قليلة هي العنوان الجديدة التي تقدم للاعبين تجربة مرعبة أو مقلقة أو حتى تجربة “مختلفة” ولعبة Little Nightmares من فريق التطوير الحديث Tarsier Studios ونشر شركة بانداي نامكو قد تكون واحدة من أجمل مفاجأت هذا العام، كيف لا وهي تقدم لنا خليطا مابين العاب الرعب و الأجواء الكئيبة و الألغاز المميزة والفكرة المختلفة جدا عن باقي التجارب، اليوم نقوم بمراجعة اللعبة التي قد لاتكون على قائمة المشتريات للكثير من اللاعبين ولكنها تستحق التجربة بلا أدنى شك، إذا لنبدأ الحديث.

لعبة Little Nightmares هي لعبة رعب بقاء و ألغاز بالتصوير الجانبي، من خلال اللعبة ستلعب بشخصية فتاة صغيرة بالعمر إسمها Six تجد نفسها في عالم العمالقة الغريب والكئيب جدا، لايوجد الكثير من الشرح للقصة للأسف رغم أنها تبدو مثيرة جدا بفكرتها، مباشرة ستشعر بالأجواء الكئيبة التي تقدمها اللعبة بألوانها المحدودة والتصاميم المقلقه، بحق تقدم اللعبة معها تجربة مختلفة بعالمها وتجعلك فعلا تشعر بأنك “فأر” في عالم العمالقة وتلك المخلوقات الغريبة والمرعبة التي تعيش فيه.

تقدم اللعبة معها أسلوب رسومي فريد جدا من نوعه مع محدودية كبيرة بالألوان وتصميم مثيرة للقلق، الأعداء فاللعبة هم مخلوقات أشبه بالبشر ولكن بأشكال مخيفة وعليك الهرب منهم في كل مره، أيضا على صعيد الصوتيات فاللعبة تقدم معها أجواء مثيرة للقلق وخصوصا دقات القلب عند إقتراب الأعداء منك أو محاولتك الإختباء منهم بأسفل الطاولة أوتحت الخزانة، على الصعيد التقني هذه اللعبة تبدو جميلة وتقدم لنا تجربة مختلفة ومميزة حقا.

لنتحدث عن أسلوب اللعب، حسنا التصوير باللعبة جانبي ولكن بإمكان الشخصية الدخول لعمق الشاشة وهذا الامر قد يسبب بعض المشاكل بكون الكاميرا ثابته بشكل كبير وفي بعض الأحيان ستجد نفسك تعاني لمعرفة المسار الصحيح مما يؤدي إلى سقوطك أو صعوبة بالدخول تحت الأشياء، تتقدم باللعبة عبر حل الألغاز بكل غرفة فيها وبكل فصل من القصة هنالك مخلوقا رئيسي كبير أشبه مايكون الزعيم للمنطقة وعليك بالنهاية بمواجهته سواء بشكل مباشر أو بحسب أحداث المرحلة للهرب منه على سبيل المثال.

لاتوجد هنا دماء أو أسلحة، كل ماعليك فعله هو الإختباء والهرب وحل الألغاز حتى بمواجهة الزعماء، شخصية Six لاتحمل معها أي نوع من الأسلحة وستعتمد على قدراتها المحدودة للتقدم بالأحداث وبكون الوحوش العملاقة خلفك دائما فستشعر دائما بالقلق والخوف وكأن الأمر أشبه بخوض لعبة ريزدنت ايفل3 ومواجهة النيمسس ولكن المختلف هنا أن عليك الهرب و الإختباء منه مماسيشعرك بالقلق والخوف لفترات طويلة أثناء المغامرة، مايميز اللعبة فعلا هل تلك الألغاز التي تقدمها بكل منطقة فيها والتي ستجعلك تفكر كثيرا ولكن بشكل منطقي وبدون الحاجة لتوقع أشياء غير واقعيه.

اللعبة ليست طويلة بقصتها، قمت بإنهاء القصة فيها بفترة قد تصل للـ6 ساعات لعب ولايوجد الكثير للعودة من أجله ولكن الوقت مناسب جدا لفترة اللعبة لضمان عدم تكرار الأفكار بالألغاز ولجعل كل غرفة باللعبة وفصل منها مميزا، هذه اللعبة قد لاتحصل على الكثير من الإهتمام الإعلامي ولكنها تستحق الفرصة للتجربة وخصوصا لمحبي العاب البقاء والرعب والأفكار الغريبة، من أكثر الألعاب التي إستمتعت معها هذا العام بلاشك.

نسخة الـNintendo Switch من اللعبة:

بعد قرابة العام من صدور النسخه الأصلية من اللعبة يحصل جهاز الننتندو سويتش على نسخته منها، هذه النسخه تأتينا بسعر 30 دولار وتحمل معها كافة المحتويات الإضافية التي حصلت عليها النسخه الأصلية، نظرا للفارق التقني بين قدرات السويتش وأجهزة الجيل الحالي المنزلي فهذه النسخه تقدم معها دقة وضوح أقل سواء بوضعية المنزلي أو المحمول وتصل إلى 720P بكافة طرق اللعب ومع تراجع بسيط بسرعة الإطارات ببعض المشاهد وإختلاف بالإضائه قد يكون مشكلة خصوصا بالمناطق المظلمة باللعبه لصعوبة معرفة الطريق، أيضا فترات التحميل بهذه النسخه أطول من النسخه المنزليه وبكونها لعبه تعتمد كثيرا على التجربة وخسارة الحياة مرارا وتكرارا فالأمر يصبح مزعجا بعض الشيئ.

إجمالا تستحق هذه النسخه الإقتناء في حال لم تسبق لك تجربة اللعبة من قبل أو إن آردت تجربتها بوضعية المحمول وبأي مكان، اللعبة نفسها مازالت تقدم تجربة مختلفه جدا عن العاب المغامرات الأخرى وبطابع مظلم وكئيب وبحس فني عالي جدا، كانت واحده من أفضل العاب العام الماضي ونسخة السويتش ورغم أنها ليست مثالية ولكنها مازالت قابلة للعب جدا وتستحق التجربة لمن لم يخوض التجربة الأصلية.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للـNintendo Switch تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.