هذا الأسبوع يدير الجلسة عبدالله العامري و يشارك فيها يوسف النفجان، محمد البسيمي، حسين الموسى.

عبدالله: تحت شعار “مستقبل ألعاب الفيديو”، تم الإعلان خلال GDC الشهر الماضي عن خدمة كان يتم العمل عليها بتكتم لمدة 7 سنوات: On Live. هناك الكثير من خدمات تحميل الألعاب عبر الشبكة حاليا، لكن الاختلافات الجوهرية في خدمة On Live تكمن في عدة مزايا: الألعاب الجديدة تتوفر حال موعد صدورها الرسمي. لا تحتاج لأي منصة تشغيل سوى الشاشة اللتي سوف تلعب عليها – تحتاج فقط لجهاز صغير (مايكرو كونسل) سيباع منفردا أو يأتي مرفقا مجانا مع حزم الاشتراك. أخيرا تستطيع تشغيل أقوى الألعاب و أكثرها تطلبا، أي أنك لن تحتاج لتطوير حاسبك الشخصي بعد اليوم. هذه المزايا الثورية تلحقها الكثير من الأسئلة: ما موقف شركات تصنيع بطاقات الجرافكس؟ ما موقف محلات البيع التقليدية؟ و متى يمكن أن ترى هذه الخدمة النور؟ سواء من طرف On Live أو أي مزود آخر سوف يتبنى هذه الخدمات.

يوسف: لطالما فكرت بطريقة تجعل شراء جهاز منزلي جديد أو دفع الآلاف لشراء بطاقة رسوميات أقوى كل عدة سنوات شيئاً من الماضي. خطرت في بالي فكرة مشابهة لخاصية Remote Desktop الموجودة في الحواسب الشخصية، حيث يقوم جهاز أقوى بعرض اللعبة بشكل أفضل عن طريق الإنترنت. للأمانة لم أعتقد أن فكرة كهذه من الممكن أن تنجح إلا بعد سنوات عديدة، ولكن شركة أون لايف تزعم أنها استطاعت تطوير ترميز فيديو متطور يستطيع عرض تدفق فيديو بالتعريف عالي وبمعدل ثابت يصل إلى 60 إطار في الثانية باستخدام إنترنت بسرعة 5 ميجابت فقط، وأن الخدمة ستعمل بشكل طبيعي من على بُعد 1000 ميل من خوادم أون لايف التي ستكون منتشرة حول العالم! لا أعلم مدى صحة هذه الادعاءات، ولكن حتى إن لم تصح، أعتقد أن أون لايف والخدمات المشابهة لها (تم إعلان اثنتين منهما حتى الآن)، ستكون جزءاً مهماً من مستقبل الألعاب في السنوات القادمة، وستؤثر بشكل كبير على سوق ألعاب الفيديو الذي نعرفه.

محمد: مما يبدو لي حتى هذه اللحظة أن هذه الخدمة ستكون موجهه بشكل رئيسي لمستخدمي ألعاب الحاسب الشخصي، فاجهزة الكونسل في شكلها الحالي لا تجعل المستخدم يواجه مشاكل التطوير و الجرافيكس و غيرها. لكن السؤال الذي طرحه عبدالله هو الأهم. كيف ستقوم هذه الشركة بتعويض منتجي كروت الشاشة الذين يربحون بشكل رئيس من عملية التطوير الدورية لأجهزة الحاسب. أعتقد أن خدمة On Live جميلة كمبدأ لكن لا زالت في مرحلة مبكرة من عملية التطبيق. اعتقد أنها لن تدخل طول التنفيذ حتى يصبح جميع الأطراف سعداء و يستقبلون حصة مرضية من هذا المشروع المستقبلي. شخصيا أعتقد أن هذا الأمر صعب التنفيذ حقا، لكن هل سترضى الشركة المنتجة أن تقوم بتنفيذ جزئي للمشروع بالتعاون البسيط مع أطراف معينة؟ ربما هذا الأمر سيتضح أكثر خلال الفترة القادمة.


بالتأكيد نحن ننظر الى فكرة مميزة و مثالية لشخص في عالم الألعاب لكن هل هي حقا في نطاق إمكانية التطبيق وفق المعطيات الحالية؟

حسين : لو تكلمنا عن مشروع On Live الطموح بالنسبة لمنطقتنا العربية وهو الأهم بالنسبة لنا ، سنجد بأن تطبيق الفكرة في الوقت الحالي أو المستقبل القريب مستحيل تماما ، و ذلك نظرا لضعف خدمات الانترنت في المنطقة، و لا شك بأن خدمة كهذه تحتاج لخدمات انترنت هائلة، لا شك بأن الخدمة تمثل فكرة واعدة و طموحة للغاية و لكن كيف سيتقبلها المستهلك ؟ البعض تحدث سابقا بأن خدمات الشراء و التحميل عبر الشبكة هي المستقبل و كيف أنها ستأخذ مكان الطرق العادية في البيع و الشراء، و لا زلنا نرى الألعاب و الأفلام تملأ رفوف المتاجر و تباع بالطريقة الاعتيادية، On Live مشروع طموح و واعد، و لكن تطبيقه على نطاق واسع يبدو لي في غاية الصعوبة.

يوسف: أون لايف قد يكون بديلا للكونسول في يوم ما، لم لا؟ المايكرو كونسول موجه لأصحاب الأجهزة المنزلية بالتحديد وستكون له ميزة تطور الرسوميات والتقنية باستمرار بدون الحاجة لتغيير الجهاز كل 5 سنوات، بالإضافة لميزة السعر الأولي الرخيص وإمكانية شراء وتشغيل الألعاب الجديدة بدون تحميل وبشكل فوري. ولا أعتقد أن أون لايف مهتمة كثيراً بمصير منتجي بطاقات الرسوميات، بل هم من عليهم أن يجدوا طريقة أخرى للربح، ربما عن طريق التعاون مع أون لايف والخدمات المشابهة في إنشاء وتطوير خوادمها التي ستكون منتشرة في كل مكان، مع الاستمرار في استهداف الفئة التي تريد أن تلعب بدون وجود اشتراك إنترنت (والتي ستظل موجودة بالتأكيد). بالنسبة للعالم العربي، أعتقد أن المشكلة الكبرى هي توفير الخوادم فقط، أما اشتراكات الإنترنت فهي في تطور مستمر، ومثال قريب هو تخفيض اشتراك سرعة 4 ميجابت في السعودية إلى 245 ريال شهرياً فقط. قد تنجح الخدمة عندما تصدر في نهاية هذه السنة، أو قد تتأخر في العمل بشكل مثالي لعدة أشهر أو سنوات، لكنني لا أشك للحظة بأنها ستغير ألعاب الفيديو للأبد.

عبدالله: أتفق مع يوسف بأن On Live و الخدمات المشابهة ستكون المستقبل الحتمي لألعاب الفيديو عاجلا أم آجلا. لكن لا أتوقع أن تكون On Live هي الشركة الرائدة في هذا المجال؛ فتحقيق الوعود المتوقعة تقنيا (720p مع 60 FPS) يتطلب قوة خوادم جبارة كما و كيفا، و بالتالي شركات أكبر بكثير. فلنا أن نتخيل القوة اللازمة لاستيعات ملايين اللاعبين في نفس الوقت مع إصدار Halo 4 أو GTA 5، هل سننتظر أدوارنا في الباندويث؟ و بعد ذلك هل سوف نحصل على نفس التجربة الانسيابية الحالية؟ الخدمة تبدو مكلفة جدا. التقديم اللذي تم عرضه في GDC (لو افترضنا صحته) كان على بعد 50 ميلا فقط من خوادم الشركة. تحقيق On Live لوعودها يعني بأن القائمين عليها لديهم الأشخاص الأفضل في العالم في مجال ضغط الفيديو و الـIP Lag بالإضافة إلى سوبر كومبيوترز تسبق الموجودة حاليا بسنوات.

محمد: أنا أدرك تماما أن الإنترنت هو مستقبل الأجهزة المنزلية لكن لا أعتقد بأنه يسير في إتجاه أن يكون On Live هو الفكرة الرئيسية. الاطراف المتعلقة هنا ليست فقط شركات تطوير كروت الشاشة، إنما نحن نتحدث عن مطوري أجهزة الكونسل الثلاثة الكبار نفسهم. هل حقا سيكون جهاز واحد يستمر لفترة عمرية أطول خيار تجاري تود هذه الشركات حذوه. أنا بعيد جدا حاليا عن أن أملك القدرة للإجابة على هكذا تسآئل. في الحقيقة يبدو كلام زينو مقنعا حيث أن الفكرة لا زالت من الصعب أن تطبق حاليا لتصبح أكثر من مجرد سوق جانبي و خدمة فرعية. حتى فكرة تحويل الألعاب الى التحميل عن طريق الشبكة عوضا عن الشراء الفيزيائي ستكون صعبة التطبيق بشكل كامل في الجيل القادم. في كل الأحوال إن كان سوق الألعاب قد أثبت شيئا خلال العقود الماضية فهو أنه صاحب تقلبات كثيرة و غير متوقعة.

شارك هذا المقال