شهد الجيلُ الماضي معركة مُحتدمة بين سوني بجهازها المنزلي Playstation 3، ومايكروسوفت بجهاز Xbox 360 الذي تسيد إجمالي مبيعات الأجهزة بين الطرفين لمعظم فترات الجيل، لا سيما في السوق الأمريكي والسوق البريطاني. سوني نجحت في العودة بكل قوة مع جهازها المنزلي الحالي Playstation 4، وقلبت الطاولة على رأس الجميع لتتسيد مبيعات الأجهزة المنزلية الحالية، فكيف حصل ذلك؟ وهل كان الأمرُ حقاً عائداً إلى قُوة العلامة التجارية للبلايستيشن؟ نحن لا نعتقد ذلك، بل نرى بأنه مزيجٌ من التخطيط السليم، والاستثمار الذكي، مع أخطاءِ المُنافسين.

إليكم الأسباب التي نرى أنها أدت إلى انتصار سوني في معركة الجيل الحالي للأجهزة المنزلية، وكيف نجحت الشركة في قلب الطاولة على رؤوس المُنافسين، لتُثبت بأنها ليست بالمُنافس الهيّن على الإطلاق، وأنها لم تصل إلى ما هي عليه اليوم بيُسرٍ وسُهولة:

أخطاءُ المُنافسين الفادحة

قبل أن نتحدث عن عوامل نجاح سوني، دعونا نتحدث قليلاً عن الأخطاء الفادحة التي وقع بها المنافسون. مايكروسوفت المنافس الرئيس لسوني وقت في أخطاءَ فادحة جداً. جهاز Xbox One صدر بسعر 500 دولار مع طرفية الكينكت، رغم كونه أضعف قليلاً على الصعيد التقني من منافسه، وبذلك فهو قد كلف 100 دولار كاملة إضافية.

مايكروسوفت أخطأت كثيراً على صعيد الحملة التسويقية الخاصة بالجهاز أيضاً، وذلك عندما حاولت القضاء على الألعاب المُستعملة، مما صنع صورة سيئة للغاية للشركة أمام المستهلكين، حيث بدا الأمر وكأنها تحاول التحكم في ملكيتهم للألعاب، بالإضافة إلى التركيز في تسويق الجهاز على “التلفاز” ومحتويات التلفاز، بدلاً من مُخاطبة جمهور اللاعبين المُحترفين، الذين يُشكلون معظم عُشاق المنصة في المقام الأول. على أية حال، السيد “فيل سبينسر” رئيس الإكس بوكس الحالي عمل بجد ودأب على تعديل المسار، لكن الانطباع الأولي يلعب دوراً جوهرياً في عالم الأجهزة المنزلية.

النُسخة الأفضل من الألعاب المُشتركة

واحدة من المزايا التي حصل عليها جهاز Xbox 360 في الجيل الماضي هي الحصول على النُسخ الأفضل في غالبية الحالات من الألعاب المُشتركة بينه وبين جهاز سوني المنزلي بلايستيشن3. في الجيل الحالي كانت سوني أكثر ذكاءً ونجحت في تصميم الجهاز الأفضل للألعاب المُشتركة بين المنصات المنزلية. الذاكرة العشوائية أتت بسرعة أعلى من نظيرتها في جهاز مايكروسوفت، وقوة المعالجة الرسومية أتت بفارق ملحوظ، مما أدى إلى انقلاب الآية هذا الجيل، وحصول البلايستيشن4 على النُسخ الأفضل من الألعاب المُشتركة.

ريماستر The Last of Us والشراكات مع Call of Duty و Destiny

لعبة النجاة الرائعة من استوديو Naughty Dog تحت اسم The Last of Us كانت أحد أسباب النجاح المُبكر لجهاز سوني المنزلي. اللعبة حصلت على العديد من الجوائز وحظيت بسُمعة هائلة بين اللاعبين عندما صدرت لأول مرة عام 2013، وإعادة إصدارها برسوم مُحسنة على جهاز PS4 جعلت العديد من اللاعبين الذيم لم يُجربوها من قبل ينضمون إلى الركب.

بالإضافة إلى ذلك، نجحت الحُزم الخاصة بألعاب مثل Destiny و Call of Duty في بيع كميات هائلة من الجهاز. سوني راهنت على نجاح لعبة Destiny وكانت موفقة جداً في نجاح الرهان وتفوق اللعبة على Titanfall التي راهنت عليها مايكروسوفت. الحملة التسويقية لها على جهاز PS4 جعلتها تبيع كلعبة خاصة بالجهاز. حُزمة Call of Duty Black Ops 3 تسببت في بيع كميات كبيرة من جهاز PS4 في الأسواق الأمريكية. في الربع الأول من العام المالي الحالي 2016، أكثر من 85% من أجهزة PS4 المُباعة في الأسواق كانت بحُزمة بلاك أوبس3! اللعبة كانت مُحركاً رئيسياً للجهاز، وذلك لأن اللاعبين يُفضلون شراء الألعاب حيث يتواجد أصدقاؤهم من أجل اللعب الجماعي عبر الشبكة.