أصبح من الصعب علينا عد الألعاب التي حصلت على نسخة محسنة، أو إعادة إطلاق بمحرك جديد، وإن كانت رادارات اللاعبين تكشف بيسر وسهولة النسخ الجديدة من الألعاب الشهيرة، فهنالك على الجانب تُجمع ألعاب صغيرة الحجم، تحصل على نسخ محسنة، لكن قلائل فقط من يعلمون أنها فعلت، تماما كما هو الأمر مع لعبة Postal Redux الأولى، واحدة من الكلاسيكيات التي تولد من جديد، ليس بجزء جديد وإنما بنسخة مُعادة التطوير بمحرك جديد.

Postal لعبة أكشن تُركز على العنف، ويلعب فيها اللاعب بشخصية هدفها الرئيسي قتل الأبرياء وقوات الأمن، اللعبة تغيرت وتبدلت بمرور الوقت، والجزء الأول منها كان عبارة عن لعبة تحمل جينات ألعاب  الـTwin Stick Shooter، ليفكر فريق التطوير Running With Scissors  بإعادة إصدارها كما هي، لكن بشكل جديد وتحسينات على كل شيء، من الرسومات، إلى الموسيقى، مرورا بأسلوب اللعب.

قبل بدء اللعب تختارون واحدا من طورين أساسيين، القصة، حتى وإن لم تكن في اللعبة قصة أبعد من هدفكم الرئيسي في قتل أي شيء يتحرك بما في ذلك طيور النعام في إحدى المراحل، أو طور الـRampage، وهو عبارة عن طور قصة متخفٍ، بما أن المراحل والأهداف هي نفسها، لكن بإضافة واحدة وهي النقاط، فالهدف في هذا الطور هو تجميع النقاط وفتح المراحل، لذا إن كنتم قد أنهيتم طور القصة، فلعب هذا الطور لن يكون إضافة تستحق الذكر حقا، إلا لبعض اللاعبين ممن يحبون تجميع النقاط، أو نخبة من الذين تلعب النوستالجيا على جعلهم يُقدرون أي إضافة في ألعابهم المفضلة.

لنفتح حقيبة الأسلحة، الرشاش هو السلاح الرئيسي مع ذخيرة لا تنفذ، ولدينا إلى جانبه أسلحة إضافية، قاذف اللهب، وقاذف الصواريخ ومسدس قوي، إضافة لبعض القنابل المتنوعة والألغام، كلها ستمكنكم من إراقة دماء الأبرياء وحماتهم (الشرطة والقوات الخاصة). هي لعبة كلاسيكية، ولا توجد تغييرات بأسلوب اللعب في نسختها الجديدة، لذا ما تفعلون أساسا هو التصويب على الأهداف وإطلاق النار، الإستجابة سريعة، لا توجد مشاكل في التصويب أو حتى إطلاق النار، واللعبة تحتفظ بلعب ديناميكي سريع، ويمكن إن أنتم سببتم ضررا كبيرا للأعداء أن تنهوهم وأنتم بالقرب منهم. لكل سلاحٍ ضرر محدد، لكن في الغالب لستم بحاجة سوى لطلقات قليلة لإنهاء الأعداء، ذلك لا يعني أن اللعبة لا تعرض تحديا بل هي تفعل ذلك حتى بمستوى صعوبة متوسط، الأعداء لا يخطئون ولا مجال للبقاء أحياء بينهم إذا ما واجهتم موجة كبيرة، من حسن الحظ أنه بإمكانكم إرتداء سترة مضادة للرصاص تجدونها في المرحلة، وملئ عداد الحياة بالحصول على عدة إسعافات أولية.

أسلوب اللعب لبساطته لا يعاني عيوبا كبيرة، لكن يصبح أحيانا من المستحيل تفجير البراميل حتى وإن صوبتم وأطلقتكم عليها بالشكل الصحيح، كما أنها لا تتفاعل بشكل جيد مع الأسلحة، جربوا مثلا أن تقذفوها بقنابل تشعل النار وسترون أنها لا تنفجر. بالحديث عن النار، إن أشعلتم النار في شخصيتكم فبإمكانكم أن تجروا باتجاه الأعداء لإشعالهم أيضا. “تحتاج لتدفئة؟ دعني أحضنك”

اللعبة متواضعة رسوميا، مع توجه فني كرتوني ثنائي الأبعاد، فلا تجد للأشياء في البيئة أبعادا واضحة، ذلك يعطي الفرصة للمطور لإضافة تفاصيل أكثر للبيئة، لكن تصميمها كان بطريقة عشوائية، وتوزيع الأعداء في المراحل سيء، فالهدف دائما هو قتل عددٍ محدد من الأعداء (نسبة مئوية) ومغادرة المرحلة، لكن سيكون من الصعب أحيانا فعل ذلك باختباء الأعداء في مناطق دون حراك، كما أنهم يختفون أحيانا خلف ما في البيئة من أشياء، وسط الأشجار، أو خلف الأعشاب الطويلة، أو أسفل معدن جسر، فيصبح من الصعب تحديد أماكنهم دون تلقي ضرر منهم. خذوا قلما، حكوه على الحائط، صوت مزعج صحيح؟ بتكرار الأمر أكثر من مرة وإضافة بعض المؤثرات عليه ستتمكنون من محاكاة موسيقى اللعبة بشكل معقول، الموسيقى في القائمة الرئيسية مدمية للأذنين، سيئة جدا ومزعجة، واللعبة للاسف لم تستطع أن تقدم لي أية مؤثرات أو ألحانٍ يمكن أن تظهر قيمة فنية لهذا العنوان على هذا المستوى.

أقل من ساعة ونصف كافية للمرور عبر كل المراحل، وتبقى حرية تجربة  طور الـRampage لكم، اللعبة موجهة بشكل كبير لمحبي كلاسيكيات النوع، وربما بشكل أكبر لمن أحب لعبة Postal الأولى، أما على مقياس الألعاب الحديثة، فلن تقدم لكم سوى القليل من المتعة، ربما من الظلم مقارنة لعبة صدرت نهاية التسعينات بالألعاب الحالية، والأمر فعلا كذلك، لكنكم تملكون فكرة وحسب.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة لجهاز PC تم شرائها رقميا.