إنه جيل جديد من ألعاب الفيديو، و يوبي سوفت تريد أن تضع بصمتها مثل كل مرة، كما فعلت مع توم كلانسي و أمير فارس، و كما فعلت من أساسن كريد في الجيل الماضي. لعبة Watch Dogs الجديدة بنيت لتكون سلسلة ضخمة و ليس مجرد لعبة عابرة. فكرة ووتش دوجز الأساسية التي تم تسويقها طوال الفترة الماضية هي التهكير، و استخدامه في اللعبة في مدينة شيكاغو التي أصبحت تدار بطريقة رقمية كاملة، حيث كل شيء يتم التحكم فيه بالكمبيوتر. اللعبة ظهرت في أكثر من معرض E3، و تم إصدار أكثر من عروض فيديو لها و كانت مثل قطار الموت، تارة إيجابية و تارة سلبية. لكن منذ أسبوع تقريبا و المنتج المكتمل يتواجد بين أيدينا، أو بالأحرى داخل جهاز PS4 الخاص بنا، فهل تمكن اللعبة من خلال تجربتنا من تحقيق أهدافها بالنجومية، لنذهب و نقوم ببعض التهكير معا.

سوف أنتقم
ليست غريبة أبدا مسألة الإنتقام في قصص ألعاب الفيديو، و بطلنا ايدين يعيش هنا إحدى تلك القصص الإنتقامية. ايدين هاكر محترف، و كان يوما يقوم عملية سطو إلكترونية للسرقة من أثرياء شيكاغو، لكن تم إكتشافه في لحظتها. الأمور كانت بسيطة في البداية، لكن تم وضع عقد على رأس ايدين، و رغم تمكنه من الهروب الا أن ابنة اخته لاقت الموت بسبب تلك المطاردة. ايدين في أحداث القصة الرئيسية يقوم بعمليات تهكير متعددة و مطاردة و اقتحام ليصل الى الأشخاص الذين أعطوا الأمر لقتله و بالتالي تسببوا في موت قريبته. القصة لا تتميز كثيرا في أي شي بكل صراحة، و رغم أنها ليست سيئة للكن زاد الطين بلة سطحية الشخصيات في اللعبة. حتى البطل ايدين يبدو لي و كأنه ملون بالأبيض و الأسود فقط، لا يوجد أي شي مثير في شخصيته و حتى تفاصيل حياته التي لم أشعر أبدا أني أريد متابعتها.

كل شيء مسجل
عالم اللعبة هو مدينة شيكاغو، و في هذا العصر كل شيء يتم تسجيله في سيرفرات كبيرة، من أسماء الأشخاص و أشكالهم، الى أصغر تفاصيل حياتهم. ايدين يستطيع التطفل على الجميع عبر التهكير من هاتفه، فهو يمشي في الشارع و يستطيع أن يعرف من هو مجرم سابق و من هي تدرب على الغناء و من يعاني من مرض خطير. التهكير يلعب دورا رئيسيا في نظام اللعب، و ذلك عبر المقاطع القتالية أو التجسسية. الفكرة بسيطة جدا، بالضغط على زر مربع يرفع ايدين هاتفه المحمول و يشغله، و تستطيع حينها رؤية الأشياء التي تستطيع تهكيرها، و بالضغط على زر مربع حين ظهور الأمر تقوم بعملية التهكير. كمثال تستطيع تهكير أي كاميرا و الإنتقال منها الى أي كاميرا أخرى، و توسيع حجم المشهد يتيح لك تهكير أشياء إضافية عبر عدسة الكاميرات. أثناء القتال التهكير سيكون مفيدا في أكثر من لحظة، و تنقسم الفوائد ما بين تشتيت و قتل. فمثلا تستطيع تفجير مولد كهرباء لتقوم بقتل جنود يقفون بجانبه، لكن هذا سكيون مزعجا و سيقوم بتنبيه الآخرين. كمقال آخر تستطيع أن تقوم بتهكير رافعة لتحريكها، و بالتالي تشتيت انتباه جندي يقف بجانبها.

بشكل عام التهكير وسيلة مساعدة أثناء مجرى القتال في اللعبة أو اقتحام المباني، و مع وجود الكاميرات يمكنك رؤية المكان و تفقده جيدا للتخطيط للتسلل اليه غير مكشوفا اذا أردت ذلك. بعيد عن التهكير، لعبة واتش دوجز تسير على الطريقة المعتادة و المقاييس المعروفة هذه الأيام. إما أن تقتحم المكان و تقتل الجميع، أو أن تتجسس و تحاول الخروج بأقل الأضرار الممكنة. نظام اللعب في واتش رغم أنه غير جديد لكنه متقن جدا، و أعجبني بشكل كبير خصوصا نظام الإختباء خلف الحواجز و الإنتقال ما بينها. تستطيع أثناء الإختباء تحريك الكاميرا و رؤية علامة × على الشاشة، و تحريكها بشكل دقيق الى المكان الآخر الذي تريد الإنتقال و الإختباء خلفه. هناك حلقة لإختيار الأسلحة، و نظام التصويب متزن جدا و متقن بشكل كبير. بعيدا عن القتال هناك الكثير من المطاردة و التحليق بين شوارع شيكاغو بالسيارات السريعة. القيادة في اللعبة متقنة جدا و هناك وزنيات مختلفة تم تطبيقها بشكل جيد حيث أن كل سيارة و كل دراجة تشعر بأن لها أسلوب خاصة على الطريق.

المطاردة في مدينة شيكاغو ستكون عنيفة، خصوصا من الشرطة الذي سيطاردونك بسرعة كبيرة و لا يمكن الهروب منهم بمجرد القيادة. هنا تأتي فائدة التهكير مرة أخرى، حيث أنك أثناء القيادة تستطيع تهكير إشارات المرور مثلا لتقوم بالتسبب في حوادث لمطارديك. أيضا تستطيع مثلا تشغيل الحواجز و جعل السيارات ترطدم بها، أو تحريك الجسور و فتح الكراجات و الإختبار بداخلها حتى تهدأ الأمور. مدينة شيكاغو كبيرة و كما هو متوقع من ألعاب الساند بوكس ذات العالم المفتوح فهناك العديد من المهمات الجانبية التي تنتظرك. كمقال هناك مهمات لسرقة السيارات أو توصيل بعضها بأمان، أو مهمات اللحاق باللصوص أو اقتحام مقر عصابة كبيرة و ضرب قائدهم. يوبي سوفت أيضا قامت بإضافة بعض الألعاب المصغرة الغريبة جدا مثل مادنس حيث تتحول المدينة الى بشر وحوش تقوم بدهسهم بسيارتك المسرعة و كأنك انتقلت الى لعبة تويستد ميتل.

احذر من المتطفلين
واحدة من الأطوار المسلية في اللعبة هي هي طور الغزو في الأون لاين. يمكنك أن تدخل عالم لاعب آخر، أو العكس، و قد يقتحم لاعب على الشبكة عالمك في أي لحظة. هناك عدة أطوار للعب على الشبكة، مثل الذي ذكرته سابقا، حيث سيحاول شخص ما تهكير هاتفك و الحصول على معلوماتك. أثناء المهمة سيتم إخبارك أين هي الدائرة التي يتواجد داخلها الشخص الذي يحاول تهكيرك. لكن هذا لن يساعدك كثيرا، لعليك إيجاد الشخص من بين كل الناس من حولك، حتى من يقود سيارته أو يقع في مكان مرتفع عنك. في حال وجدته ستتمكن من ملاحقته و ايقافه أو ربما يتمكن هو من الهرب.

خاصية الأون لاين يمكن ايقافها من الخيارات، و سوف تحرم نفسك حينها من بعض الترقيات. نظام الترقيات في اللعبة مهم جدا حيث أنه يتيح لك الحصول على قدرات جديدة. عند اتمام المهمات الرئيسية في اللعبة ستحصل على نقاط XP و عند تطوير مستواك ستحصل على نقاط مهارات إضافية. هذه النقاط تستطيع استخدامها في تطوير قدرات مختلفة، سواء تخص القتال أو تخص التهكير أو غيرها. من قدرات التجسس مثلا القدرة على الركض بصوت منخفض، و من قدرات التهكير إمكانية التحكم في القطارات للمساعدة أثناء الهروب.