ألعاب الفيديو شباك تذاكر مفتوح يسمح لكم بحجز تذاكركم للوصول لأماكن حقيقية أو خيالية، وأستوديو التطوير Amanita Design يُنضم رحلات لبعضٍ من العوالم الأكثر غرابة في الألعاب، قد سبق له أن فعل ذلك مع لعبة Machinarium وBotanicula، ليفعل ذلك مجددا مع لعبة Samorost 3، الجزء الثالث للعبته التي كانت في البداية لعبة صغيرة على الإنترنت.

قبل كل شيء، لمن يحب ألعاب المغامرات والمنصات تجمعوا في صفٍ واحد، والآن انسحبوا، فاللعبة لعبة Point & Click وليس لعبة منصات كما قد يبدو من صورها، وستتابعون فيها مغامرة كائن فضائي بعد أن يجد مزمارا غريبا يستطيع من خلاله أن يتواصل مع الكائنات الأخرى، وبعد أن يكتشف البيئة من حوله ينطلق عبر الكواكب، يحط فوق هذا، ويغادر ليحط فوق واحدٍ آخر إلى أن تنتهي اللعبة، ويمكنكم حينها أن تكتشفوا العالم بكل حرية، القصة بسيطة جدا، وشبيهة بما يُحكي في قصص الأطفال، وتنقسم لجزأين، الأول متعلق باستكشاف الكواكب والثاني أدع لكم حرية اكتشافه في اللعبة بأنفسكم.

سبق أن أخبرتكم أن اللعبة هي لعبة Point & Click، ولا تحمل أي شيء جديد بخصوص التحكم، الفأرة هي وسيلتكم لتوجيه شخصية اللعب بالضغط على الأماكن التي ترغبون بأن تتوجه إليها، وعلى الأشياء التي ترغبون بأن تتفاعل معها، إلا أن هنالك إضافة بسيطة، بعض الأشياء في البيئة لا تتفاعل مع الشخصية مباشرة وإنما معكم، كأن تجروا فاكهة للأعلى لاقتلاعها، أو تضغطوا على كائن في البيئة لتحريكه وأشياءٍ من هذا القبيل، وبما أن اللعبة تعتمد على حل الألغاز فسيكون هذا الأمر أمرا دائم الحدوث، والجميل أن هذا التفاعل مع البيئة يكون أحيانا لدافع مكافأة اللاعب على فضوله فقط، فإن رأيتم طائرا فوق شجرة في البيئة فالضغط عليه يمكن أن يجعله يطير أو يحدث صوتا، دون أن يكون لذلك تأثير على اللعب.

المزمار؟ لم نتحدث عن المزمار؟ سنفعل، استخدامه سهل جدا وواضح، ففي البيئة تجدون إشارة بأنه بإمكانكم استخدام المزمار على هذه الشخصية أو في هذا المكان، وبفعل ذلك تخرج فقاعة أو لنسمها سحابة مع رسومات توضح لكم أمرا، فاللعبة لا تحتوي حوارات صوتية أو مكتوبة، وهذه هي الوسيلة التي ستخبركم بها اللعبة أنه عليكم البحث عن هذا الشيء أو ذلك، أحيانا يكون ذلك واضحا وحل اللغز أيضا، لكن اللعبة لا تُقدم لكم القدر الكافي من المساعدة لمعرفة ماذا عليكم أن تقوموا به أولا، وكثيرا ما ستجدون أنفسكم عالقين في مكانٍ ما والحل قربكم، اللعبة لا تعاقبكم على ذلك بشكلٍ كامل فهي تملك كُتيب إرشادات بفتحه تجدون حل اللغز، هذه الألغاز نفسها مختلفة، بعضها يعتمد على التركيز، بعضها على الذاكرة والبعض الآخر على المنطق أو التجربة واستخدام الأشياء بالشكل الصحيح في أماكنها.

عالم اللعبة غريب، غريب جدا، واللعبة تملك واحدا من أجمل التوجهات الفنية في ألعاب النوع، أستوديو  Amanita Design استطاع أن يُصبح تيارا فنيا متفردا من خلال ألعابه، وما قام به في لعبة Samorost  3 يُظهر براعة نادرة في تصميم عوالم ثنائية الأبعاد، وذلك لم يكن عذرا له ليجعل تصميم العالم أكثر ما يميزه، فالبيئات غنية بشكل كبير جدا بالتفاصيل التي يمكنك التفاعل مع البعض منها، لتحصلوا أحيانا على استجابة جميلة كأن تبدأ الكائنات التي ضغطتم عليها بالغناء. الموسيقى والمؤثرات الصوتية تشكيل عجيب أيضا، فالموسيقى تمزج بين ألآت البانجو والهارمونيكا والطبل والمزمار وغيرها، إلا أنه بإمكانكم التقاط بعض الأصوات الفريدة كرنات أو “خشخشة” غريبة.

اللعبة لا تملك أداء صوتيا، لكن المؤثرات الصوتية تلعب الدور الرئيسي في صناعة الأجواء، بعضها عبارة عن أصوات إنسان، والبعض الآخر مؤثرات أخرى شبيهة مثلا بحك سكينين مع بعضهم البعض، وكل ذلك بإضافته للرسومات يصنع قصة تفاعلية جميلة.

مع كل ما ذكرنا، تبقى لعبة Samorost 3 لعبة قصيرة، أو على الأقل هي تبدو كذلك بمقارنتها بألعاب أخرى من نفس نوعها، أربع ساعات ونصف تقريبا هي ما احتجت شخصيا للوصول للنهاية، إلا أن التجربة التي تقدمها خلال مختلف كواكبها التي يحمل كل واحدٍ منها تصميما مختلفا مع كائنات مختلفة تبقى فريدة جدا، قد لا تكون أفضل لعبة Point & Click من حيث اللعب، إلا أنها واحدة من أجملها بلا شك.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة لجهاز PC تم شرائها رقميا.