Radical Dreamers

كم تغيّر عالم ألعاب الفيديو في السنوات الأخيرة. الرياضة الإلكترونية، الشراء من داخل التطبيق، البث المباشر للألعاب وخواص المُشاركة، البيتا المغلقة و المفتوحة. الوقتُ يمضي ويمضي والذاكرة لا زالت تعود بنا إلى تلك الأيام الجميلة التي كنا فيها نشتري الألعاب ونُشغلها مباشرة بشكلٍ أكثر بساطة، ولا زال القلب يخفقُ بحُبِ تِلكَ الألعاب الرائعة التي جعلتنا نغرق معها في الأحلام.

أحد تلك الجواهر النفيسة التي لم يزدها مرور الزمن إلا لمعاناً وبريقاً هي تحفة الآربيجي الخالدة Chrono Cross من شركة سكوير سوفت التي حظيت بحُقبة ذهبية لا يُمكن أن تتكرر في تسعينات القرن الماضي. من القصة الرائعة التي جلبها لنا مُخرج اللعبة “ماساتو كاتو” إلى الموسيقى العذبة التي جادت بها قريحة المُلحن المُبدع “ياسونوري ميتسودا”.

ما لا يعرفه معظم عشاق وجمهور سلسلة ألعاب Chrono أن شركة سكوير سوفت لديها تحفة أخرى لم تخرج أبداً من الأسواق اليابانية! نعم هذه اللعبة تحمل اسم Radical Dreamers وهي لعبة من نوع الروايات المرئية! هذه اللعبة تم تطويرها عن طريق المُخرج “ماساتو كاتو” الذي قام بكتابة وإعداد السيناريو الرئيسي للقصة، كما قام “ياسونوري ميتسودا” بتزويد اللعبة بمقاطعه الموسيقية الخلابة.

Serge and Kid

هذه اللعبة صُنعت في الواقع لتكون قصة فرعية من لعبة Chrono Trigger الأسطورية التي جمعت مجهودات شركتي سكوير سوفت وإينكس آنذاك، وتم تطويرها خلال فترة قصيرة جداً حيث لم تمكث اللعبة أكثر من ثلاثة أشهر في التطوير قبل صدورها على جهاز السوبر ننتندو عام ألف وتسعمئة وستة وتسعين. المُدهش هنا أن هذه اللعبة شهدت الظهور الأول لشخصيتي Serge و Kid! ماساتو كاتو ندم كثيراً على فترة التطوير القصيرة التي لم تسمح له بتقديم كامل السيناريو الذي رغب في صناعته، وقد أراد حقاً إنهاء قصة البطلين Serge وKid… الأمر الذي أنجزه في وقتٍ لاحقٍ عندما تولى إخراج لعبة Chrono Cross على جهاز البلاي ستيشن الأول.

نعم Serge و Kid كلاهما ظهر في هذه اللعبة قبل إصدار Chrono Cross بسنوات عديدة، ليس ذلك فحسب بل حملت اللعبة معها ألبوماً موسيقياً رائعاً كما أسلفنا الذكر من الملحن القدير ياسونوري ميتسودا، الذي قام بإعادة استخدام بعض الألحان من لعبة Radical Dreamers مباشرة في لعبة كرونو كروس.، أحد هذه الألحان هو اللحن الشهير و المحبوب من السلسلة تحت اسم “الفتاة التي سرقت النجوم”، وإليكم نسخة كلا اللعبتين من ذات اللحن الحالم:

لعبة Radical Dreamers كانت أكثر جدية ودرامية بكثير مما كانت عليه لعبة Chrono Trigger بحكم كونها لعبة قصصية في المقام الأول، وكما هو الحال مع صنف الروايات المرئية فاللعبة احتوت مسارات متفرعة للقصة يُمكن الوصول إليها بحسب اختيارات اللاعب و كذلك تواجد خيار New Game+ كما هو مُعتاد مع ألعاب سلسلة كرونو.

Radical Dreamers، لا نعرف لماذا نشعر بأن هذا الاسم يرتبط ارتباطاً وثيق الصلة بمشروعي هذه اللعبة الحاملة للاسم ولعبة Chrono Cross، الألعاب التي حملت خيال و روح مؤلفها “ماساتو كاتو”، الشخص الذي ضخ دماء قلبه وفكره وعاطفته في هذه الألعاب لتستأثر بالعشق من جمهور اللاعبين. لا عجب في أن الأغنية الرئيسية للعبة كرونو كروس حملت اسم Radical Dreamers العزيز على هذا الرجل الحالم. عندما قام ماساتو كاتو بمراجعة ألحان كرونو كروس مع ميتسودا ليتأكد من تطابق الألحان مع أحداث اللعبة لم يستطع أن يتمالك نفسه عند الاستماع إلى Radical Dreamers مع نهاية اللعبة واغرورقت عيناه بالدموع.

هذه العاطفة، الدموع، والحب، هذه الأحلام التي بدأت مع Radical Dreamers و اكتملت مع Chrono Cross لا زالت تجعلنا نحلق فوق الغيوم، ولا زالت قلوبنا تخفِقُ من أجلها، وها نحن نحدثكم عنها قبل أن تغرق في بحور النسيان فنفقِدُها وتَفقِدُنا.

بهذه الكلمات نختم حكايتنا، أما الحلم فلا زال مُستمراً.

شارك هذا المقال