Homesick (1)

باختلاف أنواعها وجودتها، تحاول ألعاب الإندي تقديم تجارب مُختلفة مع أفكار قد لا تكون ثورية لكنها تساعد على الحفاظ على التنوع في الساحة، ولعبة Homesick واحدة من العناوين التي دخلت عالمها وأنا أجهل عنها كل شيء بعيدا عن كونها لعبة ألغاز برسومات جميلة، لكنني لمست فيها بحث المطور عن تقديم شيء مختلف على قدر ما يملك من موارد.

Homesick لعبة استكشاف وألغاز من منظور الشخص الأول، وأرغب أن أوضح أنني أجبرت على تقليص المراجعة، ليس لأنني سأحرق عليكم أي شيء، وإنما لاستحالة الحديث عن اللعبة دون الحديث عن الفكرة الرئيسية، أكبر نقاط قوتها، وبما أنها تجربة قد تكون قصيرة ومحدودة فضياع عنصر المفاجأة والاستكشاف كافيين لتغيير طعم تجربتك للعبة، وبناء على ذلك قررت أن أتحدث عن اللعبة بشكل يجعلك قادرا على معرفة ما تحتاج معرفته عنها دون أن أفسد عليك شيئا.

Homesick (2)

حين بدأت اللعبة، لفت انتباهي إشارة المطور لعدم مشاركة حلول ألغاز اللعبة مع اللاعبين، وبعد إنهائها أستطيع معرفة السبب، الألغاز هنا متصلة بعضها البعض، حين تحل اللغز الأول ستصبح لديك خلفية لكيفية حل اللغز الذي يليه وهكذا، وحتى إن لم تكن الألغاز صعبة، فإنها تحتاج للكثير من التركيز ، اللعبة لا تقدم للاعب أي تلميحات واضحة وعليه استكشاف البيئة الصغيرة والمُغلقة وفك رموزها، وهنا تكمن فكرة اللعبة الرئيسية.

أنبه مجددا لكوني سأتحدث هنا عن فكرة اللعبة الرئيسية، لذا الأفضل لكم أن تتجاوزوا هذه الفقرة إلى الفقرة التي تليها. اللعبة تضعكم في بيئة دون إخباركم بما عليكم فعله، عليكم اكتشاف كل شيء بأنفسكم، وبفعل ذلك ستكتشفون أن العالم يحتوي العديد من الكتب وقصاصات الجرائد والرسائل وغيرها، لكن كلها مكتوبة برموز غير مفهومة، بالتقدم في اللعبة ستجدون طريقة لفك هذه الرموز وتحويل كل رمز لحرف واضح، ويمكنكم بذلك فهم كل الأشياء المكتوبة في العالم، وبقدرتكم على فهم كل شيء في البيئة ستصبح الأمور مألوفة لديكم وستكتشفون في كل غرفة قصة صغيرة تحتويها قصة اللعبة الكبيرة، الأمر اختياري طبعا ولا شيء يدفعكم لحل كل الرموز أو قراءة شيء، لكنكم ستفوتون جزءا كبيرا من متعة اللعب. وحديثا عن القصة وكعادة العديد من ألعاب المطورين المستقلين، فإنها بحاجة لعمل إضافي، خاصة أن النهاية تترك لديك إحساسا بالنقص وشعورا بعدم الرضى.

Homesick (4)

أسلوب اللعب بسيط ومبني بالكامل على الألغاز، هذه الأخيرة تعتمد على التركيز واستخدام الشيء المناسب في المكان المناسب، الحل بسيط إلا أنه بعدم وجود تلميحات واضحة قد تمضون بعض الوقت قبل معرفة ما عليكم القيام به، فليس من الصعب مثلا إيجاد مفتاح لفتح باب، لكن عليكم أولا معرفة الطريقة التي عليكم من خلالها الوصول للمفتاح، والأصعب من ذلك أنكم لا تعلمون أي الأبواب تفتحون وما عليكم أساسا القيام به. العيب الوحيد الذي لاحظت والذي يؤثر على اللعب هو حركة الشخصية بطيئة جدا ومزعجة حين تعلمون أنه عليكم التنقل من مكان إلى آخر والعودة أدراجكم لمحاولة إيجاد الحل.

رسومات اللعبة جميلة مع تصميم بيئة مليء بالتفاصيل، ورغم أن اللعبة لا تحتوي إلا بيئة مُغلقة واحدة إلا أن المطور حاول إظهارها بأفضل شكل ممكن، الإضاءة ممتازة والمؤثرات البصرية كذلك، وبتركيز اللعبة على الاستكشاف فإن المطور استعان بألحان هادئة مُشكلة من صوت الكمان والبيانو، غير ذلك لا وجود لأصوات اخرى أو محادثات وغير ذلك ولم أشعر أثناء اللعب أنني بحاجة لأيٍ من هذه الأشياء.

Homesick (6)

عمر اللعبة قصير حتى بتواجد الألغاز، ساعتين ونصف الساعة مدة كافية لإنهاء كل شيء، علما أن اللعبة أقصر من ذلك إذا حللتم الألغاز بسرعة أكبر، كما يمكن أن تتجاوزا هذه المدة بكثير إذا صعب عليكم فهم طريقة حل بعض الألغاز أو ما عليكم القيام به بما أن اللعبة مبنية بشكل كامل على الألغاز، اللعبة تحتاج أيضا لمستوى فهم بسيط للغة الإنجليزية لاعتماد بعض الألغاز عليها ومستوى متوسط لفهم القصص المنتشرة في عالمها. Homesick تجربة جميلة لمحبي ألعاب الألغاز، مع فكرة جميلة وتطبيق جيد، القليل من العيوب في القصة التي تبدو ناقصة وغير مفهومة وحركة شخصية بطيئة جدا.

شارك هذا المقال
Homesick
فكرة اللعبة الأساسية والتطبيق الجيد - الرسومات وتصميم البيئة - الموسيقى.
الشعور بنقص كبير في القصة - حركة الشخصية البطيئة.
Homesick لعبة ألغاز تعتمد على تركيز اللاعب، مع فكرة جميلة وتطبيق جيد ومظهر جد مشجع للعبة من مطور مُستقل.
تاريخ النشر: 2015-05-28
طورت بواسطة: Lucky Pause
الناشر: Lucky Pause