titanfall
Tarnished
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطالما كانت صناعة الألعاب متفردة و تمتلك مزايا لا يمكن أن يتم تقديمها في صناعات أخرى إطلاقا، أحد الأشياء في رأيي هو بناء العالم في الألعاب، تقديم العالم في الألعاب يختلف تماما عن أي وسط فني آخر، السبب الأساسي هو الوسط الفني نفسه، الألعاب تلعبها بينما تكون متفرج فقط على أي عمل من صناعة أخرى، راح أوضح رأيي و كيف هذا يفتح آفاق واسعة لمطور الألعاب و اللاعب معا و بشكل غير ممكن إطلاقا في أي صناعة أخرى..
- كل لاعب يشوف العالم بطريقة مختلفة!
في أي وسط فني آخر، الكل راح يمر بتجربة مشابهة، مو بمعنى أن كل واحد راح يكون له نفس وجهة النظر، لا، بل أقصد أن الكل راح يعيش نفس الأحداث و يشوف نفس إلي يشوفه غيره من الأشخاص إلي يطلعون على نفس العمل، سواءا رواية أو فلم أو مسلسل و الخ.. في الألعاب مو كل لاعب ممكن يشوف نفس الأشياء بالضرورة، ممكن يغيب عنه مناطق كاملة بما تحتوي من أحداث كثيرة و ينهي اللعبة، ممكن يغيب عنه مخلوقات كثيرة بدون ما يلمح أحد منها خلال تجربته في عالم اللعبة، لاعب آخر ممكن يشوف كل إلي غاب عن اللاعب الأول، ممكن يلمح حدث ما إكتشفه إلا قلة من اللاعبين، بل ممكن يكون أول من اكتشفه بالرغم من أن في لاعبين لعبوا نفس اللعبة لساعات أكثر، عوالم الألعاب تكون أحيانا مليئة بالمناطق السرية و الأحداث الموزعة في أماكن متفرقة، كثير من تفاصيل عالم اللعبة راح تبقى مجهولة لو ما حاولت تكتشفها، في وسط فني آخر لا يمكن أن تعرض تفاصيل لشخص تختلف عن التفاصيل إلي يشوفها شخص آخر، تختلف قوة استيعاب شخص لشخص آخر، لكن نفس المحتوى المعروض و بنفس الطريقة راح ينعرض على الجميع، ف هل ممكن أن يكون في مفتاح سري حتى تقرأ صفحة مخفية من رواية بحيث ما يقرأها إلا قلة من القراء؟ الجميع يقرأ نفس الصفحات و المختلف هو فقط استيعاب كل شخص لما يقرأ، لكن في الألعاب شبه مستحيل تتشابه تجربة لاعب للعبة مثل ويتشر 3 مع لاعب آخر.
- ما تحتاج تتصور أنك جزء من العالم، لأنك جزء من العالم بالفعل!
في الأعمال القصصية من الصناعات الأخرى، نلاحظ أن المؤلف أو المؤلفين يحاولون قدر الإمكان اعطائك شعور بأنك موجود في هذا العالم، خاصة في الروايات لأنها تعتمد على الكتابة بدون أي صور، ف حتى يكون العالم قابل للتصديق لدرجة تشعرك أنك جزء منه، نلاحظ أن الكاتب يضيف تفاصيل كثيرة جدا حتى لو كان بعضها غير ضروري في نظرك، حتى يخليك تتخيل العالم بالكامل بما أنك ما تقدر تشوفه، لكن كونك جزء من عالم الرواية هذا شيء في مخيلة القارئ فقط، ف كيف تكون جزء منه لما أنت ما تقدر تؤثر عليه أو تغير فيه أي شيء؟ الألعاب هي الانغماس الحقيقي في العوالم الخيالية، ممكن تقرر تدمير قرية أو انقاذها، ممكن تقتل وحش بطول مبنى و تقضي على وجوده تماما في عالم اللعبة، تصرفاتك تؤثر على الشخصيات و على شكل العالم، و الاهم طبعا هو أن لك حرية التجول في العالم و استكشافه كما تحب.
- ممكن تقديم قصص العالم بطرق لا تحصى!
في لعبة عالم مفتوح غالبا يوجد عدة طرق للتعرف على كل ما يحوي عالم اللعبة من قصص، و بإعتماد كلي على رغبات و قرارات اللاعب، ف ممكن تقود شخصية للموت لو كنت تكرهها و العكس صحيح لو كنت تحبها، أيضا غالبا أنت مو مجبر تعرف كل شيء عن الشخصية لو ما كنت مهتم فيها، تقدر ببساطة ما تسأل الشخصية عن تفاصيل أكثر، تقدر تختار نهاية القصة الرئيسية حتى، تقدر تختار مسار قصصي مختلف تماما يخليك تعيش أحداث مختلفة عن المسار الأول، تقدر تتعرف أكثر على عالم اللعبة و بأصغر التفاصيل إلي تتعلق بأراضيه و المخلوقات إلي تعيش فيه، القرى و الأعراق و الخ.. تقدر تقرأ كتب و مستندات تعطيك معلومات أكثر، تسأل شخصيات، و راح يتم مكافئتك بالمزيد من المعلومات لو نقبت أكثر، حتى في الأماكن الغير متوقعة، الألعاب أيضا تقدر تقدم قصص عالمها بعدة طرق مختلفة في نفس اللعبة، ممكن تقدم قصة بشكل رواية، أو مقاطع سينمائية، أو حتى بأسلوب قصصي صامت و غيرها من الأساليب القصصية.
- تقدر تصطحب لاعبين آخرين معك لإستكشاف نفس العالم و التأثير عليه في نفس الوقت!
أحد المزايا أيضا هي أن ممكن تكون بعيد جدا عن صاحبك، لكن تظل تقدر تعيش معه تجربة ممتعة تجمع بينكم في عالم واحد، و في نفس الوقت تتفاعلون مع نفس العالم و حتى تتواصلون مع بعض بالكتابة و الصوت، ممكن تقرر اللعب في منطقة بعيدة عنه و خوض تحديات بشكل فردي، لكن بما أن جميع اللاعبين يلعبون في عالم واحد ف ممكن تجتمعوا لتخطي تحدي آخر مثل معركة ضد زعيم و ما شابه لو احتجت مساعدته، هذي أحد أنواع التجارب إلي لا يمكن يتم نسخها في عمل من ميديا أخرى.
حاولت اقلل من عدد النقاط حتى ما يكون الموضوع أطول من اللازم، كل ميديا لها مزايا مختلفة في تقديم القصص و العوالم، و هنا بغيت أركز على صناعة الألعاب و كيف أنها صناعة مدهشة لمن يبحث عن فرصة للإنغماس في عالم خيالي/افتراضي و بطريقة لا يمكن أن يتم تقديمها في صناعة أخرى، و أتمنى تصوتوا في الاستطلاع فوق.
لطالما كانت صناعة الألعاب متفردة و تمتلك مزايا لا يمكن أن يتم تقديمها في صناعات أخرى إطلاقا، أحد الأشياء في رأيي هو بناء العالم في الألعاب، تقديم العالم في الألعاب يختلف تماما عن أي وسط فني آخر، السبب الأساسي هو الوسط الفني نفسه، الألعاب تلعبها بينما تكون متفرج فقط على أي عمل من صناعة أخرى، راح أوضح رأيي و كيف هذا يفتح آفاق واسعة لمطور الألعاب و اللاعب معا و بشكل غير ممكن إطلاقا في أي صناعة أخرى..
- كل لاعب يشوف العالم بطريقة مختلفة!
في أي وسط فني آخر، الكل راح يمر بتجربة مشابهة، مو بمعنى أن كل واحد راح يكون له نفس وجهة النظر، لا، بل أقصد أن الكل راح يعيش نفس الأحداث و يشوف نفس إلي يشوفه غيره من الأشخاص إلي يطلعون على نفس العمل، سواءا رواية أو فلم أو مسلسل و الخ.. في الألعاب مو كل لاعب ممكن يشوف نفس الأشياء بالضرورة، ممكن يغيب عنه مناطق كاملة بما تحتوي من أحداث كثيرة و ينهي اللعبة، ممكن يغيب عنه مخلوقات كثيرة بدون ما يلمح أحد منها خلال تجربته في عالم اللعبة، لاعب آخر ممكن يشوف كل إلي غاب عن اللاعب الأول، ممكن يلمح حدث ما إكتشفه إلا قلة من اللاعبين، بل ممكن يكون أول من اكتشفه بالرغم من أن في لاعبين لعبوا نفس اللعبة لساعات أكثر، عوالم الألعاب تكون أحيانا مليئة بالمناطق السرية و الأحداث الموزعة في أماكن متفرقة، كثير من تفاصيل عالم اللعبة راح تبقى مجهولة لو ما حاولت تكتشفها، في وسط فني آخر لا يمكن أن تعرض تفاصيل لشخص تختلف عن التفاصيل إلي يشوفها شخص آخر، تختلف قوة استيعاب شخص لشخص آخر، لكن نفس المحتوى المعروض و بنفس الطريقة راح ينعرض على الجميع، ف هل ممكن أن يكون في مفتاح سري حتى تقرأ صفحة مخفية من رواية بحيث ما يقرأها إلا قلة من القراء؟ الجميع يقرأ نفس الصفحات و المختلف هو فقط استيعاب كل شخص لما يقرأ، لكن في الألعاب شبه مستحيل تتشابه تجربة لاعب للعبة مثل ويتشر 3 مع لاعب آخر.
- ما تحتاج تتصور أنك جزء من العالم، لأنك جزء من العالم بالفعل!
في الأعمال القصصية من الصناعات الأخرى، نلاحظ أن المؤلف أو المؤلفين يحاولون قدر الإمكان اعطائك شعور بأنك موجود في هذا العالم، خاصة في الروايات لأنها تعتمد على الكتابة بدون أي صور، ف حتى يكون العالم قابل للتصديق لدرجة تشعرك أنك جزء منه، نلاحظ أن الكاتب يضيف تفاصيل كثيرة جدا حتى لو كان بعضها غير ضروري في نظرك، حتى يخليك تتخيل العالم بالكامل بما أنك ما تقدر تشوفه، لكن كونك جزء من عالم الرواية هذا شيء في مخيلة القارئ فقط، ف كيف تكون جزء منه لما أنت ما تقدر تؤثر عليه أو تغير فيه أي شيء؟ الألعاب هي الانغماس الحقيقي في العوالم الخيالية، ممكن تقرر تدمير قرية أو انقاذها، ممكن تقتل وحش بطول مبنى و تقضي على وجوده تماما في عالم اللعبة، تصرفاتك تؤثر على الشخصيات و على شكل العالم، و الاهم طبعا هو أن لك حرية التجول في العالم و استكشافه كما تحب.
- ممكن تقديم قصص العالم بطرق لا تحصى!
في لعبة عالم مفتوح غالبا يوجد عدة طرق للتعرف على كل ما يحوي عالم اللعبة من قصص، و بإعتماد كلي على رغبات و قرارات اللاعب، ف ممكن تقود شخصية للموت لو كنت تكرهها و العكس صحيح لو كنت تحبها، أيضا غالبا أنت مو مجبر تعرف كل شيء عن الشخصية لو ما كنت مهتم فيها، تقدر ببساطة ما تسأل الشخصية عن تفاصيل أكثر، تقدر تختار نهاية القصة الرئيسية حتى، تقدر تختار مسار قصصي مختلف تماما يخليك تعيش أحداث مختلفة عن المسار الأول، تقدر تتعرف أكثر على عالم اللعبة و بأصغر التفاصيل إلي تتعلق بأراضيه و المخلوقات إلي تعيش فيه، القرى و الأعراق و الخ.. تقدر تقرأ كتب و مستندات تعطيك معلومات أكثر، تسأل شخصيات، و راح يتم مكافئتك بالمزيد من المعلومات لو نقبت أكثر، حتى في الأماكن الغير متوقعة، الألعاب أيضا تقدر تقدم قصص عالمها بعدة طرق مختلفة في نفس اللعبة، ممكن تقدم قصة بشكل رواية، أو مقاطع سينمائية، أو حتى بأسلوب قصصي صامت و غيرها من الأساليب القصصية.
- تقدر تصطحب لاعبين آخرين معك لإستكشاف نفس العالم و التأثير عليه في نفس الوقت!
أحد المزايا أيضا هي أن ممكن تكون بعيد جدا عن صاحبك، لكن تظل تقدر تعيش معه تجربة ممتعة تجمع بينكم في عالم واحد، و في نفس الوقت تتفاعلون مع نفس العالم و حتى تتواصلون مع بعض بالكتابة و الصوت، ممكن تقرر اللعب في منطقة بعيدة عنه و خوض تحديات بشكل فردي، لكن بما أن جميع اللاعبين يلعبون في عالم واحد ف ممكن تجتمعوا لتخطي تحدي آخر مثل معركة ضد زعيم و ما شابه لو احتجت مساعدته، هذي أحد أنواع التجارب إلي لا يمكن يتم نسخها في عمل من ميديا أخرى.
حاولت اقلل من عدد النقاط حتى ما يكون الموضوع أطول من اللازم، كل ميديا لها مزايا مختلفة في تقديم القصص و العوالم، و هنا بغيت أركز على صناعة الألعاب و كيف أنها صناعة مدهشة لمن يبحث عن فرصة للإنغماس في عالم خيالي/افتراضي و بطريقة لا يمكن أن يتم تقديمها في صناعة أخرى، و أتمنى تصوتوا في الاستطلاع فوق.
التعديل الأخير: