تاريخ العرض والنهاية: من 2 يناير 2002 إلى 9 مارش 2008
القناة: HBO
المبدع خلفه: David Simon
عدد المواسم: 5 مواسم
نسخة الوضوح العالي (HD) والأبعاد 4:3، هناك قصة تُحكى!
عند البدء يجب أن نذكر نقطة معينة هنا، المسلسل عرض في 2002 وكان من الممكن أن تكون النسخة من البداية بعرض 16:9 لكن القصة تبدأ من نظرة David Simon الفنية للعمل، نعم الهدف من 4:3 كان من أجل خلق واقعية مطلقة مع توجه المسلسل المغرق في الواقعية، تصوير مدينة بالتيمور بهذه الأبعاد كان مهمة مجازفة وأيضًا أعطيت حرية كاملة لفريق العمل الأبداعي لخلق نظرته الفنية هنا. لكن هذا الأمر أصبح مكان إعادة نظر، تقدمت HBO من أجل صنع نسخة محسنة للمسلسل، David Simon كان معارض لهذا الأمر في البداية لكن في النهاية توصل مع HBO إلى نقطة التقاء ومشاركته شخصيًا لإنتاج هذه النسخة، بالطبع مع تفاؤله حول النسخة إلا أنه يبدي ميوله نحو النسخة الأصلية 4:3. نسخة الوضوح العالي صدرت في ديسمبر الفائت ونسخة البلوراي سوف تصدر في صيف هذا العام.
دردشة خفيفة عن المسلسل
في علم الأجتماع وفي السياسة يخرج رأي عن دراسة العصابات المنظمة يقول؛ أن دراسة هذه الجماعات طريقة ممتازة لمعرفة كيفية نشأة الدول والجماعات! الموضوع يبدو من الوهلة الأولى غير مستساغ لكن بنظرة بسيطة على تاريخ أمريكا مثلًا سنلاحظ أن هذا الأسقاط يشكل مقاربة لفهم السلوك الحاصل في تشكل الجماعة الأمريكية الأولى من الأسبان وغيرهم من القوميات. تحزبات، تنظيم، عنف، والمصلحة تبرر الوسيلة.
هذا المدخل هو بوابة لفهم مجتمع بالتيمور بكافة تعقيداته ولأن المسلسل يغوص في الجريمة المنطمة لعصابات (السود) فهذه تجعل منه مادة ثقافية ضخمة قابلة للدراسة والبحث المنطقي والموضوعي كذلك! نعم المسلسل منذ البداية خلق نواة واقعية بأسس منطقية لا تهدف لخلق إثارة معتادة للعمل الدرامي التشويقي، لا بل نشاهد هيكلة عجيبة للقضايا وتحركات المجتمع وطابع الجريمة المنظمة بالفعل وتداخل الدولة المركزية على اللامركزية في الولايات الأمريكية بالاضافة إلى البيروقراطية والديموقراطية (الممثلة بالانتخابات هنا)، وعوائق السلطوية المركزية.
المسلسل بحر ضخم من المواضيع بصورة غير مسبوقة في الميديا الأمريكية يجعله من أشهر منتجات التلفزيون على الأطلاق. لا يتوقف المسلسل عند هذا الحد بل يقدم طاقم تمثيلي قمة في الاتقان والأداء اللافت الواقعي.
شخوص المسلسل مبهرة، طاقم العمل اضفى لمسة واقعية عجيبة باسقاطات تاريخية ذكية، لخلق قابلية التصديق والمقارنة، مثلًا الشخصية الشهيرة في المسلسل Omar Little الذي قام بدوره المبدع Michael Kenneth Williams هي في الحقيقة مقتبسة من شخصية المجرم قاطع الطريق وسارق عصابات تجار المخدرات (الحقيقي) Donnie Andrews:
عمر من اليسار وأندريوس من اليمين.
المسلسل لم يتوقف عند هذا الحد بل أنه قدم شخصية مجرمة في الواقع لتمثل في المسلسل!
Felicia Pearson في المسلسل وفي الواقع (نفس الاسم)، هذه الشخصية واقعيًا لها تاريخ حافل بالأجرام، تاجرة مخدرات، سجنت 8 سنوات بسبب إطلاقها النار على فتاة قاصر! ولا حتى بعد تصويرها المسلسل بمدة أتهمت بجريمة تجارة المخدرات! نعم هذه الشخصية واقعية إجرامية 100% يعود الفضل في جلبها للمسلسل إلى الممثل Michael Williams (عمر).
الموضوع لم يقتصر على هذه الأمثلة، المسلسل يزخر بالتقارب الواقعي الكبير. في مسألة شخصيات العصابات الاستثائية في الميديا لعلنا نذكر الشخصية الايقونية:
Stringer Bell براجماتي، رجل اقتصاد، رجل جريمة، يفكر بالمعطيات قبل النواتج. يدرس التسويق من أجل تسهيل فهم تجارة المخدرات، يوجد في مكتبته كل الكتب الاقتصادية ومنها الكتاب الشهير لآدم سميث "ثروة الأمم".
هذه الشخصية بنظري نقلة نوعية في تجسيد رجل العصابة، ليس لزامًا على رجل العصابة أن يكون منمط بطابع دموي لا عقلاني لا مصلحي، لا كل هذه الصيغ غير متوافرة في Stringer Bell. اطفى هذا النوع التجسيدي النفسي طابع الفرادة والايقونية كما سبق وذكرت.
The Wire مسلسل لازم تشوفه قبل ما تموت @@
هذه العبارة المكجولة هي أحسن طريقة للتعبير عن لزومية مشاهدة المسلسل، نعم أنت بعيد عن الميديا الأمريكية إذا لم تشاهد The Wire وللأسف سأقول أنت غير محظوظ على الأطلاق، أنت تعيس، كسول، كل شئ سيئ
يالله عاد عندكم نسخة HD ما في عذر أبدًا لعدم مشاهدة المسلسل