إحساس
True Gamer
في سنوات ماضية، بالتحديد من بداية البلاي ستيشن 1 إلى البلاي 2 إلى الأكس بوكس القديم، كان الناس يعيشون أحلى وأجمل لحظاتهم على أجهزة الكونسول، فالألعاب كانت رائعة بمستواها، مكتملة، لاتعاني من المشاكل إلا ماندر، ألعاب بمستوى عالي نتمتع فيها نحن اللاعبون .
أجهزة الـ PC في ذلك الوقت لم يكن لها أي إهتمام، لربما البعض كان مولعاً بألعاب الـ MMO خصوصاً مع ظهور الظاهرة ورلد أوف واركرافت، لكن الجميع إذا أراد أن يلعب لعبة على الكونسول، يتجه إلى الكونسول، لماذا ؟، لإنه يثق تماماً بأنه سيتمتع بتجربة كاملة على أجهزة لديها القدرة على تشغيل كل لعبة بأقصى جمالها، تغيّر الوضع في الوقت الحالي، مع بداية الجيل الجديد أصبحنا نشاهد أخطاءً كثيرة في تطوير الألعاب، أخطاء تصميمية، ضعف في الجرافيكس، رسوم سيئة، تيكستشرز سيء، الفريم ريت، وأشياء كثيرة أصبحت ملازمة مع ألعاب الكونسول للأسف، بينما أصبح جهاز الـ PC هو الجهاز الأفضل تقنياً، فعندما تشاهد لعبة مليئة بالأخطاء في أجهزة الكونسول " لا أقصد سكايرم "، ستشاهدها رائعة وبشكل مختلف تماماً على أجهزة الـ PC، والأمثلة كثيرة .
هنالك أسباب كثيرة، أريد في هذه المقالة المختصرة أن أغطي أهمها، ولربما السبب المهم الذي أريد التحدث عنه هو الأدوات التطويرية .
الأدوات التطويرية، ماهي الأدوات التطويرية ؟، الأدوات التطويرية هي الأدوات التي يعمل عليها المطوّرون لإخراج لعبة معيّنة على جهاز معيّن، هذه الأدوات تكون منفصلة غالباً، فلكل جهاز أدوات تطوير معيّنة، لإنه وكما تعرفون، كل جهاز لديه قدرات وقطع مختلفة عن الجهاز الآخر، فلا يمكن أن تساوي مابين جهازين في قدراتهم التطويرية .
عندما نتحدث هنا عن الأدوات التطويرية، فلابد أن نعرف بأن جهاز الـ PC هو المهيمن هنا وبدون منافس، فجهاز الـ PC يمتلك القدرات ويمتلك المواصفات الذي يجعله هو الجهاز الأسهل تطويرياً، والجهاز الذي يمتلك جميع القدرات التي تجعله يخرج اللعبة بالصورة الأفضل، وهذا الشيء ليس جديداً في هذا الجيل، بل منذ ظهور أجهزة الـ PC وهذا الأمر معروف، ليس هنالك منافسة بين أجهزة الكونسول وأجهزة الـ PC، ما اللذي تغيّر في هذا الجيل إذاً ؟، الذي تغيّر هو الفارق التطويري والذي أصبح أوسع بكثير من قبل، فأجهزة الـ PC لازالت بالقمة وستزال كذلك، لكن المشكلة في أجهزة هذا الجيل إنها أصبحت تطويرياً أصعب بمراحل من قبل، لا من ناحية ميزانية مالية ولا من ناحية أدوات تطويرية يحتاج لها الكثير من العمل، والكثير من الأشخاص أيضاً .
نسمع دائماً في الأجيال الماضية فرقاً جديدة تعمل على ألعاب على أجهزة الكونسول، فكلما شاهدنا لعبة جديدة شاهدنا بجانبها أسماً جديداً لأستوديو أو شركة جديدة، لكن في هذا الجيل أصبح هذا الأمر نادراً، فالمطوّرين الجدد أنتقلو إلى أجهزة المحمول والجوالات وأيضاً الـ PC، لإنه من الصعوبة تغطية هذه المتطلبات الموجودة على أجهزة الكونسول في هذا الجيل، فالإنتقال إلى قطاع آخر يعتبر أسهل وأفضل وسيلة لهم، نستنتج من هنا أمراً آخراً مهماً، أنه وبسبب أن المرحلة التطويرية صعبة، فمن الصعب أيضاً أن تخرج لعبة بكامل مستواها، تحتاج إلى الكثير من العمل والإتقان والمادة أيضاً لإخراجها بهذا الشكل، وللأسف معظم ألعاب هذا الجيل تعاني من المشاكل، فلا نشاهد لعبة واحدة متميّزة إلا وعانت من المشاكل إلا ماندر .
المشكلة الكبيرة والسبب المهم الآخر الذي أكثر العواقب أمام المطوّرين، الخدمات التطويرية، مشكلة أجهزة هذا الجيل أنها تصعّب الأمور التطويرية على المطوّرين بشكل كبير جداً لدرجة أنها تحسسهم أحياناً بعدم الإهتمام فعلاً، تخيّلو، إذا أردت أن تضع " تحديث " معيّن على لعبتك بأجهزة الكونسول، فيجب أن تدفع 40 ألف دولار لكل تحديث !، مايزيد الطين بلة، أنك أنت أيها المطوّر تحتاج لهذه التحديثات بشدة، فكما قلنا سابقاً بأن الأخطاء التقنية على أجهزة الكونسول أصبحت أمراً لامفر منه خصوصاً للمطوّرين الصغار، فأنت هنا يجب عليك أن تقدّم التحديثات بشكل دائم لكي تخرج لعبتك بالشكل الأفضل، بمعنى أنك تحتاج إلى المادة بشكل كبير .
بينما بالنسبة لأجهزة الـ PC، الأدوات التطويرية أسهل، زيادةً على ذلك الخدمات سلسة بشكل أكبر، لدرجة أن " ستيم " الخدمة المعروفة تقدّم التحديثات للمطوّرين بشكل مجاني، متى ما أردت !
هنا يتسع الفارق بشكل كبير جداً، للأسف أصبحت أجهزة الكونسول ملاذاً للشركات الكبيرة ذات الميزانيات الضخمة وذات الأسماء الكبيرة، بينما الأفكار الجديدة والمبتكرة لانشاهدها في عالم الألعاب، لماذا ؟، لإننا لا نشاهد فرقاً جديدة تبدع وتطوّر في هذا العالم المليء بالصعاب .
مارأيكم ؟
التعديل الأخير: