Punished Noctis
A Silver Bullet
بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما إعتبرت ماد هاوس أعظم أستوديو مر على تاريخ الصناعة بجانب أستوديو نيبون. ربما من لا يعرف عن الأستوديو إلا أعماله بالثلاث سنوات الأخيرة سيستغرب كلامي، فرغم تقديمه أعمال جيدة جدا ككايجي 2 و هانتر إكس هانتر و الرائعة شيهايافورو، إلا أنه قدم كذلك أنميات عادية و سيئة مثل بتوووم و فوتو كانو و لم نرى منه فعلا مايستحق أن نذكره بأكثر من "أستوديو جيد جداً" بالسنوات الأخيرة. و هذا أمر محزن لأستوديو قدم أعمالاً كمونستر و كايجي و ديث نوت و كلايمور على التوالي، هذا غير الرائعة الرياضية هاجيمي نو إيبو و الأنمي الإستثنائي ون آوتس.. دعنا لا نتحدث عن اعماله السيرالية الفخمة تاتامي جالاكسي و كايبا.. ولا عن بصمته في عالم شريحة الحياة نانا.
أستوديو ماد هاوس كان إستثنائيا.. بصبغته العالمية و إخراجه الراقي و "النكهة" التي كان يقدمها بجميع أعماله و يعرفها عشاقه جيدا و يأسفون على حاله بعد خروج ألمع نجومه و غرقه بالمشاكل المادية. كعاشق لماد هاوس لم أتوقف أبداً عن متابعة أعماله بكل موسم (ويل.. هذا الموسم إستثناء) و أنا موقن تماماً أنها مجردة إنتكاسة سيقوم منها سريعاً رغم كل شيئ، فعقلي لا يتحمل فكرة أن ماد هاوس الذي أحبه إنتهى للأبد. حتى وقعت على الفيلم القصير بلياردو الموت. فيلم قصير سيكولوجي ضمن مشروع "مستقبل الأنمي" الذي إقتبس عنه سطور صديقي العزيز MH MD لمن لا يعرفه (المشروع و ليس محمد طبعا) :
أستوديو ماد هاوس كان إستثنائيا.. بصبغته العالمية و إخراجه الراقي و "النكهة" التي كان يقدمها بجميع أعماله و يعرفها عشاقه جيدا و يأسفون على حاله بعد خروج ألمع نجومه و غرقه بالمشاكل المادية. كعاشق لماد هاوس لم أتوقف أبداً عن متابعة أعماله بكل موسم (ويل.. هذا الموسم إستثناء) و أنا موقن تماماً أنها مجردة إنتكاسة سيقوم منها سريعاً رغم كل شيئ، فعقلي لا يتحمل فكرة أن ماد هاوس الذي أحبه إنتهى للأبد. حتى وقعت على الفيلم القصير بلياردو الموت. فيلم قصير سيكولوجي ضمن مشروع "مستقبل الأنمي" الذي إقتبس عنه سطور صديقي العزيز MH MD لمن لا يعرفه (المشروع و ليس محمد طبعا) :
لحظة... ما هو هذا المشروع وكيف بدأ؟ وما الهدف منه؟
في 2007 ، واستجابة لظروف العمل الصعبة في اليابان والأجور القليلة التي يتقاضاها المحركون أو الأنميتور (Animators )، تم تشكيل جمعية صناع الانمي الياباني ( Japanese Animation Creators Association ) لتشجيع الانميتورز الشباب على العمل في اليابان وعدم هجرة المواهب الشابة لخارج اليابان
بدأ عمل الجمعية فعليا في 2010 حيث تم بدأ مشروع تدريب الأنميتورز الشباب بدعم من الحكومة اليابانية، حيث أنها توفر نصف مليون دولار لأربعة استوديوهات كل سنة لتقوم بصنع فلم انمي قصير تصل مدته لنصف الساعة بهدف تدريب الشباب ، في سنة 2010 تم صنع 4 أعمال وهي Ojisan no Lampو Kizuna Ichigeki و Wardrobe Dwellers و Super Veggie Torracman وتم عرضهم في 2011 ، ولعل أفضلهم هو Ojisan no Lamp
بعد ذلك، تم إعادة الكرَّة في 2011 وصنع 4 أعمال جديدة وهي Buta و Wasurenagumo و Dudu the Floatie و Minding My Own Business وتم عرضهم في 2012 ، أشهر هذه الأعمال هو Wasurenagumo وذلك لغرابته والصدمة التي أحدثها لمتابعيه
تتميز هذه الأعمال عادة بتفردها وتناولها لمواضيع لا تجدها في الكثير من الانميات وكونها تتبع أسلوب عالمي غالبا وممكن أي واحد يشوفها، واسلوب الرسوم المميز في بعضها، والأهم من ذلك هو جودة الانميشن فيها
هذه السنة لدينا 4 أعمال جديدة ، Little Witch Academia من تنفيذ استوديو Trigger ، و Death Billiards من استوديو Mad House ، و RYO من انتاج استوديو GONZO ، وأخيرا Arve Rezzle من استوديو ZEXCS
فكيف كان بلياردو الموت ؟ عودة قوية لماد هاوس أم
جديد للنسيان؟
حسناً، سأظلم العمل بتحميله أكثر مما يستحق إن قلت إنه عودة لماد هاوس الذي أحبه.. لكني لن أظلمه إن قلت أني أنهيت المشاهدة التي إستغرقت خمسة و عشرين دقيقة و أنا أشعر بأني أنتهيت من عمل ممتاز مختلف. أنهيتها و بقيت سويعات أفكر في أحداث الحلقة و كيف إنتهت بالضبط. أنهيتها و أنا أشعر بمذاق ماد هاوس في حلقي و هو مذاق لم اشعر به منذ زمن طويل و حتى سيكول أحد أفضل أعمالهم كايجي 2 لم يعطني مذاقهم الأعتيادي بهذا الشكل. و لعل هذا يكفي عشاق الأستوديو ليهموا بتحميل الفيلم و يشاهدوه رغبة بإسترجاع إحساس إفتقدوه لفترة طويلة.. لكن دعوني أسهب قليلاًَ في الحديث عنه فهو من المنتجات التي يروق للمشاهد الحديث عنها بعد الإنتهاء منها.
يبدء الفيلم بمشهد لرجل عجوز يهبط من مصعد ليجد نفسه في بار.. لا يوجد ماهو غريب بالأمر بإستثناء أن العجوز لا يتذكر كيف وصل للمصعد و آخر مايتذكره كونه يشرب الشاي مع زوجته، يقابل هناك شاب في نفس حالته لا يتذكر كيف وصل إلى البار بالضبط، حتى يخبرهما المضيف بأن عليهما أن يلعبا مباراة بلياردو كأن حياتهما فيها على المحك، و أن لا طريقة للخروج من البار إلا في مباراة البلياردو تلك. و من هنا تبدء أحداث الحلقة حيث نتعرف أكثر على الشخصيتين و طبيعتهما و مايشعران به نفسيا و يخفونه بماضيهم بمباراة البلياردو تلك.
أرى المشاهد يستغرب كون القصة ليست بشيئ إستثنائي بل فكرة لعبة موت مستهلكة رأينا مثلها كثيرا مؤخرا بأعمال مثل ميراي نيكي و بتووم (من نفس الأستوديو).. لكن دعني أطمنه بأن لعبة الموت هذه مختلفة، و سأبرز بعد نقاط إختلافها بالسطور القادمة :
حسناً، سأظلم العمل بتحميله أكثر مما يستحق إن قلت إنه عودة لماد هاوس الذي أحبه.. لكني لن أظلمه إن قلت أني أنهيت المشاهدة التي إستغرقت خمسة و عشرين دقيقة و أنا أشعر بأني أنتهيت من عمل ممتاز مختلف. أنهيتها و بقيت سويعات أفكر في أحداث الحلقة و كيف إنتهت بالضبط. أنهيتها و أنا أشعر بمذاق ماد هاوس في حلقي و هو مذاق لم اشعر به منذ زمن طويل و حتى سيكول أحد أفضل أعمالهم كايجي 2 لم يعطني مذاقهم الأعتيادي بهذا الشكل. و لعل هذا يكفي عشاق الأستوديو ليهموا بتحميل الفيلم و يشاهدوه رغبة بإسترجاع إحساس إفتقدوه لفترة طويلة.. لكن دعوني أسهب قليلاًَ في الحديث عنه فهو من المنتجات التي يروق للمشاهد الحديث عنها بعد الإنتهاء منها.
يبدء الفيلم بمشهد لرجل عجوز يهبط من مصعد ليجد نفسه في بار.. لا يوجد ماهو غريب بالأمر بإستثناء أن العجوز لا يتذكر كيف وصل للمصعد و آخر مايتذكره كونه يشرب الشاي مع زوجته، يقابل هناك شاب في نفس حالته لا يتذكر كيف وصل إلى البار بالضبط، حتى يخبرهما المضيف بأن عليهما أن يلعبا مباراة بلياردو كأن حياتهما فيها على المحك، و أن لا طريقة للخروج من البار إلا في مباراة البلياردو تلك. و من هنا تبدء أحداث الحلقة حيث نتعرف أكثر على الشخصيتين و طبيعتهما و مايشعران به نفسيا و يخفونه بماضيهم بمباراة البلياردو تلك.
أرى المشاهد يستغرب كون القصة ليست بشيئ إستثنائي بل فكرة لعبة موت مستهلكة رأينا مثلها كثيرا مؤخرا بأعمال مثل ميراي نيكي و بتووم (من نفس الأستوديو).. لكن دعني أطمنه بأن لعبة الموت هذه مختلفة، و سأبرز بعد نقاط إختلافها بالسطور القادمة :
- كل ما قاله النادل أن يلعبا كأن حياتهما على المحك. لا يوجد توضيح لأي قواعد او قوانين سرية أو أي شيئ عن طبيعة اللعبة إلا أن يلعبا.
- ماقاله النادل تحديدا أن يلعبا كأن حياتهما على المحك. فنحن لا نعرف حقا ماسيحدث للخاسر و هل سيموت حقا؟ النادل لم يقل هذا مباشرة أبداً و الشخصيات تدرك ذلك. في الواقع.. لا يوجد حتى مايضمن لك أن الفوز هو الخيار الصحيح في اللعبة! ربما عليك أن تخسر؟ لا الشاب ولا الرجل العجوز يعرفان.
- الجو الهادئ المخملي و المحبب بأجواء اللعبة يجعل الشخصيات في حيرة.. أما يحدث هذا خطر جدي أم مجرد لعبة بسيطة سننتهي منها سريعا؟ لا يا سيدي لن تجد أطرافاً متطايرة في فيلمنا هذا.
و لا يمكنني أن أذكر أكثر خوفا من تخريب الفيلم عليكم، لكن أعتقد أن من الواضح بالنقاط الثلاثة أن هذا الفيلم يركز على أجواء اللعبة و مشاعر الشخصيات خلال لعبها بشكل جدي و ناضج يضع المشاهد على الحافة و يجعله يقلق على مصير الشخصيات بشكل يذكرك بالرائعة الكلاسيكية الحديثة كايجي. كذلك هو فيلم محكم الكتابة يعطيك مايكفي من أطراف الخيوط و يعطيك مايكفي من الإجابات. فهو فيلم يدرك جيداً ان ليس لكل سؤال أن يحصل على إجابة، فيلم يدرك جيدا كيف يستخدم كل عناصره لإيصال رسالته في النهاية. و بما أنني ذكرت النهاية... فعلي أن أمدحها بشكل خاص هنا فهي من النهايات التي تركتني أفكر بعد الإنتهاء من العمل .. دعوني أتحدث عن فهمي لرسالتها (و أنا لم اقرء تحليلات لها في النت بعد) هنا :
أعتقد أن رسالة العمل هي.. نسبية الصلاح و الطلاح و الجنة و الجحيم. كون المظهر دائما ليس كل شيئ بل حتى أفعال الشخص أمامنا لا تؤهلنا كفاية لنحكم عليه أهذا الشخص في الجنة أم في الجحيم. و حتى آخر لحظة لن تدرك أنت نفسك أين ستكون إلا حين تجد نفسك هناك!
مايجعلني أفكر هكذا هو تقديم شخصية العجوز.. ففي البداية هو من يلعب بالعدل و فوق ذلك اللاعب الأفضل. العمل يعطيك الإحساس أنه الإنسان الأفضل. و يتأكد لك ذلك في النهاية حين يقتله الشاب فتتأكد أنه في الجنة و الشاب في النار حين تعرف حقيقة اللعبة. لكن حين يبكي الشاب و يكلم العجوز النادل يحصل المشاهد على إنطباع أن العجوز تنازل له و سيدخل الجحيم عوضاً عنه.......... فتأتي ضحكة العجوز في النهاية لتقلب كل شيئ! و تترك المشاهد محتاراً... من في الجنة و من في النار؟ من الصالح و من الطالح؟ من في الجنة و من في النار؟ و لن يعرف هذا أبداً.. هذه هي رسالة العمل بنظري.
مايجعلني أفكر هكذا هو تقديم شخصية العجوز.. ففي البداية هو من يلعب بالعدل و فوق ذلك اللاعب الأفضل. العمل يعطيك الإحساس أنه الإنسان الأفضل. و يتأكد لك ذلك في النهاية حين يقتله الشاب فتتأكد أنه في الجنة و الشاب في النار حين تعرف حقيقة اللعبة. لكن حين يبكي الشاب و يكلم العجوز النادل يحصل المشاهد على إنطباع أن العجوز تنازل له و سيدخل الجحيم عوضاً عنه.......... فتأتي ضحكة العجوز في النهاية لتقلب كل شيئ! و تترك المشاهد محتاراً... من في الجنة و من في النار؟ من الصالح و من الطالح؟ من في الجنة و من في النار؟ و لن يعرف هذا أبداً.. هذه هي رسالة العمل بنظري.
على الناحية الإخراجية فالعمل يمتلك تلك الصبغة العالمية التي تميز إخراج أعمال ماد هاوس. سأهنئ المخرج السيد يوزورو تاتشيكاوا على الوصول لهذا المستوى من عمله الثاني حيث أعطاني الفيلم إنطباعاً بكونه من إخراج مخرج غزير الخبرة.. بدء من مشاهد لعب البلياردو التي حملت حس و أجواء البارات بشكل مثالي.. مرورا إلى المشاهد الحركية التي قدمت بشكل ستايلش يناسب طبيعة العمل الرايقة الثقيلة بنفس الوقت.. إلى مشهد محدد ذكرني جودة الإيديتينج فيه بإبداعات الراحل ساتوشي كون مع فرق التطبيق طبعا و لا يعيب هذا مشهد بلياردو الموت بشيئ كون ساتوشي كون بنظري أفضل من جلس على كرسي الإخراج بهذه الصناعة.. و المشاهد الأخيرة المتميزة جداً.. عليه أن أتوقع للسيد يوزورو مستقبلاً باهراً.
ماذا عن النواحي الفنية ؟ الآرت في العمل ستايلش يليق بأجواءه و توزيع الألوان فيه كان متقناً نقل جو البار الليلي بأحسن صورة.. تصميم الشخصيات جيد نسبيا و متناسب مع الآرت.. إستعمال متقن للسي جي في كرات البلياردو و تحريكها جعل من مشاهدها متعة بصرية ستايلش لا يعلى عليها. التحريك (و هو هدف مشروع ميراي) كان متقناً واقعياً و مميزاً.. يمكنني أن أصفه بكلمة Cool و كان متعة بصرية بالكثير من المشاهد.. سواء التحريك رسما أو بإستعمال الـ CG.. موسيقى الجاز المصاحبة للمشاهد ساهمت بمنحها الإحساس الرايق الأتموسفيري و بدون خوض كثير بهذه الجوانب.. ثق أن بلياردو الموت سيرضيك مظهرياً و فنياً بلا أي شك.
9/10
ينصح به بشدة.
ماذا عن النواحي الفنية ؟ الآرت في العمل ستايلش يليق بأجواءه و توزيع الألوان فيه كان متقناً نقل جو البار الليلي بأحسن صورة.. تصميم الشخصيات جيد نسبيا و متناسب مع الآرت.. إستعمال متقن للسي جي في كرات البلياردو و تحريكها جعل من مشاهدها متعة بصرية ستايلش لا يعلى عليها. التحريك (و هو هدف مشروع ميراي) كان متقناً واقعياً و مميزاً.. يمكنني أن أصفه بكلمة Cool و كان متعة بصرية بالكثير من المشاهد.. سواء التحريك رسما أو بإستعمال الـ CG.. موسيقى الجاز المصاحبة للمشاهد ساهمت بمنحها الإحساس الرايق الأتموسفيري و بدون خوض كثير بهذه الجوانب.. ثق أن بلياردو الموت سيرضيك مظهرياً و فنياً بلا أي شك.
9/10
ينصح به بشدة.