وقع على الأرض بينما تعثر ويليام ليصطدم قدمه في عامود انارة , عدل ويليام من وقفته سريعا و التفت ليرى أحد الطفلين يساعد الآخر على الوقوف بعد سقوطه على الأرض فنظر اليهم بغضب و صرخ بهم ليلتفت له الطفلين و ينظران اليه نظرات خوف بعدها قام الطفلين بالتحرك و التقدم في السير بينما بدأ ويليام في المشي خلفهم و اللحاق بهم و قد لاحظ الطفلين تتبع ويليام لهم مما أثار بعض الذعر فيهم فكانوا يمشون ببطئ و يلتفت أحد منهم للخلف و يسترق بعض النظرات من ويليام بين حين و آخر , بدأ ويليام بلقط الحصى من على الأرض و يقذف فيها رأس الطفلين و كان يضحك بصوت عالي كلما رأي يد أحد الطفلين تمتد لتحك رأسه من الخلف مما يدل على مدى تألمهم من هذه الحصوات و ضرباتها فبدأ يشعر باللذة من فعله هذا فاختار حصى ذو أحجام أكبر و بعد لحظات بدأ الطفلين يركضان بسرعه عندما اقتربا من أحد الأحياء السكنيه فركض خلفهم ويليام و هو يسرع بالضربات على رؤوسهم فابتعد أحد الطفلين عن الطريق ليتجه ناحية بيت كما يبدو أنه بيته بينما ظل الطفل الآخر يركض و رعبه بدأ يزداد بشكل واضح من حركاته العشوائية بالجري و الطفل الواقف على عتبة باب بيتهم يصرخ طالبا منه العوده و الاختباء معه و لكن الرعب قد تملك الطفل الذي لا يزال يجري مما شل تفكيره و ويليام يركض خلفه و هو يرمي الحصوات بقوة أكبر حتى بدأ يسمع صوت بكاء الطفل من الألم و الخوف و يتمم بكلمات غير مفهومه , استمر ويليام بالركض خلفه و الطفل كما يبدو لم يعد يعرف الى أين يركض و يتجه من شدة الرعب الذي تملكه حتى وصل الى طريق مسدود فالتفت سريعا ليحاول الخروج من الزقاق و يكمل هربه و لكن الآوان كان قد فات فلقد وقف ويليام أمام الطفل سادا له طريق الخروج فتراجع الطفل للخلف حتى التصق ظهره بالحائط و أخذ ويليام يضحك و بدأ برمي الحصوات عليه و الطفل يقوم بضم نفسه محاولا حماية جسده الصغير من الضربات المؤلمة و هو لا يكف عن البكاء و الدموع تنهال من عينيه الزرقاوتين بغزارة , استمر ويليام يرمي الطفل بالحصوات حتى فرغ كل ما عنده ثم توجه بعد ذلك ناحية الطفل و جمع قبضته و ضربها بقوة على خده مودعا اياه و خرج من الزقاق و هو يضحك و على وجهه علامات الارتياح و اللذة من هذا التعذيب بينما سقط الطفل على الأرض و هو متجدما من هول ما حدث له و أخذ يبكي و قد بلل ثيابه من الخوف بينما صوت بكائه يرن في أذن ويليام كأنغام موسيقية عذبة .
وصل ويليام الى منزله و قام بفتح الباب و اتجه ناحية السلم و ما أن وضع قدمه على أول عتبة حتى سمع صوت جدته و هي توجه كلامها له :
آيمي : الذي فعلته في مكتب " الدكتور جيمس " كان عملا فظا و ينم عن قلة حياء .
ويليام : أرجوكي لنأجل هذا الكلام الى العشاء فأنا الآن متعب و أريد الاسترخاء قليلا .
آيمي : لا لن أأجل الكلام و سوف أقوله الآن و ستسمعه رغما عنك .
ويليام : أرجوكي جدتي أنا متعب فعلا لنأجل الحديث من فضلك .
آيمي : تربط بيننا و بين " الدكتور جيمس " علاقة متينة و قديمه و هذا هو سبب صبره و تحمله معك و عليك أن تقدر هذا لأن لو كان طبيبا آخر لرماك من النافذه منذ أول جلسه فهو ليس مقصوبا أن يتحمل تصرفاتك الوقحه .
ويليام : هل انتهيتي الآن ؟
آيمي : أتعلم أن أعمال مكتبه تأخرت اليوم بسبب ما فعلته في مكتب " نادين " و ما فعلته معها هي نفسها , المسكينه لقد ورم قدمها و لهذا سوف تذهب غذا للمكتب و كشاب محترم تعتذر على ما بدر منك و الا سأدعهم يتصرفون معك كما يحلو لهم فلم أعد قادرة على تبرير تصرفاتك اللامبالية و الوقحه أماهم .
ويليام : أتعلمين جدتي .. معك حق لقد تجاوزت حدودي اليوم في المكتب و لم أكن متعمدا أن أسبب لـ"نادين" أي أذى , أظن أن الاعتذار و تقديم باقة أزهار جميله هو أقل ما يمكن عمله .
آيمي : شكرا على تفهمك السريع و الآن بامكانك الذهاب لغرفتك .
ويليام : أراك في المساء يا سيدتي الجميلة .
رجع ويليام بعض الخطوات للخلف ليقبل جدته ثم رجع لارتقاء خطوات السلم من جديد و ما أن وصل للطابق الأعلى حتى سمع صراخ جدته و هي تقول :
آيمي : أوووه لقد نسيت أن أخبرك أن اليوم المساء لن أكون متواجده في المنزل فخالتك " روز " سوف تأتي لاصطحابي معها لنذهب سويا لمنزل " آل بريدجز " فلقد تم خطوبة ابنتهم " سالي " و سنذهب للمباركة , و سيبقى معك " تيموثي " في المنزل لحين عودتنا .. أأمل أن لا تمانع !
ويليام : طبعا لا أمانع فليس لدي ما أقوم به الليلة بالاضافه أنا أعشق البقاء بصحبة " تيموثي " .
"روز" هي الخاله الصغرى لـ"ويليام" و لديها فقط طفلين .. "أنجلينا" و هي في السادسه من العمر و "تيموثي" و هو في الثانية .
دخل "ويليام" غرفته و هو يضحك و بدأ في التفكير ماذا سيضع في الأزهار التي سيقدمها غذا لـ"نادين" .. و لكنه أجل هذا التفكير ليوم غذ فاليوم عليه التفكير بما سيفعله مع الزائر الصغير .. ألقى ويليام بنفسه على السرير و أخذ يسرح فيما سيفعله مع "تيموثي" و هو مغمض العينين و بعض الابتسامات الخبيثة ترتسم على وجهه بين حين و آخر حتى غط في نوم عميق ليجد نفسه يصحى على صوت خالته "روز" في غرفته .
روز : مساء الخير يا ابن أختي الوسيم .
ويليام بتثاقل : مساء النور خالتي "روز" .
روز : أأمل أن لن يكون هنالك ازعاجا لك في العناية بـ "تيموثي" .
ويليام : لا لا اطلاقا بالعكس سيكون هذا من دواعي سروري فأنا أحب الأطفال و أحب الجلوس معهم بالأخص أبناء خالتي العزيزة .
روز : أقدر هذا لك , و الآن اذهب للحمام و اغسل وجهك و تعال للأسفل .
ويليام : حسنا امنحيني دقيقتين .
خرجت "روز" من الغرفه و قام "ويليام" بتغيير ثيابه بعد الذهاب للحمام و انعاش نفسه قليلا , نزل للأسف و معه قطعة حلوى أعطاها للصغير "تيموثي" بعدما طبع قبلة على جبينه و رافق جدته و خالته الى الباب و هم يلقنونه الأوامر و التعليمات و قبل الخروج همست له " آيمي" بأن يحسن التصرف مع ابن خالته و أن لا يرتكب أي حماقات .. خرجوا من المنزل و قام ويليام بمراقبتهم من النافذة القريبة من الباب حتى رآهم قد تلاشوا من ناظريه فالتفت للخلف بعدما أسدل الستار و رأى "تيموثي" مشغولا في الانهاء من الحلوى التي بين يديه , توجه "ويليام" و قد تغيرت ملامح وجهه من الابتسام و السرور الى الغضب و الحقد مع نظرات نارية , قام بسحب الحلوى بعنف من يدي ابن خالته فرفع "تيموثي" وجهه الصغير و قد فتح فمه من التعجب و عينيه الواسعتين كلها تساؤلات , أخذ "ويليام" الحلوى و وضعها في فمه و مسك وجه "تيموثي" بقوة رافعا اياها للأعلى و قرب وجهه من وجه ابن خالته و قال ..
ويليام : لتبدأ المتعة ... !
يـــــــــــتــــــــــبـــــــــــــع ,,,,
التعديل الأخير: