Sam.
fire walk with me
هذيان بطل
منتصف الليل .. صوت خطوات واثقة يتردد صداه على سطح ناطحة سحاب .. يختلط بصوت دقات الساعة العملاقة المثبته أعلاها والمطلة على المدينة ..
يستقر البطل واقفا بثبات على قمة الساعة .. تشتد الرياح وتتطاير عباءته .. الثانية عشر .. تدق الساعة .. يقفز البطل ..
يدوي الهدير .. يهبط بعنف فتهتز المدينة بأكملها ..
عندها كان اللصوص والقتلة وكل انواع المجرمين يتجمدون في أماكنهم ثم ينقض البطل كالصاعقة ليحصدهم ويعيد الامان للمدينة ..
ورغم ان القصة رواها احد المشردين ولم تذكر في اي سجلات الا انها استمرت بالانتشار لعقود طويلة ..
.
عبر الشاشات وفي كل مكان كان يُبث مشهد لحريق عنيف يلتهم مبنى ضخم مكون من طابقين يقع على اطراف المدينة ومذيعة ببشرة بنفسجية تقف على مقربة من الحريق وتثرثر بغضب واستنكار وقلق ورعب واستياء , ثم وللون بشرتها العجيب خمنت انها فضائية والحريق على كوكب اخر بعيد عن الارض ..
ولو اختصرت ما فعلت فقد اجهدت نفسها في محاولة العبور من خلف الشريط الاصفر سعيا لنقل صورة اوضح لما يحدث إلا ان رجال الامن منعوها متعللين بخطورة المكان وسريته اذ كان المبنى يخص جهة ما سرية تابعة للجيش , ثم هي ظلت تعترض كونها مواطنة جيدة وتدفع ضرائب ومن حق من يدفعها ان يقترب من المباني التي تحترق ولا يمنعه احد ....... و .......
.
في الصباح يستيقظ رجل ببشرة بنفسجية يضع يده على بطنه ويتلوى من الألم ..
في العادة كان ليبدو مجرد رجل مصاب ببعض البرد لكن الرجل رغم آلامه كانت ابتسامةً فخورةً ترتسمُ على وجهه ..
كان تقريبا وبحسب ذكرياته قد عاد للتو من مهمة انقاذ خارج الكوكب وبعد نجاحه في مهمته التي لا يتذكر تفاصيلها بشكل جيد انفجرت سفينته فور وصوله لكوكبه , ثم ولأنه بطل نجى من الانفجار الذي يتذكره جيدا اكثر من اللازم .. ثم هو مقتنع ان آلام بطنه سببها الحريق داخل سفينة الفضاء ..
عموما حياته يمكن تلخيصها في انه بطل خارق يحمي مدينته ثم اشتهر لحتى اصبح يحمي الكوكب كله ثم اصبحت الكواكب الاخرى تطلب مساعدته ثم لأنه ببشرة بنفسجية هو الاخر فمحتمل ان احداث القصة كلها تدور في كوكب اصحاب البشرة البنفسجية هذا ..
ولأني كما هو واضح مجرد راوية لقصة وصلتني بطرق سرية معقدة فمفترض ممن يقرأ ألا يعتمد على ما أكتبه وأن يبذل ما في وسعه ليصل الى ما قد تعنيه تلك الاحداث ..
وعلى أي حال فبطلنا الآن كأي بطل في الصباح لابد وأن يتأقلم مع دوره كرجل عادي امام العامة ..
بدل ملابسه وخرج متوجها لعمله .. تعالى صوت ارتطام عنيف .. شعر بالشارع كله يهتز .. حلقت الطيور مبتعدة وركض قط صغير مختبئا اسفل سيارة ..
احس البطل بشيء مخيف يحدث لكنه تمالك نفسه لحتى يتقن دوره كرجل عادي ثم اكمل سيره ..
سار قليلا مفكرًا أن لا شيء في العالم أجمل من السير , هكذا شعر ونسمات باردة تضرب وجهه برفق بينما قطرات رقيقة من المطر تتساقط على الطريق .. تصطدم ببركة صغيرة .. طفل على دراجته يفقد توازنه .. يسقط امام امرأة عجوز جالسة تنتظر احدهم .. تنهض لتحاول مساعدته .. طفل اخر يركض وتتبعه طفلة اخرى تصرخ به ليعيد لها الشيء الذي اخذه منها .. أم تجر عربة طفلها تنحرف العربة بعدما احتكت بشق على الطريق .. يبدأ الطفل في الصراخ وتحاول هي تهدئته ..
يكمل البطل سيره .. يمر بمبنى احمر اللون بشكل يتعارض مع كل المباني البيضاء من حوله .. مبنى غريب على الاغلب مهجور .. كان يشعر بنفسه يوما ما يقتحمه ويكتشف علماء مخابيل يطورون اشياء مخبولة على وشك ان تدمر العالم
ثم في الاخير سيحرق المبنى بمن فيه لينقذ العالم . .
توقف عن التفكير بعدما وصل لمقر عمله .. اما عمله الذي يستمر لحتى الغروب فكان كشيء مثل ترتيب اوراق لا يعرف من اين تأتي ثم يختمها ويضعها في ملفات ليأتي من يأخذها ولا يعرف لأين يذهب بها .. وبعد عمليات تبادل الاوراق اللانهائية وعند الغروب انتهى دوامه ..
يسير البطل عائدا الى بيته .. ينعطف لأحد المطاعم .. ينتهي من الاكل ويكمل سيره بعدما غربت الشمس ..
امرأة تصرخ لأن لصا سرق حقيبتها وركض بعيدا .. بلا تفكير انطلق البطل خلفه .. ثواني وتوقف البطل يلهث بشدة ..
ارتجف هلعا بعد شعوره بشيء ما على غير ما يرام في جسده .. في العادة يتذكر انه وبخطوة واحدة كان بمقدوره الامساك باللص .. أخذ يقنع نفسه ان الحريق هو السبب ويحتاج فقط لبعض الراحة ويعود جسده كالسابق ..
وصل اخيرا للبيت .. فعل الاشياء التي يفعلها اي شخص يقيم بمفرده ونام بعدها لينتهي يومه اخيرا ..
.
في احد الاوراق تقرير طويل من الممل نقله كما جاء توفيرا لجهدي وحرصا مني على وقت من يقرأ واما خلاصته فكانت عن اختفاء عالم مخبول كان يعمل في المنشأة التابعة للجيش , وبعد الحريق لم يُعثر عليه ولا على جثته والتقرير يتكلم في اغلبه عن احتمالية ان العالم المجنون جاسوس يعمل لحساب كوكب معادِ , ونهايته تروي سيرة ذاتية للعالم ولا داعي للكتابة عنها اذ كلها اسماء فضائية معقدة عن اسم عائلته ومدرسته وجامعته وزوجته و ..... و ....
.
نوبات الألم رعب يصعب على الناس العادية ان تفهمه , عندما لا تدري متى تبدأ النوبة التالية .. كم من الوقت ستتحمل لتتخلى عن كبريائك وتتوسل طلبا للمساعدة التي غالبا لا تأتي ..
وكانت الفتاة البنفسجية وهي نوعا ما فتاة بنفسجية تعيش على ذات الكوكب ..... وما يعنينا انها كانت مع تجاربها المذهلة للمستشفيات حول العالم قد تعلمت الدرس بقسوة .. لا يمكنها ان تهزم الالم .. مهما تحاملت على نفسها .. مهما حاولت ان تحتفظ بكبريائها .. في الاخير ستضعف .. ستتوسل لأي كان ليساعدها رغم يقينها بأن لا احد بامكانه التخفيف عنها ومؤخرا ادركت ان لا جدوى وان مصيرها لن يتغير مهما تمسكت بالأمل. .. فليحدث ما يحدث فلم تعد تخشى الموت ..
في السابق كانت لا تدري سر تلك الدموع الساخنة التي تبلل خديها بعدما تنتهي نوبة الألم .. مع الوقت ادركت انها دموع كبريائها المحطم .. دموع تتوسل للألم .. ترجوه ببؤس ..
ارجوك ايها الالم لا تأتيني امام الشخص الوحيد الذي لن اتحمل الحياة للحظة لو نظر نحوي بشفقة ..
عموما ماتت الفتاة البنفسجية بعد اسابيع قليلة من يأسها , وقبل موتها اكاد اجزم انها ولسبب ما قد تسببت بكارثة فكنت مضطرةً لوصف حالتها في أيامها الاخيرة قبل ان اروي ما حدث ..
.
في الصباح التالي استيقظ البطل ..
كان يشعر بألم شديد في بطنه .. في العادة كان ليبدو مجرد شخص مصاب بالبرد لكن الرجل رغم الامه كانت .........
... احاول ألا اكون مملة لكن ما حدث معه في الصباح السابق ظل يتكرر لاربعة عشر يومًا بكل ما فيها من تفاصيل ..
يخرج من البيت .. صوت الارتطام .. الطيور تبتعد .. القط يختبئ .. الطفل يسقط من على دراجته .. العجوز .. الطفلان .. الأم وطفلها .. المبنى الاحمر الغريب .. العمل .. المطعم ... لص الحقيبة .... و ...
المدهش ان المشهد أمامه في الصباح ممتلئ بالتفاصيل التي تتكرر يوميا ثم هو قد احتاج لعشرة أيام حتى انتبه ان شيئا غريبًا يحدث من حوله ..
ولنتركه يستمتع بتلك الايام الهادئة لأن كوكب اصحاب البشرة البنفسجية كان يعيش لحظاته الاخيرة قبل الكارثة ..
.
يروي احد المشردين انه اثناء تجفيف غسيله على سطح احدى ناطحات السحاب وبينما ينتظرها تجف ويشرب الشاي فوجئ بسفينة عملاقة تغطي الافق وملايين من رجال ببشرة زرقاء يهبطون من السماء بمظلات ....
وما رواه المشرد ان كوكب اصحاب البشرة البنفسجية قد تعرض لغزو من اصحاب البشرة الزرقاء , وخلال ساعات استسلم الكوكب ثم بعد ايام كان الكوكب قد تحول لمصيف يزوره اصحاب البشرة الزرقاء للترفيه عن انفسهم ..
ثم نُظمت العلاقة بين البنفسجي والازرق بطريقة ملخصها مصلحة الازرق مقدمة على مصلحة البنفسجي .. وطاعة اوامر اي ازرق واجبة على اي بنفسجي , وباستثناء هذا يسمح لاصحاب البشرة البنفسجية إكمال حياتهم كما اعتادوا ..
وبسرعة غير عادية وخلال اسبوع واحد تشكل اتحاد انقاذ الكوكب البنفسجي وقرروا طرد الغزاة الزرق في عملية تحت اسم القمر المكتمل حددوا موعدها كما هو واضح ليلة اكتمال القمر ..
ورغم ان السجلات الرسمية لم تذكر شيئا عن اتحاد انقاذ البنفسجيين هذا إلا ان سكان الكوكب البنفسجي ظلوا لسنوات وسنوات يحتفلون بذكرى تأسيس الاتحاد ..
.
الغريب وبينما ابحث بين الاوراق ومن بين السجلات القليلة التي دونت في تلك الفترة , استولت على انتباهي حادثة غريبة عن كويكب ضخم اصطدم بالغلاف الجوي للكوكب البنفسجي ثم تناثرت ملايين من اجزائه على مسافات شاسعة في كل انحاء الكوكب مسببةً كارثةً عظيمة امتد اثرها لمئات السنين ....
.
بعدما انتبه البطل اخيرا انه عالق في يوم مستمر يتكرر بلا نهاية كلما استيقظ من نومه بدأ يفكر في حل يعيده لحياته العادية ..
كالعادة واختصارًا لمحاولاته بدأ بإجراء حوارات مع الناس حوله حتى تأكد انهم عاديون ..
قرر بعدها عدم النوم ففوجئ ان الصباح التالي قد حوى تفاصيل مختلفة الا انه وحين استسلم للنوم استيقظ في ذات الصباح ليتكرر يومه مجددا .. جرب السفر لمدينة اخرى ثم حين غلبه النعاس استيقظ من جديد في بيته ليبدأ التكرار الابدي ليومه ..
اخيرا هم بفعل الشيء الواضح جدا من البداية وهو ان يقتحم المبنى الاحمر الغريب والمختلف عن كل المباني حوله ..
عموما وبما انه بطل معوق او يعاني ازمة مؤقتة فلا داعي لأروي كيف كان صعبا عليه ان يتسلق الاسوار ويدور حول المبنى ليبحث عن باب او نافذة تصلح للكسر فيدخل عبرها ..
في النهاية اقتحم المبنى وحين تأمل المكان بالداخل بدا وكأن ذكرى رهيبة قد عبرت امام عقله .. يتذكر الالم .. يتذكر الصوت الهادئ العميق : أنت بطل ..
يركض .. يصعد الدرج يتعرقل ثم ينهض ويكمل ركضه يتوجه الى الغرفة الوحيدة في الاعلى .. يدفع الباب بعنف .. وفي الداخل صعقه المشهد ليتجمد في مكانه ..
ولو حاولت وصف المشهد الذي صعقه فقد رأى غرفة مظلمة وظل لرجل يقف بجوار فتاة على كرسي متحرك ..
يلتمع ضوء البرق عبر الزجاج ثم للحظات تتضح ملامحهم ..
عجوز بنظرة شيطانية مرعبة وأعلى رأسه قبعة غريبة على شكل جمجمة .. وعلى الكرسي فتاة بشعر كثيف يمتد ليصل الى الارض ..
.
من بين الاوراق عثرت على شهادة واحدة من اصدقاء الفتاة البنفسجية تروي فيها تفاصيل زيارتها الاخيرة لها في المشفى قبل وفاتها بساعات قليلة ..
وفي شهادتها لم تشعر ان صديقتها نفس الفتاة التي كانت تعرفها ..
صوتها .. نظراتها المخيفة .. ابتسامتها الساخرة من لا شيء .. شعرها الذي استطال اكثر من اللازم .. ثم الاضواء التي كانت تنطفئ وتشتعل من تلقاء نفسها .. وفي النهاية تؤكد انها رأت النافذة في الغرفة يتحرك مزلاجها وتنفتح من تلقاء نفسها ..
ثم ختمت شهادتها انها لم تتحمل هذا الجنون وغادرت بسرعة من دون ان تودعها وصوت ضحكة مخيفة يتردد في اذنها ..
.
وفي رواية لم تؤكدها أي سجلات رسمية , يدعي احد المشردين بأنه التقى مع العالم الهارب منذ حادثة احتراق المنشأة التابعة للجيش .. وكانت روايته المقتضبه ان العالم كان يعرف انهم لن يتركوه وسيتخلصون منه , ثم كان يردد ليس من مصلحة احد تركه على قيد الحياة وان نهايته اقتربت ..
وبعدما استمر يرثي نفسه , بدأ يثرثر بحماسة عن تجربته الناجحة التي استطاع فيها القيام بعملية غسيل دماغ حقيقية تستمر للأبد , مكنته من استبدال ذكريات رجل عادي بذكريات رجل خارق , ويصف كيف استمرت التجربة لعام كامل كان يضع الرجل تحت تأثير عقاقير وعمليات تنويم جعلته في حالة بين الوعي واللاوعي لمدة سنة , زرع خلالها ذكريات بطل خارق وصنع له احداثا لبطولات معقدة التفاصيل ..
ومشروع التجرية في الاساس كان الغرض منه البحث في امكانية تغيير قناعات البشر بشكل اجباري بعدها كان من المفترض ان يتم اختطاف عينات من سكان الكواكب الاخرى المعادية وتحويلهم لجواسيس بعد زراعة ذكريات وهمية تقنعهم بانتمائهم للكوكب البنفسجي ..
عموما يكمل العالم المخبول ان كل شيء كان يسير على ما يرام الى ان تسبب عالم اخر اشتهر بلقب عالم الجمجمة بسبب قبعة الجمجمة التي يضعها على رأسه بافساد كل شيء ..
كان مخبولا اقنع المسئولين باختطاف فتاة مريضة واصر على انها الوحيدة على الكوكب التي تصلح لتجربته ..
لم يفهم احد كيف استطاع اقناع المسئولين بطلبه ولا كيف اقنعهم بتخصيص نصف ميزانية المنشأة لأجل بحثه ولا نوعية التجارب التي يجريها على الفتاة ..
بعدها يحكي العالم كيف قرر الجيش فجأة دون سابق انذار تدمير المنشأة بمن فيها واعتبار كل العاملين بها اعداء للكوكب يجب التخلص منهم .. ثم اثناء هروب العالم اكتشف ان الجيش كان قد جن جنونه بعدما عرض مؤسسوا المنشأة النتائج لتجارب عالم الجمجمة للدرجة التي قرر فيها انهاء كل شيء الى الابد واعتبروا تجاربه تهدد الحياة على الكوكب بأكمله ..
.
كان البطل الان قد خرج من حلقة اليوم المفرغة التي استمر عالقا بها ..كيف خرج ؟ محتمل حدث شيء بينه وبين عالم الجمجمة في المشهد الأخير لاقتحامه المبنى الأحمر , ثم لسوء الحظ لم يدونه احد ..
عموما خرج ليتفاجئ بشعب البشرة الزرقاء وقد سيطر على كوكبه .. ظل يلوم نفسه معتقدا ان اختفاءة وتركه للكوكب بلا حماية قد تسبب في تلك الكارثة , لكنه هنا اخيرا وقد اختار ليلة اكتمال القمر بالذات ليبدأ عملية دحر الغزاة ..
.
منتصف الليل .. القمر المكتمل يتوهج من خلف الغيوم ..
صوت خطوات البطل المتعرقلة يتردد صداه على سطح ناطحة سحاب .. يختلط بصوت دقات الساعة العملاقة المثبته أعلاها والمطلة على المدينة ..
بالكاد يستقر البطل على قمة الساعة ويتشبث بها .. تشتد الرياح يصر على اسنانه ويحاول بصعوبة موازنة نفسه ..
الثانية عشر .. ترتجف قدمه .. تدق الساعة .. يستعيد ذكرياته وقتما كان يققز فتهتز المدينة بأكملها ويتجمد اللصوص من الخوف ..
رياح عنيفة تصدمه فتخرجه من ذكرياته .. يتردد البطل ..
يشعر بالدوار كأنما لم يعتد قط على المرتفعات .. تعاود الرياح الهبوب .. تنزلق قدمه .. يفشل في كتم صرخته .. ثم وبعنف يسقط الى الاسفل ..
.
في رواية شائعة لدى سكان الأزقة ان يوم تحرير الكوكب البنفسجي كادت عملية القمر المكتمل التي نفذها اتحاد البنفسجيين تفشل والسبب ان موكب قيادات الكوكب الازرق غير طريقه مصادفة ليتفادى الفخ الذي نصبه البنفسجيون ..
وبعدما قرر اتحاد انقاذ الكوكب تأجيل العملية حدثت جلبة عنيفة وانتشر خبر مقتل قائد جيوش الكوكب الازرق
مما اعطى اتحاد انقاذ البنفسجيين زمام المبادرة وبدأوا هجومهم المعاكس الذي انتهى بانقاذ كوكبهم وطرد الشعب الازرق ..
اما كيف انقلبت الموازين فالقصة كما يرويها المشردون ان بطلا خارقا قد صعد بشجاعة لقمة احدى ناطحات السحاب
ثم قفز كالسهم مهاجما قائد الزرق مضحيا بحياته ليقضي عليه وينقذ كوكبه .. وليومنا هذا ينسب العامة على الكوكب الازرق فضل تحرير كوكبهم لذلك البطل المجهول .. غير ان السجلات الرسمية للكوكب لم تذكره قط لا هو ولا اتحاد الإنقاذ ذاك ..
.
يروي احد المشردين وكان قد قرر يمضي ليلته ويبيت على سطح احدى المستشفيات ان الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا حينما استيقظ على صوت خطوات ثقيلة لفتاة بنفسجية تسير بصعوبة .. تدفع جسدها لليمين ثم لليسار في محاولة شاقة لتجبر جسدها على الحركة .. تسير بتثاقل .. تضحك بجنون كساحرة تتقدم لمحرقتها ..
بدا المشهد كعرض مسرحي والفتاة ترثي نفسها بكلمات يائسة عن الموت والحياة .. نعت نفسها .. لعنت الحياة .. سخرت من أبطالها فما نفعهم لو أنقذوا العالم وعجزوا غن اتقاذها هي ...
ضحكت ثم تمادت في الضحك .. تساءلت متعجبة عن جدوى هذا العالم من دونها ؟ أيستحق أن يبقى من بعدها ؟ عاودت ضحكاتها المجنونة وامتلئ قلب المشرد رعبا وهو يراقبها ..
استمرت بسيرها .. تقدمت خطوات تجاه الحافة .. بدأت سماء الليل تصطبغ بلون احمر مخيف .. صعدت على الحافة وهي وصدى ضحكاتها يدوي من حولها .. تشتد الرياح فيتطاير شعرها فارع الطول ويهتز كعباءة بطل خارق ..
تضحك اكثر واكثر وتزداد السماء احمرارا .. تفرد زراعيها .. كتلة من اللهب العملاق تشق السماء وتغطي الافق ..
صوت انفجار عظيم .. تضحك الفتاة اكثر .. تتناثر ملايين الكتل الحارقة وتهوي من السماء حولها .. اصوات اختراقها الغلاف الجوي يحجب ضحكاتها .. تهتز مع الرياح .. تهوي من الاعلى وصدى ضحكاتها يخفت ليتلاشى مع العالم ..
فيما بعد ذكرت سجلات المشفى ان الفتاة البنفسجية ماتت على سريرها في ليلة كارثة اصطدام الكويكب بالغلاف الجوي ..
التعديل الأخير: