Quarrel
Hardcore Gamer
تنبيه : هذا المقال ليس موجهاً لمن يأخذ السينما بقليل من الجدية، ولا لمن لا يرتاح لقراءة شيء فيه بعض العمق.
السلام عليكم
لا أدري إن كان يسعني المجال للحديث حديثاً قيمياً عن الأبعاد المؤثرة في تشكل الذوق الشعبي ، ولا عن تفسير تحولاته المعاصرة إلى هذه الظاهرة المارفلية التي هي ربما أسوأ على صحة الصناعة السينمائية منها على ذوق المستهلك الشائع -وهي لاشك عندي أنها مضرّة به غاية الضرر- خلا أنّي أريد الحديث عن نقطة بسيطة أنّه هل يُمكننا أن نقرِّب قليلاً معيار الجودة الذي يبدو منسياً للغاية في هذا الزمان الذي انتصرت فيه القوّة الدعائية على كل معيار آخر للحكم على الأشياء ؟
لا يُنكرُ أحدٌ أهمّية الفنّ الذي نستهلكه في تشكيل حياتنا وفكرنا وشخصياتنا ، وحتّى نوعية الترفيه الذي نستخدمه ، لستُ أنكر أن السينما دوماً وأبداً مليئة بالتجاري والرخيص والتافه والغبي من الأفلام ذات النجاح الهائل ، لكني أتذكر تنوّعاً أكبر على الأقل ، والإبداع لا يخرج إلا من رحم التنوع ، أما اليوم ونحن ندخل في زمن الهيمنة المونوبولية لمارفل على السينما ، بهذا النوع من الإنتاج الذي هو تعريف الرتابة ، بشخصيات أعيدت كتابتها أكثر مما أعيدت كتابة مقررات التربية الوطنية في المدارس وبلا زيادة تُذكر ، فما أشد وجمي من هذا المصير .
وشكراً .
السلام عليكم
كنتُ في زمن غابِر لم تعد تحيط به الذاكرة أحتفظ بشيء يُشبه قائمة أفضل عشرة أفلام بالنسبة لي ، ولكن عبثَ الأيام بها وكثرة تقلّبها وتبدلها أيأسني من متابعة تحديثها بُغية إعطائها للمنتصحين ، بيدَ أني لا أزال أذكُرُ أياماً خَلَت من غُرّة الألفينات كان السائل فيها عن أفلامٍ يُجاب إجابة مرْضيّة ، وتُذكَر له أفلامٌ من قبيل : The Usual suspects و American Beauty و Gladiator و the sixth sense وغيرها مما كان شائعاً ومُحبباً للمين ستريم في ذلك الوقت ، وهِي أفلامٌ - وإن لم تكن أفضَل ما أُنتِج من أفلام- إلا أنها تُنبِئ عن ذوق مين ستريمي جيد ، خصوصاً إذا ما قارنّاه بما يعكسه الذوق الحاضر !
لا أدري إن كان يسعني المجال للحديث حديثاً قيمياً عن الأبعاد المؤثرة في تشكل الذوق الشعبي ، ولا عن تفسير تحولاته المعاصرة إلى هذه الظاهرة المارفلية التي هي ربما أسوأ على صحة الصناعة السينمائية منها على ذوق المستهلك الشائع -وهي لاشك عندي أنها مضرّة به غاية الضرر- خلا أنّي أريد الحديث عن نقطة بسيطة أنّه هل يُمكننا أن نقرِّب قليلاً معيار الجودة الذي يبدو منسياً للغاية في هذا الزمان الذي انتصرت فيه القوّة الدعائية على كل معيار آخر للحكم على الأشياء ؟
لعلّ قائلاً أن يقول : إن الغاية من هذه الأفلام لهي الترفيه ، وإنك يا هذا لمتعنّت في المتعة البسيطة واللذة الفارغة فهلّا استمتعت بها واكتفيت ! ولستُ أقول خلاف هذا ولكني أطلب الإجادة في الترفيه ، والذوق في الإمتاع ، والحذاقة في الصناعة ، والاجتهاد في العمل . فإن الإخلال بهذه المعايير هو لاشك مذمّة على الصانع ، أمّا تصيير هذا ذوقاً شائعاً وعُرفاً عامّا فهو جريمَة بحق الذوق والمتذوق ! تُفسدُه فيُنكر الحُسن ويستحسن المُنكر ! كما هو فعل جستن بيبر بالذوق الموسيقي وفورت نايت بالألعاب.
لا يُنكرُ أحدٌ أهمّية الفنّ الذي نستهلكه في تشكيل حياتنا وفكرنا وشخصياتنا ، وحتّى نوعية الترفيه الذي نستخدمه ، لستُ أنكر أن السينما دوماً وأبداً مليئة بالتجاري والرخيص والتافه والغبي من الأفلام ذات النجاح الهائل ، لكني أتذكر تنوّعاً أكبر على الأقل ، والإبداع لا يخرج إلا من رحم التنوع ، أما اليوم ونحن ندخل في زمن الهيمنة المونوبولية لمارفل على السينما ، بهذا النوع من الإنتاج الذي هو تعريف الرتابة ، بشخصيات أعيدت كتابتها أكثر مما أعيدت كتابة مقررات التربية الوطنية في المدارس وبلا زيادة تُذكر ، فما أشد وجمي من هذا المصير .
إن المُتعة الأكبر هي في الترفيه ذي المعنى ، والفنّ ذي القيمة ، والمُثُل ذات الحكمة ، التي نخرج منها أعلم بأنفسنا وأقرب لإنسانيتنا ، وإذا مللتَ من أفلام البلوك بوستر المصنوعة بالمؤثرات الكمبيوترية السكريبتات المعاد تدويرها والنكات المكررة كأطوار الزومبي في الألعاب هذه الأيام فأقترح أن تُحرر نفسك من ربقة السينما الأمريكية إلى المجال الرحب الواسع للسينما العالمية وستجد ذاك الشعور المنبهر المندهش الذي افتقدَّته منذ بدايات تعرفك على عالم السينما الساحر .
وشكراً .