بالعام الماضي استطاع الفريق الصيني المستقل سبوت لايتور انتر أكتف من تقديم أولى ألعابه المخصصة للأجهزة المنزلية حصرياً في الأسواق الصينية بعنوان Candleman وهذا العام تمكن من إطلاقها عالمياً لتصل بين أيدينا والتي كنا نترقبها منذ فترة لتميُّزها الملحوظ بين عناوين المطورين الناشئين بالفترة الأخيرة، فماذا قدم الفريق الصيني بأول أعماله يا ترى ؟ هذا غرض كتابة المراجعة ولنبدأ بالتعرف على المشروع، ما هو كاندلمان ؟

IMG_6974

كاندلمان هي لعبة منصات ثلاثية الأبعاد الهدف منها مرافقة الرجل الشمعة برحلته لإكتشاف ذاته والإجابة على الإسئلة العالقة بباله عن سبب وجوده وما هو هدفه بالحياة ولماذا هو الشمعة الوحيدة المشتعلة دون البقية، لهذا تتحكمون به لتجتازون مراحل اللعبة والتي هي خليط بين المنصات والألغاز البصرية والوصول معه لنهاية مغامرته ومعرفة ما إذا كانت تلك الطريق الطويلة كافية لتجيب على تساؤلات صديقنا أم لا، قد لا تكون أول قصة من صنفها لكن بلا شك ستشدكم لمشاركة الرجل الشمعة تساؤلاته الشخصية.

الفكرة الجوهرية هنا هي بتصعيب رحلتكم بتخطي منصات هذه المراحل عبر ما توفره من خداعات بصرية وتلاعبها الشديد بالإضاءات والظلام وهنا تأتي الحاجة للإستعانة بقدرة الرجل الشمعة بالإشتعال والمحدودة بـ 10 ثوان لإنارة الظلام أو فك الخداعات التي قد تعترض طريقكم. الفريق استلهم فكرة العشر ثوان لتكون أبرز ملامح لعبته أثناء مشاركته بإحدى المسابقات بالبلاد والتي كانت تشترط على المطورين المشاركين تقديم فكرة مشروع تتمحور حول الفناء بمدة عشر ثوان وكانت فكرة كاندلمان هي ما خطر ببال المطور والذي حولها للعبة التي نراجعها اليوم. هكذا تعرفنا بما فيه الكفاية على المشروع والآن لنبدأ عملنا المعتاد.

IMG_6975

تقدم اللعبة تسعة فصول مجزئة لعدة مراحل وكل فصل يصور بيئة معينة من أحداث المغامرة لذا نوعية العوائق بالمراحل ستكون مرتبطة بالفصل الذي تدور به تلك المراحل، ويمكن معرفة عدد فصول اللعبة ببساطة من خلال قائمة إنجازاتها. ستدور أحداث الفصل الأول بحطام سفينة وسيكون الظلام أبرز عائقٍ به لذا ستحتاجون لإشعال الشمعة لإنارة الطريق وبفضل زاوية التصوير العلوية نوعاً ما ستمكنكم من مشاهدة أكبر قدر ممكن من البيئة المحيطة، لأنه وكما نعلم صديقنا غير قادر على الإشتعال لأكثر من عشر ثوان وبعدها ينطفئ ويموت ليبدأ محاولته الثانية من أصل عشر محاولات متاحة له لتخطي المرحلة الواحدة. الآن يبدأ التحدي وهو بكيفية تخطي المرحلة المظلمة بالإقتصاد بعملية الإشتعال.

بكل مرحلة هناك عدد من الشموع التي تستطيعون إنارتها لتساعدكم بإضاءة بقعة صغيرة من المرحلة، لذا أثناء الإعادة بالمحاولة الثانية ستلعب الشموع التي أشعلتموها بالمحاولة الأولى دورها بتسهيل عملية التقدم باللعبة كما أن الشمع المتساقط على الأرض من جسد صديقنا الشمعة يمكن ملاحظته أثناء الظلام وتتبعه دون الحاجة لإستهلاك الثوان العشر وتوفيرها لمنطقة أخرى من المرحلة. تتبُع الشمع المتساقط قد لا يكون أساساً مهماً باللعبة وستلاحظون بأن فائدته ستكون بالفصل الأول وبقية الفصول لن تفكروا بتتبعه لأن تحدياتها ستختلف بحسب بيئاتها، كما نذكر بأن هناك نقطة حفظ تقدم واحدة بكل مرحلة على شكل شمعة ذات إنارة زرقاء.

IMG_6977

الخداعات البصرية ستلعب الدور الأبرز بالتحدي بينما الألغاز موجودة ولكن بنسبة قليلة جداً ويمكن تفهم ذلك كون المطور لا يسعى لتعذيب اللاعب بفرض نوعين من التحديات دفعة واحدة وهذه نقطة تصب في صالح بند الإيجابيات كونها تدل على موازنة المطور للعبته وأنه يعلم بأي اتجاه تسير فيه الأمور. زاوية التصوير ستلعب دوراً بالخداع كونها تساعد بدس بعض المنافذ حتى حين المرور بجانبها وأيضاً ستؤثر على عملية القفز بين المنصات لكونها تصعب من عملية تقدير المسافات. الإضاءات ستكون العامل الثاني بالخداع البصري، بالرغم من أنها لن تؤثر على بناء المراحل فعلياً لكن يمكنكم تصور الصعوبة بالمشي بالظلام دون معرفة موقع أقدامكم مقارنة بالمشي بمرحلة بإضاءة عالية، مؤكد ستدركون صعوبة ذلك إن أطفأ أحدهم الأنوار عليكم بالمنزل والذي حفظتم ممراته عن ظهر قلب.

اللعبة تمتلك توجهاً فنياً ساحراً لكنه مخبئ بوسط الظلام وهنا تكمن ميزته، فكونكم بالظلام لا يعني حرمانكم من المشاهد الجميلة وستدركون ذلك فور سقوط أنوار السماء على البيئة وإنعكاساتها التي سترشدكم بتخطي المراحل من جهة ومنحها ذلك الجمال من جهة أخرى، كما يوجد ببعض المراحل أجسام فسفورية تتأثر بعملية إشتعال الرجل الشمعة وكم هو جميلٌ منظرها وهي مضيئة بوسط الظلام بعد أن تطفئون الإشتعال، حقيقة المطور تلاعب بقدر الإمكان بالتوجه الفني ليكون هو السحر الجميل الذي سيسر أنظاركم والخداع البصري الذي سيلعب دور التحدي بالمراحل. بالنسبة للأحان لا تتوقعوا شيئاً منها كونها مجرد أجراس فقط.

أجواء ساحرة مدسوسة وسط الظلام
أجواء ساحرة مخبأة وسط الظلام

الصعوبة بشكل عام متوسطة ولم أقم بإعادة أي مرحلة مرتين طوال تختيمي بفضل العشر محاولات التي تقدمها اللعبة بكل مرحلة والتي أراها أكثر من كافية لعدم الإكتراث للخسارة والمضي بإطمئنان لتختيم المراحل دون الخوف من عبارة Game Over وإعادة الطريق من جديد. لا وجود للأعداء باللعبة عدا بفصلٍّ واحد وسيقتصر دورهم بإزعاجكم أثناء التقدم، حقيقة اللعبة لا تحتاج وجودهم وتكفي تحدياتها التي تعتمد على الخداع البصري وقد يكون هناك متسعٌ لإضافتهم في حال فكر الفريق بمشروع جديد بشكل يتناسب مع طبيعته وأفكاره. نذكر بأن هناك بعض التباطئ بإيطارات اللعبة ببعض المراحل وبعض الأخطاء الطفيفة بتداخلات التكتشرز “التفاصيل” لكنها لا تؤثر نهائياً على التجربة ولا تستحق ذكرها كسلبيات.

كاندلمان لعبة من النوع الذي لا تستطيعون الحكم عليه إلا بعد إنهائها بجزئية واللعبة قدمت مثالاً حياً لي على هذه النماذج من الألعاب، فعدد المراحل بكل فصل ليس متساوياً ليسهل توقعه أو الشعور بالملل وكل مرحلة تقدم إضافة جديدة عن سابقتها حتى عند الظن بأني شاهدت كل ما تقدمه أتفاجئ بالتجديد بالمراحل. للأسف اللعبة لا تحوي أي أطوار إضافية “بديهية” كسباق الزمن لتعطي قيمة لإعادة التجربة والتي لا تكلف الكثير من المطور لإضافتها كما أن غياب مستويات الصعوبة باللعبة قرار غير منطقي على الإطلاق.

خمس ساعات تقريباً قضيتها باللعبة قسمتها لعدة جلسات بسبب الإرهاق الذي كان يصيب عيناي وبرأي أن يفعل أي مجرب لها بالمثل وهي مناسبة جداً لتكون لعبة بأوقات الإستراحات بين نشاطاتكم بأجهزتكم. اللعبة متوفرة بسعر 15 دولار رقمياً لمتجر الإكس بوكس ون وهو سعر مناسب جداً وبلا شك سيكون إقتنائها بموسم التخفيضات صفقة أكثر من مغرية.

الإيجابيات: الفكرة وتطبيقها، سلاسة التحكم والتوجه الفني.
السلبيات: عدد المحاولات كثير بعض الشيء، الإفتقار لأطوار بديهية تعطي قيمة لإعادة التجربة وعدم تواجد مستويات للصعوبة.
الخلاصة: Candleman رحلة الرجل الشمعة لإكتشاف ذاته بمغامرة منصات مليئة بالخداعات البصرية ومسلية لمحبي تحديات العقل.

التقييم:

اللعبة: كأس فضية | التسلية: كأس ذهبية | السعر: كأس ذهبية

المجموع: كأس من الفضة الخالص

شارك هذا المقال