تطوير لعبة أيا كان نوعها ليس بالأمر السهل، ولا يكفي أبدا أن توظف 100 موظف بخبرات تتجاوز 10 سنوات، وتبدأ برمي النقود عليهم، وتعلن بعد ذلك في أضخم معارض الألعاب أنك تملك لعبة رائعة اخترت لها اسما رنانا قد تكون له علاقة مباشرة بمحتوى اللعبة أو بعيدا عن ذلك، بل تحتاج لفكرة تبني عليها اللعبة، تحتاج لأشخاص يجعلون الفكرة تنمو في استقامة، والتحديات التي ترافق ذلك كبيرة جدا، وقد لا يظهر في المنتج الذي تحصل عليه كلاعب مقدار تعب كل موظف عمل عليه، من المخرج للرسامين والمطورين والمبرمجين، وحتى الأمورُ السهلة، يمكن أن تكون تحديا كبيرا، خاصة إن وقف خلفها مطورٌ لا يقبل بالعادي، يقف خلفها فيلسوف الصناعة، Ken Levine.

Ken Levine لم يطور ألعاب Bioshock، بل امتلك الفكرة، أما من جعلها تنمو في استقامة فهو فريق التطوير كاملا، فواحدة من الأفكار التي ركز عليها Ken هي تفاعل الشخصية الرئيسية مع شخصية اخرى، والمهمة أُعطيت لفريق التطوير، ذاك الرسام الشاب هنالك رسم الشخصية، وذاك المطور جعلها ثلاثية الأبعاد، والآخر حركها، والآخر برمج تفاعلاتها، وآخر وآخر، وKen رفع الإبهام قائلا: “هكذا أريد الشخصية أن تكون” التفاعل بين الشخصيات لم يكن بالمهمة السهلة، والبداية كانت بشخصيتي Big daddy وLittle sister الأيقونيتين، والتي لها قصة طويلة في أرشيف أستوديو التطوير بمرورها بالكثير من التغييرات قبل الوصول للشكل والفكرة النهائية، لكننا لسنا هنا للحديث عن هاتين الشخصيتين، وإنما عن شخصية واحدة، شخصية Elizabeth التي ترافق اللاعب في لعبة Bioshock Infinite، وسنلقي نظرة على سياسة التطوير التي كانت شرنقة احتوتها كما ذكرها Shawn Robertson مخرج الحركة (أنميشن) للعبة.

ألعاب Bioshock من الألعاب القليلة التي تحاول ألا تقدم قصة تخدم أسلوب اللعب فقط، وإنما قصة يقف اللاعب عندها ويطرح أسئلة ينتظر أن تجيب عنها اللعبة، وواحدة من طرق فعل ذلك هو عبر الشخصيات، فمن جرب ألعاب السلسلة يعلم كيف تم توزيع القصة في العالم والتفاصيل الكبيرة التي تحتويها التسجيلات الصوتية التي تجدها، إلا أن لذلك عيبا، فتطوير علاقة بين اللاعب وهذه الشخصيات أمر صعب، من الصعب أن تتعلق بها أو تحبها، أو تمتلك شعورا واضحا اتجاهها، وهنا جاءت ذات الشعر القصير والعينين الكبيرتين Elizabeth لتُغير ذلك، لكن ليس لأن السيناريو يقول أن اللاعب سيمتلك شخصية مرافقة فالأمر سيكون سهلا على فريق التطوير.

دليل الصفحات:
– الصفحة الثانية
1. صامتة أم تتكلم؟
2. التحريك بالتقاط الحركة أم يدويا؟
4. فستان جميل وتحدٍ كبير
5. أهلا Elizabeth

– الصفحة الثالثة
1. إلى ما تنظرين؟ مثير للاهتمام!
2. لا أقاتل، لكن لا أتهور